coco
عضو رائد
المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
|
RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون...
في هذه القصة نري نوعا آخر من نوع الشخصيات السلبية التي سبق وأن تناولنا ملامحها , كاتبنا ( أبو إبراهيم ) يضع هذا البطل هذه المرة في مواجهة ساخرة مع النظام , والنظام - أي نظام - كما ينبغي أن يكون - يملك شرعيتة السياسية والاجتماعية والقانونية والأخلاقية من انشغاله بالهم العام ورعاية شئون آحاد المواطنين وسهره علي الصالح العام في الدولة , أما أن يتحول النظام في مواجهة المواطنين إلي أداة قمع لينكل بهم سواء بطرق قمعية مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الخديعة فهذا هو النظام الفاقد لشرعيته .
كاتبنا يضع بطله هذه المرة في مأزق حقيقي مع هذا النوع الأخير من الأنظمة , مأزق مثل الكابوس , مأزق يؤدي به إلي الموت ولكنه الموت المجاني قربانا لنظام يملك سلطات واسعة فضفاضة ليس لها أي حدود تتحكم في حياته كلها بل ومصيره , نظام وصل لحالة من التسلط والجبروت لدرجة العبث والتلاعب بالمواطنين ليس فقط في أمورهم العامة ولكن بالنهاية في حياتهم , يشخص كاتبنا هذا النظام فيما يسمي بجهاز أمن الدولة والذي له دور مختلف تماما عن هذا الدور الذي رسمه كاتبنا له في قصته , دوره الحقيقي هو أمن المواطنين والدولة ولكنه يتحول علي يد كاتبنا إلي دور يتلاعب بهذا الأمان حسب أهواء أجهزته وشهواتهم وطموحاتهم .
يطرح الزميل ( أبو إبراهيم ) بطله السلبي الذي تتقاذفه الظروف الاجتماعية فهو مهندس ميكانيكا يعاني من وطأة تلك الظروف التي تمنعه من القدرة علي تزويج ولديه ولا يملك في بيته برادا أو غسالة لائقتين تريحان زوجته , ولايملك سيارة ومثقل بالديون , يعمل بطلنا في مصنع من المفترض أنه كان في الماضي لإنتاج الصواريخ , وتبلغ سخرية بطلنا من النظام الذي تدور القصة في ظله في أنهم لا يستطيعون التعامل مع البارود , سخرية مريرة من نظام لا يكفل الحد الأدني من المعرفة ليدير مصنعا عليه أن ينتج الصواريخ , وكأنه يحدد لنا ملامح هذا النظام ويضعنا في مفارقة ساخرة معه , فهم يستعينون ببعض صيادي البادية لكي يرشدوهم عن كيفية التعامل مع البارود بعد أن انفجر البارود في أحد العمال لكي ينتهي الأمر بكارثة في المصنع لكي يقنع النظام في النهاية بأن مستواه العلمي والتقني غير قادر علي إنتاج الصواريخ التي تحمي الوطن في مواجهة أعدائه الخارجيين ولكي يداري هذا العجز يحول المكان إلي مصنع لإنتاج الصابون مبددا قدرات الوطن وطاقات المواطنين , ويبدا في اختلاق أعداء داخليين وهميين ويعتبرهم أعدائه الحقيقين وما ذلك إلا لكي يتخلص من عجزه وفشله أمام نفسه وأمام مواطنيه , وكاتبنا عندما يعري النظام لهذا الحد يفقده كل مصداقية علي المستوي السياسي بعد أن فقدها علي المستوي الاجتماعي والعلمي , ولكن أني يكون لهذا النظام أن يصل لمبتغاه و يظهر بمظهر المحافظ علي أمن الدولة والمواطنين إلا أن يوقع بعض المواطنين الأبرياء - لعجزه عن الإمساك بأعداء الوطن الحقيقيين - في شراك خدعة ليصل في النهاية إلي فقدان المصداقية الأخلاقية .
يبدأ كاتبنا في تحريك الأحداث من حيث يلتقي بطلنا الغارق في تلك الهموم مع أحد الأشخاص والذي يظن بسلبيته أنه يمكن أن يستفيد منه بعض المال لتحسين ظروفه لكي نكتشف في النهاية أنه كان أحد أفراد أمن الدولة يعبث ببطلنا العبث الأخير الذي يؤدي به الموت , ويستجيب بطلنا ببراءة لهذه الخدعة لأنه لايفعل أي شئ فيه أي تجاوز قانوني حتي يحبك هذا العضو من أمن الدولة شراكه حوله لكي يحوله بطريقة تبدو في نظر القاضي حقيقية إلي جاسوس علي الوطن فيصدر عليه الحكم بالإعدام .
قصة كاتبنا في هذه المرة صرخة مريرة بطريقة ساخرة تهيب بنا أن نفيق وأن ننتبه إلي أن النظام يملك الكثير والكثير من السلطات والآليات الشريرة , فهل ننتبه ؟؟ !!
هاهو عزيزنا ( إبو إبراهيم ) ممددا علي طاولة التشريح لم يفق بعد من أثر المخدر , فانتهزوا الفرصة قبل أن يفيق .
نلتقي بعد الفاصل
كوكو
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-16-2011, 08:15 PM بواسطة coco.)
|
|
10-16-2011, 08:10 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم
عضو رائد
المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
|
RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون...
(10-16-2011, 08:10 PM)coco كتب: في هذه القصة نري نوعا آخر من نوع الشخصيات السلبية التي سبق وأن تناولنا ملامحها , كاتبنا ( أبو إبراهيم ) يضع هذا البطل هذه المرة في مواجهة ساخرة مع النظام , والنظام - أي نظام - كما ينبغي أن يكون - يملك شرعيتة السياسية والاجتماعية والقانونية والأخلاقية من انشغاله بالهم العام ورعاية شئون آحاد المواطنين وسهره علي الصالح العام في الدولة , أما أن يتحول النظام في مواجهة المواطنين إلي أداة قمع لينكل بهم سواء بطرق قمعية مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الخديعة فهذا هو النظام الفاقد لشرعيته .
كاتبنا يضع بطله هذه المرة في مأزق حقيقي مع هذا النوع الأخير من الأنظمة , مأزق مثل الكابوس , مأزق يؤدي به إلي الموت ولكنه الموت المجاني قربانا لنظام يملك سلطات واسعة فضفاضة ليس لها أي حدود تتحكم في حياته كلها بل ومصيره , نظام وصل لحالة من التسلط والجبروت لدرجة العبث والتلاعب بالمواطنين ليس فقط في أمورهم العامة ولكن بالنهاية في حياتهم , يشخص كاتبنا هذا النظام فيما يسمي بجهاز أمن الدولة والذي له دور مختلف تماما عن هذا الدور الذي رسمه كاتبنا له في قصته , دوره الحقيقي هو أمن المواطنين والدولة ولكنه يتحول علي يد كاتبنا إلي دور يتلاعب بهذا الأمان حسب أهواء أجهزته وشهواتهم وطموحاتهم .
يطرح الزميل ( أبو إبراهيم ) بطله السلبي الذي تتقاذفه الظروف الاجتماعية فهو مهندس ميكانيكا يعاني من وطأة تلك الظروف التي تمنعه من القدرة علي تزويج ولديه ولا يملك في بيته برادا أو غسالة لائقتين تريحان زوجته , ولايملك سيارة ومثقل بالديون , يعمل بطلنا في مصنع من المفترض أنه كان في الماضي لإنتاج الصواريخ , وتبلغ سخرية بطلنا من النظام الذي تدور القصة في ظله في أنهم لا يستطيعون التعامل مع البارود , سخرية مريرة من نظام لا يكفل الحد الأدني من المعرفة ليدير مصنعا عليه أن ينتج الصواريخ , وكأنه يحدد لنا ملامح هذا النظام ويضعنا في مفارقة ساخرة معه , فهم يستعينون ببعض صيادي البادية لكي يرشدوهم عن كيفية التعامل مع البارود بعد أن انفجر البارود في أحد العمال لكي ينتهي الأمر بكارثة في المصنع لكي يقنع النظام في النهاية بأن مستواه العلمي والتقني غير قادر علي إنتاج الصواريخ التي تحمي الوطن في مواجهة أعدائه الخارجيين ولكي يداري هذا العجز يحول المكان إلي مصنع لإنتاج الصابون مبددا قدرات الوطن وطاقات المواطنين , ويبدا في اختلاق أعداء داخليين وهميين ويعتبرهم أعدائه الحقيقين وما ذلك إلا لكي يتخلص من عجزه وفشله أمام نفسه وأمام مواطنيه , وكاتبنا عندما يعري النظام لهذا الحد يفقده كل مصداقية علي المستوي السياسي بعد أن فقدها علي المستوي الاجتماعي والعلمي , ولكن أني يكون لهذا النظام أن يصل لمبتغاه و يظهر بمظهر المحافظ علي أمن الدولة والمواطنين إلا أن يوقع بعض المواطنين الأبرياء - لعجزه عن الإمساك بأعداء الوطن الحقيقيين - في شراك خدعة ليصل في النهاية إلي فقدان المصداقية الأخلاقية .
يبدأ كاتبنا في تحريك الأحداث من حيث يلتقي بطلنا الغارق في تلك الهموم مع أحد الأشخاص والذي يظن بسلبيته أنه يمكن أن يستفيد منه بعض المال لتحسين ظروفه لكي نكتشف في النهاية أنه كان أحد أفراد أمن الدولة يعبث ببطلنا العبث الأخير الذي يؤدي به الموت , ويستجيب بطلنا ببراءة لهذه الخدعة لأنه لايفعل أي شئ فيه أي تجاوز قانوني حتي يحبك هذا العضو من أمن الدولة شراكه حوله لكي يحوله بطريقة تبدو في نظر القاضي حقيقية إلي جاسوس علي الوطن فيصدر عليه الحكم بالإعدام .
قصة كاتبنا في هذه المرة صرخة مريرة بطريقة ساخرة تهيب بنا أن نفيق وأن ننتبه إلي أن النظام يملك الكثير والكثير من السلطات والآليات الشريرة , فهل ننتبه ؟؟ !!
هاهو عزيزنا ( إبو إبراهيم ) ممددا علي طاولة التشريح لم يفق بعد من أثر المخدر , فانتهزوا الفرصة قبل أن يفيق .
نلتقي بعد الفاصل
كوكو
أفقت من التخدير.
ولو كنت أعلم أن النقد الأدبي والخطاب السياسي شيئ واحد لكنت ناقداً أدبياً منذ سنين.....
(10-15-2011, 09:42 AM)coco كتب: اقتباس:- البطل كان يتكلم بصيغة الأنا طيلة الجزء الأكبر و الأول من القصة. حتى في تعبيره عن قعداته النتية (نسبة الى نت) معها اذ قال (وجدتها .. أجلس .. أتسامر معها .. حديثها الليلي ..الخ) كما أنه تكلم في بقية القصة عنها بصيغة الغائب مثل: كانت .. تلك الطبيبة .. الخ. انه مواطن هامشي في حاله و منطوي الى حد معتبر و منزوي عن الآخرين. ماشي في هذه الحياة باستراتيجية "الحيط الحيط و يلا الستر" كما يقال. و بقية ملامح الشخصية أوفاها الأستاذ كوكو شرحا.
-هذا البطل استعمل صيغة المتكلم الجماعي "نحن" لأول مرة في الخمس الأخير تقريبا من القصة و هي مرحلة المظاهرات: قامت ثورت"نا" شباب حارت"نا". و ك"نا" في كل يوم "ن"قترب من حدود العاصمة..كد"نا" "ن"صل .. "ن"حمل لافتات .. "ن"حلم" .."ن"قدر .. بلد"نا" الخ. هذا التحول اللغوي عوضا عن أنه انعكاس لتحول واقعي يبرره تماما و باقتدار فان له دلالات عميقة و هامة: التحام البطل بالجماعة و ادراك و تبلور الهوية الطبقية و التعرف على الذات و التعرف على الآخر (اللي ميتسماش) و التعرف على موطئ القدم من المعادلة القائمة و الصراع الاجتماعي الدائر. و عادة الأزمات و الظروف الاستثنائية هي التي تكشف الخفي في أعماق الشخصيات.
- يتكلم البطل بصيغة الأنا مرة أخرى خلال المظاهرات (متحدثا عن أحلامه) للدلالة على فكرة الخلاص الفردي عبر الخلاص الجماعي و كنتيجة له.
جميل جدااا هذا الملحظ عزيزتي هالة ويدل علي وعي جيد بفن السرد وآلياته وكيفية ترجمة الرؤية في العمل القصصي بطريقة فنية حتي لو لم يفهمها القارئ العادي ولكنها سوف تعمل فيه بطريقة لاشعورية .
كوكو
فعلاً هالة اكتشفت سراً من أسرار السرد.
ممنوع التقليد...
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-17-2011, 02:35 AM بواسطة أبو إبراهيم.)
|
|
10-17-2011, 02:34 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
coco
عضو رائد
المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
|
RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون...
اقتباس:أفقت من التخدير.
ولو كنت أعلم أن النقد الأدبي والخطاب السياسي شيئ واحد لكنت ناقداً أدبياً منذ سنين.....
العزيزة هالة
الرجا زيادة كمية المخدر في الحقن التالية
( الشغل ده مش راح ينفع )
عزيزي ( أبوإبراهيم )
أنا أفتتح بمقدمة بسيطة والعزيزة هالة تقوم بالعمل كله , هي تتفوق عليّ بمرور الوقت , فقد تبادلنا الأدوار , أتعلم منها السياسي بصعوبة وهي شربت الأدبي مني علي جرعة واحدة .
كتبت ذات يوم بعيد شيئا مشابها لقصتك , وكل يغني بطريقته , تجده علي هذا الرابــــــــــــــــــــط
كنت أجرب أيامها أن أصنع لنفسي طرازا خاصا في الكتابة , فكنت أتسكع في مختلف الأشكال أبحث عن طريق حتي أهتدي .
كوكو
|
|
10-17-2011, 06:28 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
هاله
عضو رائد
المشاركات: 2,810
الانضمام: Jun 2006
|
RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون...
اقتباس:العزيزة هالة
الرجا زيادة كمية المخدر في الحقن التالية 10
( الشغل ده مش راح ينفع )
يا أستاذنا العزيز
اذا القمع البعثي بكل جبروته مش نافع معاهم هل سينفع شغل هاله؟!
دي عالم مندسة .. و بسبع ارواح
عندي اضافات قليلة فقط
- تحويل مصنع الصواريخ الى مصنع صابون. أنا أعتبر هذا التحول رمزا يعري زيف الشعارات التي رفعتها الحركة التصحيحية عن تحديث سوريا و رفعها الى مصاف الدول المتقدمة (الصواريخ ترتفع في السماء) و سائر شعارات التنمية الاشتراكية و التحرر و الوحدة و البطيخ المبسمر التي أعلنت في بداية السبعينات و صدعوا رؤوس العالم بها. فقد حصلت ردة رجعية شرسة عن هذه الشعارات و اقتيدت سوريا بكفاءاتها -مثل بطلنا- الى سجن جماعي و بؤس و تراجع على كل الصعد. تآمر النظام على البطل -الكفاءة- العلمية هو تآمر رجعي على مستقبل الوطن.
- الاستعانة بثقافة البادية كناية عن قطيعة بين عقلية النظام و بين ثقافة الحداثة و الدولة الحديثة و توكيد لعقلية القبيلة و الغنيمة و معاداة العلم. فمثلما يرى الشيخ و عائلته الوطن غنيمة لهم رأت السلطة البعثية سوريا و مقدراتها غنيمة لها من دون الشعب. هذا التماثل هو الذي دفع الى الاستعانة بأهل البادية و ليس بالكفاءات العلمية التي لا تفتقدها سوريا و ما كان الدعم السوفياتي ليبخل بها.
- رغم أن البطل سجين و ينتظر ساعة الاعدام الا أنه يثبت تفوقا أخلاقيا عظيما فهو يكتب رسالة الى شعبه على أمل أن يحميه من الوقوع في فخاخ السلطة. انه يسقط الهم الشخصي و يتجاوزه الى الهم الجماعي. ذكرني هذا السلوك بالروائي الكبير"حنا مينا" و رواية "نهاية رجل شجاع" اذ ذهب البطل برجليه الى حتفه بعد نال منه العجز (بطلنا عاجز بسجنه) أخذا معه أحد بلطجية السلطة ليريح الناس منه. هذا التفوق الأخلاقي حتى في أحلك ساعات الانسان و على شفا الموت يقابله انحطاط السلطة الأخلاقي القياسي الذي يتجلى في كل تفاصيل القصة و لولاه لما كانت اصلا.
برضه Good Job عزيزنا ابو ابراهيم
شكرا أستاذنا و شكرا وردتنا
|
|
10-19-2011, 07:17 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
هاله
عضو رائد
المشاركات: 2,810
الانضمام: Jun 2006
|
RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون...
أنت برئ يا ابو ابراهيم و تفسير النص لا يتوقف عليه و لا على صاحبه فقط بل أيضا على العيون و الدماغ الذي يقرأ هذا النص. يعني اذا حدا بيتعرض لك قل لهم روحوا اسألوا هاله اللي عملت فيي مثل ما عمل مستر سميث! هي اللي دبستني فيما لم أقل. و هاي القصة عندكم. و طبعا ما حدا رح يراجع مستر سميث في حاجة
العمل الأدبي موقف سياسي و أخلاقي و انساني و ليس قصص طايرة في الهوا و مبتورة عن السياق الاجتماعي الذي تدور فيه. و ليس من قليل قال نجيب سرور (صح يا أستاذنا؟) "الكلمة اللي ما تبقى رصاصة ملعونة و خاينة". و ليس من قليل أيضا يحاكمون الأدباء و الشعراء و يتم تكفيرهم و ملاحقتهم و تطفيشهم الى أقاصي العواصم.
اقتباس:أرجو أن يكون البطل قد كتب عدة نسخ من رسالته
البطل لا يحتاج كتابة رسائل لأنه يعبر عما لم يكتب و عما لم يقال و عما توارى عن بطش السلطة لكنه مسلمات في قلوب البؤساء في الأرض و ربما عندهم رسائل اشد و أنكى بما لا يقاس. و على راي درويش جل و علا: و الصخور رسائلي في الأرض.
اقتباس:لعل أحدها تصل إلى أولي الأمر، ويتم إنقاذه من مصيره المشؤوم.
و ممكن اذا انمسكت معه يروح فيها!
اقتباس:لأن النسخة التي أملكها لم أسلمها لأحد.
و لكن شبه لهم. كل مواطن معتر عنده نسخة ... و أصلية كمان.
و أختم بالغش شوية من ناظم حكمت لا طال سيرته نسيان: أجمل دولنا هي التي لم نشيدها بعد.
طابت مساءاتكم بكل جمال و ابداع ... ما لقيت صورة مشرط فجبت لكم هاي .. أهو كله تقطيع و استئصال
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-20-2011, 07:51 PM بواسطة هاله.)
|
|
10-20-2011, 07:50 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
coco
عضو رائد
المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
|
RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون...
يدق كاتبنا نغمته هذه المرة مصورا لنا شكلا آخر من أبطاله الذين تراوحوا بين السلبية التامة و بين الإيجابية البسيطة من خلال استيقاظ وعيهم في اللحظات الأخيرة , هذه المرة يطرح بطلا كان من الممكن أن يكون إيجابيا ليتحول في نهاية القصة إلي بطل سلبي , بطله ككل أبطاله يقع تحت وطأة نظام لم يوفر الحد الأدني من الحياة الحقيقية لمواطنيه , يقول عنه : ( وأمي تنظر إلي، وأنا أحتسي القهوة وقد تجاوزت الثلاثين وما زلت في منزلها غير قادر على استئجار حتى شقة صغيرة. ) , رغم أن هذا البطل لم يدخر وسعا في الاجتهاد و التفوق والعمل يقول كاتبنا : ( فرغم تفوقي في دراستي سابقاً، فإن عملي في الجامعة كمهندس يتلخص بأن أقوم بكل أعمال الخدمات التي لا يود الدكاترة أو المدراء القيام بها. بدءاً من تحضير جلسات العملي، إلى مراجعة مشاريع التخرج، إلى صناعة دارات إلكترونية من أجل إشارات المرور أو الشاشات الكبيرة الموزعة في مدينتنا هنا وهناك، وانتهاءاً باستقبال الزوار والوفود، وتأمين الحجز الفندقي لها. ) , بطلنا بالرغم من الإحباط الذي لخصه سريعا في الاقتباس الأول لكي يتجاوز في ضربة فرشاة سريعة تفاصيل كثيرة يستطيع القارئ أن يعرفها بنفسه دون حاجة لذكرها إلا أنه مازال مخلصا في عمله , فوجود شخص جاوز الثلاثين في بيته أمه لا يستطيع استئجار شقة عوضا عن أن يتملكها يشي بالكثير , وعند وضعها بجوار الاقتباس الثاني عن تفوقه الدراسي واجتهاده في العمل نصل إلي نتيجة حتمية وهي ثيمة القصة التي تتحدث عن هجرة العقول من الوطن , كذلك فإن كاتبنا يلمح سريعا أن التفوق والاجتهاد ليس كل شئ في هذا الوطن بل أن هناك قيما أخري هي السائدة , يقول كاتبنا : ( وبفضل تفوقه ومنصب عمه بعثته الجامعة لإتمام دراسته في الخارج، ولم يعد من يومها.) يلقي هاتين الكلمتين الصغيرتين ( ومنصب عمه ) عرضا بضربة ريشة أخري سريعة دون تفاصيل لكي يبين لنا أن التفوق ليس هو كل شئ وأن الاجتهاد ليس هو المعيار في الوطن .
يبدأ كاتبنا للتعرض لقضيته ( الاغتراب عن الوطن) حين تزمع الجامعة عمل مؤتمر لتلك الأدمغة المهاجرة الفارة من الوطن , ويتناول في قصته بطلا آخر يدعوه حبيبا سافر إلي الخارج في بعثة دراسية ولم يعد , وكأنه اسم علي غير مسمي فهو محبوب الوطن ولكنه لا يحب الوطن , هذا البطل حبيب يأتي ضمن من يأتون لكي يقابل بطلنا الذي يعرفه من قبل لكي نكتشف خلال القصة أن هذا المؤتمر ما هو إلا مجرد ديكور يغطي به النظام فشله العلمي والتقني في مؤتمرات وهمية ليس الغرض منها كما قيل جذب الأدمغة المهاجرة للوطن أو الانتفاع بخبراتها في مشاريع مشتركة مع العالم الذي تأتي منه وإنما هو مجرد احتفالية بائسة لا معني لها , ففي نهاية القصة تتكشف لنا الحقيقة المريرة أن الطيور المهاجرة ظلت مهاجرة ولكن بقدومها للمؤتمر فتحت بابا من الأمل لطيور الوطن لكي تهجره معها , فما كان سبيلا للجذب أصبح سبيلا للطرد ( والطيور علي أشكالها تقع) , ويتعجب حبيب من بطلنا المنغمس في هموم اجتهاده وعمله حين يسأله : ( هل حضرت سيرتك الذاتية ؟ هل أستطيع إفادتك بشيء؟
استغربت في البداية ثم أدركت ما يقصد عندما أخرج من حقيبته عشرات السير الذاتية لأساتذة الجامعة ومدرسيها. ) يلقي له بالكلمات وكأنه أمر مفروغ منه أن كل من يلقاه يطلب منه بكل رجاء مساعدته علي الفرار من هذا الوطن , عندئذ تنفتح بصيرة بطلنا ومعه قارئ القصة علي أزمته وأزمة وطنه , لكنه لا يقرر الصمود يل يقرر الهروب , وبالرغم من أن هذا القرار يظل مجرد قرار مؤجل التنفيذ بسبب قدري لا يد لبطل القصة فيه ( ركضت إلى المطار مسرعاً في أقرب سيارة تكسي. وهأنا أنتظر منذ ساعات على باب المطار. أنظر كالمجنون في أوجه المغادرين وكل من يصل في سيارة قد تشبه سيارة مدير الجامعة.
أعتقد أن الطائرة التي أراها الآن تقلع، هي طائرة حبيب. لا أعرف كيف دخل المطار وسافر دون أن أراه )
إلا أنه يتحول في قراره المؤجل إلي بطل أشد سلبية , حين لا يفكر في الفرار بنفسه فقط بل سوف يدعو الآخرين من أصدقائه للفرار معه , بل يقرر أيضا أن يتحول إلي صورة حبيب البشعة يوما ما حين يعود مثله في أحد المؤتمرات لكي يرحل محملا بحقيبة متخمة بالسير الذاتية لمن يبتغون الفرار .
قصة كاتبنا الرابعة منشور سياسي آخر في وجه نظام لم يرحم مواطنيه اجتماعيا وجعل اغترابهم داخل الوطن هو الحل ولم يبق فقط إلا أن يجدوا الفرصة للاغتراب خارج الوطن مكانيا ليكون الاغتراب جامعا بكل وجوهه , صرخة أخري ككل قصص كاتبنا التي تعرضنا لها بأن الوطن يغرق في الاغتراب بناسه التي تعيش فيه وناسه الذين فروا منه .
بعد أن تجهز العزيزة هالة نهائيا علي عزيزنا ( أبو إبراهيم ) ولا يتمكن من إبداء أية مقاومة , ربما أعود لكي أعلق سريعا علي الأعمال الأربعة وأحدد الملامح الأدبية العامة التي تميزه ككاتب .
كوكو
|
|
10-22-2011, 10:17 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
|