اقتباس: اسحق كتب/كتبت
وعن طريق أحاديث الغيبيات والتشريعات والاخلاقيات أقام الاسناد دينا جديدا مخالفا للقرآن مناقضا له ، واكسب ذلك الدين المخالف قدسية حين نسبه للنبى .ومن اسف فإنه اذا تعارضت 150 أية قرآنية كلها تنفى شفاعة النبى مع حديث الشفاعة فى البخارى فان الناس ينحازون للبخارى ضد القرآن ...اليس كذلك ؟
طبعا مثل هذا الكلام لا يقال لي يا عزيزينا اسحق, و لا تنسى اك قبل عدة مداخلات نسبتني الى القرانيين. مشلكة فهم الحديث النبوي هي مشكلة عدم المام باللغة العربية في المقام الاول قبل ان تكون مسالة سند. تماما كما فهم البعض الدخول على الزوجة في شوال بان يدخلوها في زكيبة, اذا صحت نكتة احمد صبحي منصور.
اضرب لك مثالا , هناك حديث نبوي يتحدث عن عرق النسا يصر شيوخنا الافاضل على فهم المقصود به انه مرض يصيب العصب الوركي لان ابن القيم قال بذلك , تخيل النبي(ص) يقول ( عرق) و هم يفهمون انه ( عصب) اي تناقض هذا , بل حتى ان اطبائنا الكرام يقولون لكل من يشتكي من انزلاق غضروفي و الم في الرجل انت مصاب بعرق النسا. لو فتحت معجم للغة العربية ستجد ان العرق هو الاجوف الذي فيه الدم و العصب غير الاجوف , كما ان النسا عرق يخرج من مفصل الوك و يستبطن الفخذين. و لكن الجميع يصر على ان المقصود العصب الوركي رغم ان العصب الوركي لا يجري في الجانب الانسي من لفخذ. مثال آخر : هل تعرف بان كلمة ذباب في اللغة العربية تعني ثلاث انواع من الهوام الطائرة منها النحل. قال في اللسان :والذُّبابُ أَيضاً: النَّحْل ولا يقال ذبابة في شيءٍ من ذلك ,
و منها الباعوض قال في اللسان: والبَعُوض: ضَرْبٌ من الذباب معروف .
فاذا قال النبي(ص) اذا وقع الذباب في اناء احدكم لا يفهم احد الذباب الا بانه الذباب الاسود. و رغم ان الذباب الاسود لا يسلب الانسان شيئا و القران الكريم يقول:{وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} و البعوض هو الذي يسلب الانسان قطرات من دمه و القران يشير الى ذلك الا ان الكل يصر على ان الذباب الاسود اذا سلب الانسان شيئا من طعامه فلن يستنقذه منه.
المهم عودة الى موضوع الشفاعة. فان من ينكرها لا ينكر الحديث فقط بل ينكر القران نفسه لانه لم ينف هذاالمبدأ. و قد اثبت لك الايات في الشفاعة. و قد وافقتني على انها مجرد
طلب احدها ما خرجه مسلم و البخاري و غيرهما بعدة روايات هو:
- حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " لِكُلِّ نَبِيٍّ
دَعْوَةٌ يَدْعُوهَا لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
الازمة ليست ازمة البخاري و لكنها ازمة من يقرا البخاري.
الذي لا يقبله العقل هو كيف ان انسانا يرفض مبدأ طلب الرحمة من رسول الله صلى الله عليه و سلم لامته و للخلق عامة و لكنه يقبل فكرة ان يكون له -رغم انه صاحب خطيئة -
شفيعا ليحامي له امام الله بحجة انه ايضا اله:
1يو 2:1 يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا.وان اخطأ احد فلنا
شفيع عند الآب يسوع المسيح البار
1Jo 2:1 ¶ My little children, these things write I unto you, that ye sin not. And if any man sin, we have an
advocate with the Father, Jesus Christ the righteous:
ان مبدأ الشفاعة في الاسلام و الذي لا يرفعها باكثر من انها دعاء او طلب الى من هو صاحب العزة و الملك , لا يمكن الطعن فيه بقدر ما يطعن في من يجعل الشفاعة
دفاع ضد مرتكب الخطيئة.
ختاما في موضوع الشفاعة: هي ليست عبادة لغير الله و لا شركا به , هي دعاء اليه و سؤال و طلب , له ان يقبل او لايقبل ,هذه هي الشفاعة في الاسلام , و السلام.