( 1 4 )
عزيزي الفاضل سواح الأخوة و الأصدقاء الأعزاء

كيف حالك عزيزي و تحية لكل المشاركين الجادين في الحوار و عذرا لتأخري في الرد
عليك فقد مر والدي بأزمة صحية شديدة جدا أستدعت نقله الى العناية المركزة بأحدى
المستشفيات , و تطلبت مراعاته مع مراعاة الوالدة المريضة هي الأخرى تفرغا تاما مني , بالأضافة الى
ضغوط العمل الذي أضطررت لأخذ أجازة منه لمدة ثلاثة أيام بسبب مرض الوالد أحاول تعويضها بوقت أضافي .

عزيزي السواح لقد قرأت ردك الأخير على في النبؤة الثانية و الخاصة بسفر التثنية و الأصحاح 18 و لكن
أسمح لي في توضيح بعض نقاط أرى أنك تتجاهلها في نقاشنا رغم أهميتها .
أولا انا لو لا حظت أتعامل مع أجاباتي و نقاشي معك ليس بطريقة : ( هي كده و أضرب دماغك في الحيط ) كما
تقول و لكن بطريقة منطقية و بدلائل من النص كما أنني وجهت لك عدة أسئلة و طلبت منك الأجابة عليها بطريقة
منطقية و لكنك لم تفعل .
عزيزي لكي نحاول تقريب المسافات بيننا يجب أن ألفت أنتباهك لشئ أراه يغيب عنك

أنت عزيزي تتعامل مع العقيدة و الدين عموما بطريقة الدليل المادي العيني لكل شئ و هذا سليم
جدا و منطقي جدا بالنسبة للنظريات العلمية الحسابية التي تقدم دليلا ماديا ملموسا تراه الحواس
لكل قانون علمي , و لكن العقائد عزيزي تحتلف .

العقائد كلها عبارة عن أمور غيبية و لا يوجد دليل مادي ملموس على أغلب ما تنادي به
و لكن هناك شئ آخر في رأيي أعظم أسمه الأيمان
( المنطقي ) الخالي من المنطق الذي هو بطريقة ( هي كده و أضرب دماغك في الحيط ) بحسب تعبيرك .

يعني مثلا : النبؤة الأولى الخاصة بالميلاد العذري للسيد المسيح , لقد قدمت سيادتك أدلة
توضح أن النبؤة تحققت في مهير شلال أبن أشعياء النبي و قدمت لك العديد من الأدلة ( المنطقية )
و من النصوص التي تظهر لك عدم أنطباقها على أي من أولاد أشعياء الأثنين شآرياشوب و مهير شلال
و لكني تعجبت بعض الشئ من طلبك لي أن أقدم لك دليل على أن السيد المسيح هو المقصود بالنبؤة
و انه هو الذي ولد من عذراء .

عزيزي لكي أقدم لك دليل مادي ملموس يقنعك و يقنع أصدقائنا اللادينيين يجب أن يكون هناك شهادة معتمدة من طبيب
شرعي معاصر للأحداث يؤكد عذرية السيدة مريم بعد أن يتأكد من ولادتها للسيد المسيح و طبعا هذا الدليل الذي
يهيئ أيضا قد لا يقنعك لأنك من الممكن أن تطعن في صدق الطبيب غير موجود .

هناك عزيزي ما يسمى بالقرائن المنطقية التي تؤكد وجهة نظر معين و قبولها و الأقتناع
بها يسمى الأيمان .

يعني مثلا : القاضي الذي يصدر حكم في أحدى القضايا لا يرى الجريمة التي حدثت و لكنه يأخذ
بالقرائن و الأدلة و شهادة الشهود و يصدر حكمه في النهاية بأدانة المتهم او برائته , تماما كما
نفعل نحن مع الأديان و العقائد , لا أحد مننا رأى السيد المسيح أو أحداث الصلب عينا
و لكننا نفعل كالقاضي , نأخذ بشهادة الشهود المعاصرين للحدث و القرائن و يرشدنا الله
في النهاية لقبول رسالته .

عزيزي سامحني على هذه المقدمة المطولة لكني رأيت ضروريتها لتوضيح منهجي في تفسير النبوات
لأني سامحني في الكلام أرى أن طريقتك في تحليل النبوات الدينية غير منطقية .
( يتبع )