Array
يا كيمو لا وجود لشئ اسمه الحضارة العربية - اصلا الكلمة دى اختراع اسلامى حديث , فالغزاة العرب لما دخلو مصر لم تكن مصر ترعة المحمودية والسكان اللى عايشين عليها جهلة بانتظار الفاتحين لتعليمهم , بل على العكس اذكر ان جمال بدوى المؤرخ المصرى الوفدى كتب فى مرة يقول ( ان اللى بنى سفن جيش المسلمين فى مصر , كانوا المهندسين الاقباط . بل قس على ذلك ما ذكره سبيشل ون من ان مراكز الاشعاع الثقافى فى وقت حكم الفترة العربية كانت هى نفسها نفس المراكز قبل الاسلام .
وانا سبق ان طلبت من اى شخص مسلم ان يسمى عالم واحد فى اى مجال من مناطق زى جزيرة العرب بعد الاسلام - وهى منبع الأسلام والحضارة العربية المزعومة , فكيف ببلدان اوروبا اللى ولدت فيها الديمقراطية وانتقلت منها الى امريكا ودول العالم وهى تلد اليوم عالما يلو العالم , وشعوب نسعى حتى الان ان نصل لطرف جذمتها - واعذرنى فى اللفظ .
أزى عدت حضرتك لرفاعة رافع الطهطاوى قبل ان يسافر فى بعثته التنويرية الى فرنسا , وما قاله بعدها لأكتشفت حضارة الزور المزعومة - تقدر تعتبر ان المائتين سنة اللى فاتوا كل حصيلتهم التفكيرية Copy and Paste من الغرب . حتى ان فى مفارقة عجيبة اذكرها لزميل نيوترال لما جاب الكرتون بتاع المغامرون الخمسة , واللى اكتشفنا انه نسخة طبق الاصل من كارتون اصله فرنسى . وقس على ذلك كثير وكثير !
الاصل فى حضارة الزور هو البلدان اللى فيها الحضارات الحقيقة - بلاد الشام ومصر وايران - ولو بحثت عن اصول علماء العرب المزعومين لاكتشفت اصولهم الفرعونية والايرانية والشامية . فقولى يا مولانا هل كان بشار بن براد من جزيرة العرب ؟ او كان المعرى قريشياً .
أنظر الى العالم العربى فاجد عالم جيلاتنى لا طعم له ولا رائحة - طفرة بترولية هى بمثابة صحوة ما قبل الموت وصرخة اقتلنى وارحمنى , انهيار فى البنى التحتية الفكرية , فكيف بأمة كهذه تحاول ان تشرح متناقضات لا يمكن قياسها باى ميزان للعقل تحدث فى وطن يدعى عربى . فضلا عن انى اشعر بقرف شديد عندما يقول واحد ان مصر دولة عربية , او تنتمى لتلك الحضارة المتخلفة واللى هى كل البعد عن اى خطوة من خطوات التفكير العقلانى السليم . نسخة اسلامية غريبة الشكل واللون والرائحة عن المضمون التفكيرى فى التقدم او حتى فى بناء دولة على اساس سليمة ! يؤلههون غزاة ويعبدون رب الصحراء , يضربون نسائهم بالسوط - ويرجعوا يقولوا ربى رحيم ! يعبدون ملكوهم فى العلن , ويسبون الهتهم فى السر . شعوب متناقضة لا تسمع صوت العقل , تقتل مفكريها وتتدوس بالجذمة لكل صاحب ضمير يريد لهذه البلدان كل خير , بينما يرفعون فوق رؤؤسهم دجالين وشوية كلاب .
عليها اللعنة امة زى دى ادرس ابنى لغتها واحكى تاريخها , هقوله انا لقيط - هقوله معندهوش حاجة تتعلمها لانها مسخ , احنا فى زمن المسخ - على رأى علاء الاسوانى
يا رجل شكسبير ابدع فى اللغة الشعرية والمسرحية , اكثر مما ابدع فرسان الصحراء فى لغتهم الشعرية اللى محدش بيفهمها ولا عارف هى بتعمل ايه او بتحقق ايه ! عارف يا هيما , كل ما تفتكر كلمة حضارة العربية تذكر كيف حرقت كتب ابن رشد ومحيى الدين بن العربى ....
(f)
[/quote]
ما نسميه "بالحضارة اليونانية" عبارة عن مجموع حضارات "المدن اليونانية" بالإضافة إلى الإنتاج الثقافي "للحوض الشرقي" للبحر المتوسط منذ القرن الخامس قبل الميلاد وحتى استبدال اليونانية بالسريانية، كلغة للشرق، في القرن الثالث والرابع بعد المسيح. هنا، لا يهم إن كان "زينون الرواقي" مثلاً قد أتى من "صور الفينيقية"، فانتاج الرجل ومدرسته هي هيلينية إغريقية محضة بتوابع رومانية (شيشرون، ماركوس أوريليوس وسينيكا).
ما نسميه "بالحضارة الرومانية" هو ليس حضارة "روما" المدينة التي أسسها "روموللوس وريموس" في القرن الثامن قبل الميلاد. ولكنها مجموع حضارات المدن والأقطار التي اعتمدت اللاتينية تحت سطوة الامبراطورية الرومانية. يدخل في هذا "أوفيد" الروماني كما يدخل فيه "فلافيوس جوزيف" اليهودي الشرقي.
ما نسميه "بالحضارة العربية الإسلامية" هو مجموع النتاج الثقافي الشرقي الذي سطر "باللغة العربية" ولعب فيه "الإسلام" دوراً رئيسياً في كثير من الأحوال تحت "دولة الخلافة" بين القرن السابع لميلاد المسيح والقرن الثالث عشر (سقوط بغداد 1258).
كي تبني اليونان حضارتها، جاءت بعلوم الشرق "الفينيقي والمصري" وأنتجت رويداً رويداً. فقام السفسطائيون بالتعليم، وقام مثلهم سقراط. وجاء أفلاطون كي يدون ما قاله سقراط ثم ينفرد بمذهبه الخاص (خصوصاً في "الجمهورية")، ثم جاء أرسطو كي يتتلمذ لافلاطون ثم يعاكسه في نهجه. وبين هذا وذاك جاء "أبوقراط وجالينوس" للطب،و"بطليموس" للفلك" و"أرخميدس" للفيزياء والحساب ...إلخ. هنا، لا تهم "الجغرافيا" كثيراً، فالفلسفة اليونانية نشأت مثلاً على السواحل الغربية لتركيا الحالية، وازدهرت في كثير من بقاع الشرق في فترة متأخرة (حرّان وقنسرين والاسكندرية).
كي تبني "روما" حضارتها، فإنها أخذت جميع "المعارف والعلوم اليونانية" وطورت شيئاً منها (الفلسفة الرواقية مثلاً) ثم أضافت الكثير في "الفنون المعمارية" وفي"إدارة الدولة" و "القانون" بالذات. ومن جديد فإننا لا نحفل بالجغرافيا كثيراً عندما نتذكر بأن من أعظم مراكز القانون الروماني في العالم الروماني كانت "بيروت" (كان اسمها "بيريت" وقتها).
كي يبني العرب حضارتهم فإنهم، شيئاً فشيئاً، أسسوا دولتهم وفق المعارف الرومانية المكتسبة (أنشأ "عمر بن الخطاب" دواوين الدولة بهداية من الإدارة الرومانية) و أخذوا جماع ما وقع تحت ايديهم، وقاموا بترجمة مئات الكتب اليونانية والرومانية ولقنوها وطوروها وزادوا عليها. فهم لم يكتفوا بحسابات "المجسطي" فجاء "ابن الهيثم" و"الخوارزمي" كي يزيدوا عليها، وجاء "ابن سينا" كي يكتب "القانون في الطب" ويبز طب جالينوس. وجاء "الفارابي" كي "يخترع" نظاماً خاصاً جداً في الفلسفة خرج من دائرة فلسفة "افلاطون" و"افلوطين" و"ارسطو" وبنى عالمه الذاتي الذي تابعه فيه "ابن سينا" وشذ عنه "ابن رشد".
قد يقول قائل مثلاً: ولكن "الفارابي" ليس عربياً، ونقول : ولكن "ابن رشد" عربي قح، ومع ذلك فهذا "تفصيل سخيف"، لأن روح الدولة هي "عربية اسلامية" ولغتها عربية ودينها إسلامي. ودون الدين الإسلامي لم يكن الفارابي ليصل إلى "نظامه". ولعل قراءة متأنية في "المدينة الفاضلة" تفهمنا إلى أي مدى كان "الفارابي" اسلامي الروح.
هناك انجازات ذاتية لللحضارة العربية الإسلامية وأخرى "عالمية". الإنجازات الذاتية تكمن في تطوير "اللغة العربية وآدابها"، والإنجازات العالمية تكمن في تطوير المعارف المختلفة المتنوعة (الحساب والهندسة والفلك والفيزياء والطب والموسيقى والفلسفة ...إلخ).
"بشار بن برد" لم يكن عربياً؟ طيب لولا اللغة العربية السائدة والحضارة العربية الإسلامية القائمة لما سمعنا بذكر "بشار". وإن لم يكن ببشار عربياً "فعمر بن أبي ربيعة" و"العباس بن الأحنف" و"جرير" و"الفرزدق" و"الأخطل" كانوا عرباً قبله. وعنهم أخذ صناعته. وبعده أتى من العرب من بذه في الشعر والشهرة على السواء مثل "أبو تمام" و"البحتري" (وهما من قبيلة طيء العربية)، وفي وقته كان شاعر الخليفة الأول "مروان بن حفصة بن أبي الجنوب" وكان يعاصره في هذا كله "الجاحظ" العربي الصليبة والمدافع الأول عن "فضل العرب". أما "المعري" يا سندي، فهو يعود إلى "التنوخيين" العرب الأقحاح، وليس مهماً إن كان يسكن "معرة النعمان" في سوريا. فالقبائل العربية كانت قد أسست ملكها قبل الإسلام في العراق وفي بلاد الشام. فقبيلة "لخم" التي حكمت العراق وقبيلة "غسان" التي حكمت الشام لم تكن إلا قبائل عربية قديمة، هاجرت في فترة متقدمة. بل أكثر من ذلك. ما رايك بان "الفينيقين والآراميين والكنعانيين" أنفسهم كانوا عرباً؟
بعد خروج العرب من الجزيرة تراجع مجدها الحضاري، ولكن هذا التراجع أتى بسبب البعد الجغرافي عن مركز الدولة. ولا تنس، في هذه الفترة (فترة ازدهار الخلافة في دمشق وبغداد) لم تكن "مصر" تنتج الكثير من "الزاد الثقافي أيضاً" بسبب بعدها الثقافي عن "المركز". بل دور "دمشق" نفسها تراجع مع ملك المأمون في بغداد. ولم تعد هي أو القاهرة إلى مراكز أولى في العالم العربي الإسلامي إلا بعد تضعضع الدولة المركزية واستقواء "الاطراف" ابتداء من القرن العاشر الميلادي. (في هذه الفترة نجد "حلب" و"دمشق" و"القاهرة" تزدهر وليس قبلها).
أخيراً، نحن لسنا بحاجة للحديث مطولاً عن "الحضارة العربية الإسلامية" وفتوحاتها المعرفية ووهجها الحضاري، فهناك آلاف الكتب باقية كي تذكر بهذا. بل لعل معظم هذه الكتب موجودة الآن في تناولنا على الانترنت من خلال موقع "الوراق"، الذي يعرض اكثر من "مليون صفحة" من "الصفحات المعرفية" لهذه الحضارة السامقة حقاً (في زمنها طبعاً، فنحن لا نقارن معارف القرن العاشر الميلادي بمعارفنا اليوم). لذلك،فلكي نتأكد من "سمو هذه الحضارة وسموقها" فإن علينا أن ننقر على الرابط التالي وندخل كي نتأبط مئات آلاف الصفحات المعرفية التي لم يكن لها نظير في زمنها.
www.alwaraq.com
واسلموا لي
العلماني