( 2 3 )
عندما تأخر النبي موسى في النزول من الجبل قام اليهود بعمل عجل و سجدوا أليه لأنهم لم يكونوا متقبلين لفكرة
وجود آله غير مرئي فحمى غضب الرب عليهم و أراد أهلاكهم و لكن النبي موسى توسط الى الله من أجلهم
فلم يفعل ذلك و هو ما نراه في الآتي :

تثنية 9 : 7«اُذْكُرْ. لا تَنْسَ كَيْفَ أَسْخَطْتَ الرَّبَّ إِلهَكَ فِي البَرِّيَّةِ. مِنَ اليَوْمِ الذِي خَرَجْتَ فِيهِ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ حَتَّى أَتَيْتُمْ إِلى هَذَا المَكَانِ كُنْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ. 8حَتَّى فِي حُورِيبَ أَسْخَطْتُمُ الرَّبَّ فَغَضِبَ الرَّبُّ عَليْكُمْ لِيُبِيدَكُمْ. 9حِينَ صَعِدْتُ إِلى الجَبَلِ لآِخُذَ لوْحَيِ الحَجَرِ لوْحَيِ العَهْدِ الذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ أَقَمْتُ فِي الجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ ليْلةً لا آكُلُ خُبْزاً وَلا أَشْرَبُ مَاءً. 10وَأَعْطَانِيَ الرَّبُّ لوْحَيِ الحَجَرِ المَكْتُوبَيْنِ بِإِصْبِعِ اللهِ وَعَليْهِمَا مِثْلُ جَمِيعِ الكَلِمَاتِ التِي كَلمَكُمْ بِهَا الرَّبُّ فِي الجَبَلِ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي يَوْمِ الاِجْتِمَاعِ. 11وَفِي نِهَايَةِ الأَرْبَعِينَ نَهَاراً وَالأَرْبَعِينَ ليْلةً لمَّا أَعْطَانِيَ الرَّبُّ لوْحَيِ الحَجَرِ لوْحَيِ العَهْدِ 12قَال الرَّبُّ لِي: قُمِ انْزِل عَاجِلاً مِنْ هُنَا لأَنَّهُ قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ الذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ مِصْرَ. زَاغُوا سَرِيعاً عَنِ الطَّرِيقِ التِي أَوْصَيْتُهُمْ. صَنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ تِمْثَالاً مَسْبُوكاً. 13وَقَال الرَّبُّ لِي: رَأَيْتُ هَذَا الشَّعْبَ وَإِذَا هُوَ شَعْبٌ صُلبُ الرَّقَبَةِ. 14أُتْرُكْنِي فَأُبِيدَهُمْ وَأَمْحُوَ اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ وَأَجْعَلكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ.

أذا لكي نلخص دور النبي موسى أيام حوريب نلخصه في وظيفتين أساسيتان :


الوظيفة الأولى : أنه تلقى العهد و الشريعة من الله و أعطاها للشعب و قرأها عليه .

الوظيفة الثانية : أنه كان وسيطا لعهد بين الله و شعبه و أنه توسط كشفيع و كاهن بين الله و الشعب لغفران خطاياهم .

و دور النبي موسى كشفيع و كاهن ووسيط بين الشعب و الله نراه بوضوح في هذه الآيات و أيضا
نراه في سفر الخروج في الآتي :

خروج 24 : 4فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ. وَبَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَبَنَى مَذْبَحاً فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ وَاثْنَيْ عَشَرَ عَمُوداً لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. 5وَأَرْسَلَ فِتْيَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الثِّيرَانِ. 6فَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ الدَّمِ وَوَضَعَهُ فِي الطُّسُوسِ. وَنِصْفَ الدَّمِ رَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 7وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ. فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ». 8وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: «[U]هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الأَقْوَالِ».

و الآن نرجع للنبؤة : تثنية 18 : 18أُقِيمُ لهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ.

ما المقصود بكلمة ( مثلك ) : في رأيي أهم عنصرين أراد الله أن يعبر عنهم بالنبؤة هو ان النبي القادم سيتلقى وصايا كما تلقى النبي موسى
الوصايا العشر و العهد من الله على جبل حوريب .
و أنه سيكون وسيطا لعهد يقطعه الله مع شعبه .

هل تحقق ذلك في يشوع بن نون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بالطبع لا , لأنه في أول سفر يشوع نرى الآتي :

يشوع 1 : 5لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ. 6تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ, لأَنَّكَ أَنْتَ تَقْسِمُ لِهَذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفْتُ لِآبَائِهِمْ أَنْ أُعْطِيَهُمْ. [U]7إِنَّمَا كُنْ مُتَشَدِّداً, وَتَشَجَّعْ جِدّاً لِتَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا مُوسَى عَبْدِي. لاَ تَمِلْ عَنْهَا يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً لِتُفْلِحَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ. 8لاَ يَبْرَحْ سِفْرُ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ مِنْ فَمِكَ, بَلْ تَلْهَجُ فِيهِ نَهَاراً وَلَيْلاً, لِتَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ. لأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُصْلِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تُفْلِحُ. 9أَمَا أَمَرْتُكَ؟ تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ»

[U]لقد أمر الله يشوع بن نون بحفظ شريعة النبي موسى و لم يعطه الله عهد جديد أو شريعة جديدة ليعمل بها و بالتالي أختلف يشوع بن نون عن النبي موسى في هذه النقطة .

أيضا أخبر الله يشوع عن الدور أو المهمة التي عينه الله لها و هو قيادة الشعب عسكريا في حروبه
ضد القبائل الموجودة في أرض الميعاد و تقسيم تلك الأرض على الأسباط بعد هزيمة تلك القبائل .

أذا فالدور الرئيسي ليشوع لم يكن تلقي شريعة أو عهد من الله كما أنه لم يشفع أو يتوسط في أي من الشعب
عند خطأه فهو لم يكن كاهنا , بل على العكس لقد طبق العقوبة على عخان و بنيه و بناته عندما طمعوا في غنيمة أمر الله
بأحراقها كما سبق و أوضحت في مقالتك وفقا للأصحاح 7 من سفر يشوع و لم يشفع فيهم .

لو قلنا أن بشوع تشابه مع موسى في أن كلاهما تلقى كلاما من الله و أبلغه للشعب يصبح كلامنا
غير دقيق لأن كل الأنبياء الذين تلوا ذلك هم أيضا تلقوا كلمات من الله و بلغوها للشعب

أرميا تلقى كلمات من الله و بلغها للشعب
أشعياء تلقى كلمات من الله و بلغها للشعب
دانيال تلقى كلمات من الله و بلغها للشعب
حزقيال تلقى كلمات من الله و بلغها للشعب
……………………………………….. الخ .

فهل كل هؤلاء تحققت فيهم النبؤة لأنهم تشابهوا مع النبي موسى في هذه النقطة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لو قلنا أن النبي القادم سيكون عبراني مثلهم
فكذلك أيضا كافة الأنبياء الذين أتوا بعد ذلك


فهل كل هؤلاء تحققت فيهم النبؤة لأنهم تشابهوا مع النبي موسى في هذه النقطة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بالطبع لا لأنه كما أوضحت لك الغرض الرئيسي من النبؤة أن الشخص القادم سيأتي بعهد و شريعة
من الله و يتوسط بين الله و الشعب لغفران خطاياهم و هو ما لم يتحقق في يشوع أو أي من الأنبياء
الصغار أو الكبار .
( يتبع )