عزيزي


نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس ...

الذي بين يدي القرآن ليس هو التوراة و الانجيل بل هو ام الكتاب أو بلغة اخرى الرسالة التي تحتوي على التعاليم الإسلامية (الأمر و النهي). و لو قد اوضحت لك هذا الأمر في مداخلتي السابقة.

فهل يعقل ان يكون بين يديه و التوارة و الانجيل دالين لمدلول واحد في ذات الآية

كما ان اشارة القرآن بأن الانجيل و التوراة كتب سماوية من عند الله شيء و المصادقة على صحة نسخ هذه الكتب المتداولة الآن شيء آخر و ليسا شيئ واحد كما لمحت في مداخلتك.

و بمناسبة الحديث عن التحريف فماذا تقول عن تعدد الاناجيل لديكم و تعارضها.

اقتباس:فإن كنت في شك مما أنزلنا اليك فسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين .

هذه الآية تخاطب الرسول (ص) و ليس عموم المسلمين و هي تستخدم لغة افتراضية و اداة افتراض هي ((إن)) و القرآن مليء بالآيات التي تستخدم هذه اللغة من على سبيل الافتراض و ليس التحقق و الأمر كما ترى هو بسؤال الذين يقرءون الكتاب من قبل و ليس لأهل الكتاب و هؤلاء منهم على سبيل المثال لا الحصر ورقة بن نوفل و يكفي ان تعلم بأن بعثة النبي جاءت في زمن كان فيه اهل الكتاب و كل الذين يقرؤون في الكتب ينتظرون نبيا موعودا و اقرأ معي :

(الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون)

(الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون )

اقتباس:إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون  

والسؤال يكون : الذكر هو كلام الله أي الكتاب المقدس بشهادة القرآن عندما قال في سورة النحل 43 وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي اليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون . وهو قادر على حفظه بشهادة القرآن , وكررها في سورة الأنبياء 7 وفي العدد 48 ولقد أتينا موسى وهارون الفرقان. وضياء وزكرا للمتقين ولايمكن بأي حال من الأحوال أن يمسه التحريف . وإذا أصر المسلمون في إدعائم هذا ينسبون بذلك عدم قدرة الله على حفظ كلمته وهذه خطية .

الذكر حسب الدلالة القرآنية للمصطلح هو الوحي الذي انزل من عند الله باللفظ و المعنى للنبي محمد (ص)

(وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون )

و لو عدنا الى السياق الذي وردت فيه هذه الآية فسوف يتأكد لنا هذا الأمر بشكل قاطع لا يحتمل التاويل

(وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )

الله لم يتعهد بحفظ الكتب السماوية السابقة و هنا عليك ان تفرق بين قدرة الله و مشيئته فإذا قلنا ان فلان من الناس يستطيع حمل 10 كغم فهذا لا يعني انه كلما صادف 10 كغم حملها لأن الفعل هنا مرتبط بالقدرة و المشيئة معا تماما كما ان الله اعطى نبيه موسى (ع) معجزات لم يعطها للمسيح فأنت لا تستطيع ان تزعم بأن الله غير قادر على اعطاء المسيح (ع) ذات المعجزات لأنه لم يعطه اياها.

تحياتي