إيان ستيفينسون.. "كولومبوس" المجهول
وُلد Ian Stevenson في كندا عام 1918، درس الطب وتخرج الأول على دفعته، بعدها توجه نحو علم النفس فتخصص فيه وبرع حتى عُين رئيساً لقسم علم النفس في جامعة فيرجينيا، ثم أسس وترأس قسم الدراسات المتعلقة بالذات personality studies ، توفي ستيفينسون عام 2007. في عام 1964 هجر ستيفينسون دراساته في علم النفس ليتفرغ كلياً للبحث في تناسخ الأرواح وظواهر خارقة أخرى، فأمضى أربعين عاماً من حياته في توثيق علمي شاق لشهادات الأطفال الذين تحدثوا عن عيشهم لحياة سابقة، وسافر في سبيل ذلك بشكل مكثف في شتى أصقاع العالم من الهند شرقاً ومروراً بتركيا ولبنان وأفريقيا وانتهاءً بألاسكا غرباً. كان سفره كثيراً لدرجة أنه بين عامي 1966 و 1971 كان يقطع أكثر من 55 ألف ميل في العام. كانت حصيلة هذه الأربعين عاماً هي توثيق أكثر من ثلاثة آلاف حالة، معظمها ما تزال قابعة في ملفات دون أن تُدرس بسبب نقص في المال وفي الباحثين. كانت غالبية الحالات التي وثقها ستيفينسون هي من ثقافات فيها اعتقاد بتناسخ الأرواح، وهو أمر اعتبره المشككون قادحاً في مصداقية هذه الشهادات، إلا أن ستيفينسون رد عليك ذلك بقوله بأنه في هذه الثقافات يتم التعامل بجدية أكبر مع الأطفال الذين يتحدثون عن حيوات سابقة، ولذلك يقوم أهل الطفل بالتحقق من ادعاءات أقوال الطفل، في حين أن الحالات المماثلة في الغرب يتم اعتبارها من قبل أهل الطفل على أنها مجرد تخيلات fantasy . يقول ستيفينسون بأنه أحياناً يتلقى رسائل تقول: "ليتني كنت أعرف بأمرك حين كان ابننا تومي يخبرنا وهو في الثالثة من عمره بأنه كان طياراً، فكنا نأمره بأن يتوقف عن الكذب. الآن هو لا يتذكر شيئاً ." وكان هذا النقد حافزاً ليستيفنسون لينشر كتاباً عن أربعين حالة لأطفال في أوروبا حيث لا يوجد أي اعتقاد بتناسخ الأرواح.
http://www.telegraph.co.uk/news/obituari...enson.html
وقد نُشرت أبحاث ستيفينسون عن التناسخ في مجلات علمية مرموقة من بينها المجلة الأمريكية لعلم النفس، وقد شهد ثلاثة من المعلقين العلميين في هذه المجلات شهدوا لستيفينسون بأنه اتبع المنهجية العلمية بصرامة في دراسته، ومن أحدث هذه الشهادات الثلاث شهادة Janice Hopkins في المجلة الطبية البريطانية British Medical Journal عام 2007. وفي عام 1977 خصصت مجلة الأمراض العصبية والعقلية the Journal of Nervous and Mental Disease معظم إحدى إصداراتها لعمل ستيفينسون، وفي افتتاحية هذا الإصدار شرح الطبيب النفسي Eugene Brody السبب وراء نشر بحث قد يُعتبر غير علمي بالقول: "المصداقية العلمية والشخصية للمؤلفين، صحة منهجية البحث، والتطابق بين طرق استنتاجهم وبين معايير التفكير المنطقي." "scientific and personal credibility of the authors, the legitimacy of their research methods, and the conformity of their reasoning to the usual canons of rational thought."
http://en.wikipedia.org/wiki/Ian_Stevenson
وتحدثت المجلة الأمريكية لعلم النفس American Journal of Psychiatry عام 2005 واصفة إحدى كتب ستيفينسون بأنها "مثال ملهم على التطبيق لبروتوكول شاق يمحص الحقائق عن الخيال."
"an inspiring example of application of a painstaking protocol to sift facts from fancy."
كان ستيفينسون اختياراً مثالياً لدراسة هذه الظاهرة المدهشة ونقلها من عالم الحكاوي إلى عالم التوثيق العلمي؛ فهو ليس مجرد صحفي أو هاوٍ مهتم بالماورائيات، بل بروفوسور في علم النفس ترأس قسم علم النفس في جامعة فيرجينيا وصاحب أبحاث منشورة في دوريات علمية مرموقة وألف كتابين في علم النفس، إنه رجل موثوق به في نزاهته وفي أهليته العلمية للقيام بمثل هذه الدراسة ووفقاً للضوابط والمنهجية العلمية. لذلك قال هيربرت ريبلي الرئيس السابق لقسم علم النفس في جامعة واشنطن في سياتل: "نحن محظوظون لكون شخص بهذه الإمكانية والنزاهة العالية قد تولى التنقيب في هذا المجال المثير للجدل." "We are lucky to have someone of his ability and high integrity investigating this controversial area."
http://childpastlives.org/library_articl...i_intv.htm
وبالفعل ظهرت ثمرة هذه النزاهة والأهلية العلمية في كتبه التي ضم فيها شهادات لأطفال تذكروا حيوات سابقة، موثقة بشكل مفصل وعلمي مثير للإعجاب، وعرض في كتبه استنتاجاته وتحليلاته لهذه الشهادات، فكان ستيفينسون صارماً ودقيقاً في تطبيقه للمنهجية العلمية في بحثه، وحيادياً لدرجة تدعو للعجب؛ فالمثل يقول "المكتوب مبيّن من عنوانه"، وكذلك هنا تستطيع أن تعرف ما في كتب ستيفينسون من حيادية والتزام بالأمانة العلمية من خلال عنوان أبرز كتبه وهو twenty cases suggestive of reincarnation أي "عشرون حالة توحي – أو تشير إلى – التجسد – تناسخ الأرواح -" ، لاحظ أنه قال "توحي" ولم يقل "تثبت"، لأنه كرجل علم نزيه التزم بما تمليه منهجية البحث العلمي من أن "البرهان" أو "الدليل الحاسم" له ضوابط وشروط صارمة، فرأى ستيفينسون أن هذه الشروط الصارمة لم تتحقق في حالات الأطفال التي درسها، لذلك قال عنها بأنها حالات تشير إلى إمكانية حدوث التجسد، لا تبرهن على ذلك، فالأدلة التي لديه هي كما يقول: "تسمح، ولا تلزم بالاعتقاد بالتجسد." it permits, and doesn't compel the belief in reincarnation.
تصور لو أنك أمضيت من عمرك أربعين عاماً في دراسة ظاهرة ما وفي النهاية تقول بأنك لا تملك دليلاً قاطعاً؟!، ولكن ستيفينسون فعل ذلك، لأنه رجل علم نزيه وحيادي وملتزم بالمنهجية العلمية لأقصى الدرجات، بل هو أصلاً لم يمض عمره في دراسة هذه الحالات لأنه يريد إثبات التناسخ، بل لأن الظاهرة أثارت اهتمامه كمتخصص في علم النفس ولاحظ أنها ظاهرة لم تُدرس من قبل، فدخل هذا الميدان ودرسه كرجل علم، ثم توصل للنتيجة بناء على ما جمعه من معلومات. يقول ستيفينسون: "أحياناً وصفني الصحفيون خطأً وظلماً بأنني أحاول أن أثبت وقوع التجسد؛ هذا الادعاء هو مخطئ في توصيف دوافعي وعلمي. خارج نطاق الرياضيات لا وجود للبرهان في العلم؛ العلماء يضعون أحكاماً بناءً على الترجيحات، وهم نادراً ما يستخدمون تعبيرات يقينية."
"Journalists have sometimes incorrectly (and unjustly) described me as trying to prove that reincarnation occurs. This allegation is wrong as a description both of my motive and of science. Outside of mathematics there is no proof in science; scientists make judgments about probabilities, and they rarely express themselves in statements of certainty."
144000.net/english/dr_ian_stevenson_lecture.htm
وهكذا فإن النتيجة التي وصل إليها ستيفينسون هي أن الحالات التي وثقها لا تثبت التجسد بل تسمح للاعتقاد بإمكانية حدوثه على اعتبار أنه أفضل تفسير للحالات.
إلا أن الكثيرين ممن قرأوا أعمال ستيفينسون قد يصلون إلى حكم أقوى من الذي وصل إليه ستيفينسون نظراً لقوة الأدلة وكثرتها، ومن بين هؤلاء بروفوسور الفلسفة في جامعة جورجيا Robert F. Almeder صاحب المؤلفات الكثيرة في الإبتسمولوجي وفلسفة العلم، حيث قال: "بدأت أقرأ الكتاب وقلت: ’لا بد أن يكون هذا خاطئاً’، وكلما قرأت أكثر أدركت أن أنه مهم وأنه بحث جيد مبني على الملاحظة والاختبار وأنتج استفهاماً علمياً، ولم أجد تفسيراً بديلاً مناسباً للبيانات بقدر القول بأن بعض الناس يتجسدون. البعض بعد قراءة البيانات قال ربما ليس من غير المعقول أن تعتقد بأن البعض يتجسد، ستيفينسون قال ذلك أيضاً لأن التجسد هو أفضل تفسير للبيانات، ردة فعلي هي أقوى، أنا أقول بأنه من غير المنطقي ألا تعتقد بالتجسد. البعض قال بأن ادعائي هذا متطرف، ما عنيته كان ببساطة هو إن كان لديك برهان قوي جداً لا تقدر على دحضه، فإن عدم القبول بهذا البرهان هو تصرف غير عقلاني."
شاهد المقابلة:
www.youtube.com/watch?v=hZhMDU9GcVg
إلا أن هذا الفيلسوف هو من بين قلة قليلة من المجتمع العلمي قبلت بالنتيجة التي توصل إليها ستيفينسون؛ فغالبية المجتمع العلمي تجاهل عمل ستيفينسون على الرغم من قوة الأدلة. لماذا حصل ذلك؟
في مرة من المرات وبينما كنت أتقلب بين قنوات التلفاز، وقعت على حلقة من مسلسل أمريكي اسمه mental ، هذا المسلسل يتناول حالات نفسية عويصة يتم إدخالها إلى مستشفى للأمراض النفسية فيحاول طبيب نفسي وزميلاه علاجها. كانت الحلقة التي وقعت عليها تتحدث عن شاب يعاني من رهاب ومخاوف ويرى في نومه كوابيس متكررة، في النهاية كانت نتيجة التحقيق الطبي أن ما عانى منه الشاب كان سببه تجربة وفاته مقتولاً في حياة سابقة وما أحاط الجريمة من أحداث وملابسات. ولكن حين جاء وقت كتابة التقرير الطبي رفض الطبيب أن يكتب السبب الحقيقي وراء حالة المريض قائلاً لزميله: هل تريد لزملائي الأطباء أن يجدوا في تقريري أنني كتبت أن سبب الحالة هو صدمة في حياة سابقة؟.
بالنسبة للمجتمع العلمي فإن التجسد، مثله مثل الظواهر الماروائية الأخرى، يقع في حيز الخرافات والأكاذيب والنصب والاحتيال، جنباً إلى جنب مع قراءة الكف والسحر والشعوذة والبيوت المسكونة والتلبس وقصص الأشباح وغيرها؛ لذلك يترفع العلماء عن الاعتقاد بأمور ماورائية خارقة، ويتركون هذه الأمور للعامة والبسطاء والجهال؛ وحتى لو اعتقد عالم ما بظاهرة ماورائية فإنه سيفكر مئة مرة قبل أن يعلن عن ذلك على الملأ لما في ذلك من مخاطرة بسمعته ورصيده العلمي؛ ففي المجتمع العلمي كلما كنت مادياً أكثر كلما ارتفع رصيدك، أما إذا ظهر منك ميل للقبول بظاهرة خارقة ما فإن هذا يحط من شأنك وقدرك كثيراً.
دعوني أنظم ما سبق لأقول بأن للعلم اليوم مشكلتين مع الماورائيات:
1-المادية.
المادية هي دين العلم اليوم، وقد ساهمت نظرية التطور بشكل كبير في ترسيخها؛ فالإنسان ليس سوى مواد كيميائية تجمعت وتنظمت بهذا الشكل المعقد الذي عليه الإنسان اليوم بفضل تطور بطيء وطويل دام مئات الملايين من السنين؛ فكل شيء يتعلق بالإنسان هو مادي فلا روح ولا هم يحزنون. كذلك عززت الدراسات المتعلقة بالدماغ الاعتقاد بأن الوعي ينتج عن الدماغ؛ فعرفنا في الدماغ مراكز للمهمات المتعددة وللعواطف واللغة وغيرها، ورأينا كيف تفعل بعض المواد الكيميائية فعلها في الدماغ فتؤثر في شخصية الفرد، فأين هي الروح إذاً؟. هذه المادية الراسخة والمتجذرة في المجتمع العلمي تؤدي إلى عدم الاهتمام بدراسة مثل دراسة ستيفينسون تخالف كل ما هم عليه من مسلمات.
2-السمعة السيئة للماورائيات ومدعي امتلاك القدرات الخارقة.
اكتسب عالم الماورائيات سمعة سيئة لكثرة ما فيه من حالات كذب وخداع ونصب واستغلال، بحيث أصبحت بعض هذه الخوارق أساساً لتجارات تدر أرباحاً خيالية؛ فتجد في الغرب أشخاصاً يتاقضون أجراً مقابل أن يجعلك تتواصل مع عزيز ميت لك، أو مقابل أن يقرأ كفك ويخبرك بما سيحصل لك؛ وتجد لدينا في عالمنا الإسلامي البائس تجارة رابحة ومزدهرة اسمها الرقية وفك السحر وطرد الجان المتلبس بالإنسان وغيرها من تجارات رابحة تدر الأموال الطائلة على أصحابها. إن الكثرة الهائلة لحالات الاستغلال المبنية على الإيمان بالماورائيات أو ادعاء القدرات الخارقة جعلت من أدعياء الخوارق في نظر العلماء في محل اتهام حتى تثبت براءتهم، وجعلت من يصدق شخصاً ادعى قدرة خارقة شخصاً "درويشاً" تم خداعه واستغفاله. وبالتالي حين يسمع الباحث العلمي التقليدي أن طفلاً تذكر حياة سابقة وتم التأكد من صحة معلوماته عن الشخصية السابقة، فإن أول ما يفترضه هو أن الأمر عبارة عن احتيال قاده الأبوان عبر إقناع طفلهم بأنه كان شخصاً آخر، وزودوا طفلهم بمعلومات عن شخصية حقيقية ميتة، وبالنهاية صار لدينا طفل قادر على تقديم رواية مدهشة فيشتهر أمره ويحقق الوالدان مصلحة ما من وراء ذلك.
إنه هذا المزيج القاتل من مخالفة الماورائيات للمادية السائدة لدى العلماء، والسمعة السيئة التي اكتسبتها هذه الماورائيات؛ هذا المزيج هو الذي يجعل العالِم يأنف الالتفات إلى الماورائيات، ويرى الاهتمام بها أو تبنيها قدحاً في مكانته العلمية ونزولاً منه إلى مستوى والبسطاء والجهال والدراويش الذين تكثر بينهم قصص الخوارق والجن والأشباح، وقد يُقال عنه من قبل زملائه العلماء بأنه درويش وقع ضحية احتيال؛ لذلك فإن العالم لا يكترث فقط بالماورائيات بل يخشاها أيضاً؛ وكنتيجة لذلك لا يكترث المجتمع العلمي بالدراسات المتعلقة بالماورائيات، ومن بينها دراسة ستيفينسون.
وهذا في الحقيقة هو ما أزعج ستفيفينسون، فستيفينسون قال بأن ما أزعجه ليس تجاهل الناس لنظرياته، بل ما أزعجه هو أن قلة قليلة فقط كلفت نفسها عناء الاطلاع على أدلته التي بذل جهداً كبيراً في تجميعها.
http://www.telegraph.co.uk/news/obituari...enson.html
وهذا هو ما حصل مع ستيفينسون، الغالبية من العلماء لم تكلف نفسها عناء الاطلاع على بحثه لأنه خارج نطاق اهتماماتهم تماماً.
وهكذا نصل للإجابة على هذا السؤال: إذا كان ما قدمه ستيفينسون يُعتبر دليلاً علمياً على إمكانية التجسد، فلماذا إذاً لا نجد أي قبول في المجتمع العلمي للنتائج التي توصل إليها ستيفينسون؟ الجواب: لأن غالبية المجتمع العلمي لم يطلع أصلاً على دراسة ستيفينسون، ومن اطلع عليها لم يمتلك الشجاعة ليقبل ما تتضمنه الدراسة من نتائج تتصادم مع المادية؛ نستطيع أن نلحظ غياب هذه الشجاعة في مواقف بعض من اطلع على دراسة ستيفينسون، مثل ما قاله الطبيب النفسي هارولد ليف في مجلة الأمراض العصبية والعقلية: "إما أن ستيفينسون يرتكب خطأً هائلاً، أو أنه سيصبح معروفاً بجاليلو القرن العشرين."
"Either Dr. Stevenson is making a colossal mistake, or he will be known as the Galileo of the 20th century." (Dr Harold Lief in the Journal of Nervous and Mental Disease)
http://childpastlives.org/library_articl...i_intv.htm
ومثله قول المفكر المادي المعاصر سام هاريس عن ستيفينسون: "إما أنه وقع ضحية خدعة محكمة، أو أن هناك شيئاً مثيراً للاهتمام يحصل. "
"either he is a victim of truly elaborate fraud, or something interesting is going on"
http://en.wikipedia.org/wiki/Reincarnation_research
نلاحظ في هذين التصريحين حالة التردد التي منشؤها قوة أدلة ستيفينسون من جهة ومصادمتها للمسلمات المادية السائدة من جهة أخرى؛ فينتج مثل هذا التصريح من هاريس الذي يترك الأمور معلقة دون حسم؛ فإما أن ستيفينسون مخدوع أو أن ما يقوله صحيح.
ومثله موقف عالم الفلك المادي المعروف وصاحب المؤلفات العلمية المبسطة للعوام كارل ساغان، الذي رأى أن دراسة ستيفينسون لم تقدم إثباتاً على التجسد، ولكن ساجان في كتاب له في تفنيد الماروائيات قال أن هناك ثلاث ظواهر تحتاج لمزيد من الدراسة وقد تكون ظواهر صحيحة، وقال بأنها ظواهر لها شيء من التأييد التجريبي؛ من بين هذه الظواهر الثلاث: "أطفال صغار يخبرون عن تفاصيل متعلقة بحياة سابقة، وحين يتم التحقق يتبين أنها تفاصيل صحيحة ولم يكن يمكن معرفتها بأي طريقة أخرى غير التجسد."
"young children sometimes report details of a previous life, which upon checking turn out to be accurate and which they could not have known about in any other way than reincarnation."
http://en.wikipedia.org/wiki/Reincarnation_research
أنه مرة أخرى هذا التردد الذي منشؤه قوة دليل ستيفينسون من جهة، والمكابرة المادية من جهة أخرى.
إذا أردت أن تعرف ما هي هذه الأدلة القوية التي جعلت عتاة المادية كهاريس وساغان يتخبطون في مواقفهم، تابع معنا الجزء القادم.
أختتم هذا الجزء بالقول بأن ستيفينسون هو باحث عظيم ظُلم ظلماً كبيراً ولم ينل ما يستحقه من شهرة وتكريم بعد أربعين عاماً قضاها في مجهود علمي شاق وفريد توصل من خلاله لنتائج لو اعترف العلم بها لأحدثت ثورة علمية وفلسفية ولغيرت نظرتنا لأنفسنا ولخطونا خطوات واسعة على طريق فهم الذات الإنسانية. إن تجاهل المجتمع العلمي لأبحاث ستيفينسون هو خسارة وأيما خسارة للبشرية.
وأنا أدين لهذا الإنسان بجزيل الشكر لأنه ساعدني على فهم كينونتي فعلمت بأنني لست مجرد مواد كيميائية وإشارات كهربائية تتفاعل في دماغي، بل أنا شيء أعمق من ذلك بكثير ولا يموت بموت جسدي، فتعلمت أن الموت هو شيء لا يستحق الخوف منه لأنه ليس النهاية، وتعلمت ألا أحزن كثيراً على من يموت من أقربائي وأحبائي، لأنهم بالحقيقة لم يموتوا.
يتبع مع الجزء الثالث قريباً
شكراً لكل من شارك، سأعود للاستفسارات لاحقاً.
تحياتي