{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
عودة الإنتلجنتسيا (حسين عبدالعزيز)
skeptic غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,346
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #2
عودة الإنتلجنتسيا (حسين عبدالعزيز)
صور المثقف في الساحة
المصرية المعاصرة


اكتظت الساحة الثقافية المصرية بالمثقفين المرتبطين بدرجة أو أخري بالسلطة أو بقوي أجنبية، وكادت الانتلجنتسيا المصرية أن تختفي تماما من الساحة. وطفت علي السطح صور متعددة جديدة للمثقفين.
فمن صور الفريق الأول المثقف الأيديولوجي الذي ينظر ويروج لأفكار وسياسات السلطة من خلال الأجهزة الأيديولوجية التابعة للدولة المتصلة بالفكر والثقافة والاعلام. والمثقف السياسي بالوكالة الذي يقوم بمهام سياسية محددة نيابة عن السلطة سواء في الخارج بما يعرف بالدبلوماسية الشعبية كجماعة كوبنهاجن وأنصار التطبيع مع اسرائيل، أو في الداخل بتدجين المثقفين المناضلين وعقد الصفقات معهم التي تشمل فيما تشتمل عليه تسكينهم في وظائف أو أعمال تدر لهم دخلا. وغالبا ما يكون هؤلاء من ذوي خلفية سياسية وتاريخ نضالي سابق يوفر الثقة لهم والعلاقات اللازمة للقيام بالمهام الموكولة اليهم. وأخيرا المثقف البيروقراطي الذي يتولي ادارة أحد الأجهزة الثقافية الحكومية، ومنهم دعاة 'الاستنارة السلطوية' الذين يتكلمون كثيرا عن الاستنارة والديمقراطية وما هم سوي موظفين لدي سلطة استبدادية متخلفة، يهاجمون الدكتاتورية في الخارج (مثل دكتاتورية الطاغية صدام حسين) ويسكتون عن نقد الدكتاتورية في وطنهم.
أما الفريق الآخر المكون من مثقفين مرتبطين بقوي أجنبية أو متأثرين بها ومتلقين لدعمها، فمنهم الليبراليون الجدد دعاة 'العقلانية والواقعية' وأنصار الديمقراطية ولو عن طريق الغزو الأمريكي الذين يدعون أن التغيير والاصلاح لا مناص من أن يأتي من الخارج أو علي الأقل بمؤثر خارجي. وكذلك المثقف العولمي الناشط في مجال منظمات المجتمع المدني الممولة من هيئات حكومية أو أهلية خارجية.


الانتلجنتسيا ومفهومها
وأصولها التاريخية


ولكن ما هي تلك الانتلجنتسيا التي كادت أن تختفي من الساحة الثقافية والوطنية المصرية في الزمن الراهن، بعد أن ولدت في مصر في الربع الأخير من القرن التاسع عشر مع الحركة العرابية وبتأثير جمال الدين الأفغاني، وفي بداية القرن العشرين في المواجهة مع الاحتلال البريطاني وبتأثير الشيخ محمد عبده وأفكاره الحداثية، ثم نضجت وتبلورت في النصف الثاني من أربعينات القرن. وما هو مفهوم هذا المصطلح. لقد استخدمت كلمة 'الانتلجنتسيا' وهذ كلمة روسية الأصل باعتبارها محض مرادف لكلمة المثقفين، إلا أنه بالرجوع للتعريفات التي قيلت عن هذه الكلمة والأصل التاريخي لنشأتها يتعين التفرقة بين هذين اللفظين.
لقد عرٌف أحد الكتاب الروس الانتلجنتسيا بأنهم المثقفون ذوو التفكير النقدي. وعرٌفها آخرون بأنهم المثقفون الذين يقتربون من الشعب ويبتعدون عن السلطة. بل لقد قال أحد الكتاب أن الانتلجنتي (وهي مفرد كلمة الانتلجنتسيا) هو من يفصل من الجامعة لأسباب سياسية ويعمل علي نصرة الشعب. وبتعبير آخر يمكن القول أن الانتلجنتسيا هي شريحة من المثقفين المستقلين عن السلطة، المنشقين عن النظم السياسية المستبدة والملتزمين بالنضال من أجل حرية شعوبهم.
وقد أسهم المفكر والناقد البريطاني الذائع الصيت السير إيزابا برلين أستاذ النظرية الاجتماعية والسياسية وتاريخ الأفكار في جامعة اكسفورد بدراسات هامة عن ظاهرة الانتلجنتسيا والأدباء والنقاد الذين شكلوها، منها دراسته عن ولادة ظاهرة الانتلجنتسيا في روسيا في القرن التاسع عشر وعنوانها 'العقد الفريد' (1838 1848) وهي عن الجيل الأول من الانتلجنتسيا الراديكالية ومؤسسها الناقد الأدبي بيلنسكي والمفكر الراديكالي والأديب الكسندر هيرزن. ودراسته 'روسيا عام 1848' عن تأثير الثورات التي اندلعت في غرب ووسط أوروبا عام 1848 علي المثقفين الروس. ودراسته عن رواية تورجنيف 'الآباء والأبناء' التي تناولت جيل الانتلجنتسيا الثاني والذي أطلق عليهم تورجنيف اسم 'النيهيلست' ثم دراسته عن الجيل الثالث للانتلجنتسيا 'الشعبويون'. وأخيرا دراسته عن 'تولستوي والتنوير'. يقول إيزايا برلين في تعريفه للانتلجنتسيا وتاريخ ظهورها 'الانتلجنتسيا' هي كلمة روسية اخترعت في القرن التاسع عشر، واكتسبت من ذلك الوقت أهمية عالمية. وهذه الظاهرة ونتائجها الأدبية والتاريخية الثورية، هي أكبر مساهمة روسية في الثقافة العالمية. إن مفهوم 'الانتلجنتسيا يجب ألا يخلط مع فكرة المثقفين، ذلك أن أفراد الانتلجنتسيا يرون أن ما يجمعهم ويوحدهم هو شيء أهم من مجرد الاهتمام المشترك بالفكر. انهم ينظرون الي أنفسهم كأفراد في 'طريقة' من طرق الرهينة مكرسة لنشر موقف محدد من الحياة'.
ثم يستطرد قائلا: 'أنه من الصعب الاعتقاد بأن الأدب الروسي في منتصف القرن التاسع عشر وبخاصة الروايات العظيمة التي أبدعت في تلك الحقبة، كان يمكن أن تظهر الي الوجود، إلا في المناخ الخاص الذي شكله هؤلاء الرجال. إن أعمال جوجول وتورجنيف وجنشاروف وتولستوي وديستوفسكي وغيرهم من الروائيين كانت مشبعة بروح ذلك العصر وقضاياه الاجتماعية والتاريخية ومحتواها الأيديولوجي لدرجة أرقي بكثير من الروايات التي أبدعت في الغرب'. كذلك كتب الفيلسوف الروسي نيكولاي بيرداييف وهو من أتباع تولستوي 'إن البحث عن معني الحياة هو الموضوع الرئيسي للأدب الروسي وهو أيضا السبب الحقيقي لوجود الانتلجنتسيا'.
06-12-2005, 03:18 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
عودة الإنتلجنتسيا (حسين عبدالعزيز) - بواسطة skeptic - 06-12-2005, 03:18 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  عودة إلي مسقط الرأس: وأنا رأيت بيت لحم يا مُريد ! بسمة 2 740 10-26-2005, 09:10 AM
آخر رد: بسمة

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS