[SIZE=5]الحلقة الثالثة عشرة، وهي في تدوين السنة وحفظها عصر الدويلات والطوائف..

هذا العصر كان عصر السقوط والانحدار في الوطن الإسلامي الكبير، حيث ظهرت إلى السطح قوميات مقيتة تدعو لتقطيع الأمة الإسلامية إلى عرب وترك وكرد، وكان لخونة العرب وجهلتهم ما أرادوا من تقطيع جسد الأمة ووحدتها، حيث وقفوا مع المستعمر الأوربي يدا واحدة ضد إخوانهم الأتراك، الذين كان يقودهم أتاتورك رمز الظلم والاضطهاد، وكانت الوعود الغادرة تُقطع لهؤلاء العرب الجهلة على أن تُقام لهم دولة عربية لا دخل للعجم بها، ولكن هيهاتَ هيهات أن يُحبك عدو جدك، وكان الخلاص من حكم العثمانيين والأتراك، ولكن احتلالا بغيضا لحق بالوطن الإسلامي فمزقه إلى دويلات وإمارات، ودعا حاكم كل ولاية إلى قومية مقيتة بغيضة، أذاقهم الله الخزي والعذاب الأليم على ما فعلوه بأمة الحبيب الأمين صلى الله عليه وآله وسلم أجمعين..

وكان الاحتلال الأثيم في هذا الوقت يسعى لتوطيد حكمه بزرعه القوميات والوطنيات الزائفات، وراح يحرك ذئابه ليحرسوه من الأبطال المجاهدين الأفذاذ، وفي ذات الوقت أنشأ يحرك خنازيره من أدعياء العلم ليدمروا حديقة الخير الوارفة ظلالها على أمة الإسلام، وظهر بالفعل كُتَّاب يحملون في الظاهر رايات العلم والمعرفة، وفي الباطن كانوا يضمرون حقدا وكراهية وهمهمه، وانتسبوا لنادي الماسونية العالمية لسحق الدين تحت شعار التقارب بين الأديان والتقدم والازدهار، ونظروا إلى الإسلام وأصوله، فوجدوه يقوم على القرآن وسنة العدنان، وأعادوا النظر، فوجدوا أن لا سبيل لهم يصلون به إلى القرآن المتواتر الثابت إلا بهدم السنة الشارحة له والمبينة، ونظروا فإذا عند المسلمين أصلين عظيمين في الحديث هما البخاري ومسلم، فأطلقوا لعملائهم العنان لزرع الشك في نفوس الأتقياء الأنقياء، فظهرت العناوين البراقة الخداعة باسم خدمة السنة وتخليصها من الدس والحماقة، وكان من هذه الكتب: /أضواء على السنة المحمدية/ أو: دفاع عن الحديث لصاحبه محمود أبو رية قبحه الله تعالى، وكتاب: /الأضواء القرآنية في اكتساح الأحاديث الإسرائيلية وتطهير البخاري منها/ لصاحبه السيد صالح أبو بكر. يقول الدكتور الطحان حفظه الله تعالى: "زعم فيه –يعني في كتابه الأثيم- أن في صحيح البخاري 120 حديثا مكذوبا من الإسرائيليات، سود الله وجهه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. وأتى بكلام لا أثر فيه لعلم ولا دين، ولو كان للسنة النبوية من يحميها لما أقدم هذا المأجور الآثم على هذا العمل الخبيث"

ولم يغب المستشرقون من بلاد الغرب عن الساحة، بل ظهروا وبكثرة يطعنون في الدين من هنا وهناك والمسلمون في سُبات يبحثون عن الخلاص من ذاك الاحتلال، وكثر الطعن في مسألة بدايات تدوين السنة وظهور أسانيد الروايات، وصحة تلك الأحاديث والمرويات، وكان على رأس هؤلاء في هذا العصر البروفسور شاخت الذي بحث في عشر سنين عن معادن الأحاديث الفقهية، ونشر بعد ذلك نتائج ما توصل إليه من بحث في كتابه الشهير:

The Origins Of Muhammadan Jurisprudence

يقول الدكتور الأعظمي: "وخلاصة ما وصل إليه من نتائج أنه ليس هناك حديث واحد صحيح، وخاصة الأحاديث الفقهية. وصار هذا الكتاب منذ ذلك الحين إنجيلا ثانيا لعالم الاستشراق، وفاق شاخت سلفه غولتسهير –صاحب الإنجيل الأول (دراسات إسلامية) والذي نشر سنة 1890 للميلاد- حيث غير من نظرته التشكيكية في صحة الأحاديث، إلى نظرة متيقنة في عدم صحتها. وقد ترك كتابه هذا أثرا عميقا في تفكير دارسي الحضارة الإسلامية، حتى تنبأ البرفسور جب قائلا: إنه –يعني كتاب شاخت- سيكون في المستقبل أساسا لكافة الدراسات عن الحضارة الإسلامية والتشريع، وعلى الأقل في الغرب" انتهى كلام الدكتور الأعظمي ونقله..

والمتأمل في كلام هذين الجاهلين يجد غباء مُطبقا وحُمقا مستحكما، تجده في الغرب مستفحلا، حيث تجدهم يحاولون الوصول لقاع في بحر لُجي لا يعرفون قراره ولا منتهاه، ثم يخرجون بأصداف التصقت بقاع سفينتهم ويحسبونها من قاع المحيطات، ولقد صفق الغرب الذي لا يعرف إلا واحدا في واحد واثنين فوق اثنين لهذين الأحمقين الجاهلين، دون رجوع بالفكر إلى النظرة الفاحصة المدققة للمنهج الذي سار عليه شاخت، والذي نقض أصوله الدكتور البارع: محمد مصطفى الأعظمي جزاه الله عن أمة الإسلام خير الجزاء..

ثم إن جهل هؤلاء المستحكم وحقدهم المستشري قادهم لتفسير السنة على أنها الأمر المجتمع عليه في الأوساط العلمية، ولا تعني أبدا سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وادعى بعضهم تأخر كتابة الحديث إلى قرن أو قرون وبالتالي عدم صحة الحديث بسبب الانتقال من جيل إلى جيل من غير ما كتابة أو تدوين، ومنهم من آثار كما يقول الدكتور الأعظمي الارتياب في الأسانيد وقيمتها العلمية، حيث ادعى بعضهم أنها وجدت في نهاية القرن الأول ثم تطورت، بل جزم بعضهم بأنها بدأت في القرن الثاني واكتملت في الثالث، يقول الأعظمي: "وقال قائل منهم كيف نقبل الأحاديث ونعتبرها صحيحة، وقد بلغ عددها سبعمائة ألف، ألم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم شغل شاغل إلا الكلام فقط؟" قال: "ومنهم من أضاف إلى ذلك تساؤلا آخر: إن الأحاديث الموجودة بأيدينا لا تصل إلى مئة ألف، فأين بقية الرصيد المدعى؟"

وحُق لنا أن نقول إن أصحاب هذه السؤالات والتساؤلات هم أصل الحماقة والجهالة، لأن الحديث يُعتبر عددا باختلاف رواته من الصحابة الكرام، والحديث ليس قوليا فحسب، بل هو قولي وفعلي وتقريري.

أقول: ولكن الساحة ما خلت من إنصاف بعض من هؤلاء، بل ألف بعضهم كتبا يمتدح المسلمين ويُثني عليهم، وألف آخرون مؤلفات نفعت المسلمين حتى يومنا هذا وبغض النظر عن الهدف الذي كان مرجوا من ورائها، ومن هذه الكتب في مجال السنة النبوية المطهرة: /المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي/ وهو عمل قام به لفيف من المستشرقين، ونشره أحدهم وهو الدكتور: أرْنُد جَان وِنْسِنْك أستاذ العربية بجامعة ليدن والمتوفى سنة 1939 للميلاد، وشاركهم في إخراجه ونشره الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله تعالى. ومن هذه الكتب كذلك: /مفتاح كنوز السنة/ للدكتور ونسنك أيضا، وكان صنفه باللغة الإنجليزية، ونقله إلى العربية مع تصحيح أخطائه ومقابلة نصوصه وتحقيقها الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، ونشره عام 1933 للميلاد..

وأمام هذه الهجمة الشرسة التي قادها أعداء السنة المطهرة، ظهرت المؤلفات الداحضات لتيك الشبه، وظهر الوعي والتيقظ في أركان الوطن الإسلامي الكبير، وكانت المؤلفات على نوعين، تأليف جمع وابتكار، وتأليف تحقيق وبيان، فأما التحقيق فقد برز في هذا العصر بشكل كبير، حيث جمعت النسخ من بقاع الأرض وقوبلت وحَقق في نسبتها إلى أصحابها المحققون، وراجعوا أسانيدها ومتونها ونخلوها نخلا، وتميز في ذلك عدد من الأئمة والعلماء والمصلحين وعلى رأسهم الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله تعالى، وأما التأليف فقد ظهر وبشكل كبير كذلك في هذا العصر من الزمان، ولا يزال الدعاة يدفعون عجلته للإمام حتى ييسر الله تعالى ظهور السنة الصحيحة في كتاب جامع لها مانع لغيرها، وأرجوا أن لا يكون هذا اليوم بعيدا، وإليكم نبذة عن بعض هذه الكتب في هذا العصر من الزمان:

أولاً- في مجال الدفاع عن السنة والصحيحين:

1- دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه، للأستاذ الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، وهو عبارة عن رسالة كتبها لنيل درجة الدكتوراه من جامعة كمبردج سنة 1966 للميلاد، وكانت باللغة الإنجليزية ثم ترجمها للعربية وطبعها سنة 1980 للميلاد، ونال لأجلها جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية، وهذا بعض ما ورد في تلك الشهادة: "إن كتابه (دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه) يُعد عملا أكاديميا جيدا يُفصح عن جُهد علمي محمود وولاء صادق للسنة النبوية مع الالتزام بالمنهج العلمي في البحث، والدفاع عن السنة الشريفة بتصديه لآراء المستشرقين ومناقشتها مناقشة علمية ورد شبهاتهم ونقد آرائهم بالأدلة الدامغة، وإسقاط الروايات الضعيفة التي اعتمدوها والكشف في وضوح عن خطأ فهمهم لبعض الروايات العربية"..

2- ظلمات أبي رية، وهو في الرد على أبي رية في طعنه على الصحيحين، وهو للشيخ محمد عبد الرزاق حمزة.

3- الأنوار الكاشفة، وهو في الرد على أبي رية أيضا، وهو للشيخ عبد الرحمن المعلمي..

ثانياً- في كتب المصطلح وعلوم الحديث:

1- مفتاح السنة. أو تاريخ فنون الحديث، لعبد العزيز الخولي، يقول الدكتور العتر حفظه الله تعالى: "وهو أول محاولة في دراسة تاريخ الحديث وتاريخ فنونه".

2- السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، للدكتور مصطفى السباعي، يقول الدكتور العتر: "وهو كتاب جليل القدر تحدث عن المستشرقين ومواقفهم العدائية للسنة والإسلام وعنادهم في ذلك مهما أُقيمت عليهم الحجج، ثم بحث في رد مزاعم المنكرين لحُجية الحديث سواء كانوا من العصر القديم أو الحديث".

3- الحديث والمحدثون، للشيخ الدكتور محمد محمد أبو زهو، يقول الدكتور العتر: "بحث فيه جهود العلماء لخدمة الحديث، وعُني بدراسة الأعصر الأولى عصر الصحابة والتابعين إلى عصر التدوين وناقش الشبهات والمزاعم الباطلة".

4- المنهج الحديث في علوم الحديث لفضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ محمد محمد السماحي، يقول العتر: قصد فيه إلى إعداد موسوعة جامعة في علوم الحديث، يتناول فيها المشاكل الحالية فيعالجها ويناقشها، ثم يبحث قواعد علوم الحديث بحثا جامعا موسعا. والكتاب يقع في أقسام عديدة هي:

1- قسم تاريخ الحديث، ويتألف من ثلاثة أجزاء.
2- قسم مصطلح الحديث.
3- قسم الرواية.
4- قسم الرواة.

5- منهج النقد في علوم الحديث، للدكتور نور الدين عتر حفظه الله تعالى، وهو كتاب قيم حافل، أراه مرجعا أساسيا في هذا العصر في علم مصطلح الحديث، خرجت الطبعة الأولى منه سنة 1972 للميلاد، وهو مؤلف لا بد لدارس الحديث أن يكون حاملا له وحالما فيه..

6- تيسير مصطلح الحديث للأستاذ الدكتور محمود الطحان حفظه الله تعالى وأطال في عمره ورعاه، وهو كتاب واضح التيسير والتبسيط في اسمه وتسميته، وقد سار في ترتيبه على منهج الإمام ابن حجر في نخبة الفكر، واعتمد تقسيما لأبحاثه مستقى من كتب شيوخه وأساتذته مصطفى الزرقاء ومعروف الدواليبي، وقد طبع هذا الكتاب الطبعة الأولى سنة 1977 للميلاد. هذا وللشيخ حفظه الله تعالى كتاب آخر هو التوأم لهذا الكتاب، وهو: أصول التخريج ودراسة الأسانيد. وهذا الكتاب تخصصي جدا، ولكنه سهل ومبسط ذكر فيه خمس طرق لتخريج الأحاديث، ثم كيفية الحكم على الرجال، ثم الحكم على الحديث بناء على المعطيات، وهذا أقل شهرة من أخيه..

هذا وإن المجال لا يتسع بحال لذكر حتى أشهر المؤلفات في علم المصطلح والحديث في هذا العصر، فهي كثيرة وكثيرة جدا، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على صحوة عظيمة كبيرة ستجد بإذن الله طريقها لفصل الصحيح عن الضعيف بإجماع من المسلمين قريب..

أبو عاصم · 11-28-2005, 01:11 AM

اقتباس: zaidgalal كتب/كتبت
أخي الدارقطني

زدنا زادك الله في الدنيا والآخرة

والسلام عليكم

[SIZE=5]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا أخي الغالي على هذا الحث والتشجيع، ورزقك الله عز وعلا جنة الخلد ونعيمها يا زيد الخير، وأسأل الله تعالى أن يوفقني لإتمام ما بدأت به مع هذه المشاغل التي لا تنقضي بحال من الأحوال..

أبو عاصم · 11-28-2005, 01:28 AM

[SIZE=5]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..

وبعد فهذه مقدمة مختصرة بين يدي علم مصطلح الحديث قدمت بها عنوان بحثي حتى تتضح الصورة بتكاملها وبدو معالمها، وإن كان من قصور في البحث فمن نفسي المقصرة القاصرة، وإن كان من خير فهو من الله ربي، دعوته أن ييسر لي فوفقني، ودعوته أن ييسر لي ما فيه الخير فكان ما كتبت في هذه الحلقات الثلاث عشرة، وسألته ربي الإخلاص وهو المنان الكريم فلا يخيب رجاء عبد دعاه وطلبه..

أحبتي في الله تعالى..

الزملاء والقراء..

أتقدم إليكم بهذه المقدمة وأسألكم طرح ما تريدون من تعليقات واستفسارات أو إضافات لعلي أتداركها قبل الدخول في صلب الموضوع ولكم مني جزيل الشكر والعرفان...

داعية السلام مع الله · 11-28-2005, 05:33 AM

السلام عليكم اخي الحبيب الدارقطني .

أريد أن أسألكم سؤال قد يكون خارج الموضوع قليلا ........

هل هناك كتاب حديثي في خصائص الامة مثل كتاب الخصائص الكبرى للسيوطي ؟

مسلمة للأبد · 11-29-2005, 03:44 AM

أخي الحبيب في الله / الدارقطني

[صورة: salam22.gif]

جزاك الله خيرا ورزقنا العلم النافع ، إستمر أخي على بركة الله فإني أستفيد مما تكتب ، تقبله الله منك كاملا ، ورزقنا وإيّاك الفردوس الأعلى . آمين

[صورة: 2.14..May+Allah+bestow+on+u+a+good+reward..png]

[صورة: 2.14..May+Allah+bestow+on+u+a+good+reward..png]

أبو عاصم · 11-30-2005, 02:15 AM

اقتباس: داعية السلام مع الله كتب/كتبت

السلام عليكم اخي الحبيب الدارقطني .

أريد أن أسألكم سؤال قد يكون خارج الموضوع قليلا ........

هل هناك كتاب حديثي في خصائص الامة مثل كتاب الخصائص الكبرى للسيوطي ؟

[SIZE=5]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الغالي الحبيب، وأشكرك على تفضلك وتشريفك لي بهذا السؤال الكبير..

وهذا السؤال منك أخي نبهني إلى أمر هام جدا، وهو جمع ما اختصت به أمة الإسلام دون سواها، وهذا موضوع قيم ومهم جدا، بل وأجده في صلب موضوعنا هذا حتى، فعلم المصطلح على سبيل المثال علم اختصت به أمة الإسلام دون سواها، وهذا من فضل الله تفضل به علينا دون سوانا..

وإن كنت لا أذكر في هذا العنوان كتابا جامعا ولكنه يكاد لا يفارق صفحات كتب الإسلام كلها، لا سيما كتب السيرة والتاريخ وفضائل العدنان صلى الله عليه وآله الأطهار...

والأمر في الحقيقة يحتاج إلى مراجعة ونظر وإلا فيحتاج إلى جهدك أخي لتخرج لنا كتابا في هذا المجال نُسر به وننتفع..

أبو عاصم · 11-30-2005, 02:40 AM

اقتباس: مسلمة للأبد كتب/كتبت

أخي الحبيب في الله / الدارقطني

جزاك الله خيرا ورزقنا العلم النافع ، استمر أخي على بركة الله فإني أستفيد مما تكتب ، تقبله الله منك كاملا ، ورزقنا وإيّاك الفردوس الأعلى . آمين

[SIZE=5]

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خيرا أُختي المسلمة للأبد...

وأعلى مقامك في الفردوس الأعلى ربنا عز وعلا..

وفي الدنيا قبل ذاك وللأبد..

وأرضاك بالخير خالق الكون ونفعك بالعلم والإيمان..

وشرح صدرك بسنة نبينا محمد العدنان صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام..

جزاك الله خيرا وكل خير على هذه الورود العاطرات وأجزل لك المثوبة على هذه الخيرات النافعات..

أبو عاصم · 06-16-2006, 09:33 PM

[SIZE=5]الحلقة الرابعة عشرة، وهي في بيان مصطلحات أهل الحديث اللازمة في هذا الفن الرائق الرفيع.

1- الحديث:

أ‌- لغة: الجديد، ويُجمع على أحاديث على خلاف القياس الصرفي (حديث وحديثون) قال الدكتور الطحان: "وأحاديث لفظ سماعي صحيح".
ب‌- اصطلاحا (أعني في اصطلاح أهل الحديث): ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.

فالقول نحو ما رواه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).

والفعل نحو ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله في آخر الوصف: (هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ).

والتقرير نحو ما روى ابن عمر رضي الله عنهما في شأن قتال بني قريظة، حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة فقال: لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي، لم يرد منا ذلك (فذُكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدا منهم).

وسكوت النبي صلى الله عليه وسلم إقرار لهؤلاء وهؤلاء على فعلهم، من أخذ بالظاهر منهم ومن فهم القصد من كلام الزكي الطاهر عليه أفضل الصلاة والسلام.

والصفة على نوعين: خِلْقي وخُلُقي

فالخِلْقي نحو قول أنس رضي عنه يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم ليس بجعد قطط ولا سبط رجل)

والخُلُقي نحو قول أنس رضي الله عنه أيضا: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أفا قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا).

وأما الإضافة في قولهم: "ما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم" فلا تعني صحة ثبوت الحديث إليه صلى الله عليه وسلم، فقد تصح الإضافة إليه فيكون صحيحا وقد لا تصح فيكون ضعيفا أو موضوعا.

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	ما معنى هذا الحديث إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .	coptic eagle	3	2,512	10-24-2012, 08:59 AM آخر رد: الصفي
	ما تفسيركم لهذا الحديث	fares	25	4,847	06-16-2012, 04:36 AM آخر رد: الفكر الحر
	هل شرب الرسول النبيذ؟؟ يرجى شرح الحديث	الحوت الأبيض	32	7,922	11-01-2011, 05:05 AM آخر رد: TERMINATOR3
	مقدمة في علوم الحديث	fancyhoney	4	2,363	07-11-2011, 10:09 PM آخر رد: fancyhoney
	اسحق هو الذبيح حسب هذا الحديث	محترف	35	7,548	02-18-2011, 07:19 PM آخر رد: yasser_x