م
اقتباس:ن هو الرب، و ما هو (ما كنهه و هيئته) و أين هو في رأيك؟
من هو؟ ..
ما هو؟
أين هو؟
حتى يعلن عن نفسه جليا أمامي فأنا لا أعلم
و لو أرادني أن أعلم لوضع في عقلي تلك المعرفة كما وضع في عقلي يوم ولدت المعرفة بكيفية الرضاعة
لم أفكر كثيرا عندما رضعت.. و لم أستنتج من الدلائل الجانبية على وجود الرضاعة..
أما عن وجود الاله من عدمه فالاليات المتوفرة حاليا لا تكفي للوصول الى هذه الحقيقة..
و بهذا فأنا أيضا لا أعلم لكنني أميل من جهة شعورية و شخصية بحتة الى وجوده و لكنه في رأيي وجود لا يرتبط بدين معين و أن الديانات - في حال وجود الاله - ما هي الا رؤية شعبية لهذا الاله و تفسير انساني بحت يقارب بيئتهم و آمالهم و أحلامهم .. و اسقاط من شخصياتهم و قيمهم و قوانين لتنظم مجتمعهم و اصلاحه في زمن معين و في مكان معين
و لا أنكر على من اتخذ دينا معينا في غير المكان و الزمان الاصلي ان كان هذا الدين ناسبه و ساهم في بناء شخصيته و صقل انسانيته على الا يحرم غيره من هذا الحق في الاختيار..
م
اقتباس:ا هي الديانة التي تحلم بها(إن وجدت) و إن لم توجد ماذا تريد لها أن تكون؟
و لماذا يجب أن توجد؟
بالنسبة لي الديانة التي أحلم بها هي اللاديانة
أما لو كان لا بد من وجودها فهي جميع الديانات الموجودة حاليا لتتناسب مع اختلاف البشر
اقتباس:ذا كنت تؤمن بوجود الرب فلماذا تصفه بالوحشية و عدم العدل و تتناسى كل صفاته الحميدة؟
أولا أنا لم أصف يوما أي اله بأي صفة أما لماذا قد يصفه غيري فكل بساطة لأن الديني بشكل عام يقول باله كامل كمالا مطلقا بكل المعايير يستحيل أن تشوبه أي صفات سيئة و لذلك فصفة واحدة سيئة تعيب هذا الاله و تغطي على كل الصفات الجيدة التي هي بطبيعة الحال ما هو متوقع و طبيعي في الاله اما الصفات السيئة فهي المستغربة و التي تستدعي وقفة
اقتباس:الرب لم يضع فينا الحقد و الوحشية بل نحن خلقناها في أنفسنا يا عزيزي، أليس لدينا عقول نتحكم بها و تدفعنا إلى فعل ما نريد؟ فهذا العقل هو الذي ولد في نفسي الكره و الحب و الوحشية و الوداعة
المبرمج لا يضع الاخطاء في برنامجه لكن البرنامج هو من ينتجها
لكن الحقيقة ان هذا المبرمج هو من يضع هذه الاخطاء و لو من غير قصد
الرب صنع العقل و صنع فيه هذه القدرة على الكره و الحب و الوحشية و الوداعة و لو شاء لجعله عقلا مخيرا بين خيرين لا بين خير و شر
سيقول قائل: و كيف سيكون الحساب حينئذ؟
و هل الاله يحتاج لأن يحاسبنا نحن البشر؟ أين المشكلة في أن يدخل جميعنا الجنة أو السماء أو الكارما أو مهما كان المسمى
اقتباس:ماذا تظن عزيزياللاديني أنه سيكون بعد الموت؟ هل من حياة أخرى أم أنها مجرد حفيرة سوداء ما دخلها أحد و خرج
ليست هناك طريقة للمعرفة.. و لهذا فأنا لا أعلم
قد أكون عبارة عن تفاعلات كيميائية في المخ انتهي لمجرد موت دماغي
و لا أشعر بعد..
لن يزعجني عدم وجودي بعد الموت كما لم يزعجني يوما قبل أن أولد
قد أتحول الى شبح و لن يزعجني هذا لأنني سأعيش حياة اخرى مثل هذه الحياة لكن بلا جسد
قد أحل في جسد جديد و لن يزعجني هذا لأنني لن اتذكر شيئا عن حياتي هذه
و قد انتهي على يد اله دموي في عذاب أبدي و لا خيار لدي لأغير هذه النهاية لأن احتمال أن يكون هذا اللاله هو اله الدين الذي أتبعه هو احتمال صغير جدا يصغر كلما زاد عدد الاديان
أو قد يكون هذا الاله كلي العدل و كلي الرحمة و يحاسبني على نيتي الصادقة في البحث عنه و محبتي لاخي الانسان
و يحضرني كلما فكرت بهذا الموضوع موقفا من طفولتي
كانت غرفة الفئران حقيقة لم يتجرأ أحد على الشك بها في الروضة التي كنت أدرس فيها و جرت الشائعات بين الأطفال بأن غرفة الخزين المغلقة هي غرفة الفئران و كان بعض الأطفال بخيالهم الخصب يروون قصصا عن هذه الغرفة و أذكر انني نفسي رويت قصصا عن الفئران و حجمها و الطريقة التي تقضم بها أجسادنا الصغيرة و عيونها الحمراء المضيئة و كيف كان الحارس يدخل ليقدم لها الطعام و الفأر الشبح الذي تحول مع تطور رواياتي الى روح فأر في كيان لا شكل له ينزل بالذي أخطأ أصعب أنواع العذاب في سناريو مشابه للاله الدموي و الطريقة التي يعذب بها الكفار
كان غموض هذه الغرفة كافيا ليزرع في عقلي و عقول الاطفال الاخرين ممن كانوا يسمعون قصصي يقينا بصحة خيالاتي حتى ذلك اليوم الذي تغيرت فيه مفاهيمي في اليوم الذي قررت فيه أن أخطو نحو الموت بكامل ارادتي..
كان اليوم هو عندما اختبأت خلف بناية الحمامات انتظر الحارس (الذي كنا نخافه اذ كنا نظن أن الفأر الشبح يتحكم بعقله) و بخوف لا يوصف تبعته الى الغرفة و اذ هي مجرد صناديق و كراتين (جمع كرتونة و هي كلمة من اللهجة الاردنية تعني صندوق الورق المقوى) مليئة بالألعاب و غيرها.. فوضع يده على ظهري يدفعني برفق خارج الغرفة ..
بكيت كثيرا يومها من الخوف و كلي رعب من أن يسلمني للفأر الشبح.. و لم يحدث هذا
و في اليوم التالي لم يحدث شيء
و حتى هذا اليوم لم يحدث شيء..
و ما زلت أذكر كيف أنني تلقيت تكذيبا و استنكارا من بعض الأطفال اذ لم يصدقوا انني تجرأت على الاقتراب من تلك المنطقة...