( 1 / 2 )
عزيزي العميد , الأخوة و الأصدقاء الأعزاء
معذرة لتأخري في الرد عليك و لكن ضغوط العمل بالأضافة لظروف مرض الوالد تعيقني
كثيرا عن الكتابة و أن كنت أجد فيها تعزية كبيرة في الضيقات .
لقد قرأت ردك الأخير و سأعقب عليه بأختصار لا لعدم اهتمام أو أي شئ من هذا القبيل
بل لأن ردي عليه غالبا سيكون تكرار لتحليلي السابق .

أقتباس :
---------------------------------------------
في العدد 11 ينقل موسى قول الله حرفياً ، لذلك نلاحظ صيغة المتكلم لله ، فيقول ( حلفتُ ، أعطيهم ) .
تثنية 10 : 11 ثُمَّ قَال لِيَ الرَّبُّ: قُمِ اذْهَبْ لِلاِرْتِحَالِ أَمَامَ الشَّعْبِ فَيَدْخُلُوا وَيَمْتَلِكُوا الأَرْضَ التِي حَلفْتُ لآِبَائِهِمْ أَنْ أُعْطِيَهُمْ.

ثم في العدد 12 نلاحظ أن الكلام عاد إلى صيغته الأولى ( المخاطب ) ، بحيث يشعر بإنتهاء نقل كلام الله الحرفي ، ولكن يمكن هنا أن تقول أن هذا اسلوب الالتفات ، فأقول أن هذا في هذا المجال لا يمكن التمييز إن كان هذا قول موسى أو قول الله إلا بقرينة ، والقرينة هنا هي :
- السياق العام للكلام حيث أن أصل الكلام هو كلام موسى الذي بدأه من اصحاح خمسة بتعليم الشعب وصايا الله وأحكامه .
---------------------------------------------

عزيزي أن أغلب كلام الله المذكور في أسفار التوراة مكتوب بصيغة المخاطب و ليس فقط الكلام الحرفي و لكن الله في جميع الحالات هو المتكلم أما الكلمات التي قالها موسى للشعب بلغته هو فهي واضحة جدا و لا تحتمل لبس كما شرحت لك من قبل لأنه يسبقها قرينة واضحة و مثال ذلك الآتي :

تثنية 1 : 5فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ ابْتَدَأَ مُوسَى يَشْرَحُ هَذِهِ الشَّرِيعَةَ قَائِلاً: 6«اَلرَّبُّ إِلهُنَا كَلمَنَا فِي حُورِيبَ قَائِلاً: كَفَاكُمْ قُعُودٌ فِي هَذَا الجَبَلِ! 7تَحَوَّلُوا وَارْتَحِلُوا وَادْخُلُوا جَبَل الأَمُورِيِّينَ وَكُل مَا يَلِيهِ مِنَ العَرَبَةِ وَالجَبَلِ وَالسَّهْلِ وَالجَنُوبِ وَسَاحِلِ البَحْرِ أَرْضَ الكَنْعَانِيِّ وَلُبْنَانَ إِلى النَّهْرِ الكَبِيرِ نَهْرِ الفُرَاتِ.
و كبعا هنا واضح بشدة كلام موسى النبي من كلام الله لأن سبقه قرينة و هي : ( أبتدأ موسى يشرح قائلا : ….. )
و أيضا في الآتي :

تثنية 1 : 9وَكَلمْتُكُمْ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ قَائِلاً: لا أَقْدِرُ وَحْدِي أَنْ أَحْمِلكُمْ

و الكلام واضح بشدة أنه كلام النبي موسى .

عزيزي العميد لا تعتبر أن الكلام بصيغة (المخاطب ) لا يعتبر كلام الله الحرفي , يعني مثلا
في كلام الله ( الحرفي ) كثيرا ما نجد الله يتكلم و يقول : أسمعوا صوت الرب آلهكم
أو لا تغضبوا الرب آلهكم رغم أن الكلام صادر منه و من أمثلة ذلك الآتي في سفر الخروج
و تحديدا في الوصايا العشر التي تلقاها النبي موسى على جبل حوريب

خروج 20 : 1ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ 13لاَ تَقْتُلْ. 14لاَ تَزْنِ. 15لاَ تَسْرِقْ. 16لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ. 17لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ وَلاَ عَبْدَهُ وَلاَ أَمَتَهُ وَلاَ ثَوْرَهُ وَلاَ حِمَارَهُ وَلاَ شَيْئاً مِمَّا لِقَرِيبِكَ»

طبعا من الواضح أن الكلمات و الوصايا هي كلام الله [U]( حرفيا ) بدليل صيغة الكلام كما أوضحت سيادتك و أيضا وجود القرينة التي تسبق الكلام و هي ( ثم تكلم الله بجميع هذه الكلمات ) و مع هذا
لم يخلو كلام الله ( الحرفي ) من عبارات مثل تلك الملونة باللون الأحمر مثل : 7لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلَهِكَ , لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً , الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ , 11لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ , لِذَلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ

و كلها عبارات بصيغة ( المخاطب ) رغم أنها كلمات الله الحرفية و السبب في ذلك واضح جدا
رغم أنه لن يلقى قبول من سيادتك و من باقي أصدقائنا المسلمين لكني سأشرحه لفائدة القراء
( يتبع )