اقتباس: [i] بهجت كتب/كتبت
أخلص أني معجب بالفعل بالمذهب الشيعي و تراثه الإنساني العظيم و رموزه التاريخية النبيلة و يكفيهم الحسين شهيدا ، و لكن هذا التقدير شيء و تقبل المشروع الشيعي الأصولي شيئ آخر تماما ، إن السمعة السياسية للشيعة تشوهت كثيرا بسبب مغامرة حسن نصرالله و تصريحاته المتعصبة وسلوكه الطائفي ، و لو طرحت هذا الشريط قبل حماقة نصر الله و ما كشفته من استهتار لا يصدق بالدولة التي ينتسب اليها ، و قبل أن يظهر للجميع أن التشيع الأصولي يعني انتماءا سياسيا قبل كونه مذهبا دينيا ، لو قعلت ذلك لم أكن لأتردد في دعم حق الشيعة في الدعوة لمذهبهم في مصر و غيرها بلا تحفظات فنحن كتنويرين و حداثيين سيكون طبيعيا أن ندعم التعددية و حرية الضمير و حق الاعتقاد و الديمقراطية و حرية الرأي،و لكني اليوم متردد بالفعل ، إن ما أراه في لبنان و أقرأه لا يبشر بأي خير ، من جانب آخر لا أريد أن أكون متسرعا و لا أريد أن أحكم على حزب الله نفسه من فترة محددة من تاريخه قد لا يكون معافا فيها تماما ، فالضغوط الإيرانية عليه بالغة ، أيضا لا أريد أن أدين الشيعة كلهم بحماقات حسن نصرالله ، إن ما نشاهده اليوم في لبنان و العراق يجعلنا نتردد بالفعل في قبول التشيع كمذهب ديني لا يتعدى كونه مسألة شخصية لأنه ليس كذلك و لكن علينا أن ننظر له كمشروع سياسي ، وهو مشروع أرفضه لأسباب واضحة ، مشروع أصولي منغلق قائم على المعتقدات الضيقة لمذهب إسلامي بعينه ، هذا المشروع يدين بالتبعية للولي الفقيه وهو الآن رجل دين إيراني ( خامنئي ) يتمتع بسلطات إلهية على تابعيه ، إن التشيع السياسي هو خطر داخلي في طور النمو و يشكل خطرا على كل المجتمعات العربية التي بها تجمعات شيعية أصولية خاصة لو تشكل لها ميليشيات مسلحة مثل حزب الله و جيش المهدي و قيلق بدر و غيرها من التنظيمات الفاشية المرتبطة بنظام الملالي في إيران . السؤال هو هل نريد حسن نصرالله آخر في مصر ، رجل يهدد بقطع رقبة شركائه الوطنيين و في نفس الوقت يكاد يقبل قدم و ليس فقط يد مرشده الأعلى الإيراني ؟، لا لا نريد حسن نصرالله آخر ،و يكفي مالدينا من خدم للوهابية و طالبان و القاعدة و غيرها .
الاستاذ بهجت,
شكرا لمرورك الكريم,
لقد تشوهت سمعة الشيعة العرب بسبب مغامرة حسن نصر الله, و لذلك فعلينا تدارك هذه المشكلة, الشيعة موجودون فعلا و الحل هو ان يتحول انتمائهم الاول للوطن و ليس للمذهب, اخشي ان التضييق علي الشيعة العرب سوف يجعلنا امام ثلاث مشاكل:
1- التضييق علي المذهب الشيعي هو انتقاص واضح لحق التعبير و الاعتقاد و تقييد للحريات و لن يشمل فقط الشيعة بل و اطياف اخري ايضا.
2- سوف تستخدم ورقة الشيعة ضمن ملف الاقليات المفتوح (دوليا) للتدخل في شئون الدول العربية.
3- سوف يدفع الشيعة العرب للمزيد من الارتماء في احضان ايران.
و عليه فالرسالة للشيعة واضحة, المذهب الشيعي فكر نحترم حريتكم في الاقتناع به و السعي إلي نشره بالاساليب السلمية, اما انتمائكم فهو لاوطانكم و اي محاولة للعمل وفق اجندة خارجية (بوضوح ايرانية) فهو امر مرفوض, لا مانع علي الاطلاق من التعاطف مع ايران لكن مصالح اوطانكم فوق المقايضة او المزايدة.
و لكن عزيزي بهجت,
هذا الرأي المحذر من الشيعة جاء من القرضاوي الذي لا يدين حزب الله بل يمجد جهاده, و يطالب القرضاوي بأن تسمح الدول العربية "بحرية" تكوين جماعات مثل حزب الله لكسر شوكة اسرائيل!!
كان كلام القرضاوي واضح ف"الحرية" المعطاه من الدولة اللبنانية هي التي مكنت حزب الله من هزيمة اسرائيل!
و لكن هذه "الحرية" (التي يراها مقدمة علي تطبيق الشريعة) لا تسمح بنشر المذهب الشيعي!
انها حرية تسمح بحمل السلاح و لا تسمح بنشر الافكار.
هذا هو الملخص المر
لا اعلم كيف يقتنع انسان بهذا التناقض, بل كيف يعتقد البعض ان من مصلحة الدول ان تترك مليشيات تحمل السلاح علي ارضها,
حتي لبنان لم تكن مخيرة في ترك سلاح حزب الله من البداية, لبنان كانت قد خرجت لتوها من حرب اهلية مع وجود نفوذ سوري داعم لحزب الله , اي ان لبنان لم يختار هذا الوضع.
لا توجد دولة محترمة في العالم تسمح بسلاح خارج نطاق الجيش الوطني و الشرطة.
حمل السلاح حكر علي الدولة فقط, و اي مجموعة تحمل السلاح تصبح خارج نطاق القانون و اي فكر يحرض علي حمل السلاح يصبح خارج نطاق القانون و في الحالتين حق الدول بمعاقبتهم و مكافحتهم مكفول و ضروري.
اقتباس: [i] بهجت كتب/كتبت
علينا ألا نتردد في تحذير الشيعة من خطورة المشروع الأصولي الذي يروج باسمهم ، عليهم أن يقرروا بوضوح هل هم مواطنون عرب ينتمون لدولهم و أنظمتها ، أم هم شيعية ينتمون لأمة شيعية مركزها طهران و تدين بالولاء المطلق للولي الفقيه خامنئي الإيراني ؟!, للعرب اليوم الحق أن يتخوفوا و يطرحون الأسئلة و على الشيعة أن يجيبوا ، وكم أتمنى أن نسمع اجابات عربية ، تمليها نفس المشاعر العروبية التي دفعتنا لإنصاف الشيعة رغم الإختلاف المذهبي .
اوافقك تماما, علي الشيعة العرب ان يدركوا ان الدولة "الوطن" هي الحامي لهم و لحريتهم و اتمني ان نسمع هذه الاصوات الشيعة التي تدعم الانتماء للوطن بوضوح اكثر.
اقتباس: [i] بهجت كتب/كتبت
أما عن القرضاوي وموقف الأصوليون السنة من حزب الله ، فكنت على ثقة أنهم سيبلعون السنتهم إرضاء للسعودية ، فالسعودية تشعر بخطر حقيقي من إيران ، و تشعر أنها خدعت و أن التفاهم بل و التحالف الذي دشنه عبد الله و رافسنسجاني كان مجرد خديعة تكتيكية و تقية شيعية ، السعودية لم تقم دولة مستقرة منذ 80 سنة لأنها طيبة القلب و متساهلة مع تابعيها ، هي قد تدفع لأحد ثم تدلله ، و لكن عندما يهددها أحد فلن تقبل دون الولاء التام ، يمكن للقرضاوي ابتزاز نظام مبارك و تخوبفه باسم الدين و لكنه لن يتخذ موقفا بعيدا عن رغبة السعوديين ، أما عن نصائحه للإيرانيين باصلاح مذهبهم فهذا مجرد هراء ، عندما يذهبون لطهران لا يكفون عن المداهنة و التملق و كلنا نتذكر ما فعله هناك الغزالي و خالد مشعل و فهمي هويدي .. و تقبيل العتب يرفع العتب !.
القرضاوي يلبس ثيابا لا تليق به, يتكلم عن الحرية ثم يفرغها من مضمونها, يؤيد حزب الله ثم يصفه بالتشدد,
القرضاوي يدرك جيدا حجم الرعب الخليجي من ايران و الشيعة و يعلم ايضا ما حدث اثناء حرب لبنان الاخيرة, و كيف اصبح الشرق الاوسط صراع مصالح بين امريكا و ايران. لا يستطيع القرضاوي ان يختار ايران (لاسباب كثيرة) و لكنه لا يستطيع ايضا ان يعلن اختياره لامريكا و عليه فقد اختار هذا الموقف المتناقض.
الايام القادمة سوف تحمل من هذا التخبط الكثير و الكثير,
الطائفيين لا يمكن ان يكونوا ديموقراطيين او مقتنعين بالحرية, و عليه فالأحداث سوف تعريهم من شعاراتهم يوما بعد يوم.
اطيب تحياتي
(f)