زميلي العاقل اسحق .. تحية طيبة ..
هناك عدة محاور أفكر فيها وأريد توصيلها لك واحدة واحدة :
*
لايمكن فهم الاسلام ولا أي دين من خلال مصادر معادية . هذه مسلمة فكرية نتفق عليها .
*
وانا مقر لك بأن في النصرانية أشياء جميلة , وكذلك في كل دين , وذلك لكي تستسيغه النفس البشرية , لأنه لايمكن قبول الباطل المحض , حتى عبدة الشيطان لهم فلسفة في حقه : من أنه قوي وماهر وكذا !! مع أنه في الحقيقة ضعيف كما يخبرنا القرآن : إن كيد الشيطان كان ضعيفا .
وأكرر : هناك أمور حق لديكم يعلمها كل متبحر في دراسة الاسلام خاصة جانب التزكية وأعمال القلوب أو مايسميه البعض ( الرقائق ) ولكن هناك أيضا عقائد خطيرة يشيب لهولها الولدان !
معظم المخالفين يرون الجانب المظلم لديكم , ومعظم النصارى يرون الجانب الحق ويتعامون عن الجانب الباطل أو
يبررونه جاهدين بينهم وبين أنفسهم منذ فترة البلوغ والصراع النفسي المبكر حول امكانية موت الاله وأكله في الافخارستيا والتردد الجدلي بين الفداء بدم المسيح وبين القلق من مغبة الخطيّة .... الخ الخ ..
* اذا اختلط الجيد والرديء في بضاعة ما فإننا بلاشك نوازن بين نقاط الجودة والعطب ويكون الحكم للأغلب , هذا في ميزان السوق , فمابالك بميزان الدين والمصير الأبدي ؟ لاشك أنه
اذا كان هناك مثقال ذرة من باطل في الدين الذي أعتنقه فإنني يجب أن أبحث عن الدين الحق الذي يرضاه الله ويحقق الهدف الذي خلق الدنيا وخلقنا من أجله !
والان انتبه لهذه النقطة القادمة لأنها مهمة وربما أطيل فيها أكثر من غيرها .. ( بما أنك أثرت نقطة عظمة مشيئة الله للإنسان )
*
لماذا خلقنا الله وخلق الدنيا ؟ لكي يمنّ علينا ؟ لأنه ( كريم ) و ( جواد ) ؟ ويحب العطاء ؟ نعم جميل !
[SIZE=4]
ولكن هذا ليس فهما شاملا لحقيقة الذات الالهية يااسحق !
هل تظن أو تقتنع بأن الله قد خلق الدنيا [COLOR=Blue]لكي يحقق صفة واحدة من صفاته
لماذا هذا النظر الجزئي لله ؟
هناك مقولة صوفية يقول عنها المتصوفة أنها حديث نبوي وليست كذلك وانما هي من قول الامام الجليل يحيى بن معاذ الرازي وهي :
[CENTER]
من عرف نفسه عرف ربه
( وهذه المقولة أحبها كثيرا ... لأنها تتيح لعقلي عملا كثيرا وتفكرا كبيرا في نفسي وفي صفات الله سبحانه وتعالى .. ) .. المهم :
أنت يا إنسان يامن اسمه اسحق : في نفسك عجائب .. الكون كله قد جُمع فيك لتكون فهرسا شاملا للكون أجمع بجماداته ونباتاته وحيواناته , نفسك فيها الكثير من النوازع والمتناقضات كموج البحر الهادر ..
من عرف نفسه عرف ربه لها تفسيرات كثيرة منها : أن مافي نفسك أثر لصفات الله , وكلما تفكرت في نفسك كلما تعرفت على الله أكثر ..
والان : إذا كنت أنت بهذا الحجم من
التعقيد( الذاريات : 21 ) فهل تظن أن الله أبسط منك ؟؟
إن مشيئة الله وإرادته للإنسان عظيمة جدا نعم ... ولكنها لاتنحصر في نقطة واحدة تتمثل في العطاء والكرم فقط .. هذه نظرة لاأقول بدائية تأدبا معك , وانما أقول أنها جزئية جدا لايمكن أن تعبر عن حقيقة الكائن الأعظم .... الذي أراد لنا أن نكون انعكاسا لصفاته ويرى آثارها فينا ونكون كمرآة عاكسة لصفاته الجميلة ..
لقد تعلمت كل هذا الكلام من محبوبي وشيخي الإمام سعيد النورسي الذي أضع صورته في توقيعي ..
تجد كلامه حول هذه النقطة في هذه المقالة رقم ( 18 : 19 )
http://www.nadyelfikr.com/viewthread.php?f...id=41179&page=2
سأتابع غدا ..
(f)