إن حسن حنفي ينكر الغيب كله تمامًا. ولكن أهل الفكر الرشيد اعترضوا حتى على من آمن بالغيب ولكنه فسر الآيات بالرمز والأمور المعنوية:

فرح أنطون. ابن رشد وفلسفته
ص208، 209:
"أما قول الفلاسفة بوجوب تأويل تلك الأمور تأويلًا معنويًّا فقول يجعل كل الأديان بمثابة "تخييل نقيض الحق لمصلحة الخلق" كما قال الغزالي. والله سبحانه والأنبياء والكتب المنزلة تقدسوا وتنزهوا عن هذا الظن. لأن ذلك يكون بمثابة ضرب من الغش والخداع كما يَحِجُّ بذلك المتكلمون واللاهوتيون خصومهم الفلاسفة. وهذا سبب إبائهم التأويل وإخراج الدين عن معناه وفحواه." أ. هـ

ويتعجب الكاتب الكبير عباس محمود العقاد ممن قصر بصره وضاقت بصيرته فلم يرى إلا المادة والمحسوس فقط:

المجموعة الكاملة لمؤلفات الأستاذ
عباس محمود العقاد
المجلد الرابع
الفلسفة الإسلامية
دار الكتاب اللبناني – بيروت
ط1، 1978م

ص61:
"ويجيء الماديون في الزمن الأخير فيحسبون أنهم جماعة تقدم وإصلاح للعقول وتقويم لمباديء التفكير. والواقع أنهم في إنكارهم كل ماعدا المادة يرجعون القهقرى إلى أعرق العصور في القدم، ليقولوا للناس مرة أخرى إن الموجود هو المحسوس وإن المعدوم في الأنظار والأسماع معدوم كذلك في ظاهر الوجود وخافيه، وكل ما بينهم وبين همج البداءة من الفرق في هذا الخطأ أن حسهم الحديث يلبس النظارة على عينيه ويضع المسماع على أذنيه!"

ص16:
إننا أشرنا إلى تجارب علماء كليفورنيا في هذه المباحث في باب العوالم الأخرى من كتاب (القرن العشرون ما كان وسيكون) وذكرنا أنهم يحتملون وجود كائنات لا مادية anti-matter على بعض العوالم الأخرى. ولا نعلم ماذا ثبت من هذه الكائنات اللامادية في مباحث البروتون التي أجراها العلماء المجازون وزملاؤهم المشتغلون بها في شتى الميادين، ولكن المهم في الأمر أن الحقيقة المادية والحقيقة المجردة لا تتناقضان عند العلم الحديث، خلافًا لما جرى عليه العرف بين عامة الباحثين إلى عهد قريب.

ص50:
"فالنفساني الكبير وليام مكدوجال – وهو من المؤمنين بالعقل المجرد – يقول في خطاب الرياسة لجماعة البحوث النفسية سنة 1920: "إنني اعتقد ان التلباثي وشيك جدًا ان يتقرر بصفة نهائية في عداد الحقائق المعترف بها علميًّا بفضل هذه الجامعة على الأكثر، ومتى بلغنا هذه النتيجة فإن خطرها على الوجهتين العلمية والفلسفية سيربى كثيرًا على جملة المسائل التي أدركتها معاهد التحقيق النفساني في جامعات القارتين."
"وفي سنة 1927 قال الدكتور ت. و. متشبل في خطابه لقسم المباحث النفسية في المعهد البريطاني: "لابد من الاعتراف بالتلباثي أو بوسيلة من الوسائل التي قد نسميها الآن خارق للعادة. لأننا إذا أنكرناه وقفنا حائرين بين يدي الظواهر المعززة بأدلة الثبوت، مما لا نستطيع له نفيًّا ولا تعليلًا."

http://en.wikipedia.org/wiki/Telepathy

http://www.4shared.com/file/18657008/230a1...online.html?s=1

يتبع

zaidgalal · 04-26-2008, 10:45 PM

بل إن موسوعة ويكيبديديا تحدثنا عن وجود كون مادي Universe وآخر لا مادي Antiuniverse

http://en.wikipedia.org/wiki/Antimatter

There is considerable speculation both in science and science fiction as to why the observable universe is apparently almost entirely matter, whether other places are almost entirely antimatter instead, and what might be possible if antimatter could be harnessed, but at this time the apparent asymmetry of matter and antimatter in the visible universe is one of the greatest unsolved problems in physics

.

"هناك نظر معتبر بين العلم والخيال العلمي تجاه تفسير لماذا الكون المُشاهد هو تقريبًا يتكون تمامًا من المادة، وهل هناك اماكن أخرى غير مادية، وماذا لو تم استغلال اللامادة. إلا أنه في الوقت الحالي نلاحظ ان عدم تماثل المادة واللامادة في الكون المرئي هو أحد أعظم مشاكل الفيزياء التي لم تجد لها حلًّا."

It is now thought that symmetry was broken in the early universe during a period of baryogenesis, when matter-antimatter symmetry was violated. Standard Big Bang cosmology tells us that the universe initially contained equal amounts of matter and antimatter

"ويعتقد الآن أن تماسك الخلق قد تحطم في الكون المبكر أثناء فترة ما قبل النشوء عندما انتهي تماسك المادة واللامادة. إن علم الكونيات القياسي في نظرية الانفجار العظيم يخبرنا أن الكون كان في البداية مكونًا من مقادير متساوية من المادة واللامادة."

فها هو العلم يقرر وجود اللامادة في الكون، وأصبحت اللامادة والأمور اللامادية مجال دراسة بين يدي العلماء.

http:/vefromcern.web.cern.chvefromce...-history00.html

In his Nobel Lecture, Dirac speculated on the existence of a completely new Universe made out of antimatter!

http:/vefromcern.web.cern.chvefromce...-history01.html

يتبع بعون الله وكرمه

اسحق · 04-27-2008, 12:28 AM

شكرا جزيلا علي الرابط .
يبدو للأسف أن الدكتور حسن حنفي لم يضع أي إستشهاد خاص بموضوع القديس يعقوب .
تحياتى

zaidgalal · 04-27-2008, 08:27 AM

لم يضع أي استشهاد لا للقديس يعقوب ولا لأوريجين ولا لابن رشد ولا لابن سينا لأنه لا يوجد أصلًا أنهم أنكروا الغيب.

zaidgalal · 04-27-2008, 08:45 AM

يرى حسن حنفي أن البشرية قد اكتملت ووصل عقلها إلى مرحلة الاستغناء عن الله (العقل والإرادة الخارجية). ولم يعد الإنسان بحاجة لله (الغير موجود أصلًا) أن ينصره ويهزم أعداءه. ويكذب على الإسلام فيزعم أن الجانب الغيبي في الإسلام يكاد يكون منعدمًا ونسي أن الإسلام مبني على الإيمان بالله هو عز وجل قمة الغيب. يقول في ص91:

"فالدين الإسلامي على ما يقرره علماء تاريخ الأديان أقل الأديان ذكرًا للقصص وللمعجزات، أي أن الجانب الغيبي فيه يكاد يكون معدومًا، فالإسلام يمثل آخر مرحلة من مراحل تطور الوحي وفيه إعلان لاستقلال الوعي الإنساني ولاستقلال الطبيعة عن كل تدخل خارجي. لقد بلغ العقل كماله ويستطيع الإنسان بعقله الإدراك المباشر كما يستطيع بفعله تغيير واقعه، لم يعد الإنسان بحاجة إلى عقل وإرادة خارجية لنصرته أو هزيمة أعدائه..... بل إن الله عند الأصوليين لا يكاد يذكر اسمه ولا يذكرون إلا "الشارع" أي واضع الشريعة، ولا يكاد يذكر في الفلسفة، ولا يذكر الفلاسفة إلا "واجب الوجود" أ. هـ

"فهناك تقدم من نبوة إلى نبوة، ومن رسالة إلى رسالة أي أن الوحي يسير في خط من الوراء إلى الأمام ويتبع فلسفة ارتقائية للتاريخ كما يقول هردر وكانط، حتى صاغ لسنج فلسفة للتاريخ طبقًا لمسار الوحي فيه على مراحل ثلاث: الأولى، القانون الخارجي واعتبار الله مصدر خوف وطمع وهي مرحلة اليهودية. ثانيًا، الحب الداخلي واعتبار الله موضوع حب وهي مرحلة المسيحية. ثالثًا، استقلال العقل الإنساني وثقته بنفسه وعدم احتياجه إلى وحي وهي فترة عصر التنوير وإن شئنا الإسلام إذا كان الإسلام على ما يقول المعتزلة يقوم على العقل وأن الشرع تابع للعقل. يثبت تطور الوحي إذن أن الحقيقة موجودة إلى الأمام لا إلى الوراء، لذلك يكون غريبًا حقًّا أن يقف الناس عند النموذج الأول في تطبيق الوحي عندما تحقق لأول مرة في صدر الإسلام أو في عصر المسيح أو تتكرر النداءات بالعودة دائمًا إلى الأصول الأولى وإلى النقاء الأصلي في النبع الأول." (ص92) أ. هـ

يقول كاذبًا على المعتزلة وعلى ابن الطفيل (ص93):

"يقوم الوحي إذن على العقل، وقد كانت مهمة العقل عند المعتزلة هي بيان حق الإنسان وواجبه على الله لا حق الله وواجبه على الإنسان، والعقل أساس الشرع، وكل ما حسنه العقل حسنه الشرع بل إن العقل ما كان في حاجة إلى الشرع لأن الإنسان لا يحتاج إلى وحي، وما الوحي إلا لطف من الله وكرم منه قد لا يحتاجه الإنسان لأن العقل فيه ما يغنيه، وقد عبر الفلاسفة أيضًا عن هذه الحقيقة فالدين والفلسفة شيء واحد، متفقان في الموضوع والمنهج والغاية وقد عبر ابن سينا وابن الطفيل عن ذلك في رسالتهما حي بن يقظان كما صاغ ابن رشد أيضًا هذه الحقيقة في نظرية التأويل، وتاويل الشرع حتى يتفق مع العقل وتلك شيمة أهل البرهان."

فهل قال المعتزلة وابن رشد وابن طفيل هذا الكلام فعلًا؟؟؟!!!

يتبع بفضل الله وعونه

zaidgalal · 04-27-2008, 01:04 PM

يقرر القرآن الكريم أن الناس بحاجة إلى الله، ولم لا وهو الخالق الرازق الحفيظ الرحمن الرحيم وهم المخلوقون، ولم لا وهو عز وجل يمسك السموات والأرض فلا تزولان بمن فيهما، رحمةً منه وفضلًا، وأن الله ينصر من يستحق النصر من عباده، وينتقم من الذين ظلموا:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ {15} (فاطر)

إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا {41} (فاطر)

إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ {160} (آل عمران)

الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ {40} (الحج)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ {47/7} (محمد)

يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ {35} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {36} (الرحمن)

zaidgalal · 04-27-2008, 01:05 PM

ويرى ابن رشد أنه لا غناء عن الوحي البتة إذ به معرفة الشرائع وأن العقل ناقص مفتقر إلى الوحي ليُعَلِّمَه:

تهافت الفلاسفة. ابن رشد
تحقيق الدكتور سليمان دنيا
ط1، دار المعارف، القاهرة، 1965م
ص869:
"وكل شريعة كانت بالوحي، فالعقل يخالطها. ومن سلم أنه يمكن أن تكون ههنا شريعة بالعقل فقط، فإنه يلزمه ضرورة أن تكون أنقص من الشرائع التي استنبطت بالعقل والوحي. والجميع متفقون على أن مباديء العمل يجب ان تؤخذ تقليدًا، إذ كان لا سبيل إلى البرهان على وجوب العمل إلا بوجود الفضائل الحاصلة عن الأعمال الخلقية والعملية. فقد تبين من هذا القول أن الحكماء بأجمعهم يرون في الشرائع هذا الرأي. أعني أن يتقلد من الأنبياء والواضعين مباديء العمل والسنن المشروعة في ملة ملة."

مفهوم الخير والشر
في الفلسفة الإسلامية
دراسة مقارنة في فكر ابن سينا
د. منى أحمد محمد أبو زيد
ط1، 1991م
المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع
لبنان – بيروت – الحمراء
ص79، 80:
"الناس في رأيه "ينبغي أن يكونوا مقيدين بأحد قيدين، إما بقيد الشرع ليتم نظام العالم، وإما بقيد العقل. ألا ترى أن المحلول من القيدين جميعًا لا يُطاق حمل ما ثرتكبه من الفساد، ويختل نظام العالم بسبب المنحل من القيدين."
ولما كانت مهمة وضع هذه السنة أكبر من ان تكون مهمة إنسانية فردية، إذ ليس لأحد من الخلق أن يبث في النفوس الرغبة في الخير ورجاء ثوابه، والرهبة من الشر وخشية عقابه، كان لابد من أن يكون ذلك لله سبحانه وتعالى، بواسطة النبي / الشارع، الذي لا يضع للخلق سنة "إلا مما وجب من عند الله أن يسنّه." أ. هـ

zaidgalal · 04-27-2008, 01:06 PM

ولننظر في أحد أمهات كتب المعتزلة والذي يعترف أن لله حقوقًا على عباده تتمثل فيما أمر به وفيما نهى عنه، وأن العقل ليس مقدمًا على الشرع وعلى كتاب الله بل هو شرط لنزول كتاب الله عز وجل وشريعته على عباده لأنه لا يخاطب إلا العقلاء، وأن العقل به اوجه قصور ومن هنا لابد من تدخل الرسل بالوحي للتوضيح:

كتاب: تحكيم العقول في علم الأصول. الشيخ الإمام الحاكم أبو سعيد المحسن بن محمد بن كرامة الجشمي البيهقي، المتوفى سنة494ﻫ
"مسألة [في ما أوجبه الله على عباده]
إن قال: ما أول ما أوجب الله تعالى على عباده؟ وما سائر الواجبات؟
الجواب: قلنا: التكليف يتضمن شيئين العلم والعمل، والعلم أصولٌ وفروعٌ، فمنها ما يجب تعيّنه على كل مكلّف، ومنها ما هو فرضٌ على الكفاية.
والعمل على ضربين: فعل وترك، والفعل على ضربين، فمنه ما يجب على كل واحد، ومنه ما هو فرضٌ على الكفاية، فأول ما يجب على المرء النظر في طريق معرفته تعالى ليعرفه، ثم يعرف صفاته، ثم يعرف النبوات والشرائع، وذلك يشتمل على علوم التوحيد والعدل وعلوم النبوات والشرائع.
مسألة [في التمييز بين الحق والباطل بالأدلة الأربعة]
يقال: بأي شيء يعرف الحق من الباطل ويميز بينهما؟
قلنا: بالأدلة.
فإن قال: فما الأدلة؟
قلنا: أربعة: العقول، والكتاب، والسنة، والإجماع.
فأما العقل فلأنه تعالى خاطب العقلاء واحتج عليهم بما في عقولهم ولأن به نميز بين الحسن والقبيح، وبه نعرف جميع الإستدلاليات.
ويقال لمن أبطل أدلة العقول: ناقضت بدعواك مذهبك؛ لأنك فزعت في إبطال أدلة العقول إلى العقل فإما أن تصححه فتبطل طريقتك، وإما أن تبطله فيبطل استدلالك وتصح أدلة العقول.

مسألة في جواز البعثة وصفات الرسول وبيان الطريق إلى معرفة الرسول
ويقال لهم: ما تقولون، أتحسن البعثة أم لا؟.
فإن قالوا: لا، تقبح لأنه إما أن يأتي بما في المعقول فهو عبث، أو يأتي بخلافه فهو قبيح.
قلنا: ولِمَ، ولعلّ في العقول مجملات ومجوزات لا يعرف تفصيلها عقلاً فيبعث رسولاً لينبّه على ذلك؛ لأن العقل يجوز أن يكون الألم حسناً إذا كان فيه اعتبار أو نفع على ما قدّمنا، ويجوز أن يكون قبيحاً إذا عري عن النفع والدفع والاستحقاق، فإذا تقررت هذه الجملة في العقل ولا يعلم تفصيل ذلك وأن يبعث رسولاً ينبي أن في ذبح الأنعام اعتباراً ولطفاً فتحل، وفي ذبح غيرها مفسدة، وفي أفعال مصلحة فتحسن، وفي أفعال مفسدة فتقبح. " أ. هـ

يتبع بتأييد الله ورحمته

zaidgalal · 04-28-2008, 10:20 AM

يقول حسن حنفي في كتابه موضوع الشريط ص93:

"وقد عبر ابن سينا وابن الطفيل عن ذلك في رسالتهما حي بن يقظان" ليقول أن الرسالة تظهر استغناء الإنسان عن الله وعن وحيه بعدما نضج عقله واكتمل علمه.

ورسالة "حي بن يقظان" كتبها "ابن طفيل" وهي قصة خيالية فلسفية تحكي قصة أم وضعت مولودها فخافت عليه من القتل فألقت به في اليم وفوضت أمرها إلى الله. وألقى به اليم عند جزيرة مهجورة حيث تولت ظبية تربيته إلى أن بلغ أشده وبدأ يعتمد على نفسه. فقادته الحاجة إلى اتخاذ جلود الحيوانات ملابس له، وصناعة السكاكين الحجرية وكذلك الرماح بعد أن اكتشف النار لصطاد الحيوانات ويتغذى على لحمها المشوي. وأخذ يفكر في نفسه والكون من حوله فاهتدى إلى ان كل هذه حوادث ولابد لها من مُحْدِث وهو الخالق سبحانه المنزه عن العوارض والحوادث. وأخذ يفكر فاهتدى بعقله أن خالق الكون متصف بالكمال ومن اجتهد في الوصول للكمال البشري وأقبل على الخالق فإنه إذا وافته منيته يبقى في لذة لا نهاية لها، وغبطة وسرور وفرح دائم لاتصاله بذلك الخالق المتصف بالكمال. لذا انكشفت لحي بن يقظان الأسرار ورأى ملا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. إلا أن عقله هذا وقف أمام أمور لم يستطع لها تفسيرًا لولا أن رحمه الله بالوحي والإلهام ليشير لنا ابن الطفيل أن العقل ناقص ومفتقر إلى ربه عز وجل:
"وكادت هذه الشبه ترسخ في نفسه لولا أن تداركه الله برحمته وتلاقاه بهدايته، فعلم إن الشبهة انما ثارت عنده من بقايا ظلمة الأجسام، وكدورة المحسوسات."

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	القسم فى قضايا المحاكم الإسلامية	رضا البطاوى	0	227	01-23-2014, 09:27 PM آخر رد: رضا البطاوى
	كيف يفهم المسلم المعاصر الدين	السيد مهدي الحسيني	0	870	01-04-2012, 07:39 PM آخر رد: السيد مهدي الحسيني
	تعدد الزوجات رؤية شرعية معاصرة	احمد زكريا	1	985	09-21-2010, 01:23 AM آخر رد: سهيل
	نقلا عن "ماذا و لماذا؟؟؟؟.... أين وكيف ومتى" (قضايا اجتماعية) أريد أن يصل	كمبيوترجي	7	1,161	03-23-2005, 02:43 AM آخر رد: كمبيوترجي