أعتقد أن أسلوب بعض المفكرين المسيحيين و الذين يسير على نهجهم الزميل اسحق في محاولة البرهنة على العقيدة المسيحية في القرآن غير مجدي.

إذ في القرآ ن آيات تخالف العقيدة المسيحية صراحة و محاولة إنكار ذلك يأتي من باب التأويل، كما فيه آيات تشير إلى أن كاتبها يريد فعلاً إنكار العقيدة المسيحية و لكنه في الوقت نفسه يبدو عليه الضعف اللاهوتي و عدم الفهم الصحيح للعقيدة المسيحية مثل قول "لم يلد و لم يولد" و قول "َلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاح" حيث يعتقد كاتب القرآن أن المسيحيين يؤمنون بثلاثة آلهة و هذا غير الحقيقة ( بالنسبة للمسيحيين على الأقل هذا أوضح برهان على أن القرآن من كتابة بشرية ).

لكن في القرآن أيضاً آيات تثبت بعض العقائد المسيحية التي يرفضها المسلمون و يبدو أن كاتب القرآن لم يلاحظ ذلك، مثل قصة خلق المسيح للطائر و هي موضع الخلاف في موضوع آخر في الساحة. و مثل قوله عن المسيح أنه "كلمته" و لا خلاف في أن كلمة الله من ناحية المعنى غير مخلوقة و ذلك يتفق عليه المسلمون و المسيحيون إذ يقول المسلمون أن القرآن غير مخلوق و يقول المسيحيون أن للمسيح طبيعة إلهية.

و هذا بالنهاية إن كان يثبت شيء فهو أن القرآن من كتابة شخص يجهل العقائد المسيحية و يناقض نفسه أحيانا و يرتكب أخطاء.