الشعب المتسول
يتم في سوريا هذه الأيام توزيع الدعم الحكومي للشعب الخاص بالتدفئة أو ما يسمى (شيكات بدل المازوت) .
والمشكلة في الأساس بدأت عندما كان سعر ليتر المازوت بحدود 7 ليرات سورية ، وقد كانت تعاني الحكومة دفع فرق السعر العالمي .
ثم ارتفع السعر ليصبح 9 ليرات سورية ... ومن ثم ارتفع ليصبح 25 ليرة سورية ... وقد قامت بتوزيع دفاتر على الشعب هي عبارة عن كوبونات شراء مازوت كمية 1000 ليتر بسعر 9 ليرات (على ما أذكر) من أجل التدفئة في شتوية العام 2008 - 2009 ...
وقد تمت عملية متاجرة بهذا الأمر مما حدا بالحكومة بأن تلغي هذه التجربة ... وخصوصاً أن هناك مناطق ساحلية في سوريا لا تحتاج لهذه الكميات أصلاً وتم التوزيع عليها ... بينما هناك مناطق جبلية البرد فيها شديد لا تكفي المواطن هذه الكمية أصلاً .
واليوم التجربة الجديدة بعد أن خفضت الحكومة سعر ليتر المازوت إلى 20 ليرة سورية ... هي توزيع الدعم على المواطنين المستحقين (وعبارة المستحقين تستحق الوقوف منا كثيراً والتأمل ) بصرف شيكات بقيمة 10 آلاف ليرة سورية (200 دولار) ، أي سعر 500 ليتر مازوت فقط ...
للمعلومية ... سعر المازوت والمحروقات في سوريا غير محرر ... أي أن الحكومة التزمت ببيع المازوت بسعر أعلى من السعر العالمي عندما انخفضت أسعار البترول عالمياً ...
ما علينا ... ما القضية ... ؟
القضية ببساطة أن الحكومة اشترطت عدة شروط ... منها توقيع تعهد من المواطن بأنه يستحق المساعدة أقصد "الدعم" وغير مخالف للشروط ... أي بما معناه أنه متسول ... والشروط :
توقيع المواطن السوري الذي يحمل دفتر عائلة فقط على استمارة تعهد أنه وأفراد أسرته الذين يقطنون معه لا يتجاوز دخلهم جميعاً لا يتجاوز 400 ألف ليرة سورية (8000 دولار) سنوياً ، ولا يملكون سيارة تزيد سعة محركها عن 1600 C.C ولا تزيد قيمة فواتير هذه العائلة شهرياً من ماء و كهرباء وهاتف ثابت عن 4 آلاف ليرة سورية (80 دولار) ، وكذلك ألا يملك الفرد منزلاً آخر غير المنزل الذي يقطن فيه وأفراد أسرته.
ببساطة إنه تعهد يقر فيه المواطن ويعترف بأنه متسول ...
لن أتكلم عن مدى التضخم الذي حصل في سوريا بعد رفع سعر ليتر المازوت وارتفاع الاسعار إلى أكثر من 100 % ... فهذا الكلام من اختصاص الاختصاصيين ونحن لا نفهم به ...
فليس المهم أن يجوع المواطن أو أن لا يكفيه معاشه حتى 10 الشهر ... فهو لا يدرك مدى القفزة الاقتصادية النوعية التي حققها الخبراء الاقتصاديين السوريين الحكوميين في وضع سوريا في مصافي الاقتصاديات العالمية القوية جنباً إلى جنب مع أوروبا والولايات المتحدة الامبريالية والصين ...
وقد يعتقد البعض أن وضع المواطن الاقتصادي في سوريا قد تدهور ... ولكن الحقيقة غير ذلك أبدأ ... فقد صرح رئيس وزراء سوريا ( لا أذكر اسمه ) من فترة قليلة بأن الاقتصاد السوري متعافي ونسب النمو عالية وسعر الليرة السورية ثابت ، ونصيب الفرد السوري من الدخل الاجمالي 1360 دولار ومن المتوقع أن يصبح بحدود 1400 دولار ، أي بزيادة 40 دولار كاملةً .
وهنا اسمحوا لي أن أهنئ الحكومة السورية على انجازاتها الرائعة ... وجعلها الاقتصاد السوري من الاقتصاديات المنافسة عالمياً ... وأن أقول لها شكراً لأنك تسهرين الليل قبل النهار على راحة المواطن الذي لا يقدر ..
ولي كلمة في أذن كل مواطن سوري متسول يستجدي الدعم لأنه عاطل ... عن العمل ، أو موظف غير مخلص في عمله أو عامل غير نشيط أو فلاح متكاسل وأقول لهذا المواطن ... أنت لست أكثر من متسول ، لا تستحق الشفقة وأنت عقبة في طريق التقدم والاشتراكية وتحقيق الرخاء المنشود لسوريا ... فبدل أن تصرف هذه الأموال على التدفئة نتيجة تقاعصك وقلة همتك في العمل ... أقول لو صرفت في تطوير البلد وتحديثه كم كنا تقدمنا الآن ..
نعم الآن الآن وليس غداً .. أجرس التطور فلتقرع . لكن عفواً فيروز لأني أستعير أغنيتك الشهيرة لأقول أجراس التطور لن تقرع ... بسبب المتسولين الذين يعيشون كعلقة تمص دماء الشعب السوري الأبي .. المتسولين الذين منعوا ويمنعون سوريا من التقدم على مدى عقود ...
المتسولين الذين لولاهم لكنا استرجعنا الجولان ... ولكن كيف سنحرر أرضنا ... وهل الأرض تحرر بالمتسولين ..؟!!