(01-28-2011, 12:33 AM)لواء الدعوة كتب: (01-27-2011, 05:56 PM)A H M E D كتب: في الحقيقة الحوار يدور في حلقة مفرغة، ولكن رغم ذلك سأرد على بعض النقاط، لأن كثيرا من النقاط أعيد طرحها أكثر من مرة والموضوع أصبح نسبيا لمفهوم المفاوضات والحدود والاعتراف باسرائيل والمقاومة وغيرها..
بالنسبة للزهار فكما قلت لك هو لا يعتبر مفكرا ولا أي شيء بالنسبة لي وللكثير غيري، من حقك أن تعتبره ما تشاء، أما أنا فلا، وربما لو أردنا أن نطلق لقب مفكر على أحد القيادات الإسلامية فهو "فتحي الشقاقي" برأيي...
أما زعمك بأن الكفاءات العلمية في حماس أفضل فهو وهم، ولا أدري لماذا تنسى أن صائب عريقات ونبيل شعث ونبيل عمرو وجمال نزال وسلام فياض وحتى محمود عباس نفسه يحملون شهادة دكتوراة ومن أحسن الجامعات العالمية وغيرهم الكثير، وليس كما في حماس يحصلون عليها من السودان الشقيق في علوم تافهة, شتان بين الاثنين، ولكن الحق يقال أن بعض قيادات حماس يحملون شهادات علمية ولكنهم في الضفة الغربية...
مرة أخرى بتقرير غولدستون، نعم كان هناك مناورة لتأجيله، ولكنه أقر بعد ذلك فماذا حدث، ألم تكن حماس وإعلامها تهاجم اللجنة ورئيسها اليهودي، فلماذا أصبحوا أحباء... قل لي ماذا حدث الآن بعد إقراره، هل برد ذلك قلوب الثكلى، هل اعاد حقوقهم، وبالمناسبة وردا على مداخلة سابقة لك: التقرير قال أن صواريخ حماس تشكل جرائم حرب وليس قد كما زعمت وعملا فيها محلل لغوي، انظر إلى هذا النص من موقع هيومان رايتس ووتش:
"وحضّرت حماس تقريرها رداً على نتائج بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في نزاع غزة، برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون. وورد في تقرير غولدستون إن الهجمات الصاروخية لحماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة تُشكل جرائم حرب وربما ترقى لجرائم ضد الإنسانية."
ولذلك فإن القد التي ذكرتها هي عن جرائم ضد الإنسانية..
انظر الخبر كاملا هنا:
http://www.hrw.org/ar/news/2010/01/30
بالنسبة لموضوع حسن المدهون، فأين وجد في النصوص التي ذكرتها أن السلطة تآمرت لقتله؟!! يا رجل حلل الحوار وستجد أن السلطة تريد أن تناور إسرائيل في الموضوع بعدما طلبت من السلطة قتله، واسرائيل نفسها تقول أنها تعرف مكانه ولا حاجة لها إلى من يساعدها في قتله.. ولا تنس أن خالد أبو هلال في لقاء الجزيرة قال أنه هرب المدهون بعدما كان محتجزا لدى السلطة، وبعد ذلك قانت اسرائيل باغتياله، فماذا ترى في ذلك؟ وانظر ماذا يقول نصر يوسف عن الموضوع:
http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=354630
أما ما تقوله عن باقي الأشخاص فليس عليه أي دليل، وأنت تخلط الحابل بالنابل وتنسى بعض الظروف الموضوعية، خاصة عندما تتحدث عن تسليم خلية صوريف وقتها، وأيضا تنسى أن حماس اتخذت من العمليات الانتحارية منهاجا لإحراج السلطة وتقويض هيبتها، والكثير من أفعال حماس تصب في خلق فوضى سلاح بحجة المقاومة، وعلى السلطة أن تتصدى لهم بكل حزم حتى إن تقاطع ذلك مع مطالب اسرائيلية، وهذا ما تفعله حماس في غزة حاليا..
أما ما قلته بخصوص قتلى الإسرائليين فأنا ذكرت الجنود وليس العموم الذين كنتم تقتلونهم بطريقة سهلة وهي العمليات الانتحارية، وأنا قصدت المواجهات الميدانية، وبالمناسبة أيضا حماس لم تقتل أصلا 1300 سواء اسرائليين أو غيرهم..
ألاحظ أنك قلت عن اليهود قتلى، وعن فتح صرعى.. والله أنا لا أشك للحظة أنكم تشمتون بقتلى الفصائل الوطنية، كيف لا وقد قلتم عنهم أنهم فطائس في الانتفاضة الأولى، وأنتم تفضلون اسرائيل على فتح في الضفة وغيرها حتى كاحتلال عسكري وليس كإدارة مدنية فقط.. يا رجل أنتم كنتم تشمتون بالسلطة عندما كانت اسرائيل تهدم مقراتها... وبالطبع ما تخفي صدورهم أكبر.
ربما أعود للتكلم عن حلقة الاتجاه المعاكس لاحقا..
يا صديقي العزيز هناك أمور لا تخضع للنسبية ولا تخضع للنقاش ، مثل الثوابت والمبادئ الثابتة للشعب الفلسطيني ، ففلسطين لا يملك أحد التنازل عنها لا أنت ولا أنا ولا فتح ولا حماس ، فإن أخذنا الأمر من جانبه الوطني فالوطن الكبير هو لنا فقط ولا يحق لدخيل حقير أن يفرض علينا ارادته فإسرائيل عبارة عن إحتلال كامل وواضح ، ومن ناحية إنسانية فلا يملك أحد الإعتراف بدولة اجرامية كإسرائيل لأن الإعتراف يعني الغاء عودة اللاجئين ، وأما من ناحية إسلامية " وهذا منهجي الخاص " ففلسطين ليست لي ولا للفلسطينيين حتى ، إنما هي أرض وقف إسلامي لجميع المسلمين ، ولذلك عدم التنازل عن فلسطين يتقاطع مع الإتجاهات الأربع " الوطنية والقومية والإنسانية والإسلامية " .
النقطة الثانية المتعلقة بتقرير جولدستون فأعلمك أولاً أني متخصص في المجال القانوني الدولي والجنائي ، فلا تأتي لكي تعلمني ما يحويه التقرير ، فقد قراته مرات ومرات ، وقد نصحتك سابقاً بأن تقرأ التقرير جيداً وبعد ذلك تحكم عليه ، ولكن أصررت على ما تصر عليه والمصيبة بدأت تنقل من المواقع بدون تمحيص ولا تنقيب ، فنص الفقرة في التقرير نفسه تقول " ويمكن أن تشكل هذه الأفعال جريمة حرب وقد تكون جريمة ضد الإنسانية " وصياغة النص القانوني المتعلق بإطلاق الصواريخ يمكن الرد عليه والتملص منه ببساطة ، وفصائل المقاومة تتمكن من الرد على هذه الفقرة أيضاً من ناحية قانونية وتحرج إسرائيل في هذا المجال .
ولكن خلاصة التقرير هي أنه في تسعة أعشاره قد أدان إسرائيل بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب واتهمها بإنتهاك قواعد القانون الدولي والقانون الإنساني وطالبها بفك الحصار عن غزة وتعويض المتضررين ومحاسبة المتورطين في جرائم الحرب ، بل ونفى تهمة الإرهاب عن كل المواقع الحكومية والأمنية والشرطية التي قصفت في أول ضربة عسكرية .
والآن أريد منك أن تعدد حجم المرات التي رفضت فيها الحركة التقرير ؟ هل تأتي لي بمعلومة حول هذه القضية ؟ لأن الحركة علقت على التقرير مرة واحدة وتراجعت عن هذا التعليق لكون المعلومات التي وردت في البداية مغلوطة ، ولكن بعد قراءة التقرير ومحتواه أيدته الحركة ووافقت عليه .
أما الجزء المتعلق بالمناورة السياسية والتخبيصية ، فهذا يدلل على أنك فتحاوي حتى العظم ، كل هذا التبرير والدفاع والإستماتة في نفي التهم عن فتح ، وبعد ذلك تقول بأنك لست فتحاوياً ، يا رجل كيف لو كنت فتحاوي ؟ عموماً لا أعلم لماذا يخجل أبناء فتح من إعلان انتمائهم لحركتهم ، عموماً وليست هذه قضيتنا انما الذي يهمني الرد على هذه الحجة السخيفة ، فبتحليل بسيط لحجم التضارب والتناقض والتخبط الذي أصاب القيادة الفتحاوية عقب سحب التصويت يدلل على أن الأمر لم يكن مناورة ولا يحزنون ، ففي البداية نفت الحركة وعلى لسان نبيل أبو ردينة أن تكون قد سحبت أو أجلت التصويت ، وأيضاً قام نبيل الخطيب المتحدث باسم السلطة الفلسطينية بنفي تهمة تأجيل التصويت وأعتبر التأجيل مخيباً لآمال الفلسطينيين وأهل غزة أيضاً وبعد ثبوت تأجيل القرار أعربت الدائرة السياسية لمنظمة التحرير عن استغرابها من سحب التقرير ، وقام محمود عباس بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات تأجيل التقرير هذا من ناحية البداية الأولى لفضيحة التقرير ، وبعد الجولة الثانية من الفضيحة بدأت القضية تتخذ المسار الآتي :
1- عمرو يحمّل عباس مسؤولية تأجيل "غولدستون" ويطالبه بتحمل المسؤولية وإلغاء لجنة التحقيق " موقع الجزيرة نت 7/10/2009 "
2- قريع: قرار السلطة سحب تقرير غولدستون قرار خاطئ " القدس العربي 7/10/2009 "
3- نفى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حسب ما قالته مصادر فلسطينية لـ"الشرق الأوسط"، نفياً قاطعا خلال لقائه مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس المخابرات عمر سليمان، في عمان أول من أمس، أن يكون أصدر تعليمات للمندوب الفلسطيني في جنيف إبراهيم خريشة بالقبول بفكرة التأجيل. " الشرق الأوسط 7/10/2009 "
4- عبد ربه: القيادة الفلسطينية أخطأت في سحب تقرير غولدستون " الحياة 8/10/2009 "
5- ناصر القدوة: عباس وسلطته مسؤولان عن فضيحة تأجيل تقرير غولدستون " المستقبل العربي 8/10/2009 "
6- أعضاء بمركزية فتح طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن سحب تقرير غولدستون " القدس العربي 3/10/2009 "
7- حتى محمد دحلان لم يفوت الفرصة ( دحلان: هناك خطأ في تأجيل تقرير غولدستون ) " البي بي سي 7/10/2009 "
فمن أين أتيت بقصة المناورة السياسية ؟ مع العلم أن التأجيل جعل بعض الدول تغير موقفها من الموافقة على ما في التقرير إلى اتخاذ موقف وسط ، فإذا كانت فتح نفسها بقيادتها تعترف بخطأ سحب التقرير وتأجيله ، وطريقة التضارب والتخبط تدلل على أن الأمر لم يكن مناورة ولا ما يحزنون ، وإنما القضية كانت من أجل استمرار المفاوضات وعدم جعل التقرير ونتائجه عائقاً أمام المفاوضات وهذا ما تحدثت عنه وثائق ويكلكس والتي نشرتها الجزيرة مرة اخرى ، وهذا القول أقرب للواقع والحقيقة من كلامك المتعلق بالمناورة .
أما نتائج التقرير ، فهي ادانة واسعة لإسرائيل ، وما دمت تنتقد التقرير فمن باب أولى أن تنتقد المفاوضات العبثية ، فوفق منطقك ، هل أعادت لنا المفاوضات ارضاً ؟ هل حررت القدس ؟ أو الضفة ؟ هل أطلقت الأسرى ؟ هل أعادت اللاجئين ؟ هل برت من لوعات الثكالى ؟
فكيف تقيس الأمور ؟ ووفق أي معيار تزن المواقف ؟
عدا عن كون التقرير ساهم في إعدادئه ومساندته عشرات ومئات الجمعيات الحقوقية والإنسانية حول العالم ، هل يعجبك أن يقول ريتشارد فولك مبعوث الأمم المتحدة في فلسطين " ريتشارد فولك: السلطة الفلسطينية خانت شعبها وأنقذت "إسرائيل" من الإدانة " ؟
النقطة الثالثة : نص المحضر المتعلق بحسن المدهون واضح أيضاً ، فالمحضر يدلل على تبادل معلوماتي بين إسرائيل والسلطة متعلق بحسن المدهون ، فحسن المدهون كان محتجزاً عند السلطة وبعد أن تم اطلاق سراحه أغتيل هو وأبو القرع ، فأنت ماذا يعني لك هذا .
أنا نفي نصر يوسف ، فقل لي عميل واحد أو خائن واحد اعترف يوماً على خيانته ولم ينفيها ، إذا كان محمد دحلان نفى وجود خلافات بينه وبين الرئيس ، والكل يعلم ويدرك حجم هذه الخلافات ، فهل تريد من نصر يوسف أن يقر بأنه كان متورطاً في قتل حسن المدهون ؟
النقطة الرابعة : بخصوص تورط السلطة في تسليم مقاتلين ومقاومين لإسرائيل ، فالأمر لا يحتاج لدليل ، وقد قلت لك بأن القضية قد تكون مساعدة في تسليم أو أن يكون التسليم كان بشكل نظيف مثلما حصل مع خلية صوريف أو بيتونيا وكما حصل مع حسن سلامة ، لأن قيام السلطة بتسليم مقاومين بشكل واضح ومكشوف سيورطها في متاعب كثيرة جداً قد تصل لدرجة اغتيال المسؤولين عن التسليم ، فالقضية ليست بالبساطة التي تتصور ، وصدقاً أنا أتمنى أن لا يكون للسلطة أي دور في تسليم أي من المقاومين وأتمنى أن يكون نصر يوسف صادقاً في كلامه المتعلق بحسن المدهون ، ولكني للأسف الشديد لا أستطيع تصديق هذه الروايات بالمطلق ، فمثلاً شخص كمحمد دحلان كان يخرج ويقول بانه يعتقل قادة القسام لكي يحميهم من قتل الجيش الإسرائيلي وفي نفس الوقت كان هؤلاء القادة يعذبون بكافة أشكال التعذيب داخل سجون السلطة ، فكيف أصدق هذا الأمر ؟
النقطة الخامسة : العمليات الإستشهادية لم تكن لإحراج السلطة يا سيدي ، وإلا فماذا تسمي عمليات كتائب شهداء الأقصى مثل عملية آيات الأخرس وغيرها ؟ وماذا تسمي عمليات الجهاد الإسلامي ؟ وعمليات الجبهة الشعبية ؟ وماذا تسمي عمليات باقي فصائل المقاومة الفلسطينية ؟
ولاحظ جيداً أن جل العمليات الإستشهادية كانت عبارة عن ردة فعل ، فموجة العمليات الإستشهادية الأولى كانت رداً على مجزرة الحرم الإبراهيمي ، والموجة الثانية كانت رداً على اغتيال يحيى عياش ، وموجات الانتفاضة كانت رداً على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة وعلى اغتيال القادة والشهداء وليس لإحراج السلطة كما تدعي .
وهناك تعقيب على نقطة أغفلتها ، وهي أن هذه العمليات اسمها " إستشهادية " وليست " إنتحارية " فمن المعيب جداً أن تتحدث بالمصطلحات الإسرائيلية والأمريكية عن المقاومة وأفعالها ، ومن المشين جداً أن تصف أروع نماذج البطولة في التاريخ الفلسطيني بالإنتحار ، ربما ينقصك أن تتقول عن المقاومين " مخربين " !
النقطة السادسة : تحدث عن أبناء فتح قتلى ، لكونهم كانوا الفئة الباغية والمعتدية والمتورطة في المشاريع الخارجية لإسقاط وافشال تجربة الحركة والإنقلاب عليها ، وأنا أكثر الناس اعتدالاً في هذه القضية فالبعض يصفهم ب " الهلكى " وهم لم يقتلوا في مواجهات مع الإسرائيليين حتى أسميهم بالشهداء ولكن أتمنى لهم الرحمة والمغفرة ، مع العلم أنك في أحد الردود أشرت لهذا الأمر وكنت أول من نطق بكلمة " صرعى " .
النقطة السابعة : احتفظ بشكك لنفسك ولا تخبر به أحداً ، فنحن نترحم على كل الشهداء والمقاومين والمناضلين والثائرين أي كان توجههم وانتمائهم ، فليس هناك شيء أروع من شخص قدم روحه في سبيل تحرير بلاده ، والشماتة تركناها لأبناء فتح الذين شتمو الشهداء القساميين ووصفوا المآذن التي تنعيهم بالكلاب لانابحة في الملتقى الفتحاوي ، بل وصلت الوضاعة والحقارة لكي يشمتوا بالضربة الإسرائيلية الأولى في حرب غزة وأن يعلنوا فرحتهم باغتيال ريان وسعيد صيام ، ووصل بهم الأمر لكي يوزعو الحلوى في اليوم الأول في الحرب على غزة كما فعلت بعض عوائل دغمش وحلس وبعض الفتحاويين ، ولك أن تأخذ جولة بسيطة في الملتقى الفتحاوي لتدرك من يشمت في الآخر ، ومن يفضل أن تحكمه إسرائيل .
أما ما قلته حول أننا كنا نقول عن شهداء الانتفاضة الأولى فطايس ، فأنت مطالب بالدليل القاطع على قولك هذا ، وإلا فوجب عليك الإعتذار ، وأنا أقسم لك أنك لو أحضرت موقفاً للحركة يقول بان الشهداء فطايس أني سأطلق حماس طلاقاً بائناً بينونة كبرى .
يا صديقي المشكلة أنك تحاول إغراق الموضوع بكلام وتنسى النقطة البسيطة التي أريد أن أتناولها، بالنسبة لتقرير غولدستون فأنا أريد أن أتناول النفاق السياسي لحماس حوله، وكيف أنك أنت أشرت بنفسك أن حماس في البداية انتقصت من مهنيته، ولا أعتقد أن أحدا كان يبالي به، ولكن الضجة حدثت فقط عندما أجلت السلطة مشروع التصويت عليه وليس إالغؤه من أجل مناور سياسية للسلطة، والسلطة كانت مخطئة في ذلك وقد اعترف الكثير من رموزها بذلك الخطأ كما قلت أنت من أمثلة، ولكن السلطة صوبت الخطأ وتم إقرار التقرير، فماذا حدث بعد ذلك.. أما قولك بأنك خبير قانوني فليس له محل في حوارنا لأن التقرير ليس هو محل الجدل، وإنما التعاطي معه، وبما أنك خبير في القانون فقل لي ماذا تتوقع أن يحصل بعد إقراره... ولماذا سكت الجميع الآن..
صدقني وأنت تعرف أنكم لا تلقون بالا لللتقرير والحميع يعرف أن إسرائيل فوق القانون، ولكن كل ما تريدونه هو تحريض على السلطة ليس أكثر لأنها الحلقة الأضعف..
ثم إني يا صديقي أتيت لك بموقع "هيومان رايتس ووتش" والنص صريح في تقرير غولدستون نفسه المقتبس داخل الموقع حول تجريم حماس... أنا أعرف أن التقرير يجرم إسرائيل بشكل رئيسي، ولكن مبدأ تجريمكم موجود في التقرير.. والإدانة للطرفين، فبرأيك -وأنت الخبير- ماذا يعني ذلك في العرف الدولي ومؤسساته الحقوقية!
ثم يا صديقي لماذا تشخصن الحوار بطرقية ليس لها أي داعي أو معنى، أنا قلت لك أنني لا أنتمي لحركة فتح أو غيرها بالمعنى التنظيمي ولا حتى لي معرفة بأي من كوادرها أو غيرها من الفصائل، نعم أنا أؤيدها لأن البديل الحمساوي ظلامي جدا، هناك أخطاء كثيرة تشوبها نعم، ولكني رغم ذلك أفضلها على حماس، لأن قناعاتي تجعل خلافي مع حماس جذريا ومبدأيا.. ولا أعتقد أن ما تقوله صحيح لا أحد يخجل من انتمائه التنظيمي، ولا أعرف كيف استنتجت هذا.. أنت تتعمد سوء الفهم كثيرا يا صديقي..
بالنسبة لحسن المدهون، مرة أخرى الحوار لا يدل على أن هناك تآمرا صريحا بذلك، لماذا تصر يا صديقي على أن تقوم بتلقيننا كيف فهمت الحوار، وأنا ذكرت ما قاله نصر يوسف لأنه الأقرب للتساوق مع منطقية الحدث، وما رأيك بكلام خالد أبو هلال نفسه.. الموضوع يثبت أن السلطة كانت تحاول حمايته أو على الأقل تحييده، ولكن بعد أن هربه أو هلال اسرائيل اغتالته، وهكذا كانت تفعل كثيرا.. وأنت تعرف أن كل شيء مكشوف للاسرائليين... يا صديقي قل لي لم تجد فتح إلا أحد عناصرها لتتآمر على قتله.. هل قالت الوثائق عن غيره أصلا... يا صديقي العنتريات الزائدة من قبيل أفعال أبو هلال هي التي قتلته وليس غير ذلك، وبيان العائلة لو قرأته يضع النقاط على الحروف ولا داعي للمزايدات.. ومن تلك المزايدات عملية اعتقال سعدات من سجن أريحا بعد أن قالت حماس بعد فوزها أنها ستقوم باطلاق سراحه، وكأن اسرائيل لا تستطيع اعتقاله أو اغتياله..
بالنسبة للاعتقالات في صفوف حماس أو تسليم خلايا أو ما شابه... هناك شيء يجب أن تلاحظه وأنت تسرد الأحداث وهي التوقيت.. في خلية صوريف التي كانت معتقلة لدى السلطة الأمر تم بعد حصار وقصف وتهديد بالقتل لجميع من كان بداخل المقر الأمني... في بداية اجتياح الضفة، كان قبلها محاولة للتهدئة عندما قامت السلطة باعتقال الخلية لمنع تدهور الأمور، ولم يكن يعلم أحد أن اسرائيل ستجتاح الضفة ولكن بعد العملية الانتحارية التي كانت كبيرة تفاجأ الجميع باجتياح الضفة، وأنت تعلم أن عدد من قتل واعتقل من حركة فتح كان الأكثر عددا..
وأنت عندما تتكلم عن اعتقالات فلا تخلط بين المراحل، عندما كانت الانتفاضة في أوجها لم يعتقل أحد من حماس ولم يمنع أحد من أعمال المقاومة، على العكس كان الجميع متضامن معها، هذه الاعتقالات كانت تحدث فقط في مراحل تهدئة وغيرها، وموجات الاعتقالات الأخيرة حدثت فقط عندما اقلبت حماس على السلطة في غزة وأصبح هناك تنافر سياسي واختلط سلاح المقاومة مع سلاح الفوضى ومحاولة زعزعة السلطة، هل ستسمح حماس في غزة لعناصر فتح بحمل السلاح في غزة للمقاومة ولو حتى في عز المعارك؟ الجواب لا لأن الثقة مفقودة وهذا ما يحصل من جانب السلطة..
بالنسبة للتسمية وكونها استشهادية أو انتحارية، فأنا أتعامل معها بصفتها الإخبارية وليس الغيبية، خاصة وأن المعيار الديني لا يشكل لي مرجعية، وان كان هناك تسمية أفضل فهي عمليات فدائية، ولكني أعلم أن منطلق تنفيذها هو ديني محض لا علاقة له بدافع وطني نقي، وإنما أصبحت الحور والغلمان هي الدافع والمحرض، ولا عجب أننا نرى أن العمليات الانتحارية في عالمنا الإسلامية أصبحت أكثر من الهم على القلب...
بالمناسبة أنا لست ضدها بالمطلق، ولكن هذه العمليات بتقييم النتائج أثمها أكبر من نفعها، وهذا ما يعنيني من الموضوع، نعم كانت الناس تفرح وتنتشي لبعض الوقت ولكن ببعد النظر لم تأتي علينا العمليات بفائدة على الأرض، وإنما رأينا ردات فعل دامية للفلسطينيين وجدار خانق وحصار وتضييق على الناس، وإدانة دولية ووصم بالإرهاب خاصة في عالم بعد 11 سبتمبر..
أما بالنسبة للتسميات، فإنه على حسب كلامك فإن عناصر حماس قتلوا أيضا بمواجهة داخلية، فلم تسميهم شهداء دون غيرهم.. هذا أمر لا يعنيني، ولكن كان تعليقي عن استخدامك "قتلى يهود وصرعى فتح"، ولو عدت لأول الحوار لوجدت أنك أول من فصل التسميات على هواه.. والفئة الباغية

! هذه حديثها يطول ولا أعتقد أن الأمور بهذه البساطة المخلة!
أما بالنسبة للشماتة والاتهام المتبادل.. أنت تعلم أن هذا حدث من الطرفين، وربما تكون هناك شماتة ولكن هذا كله بعد الانقلاب، وقل لي أين حدث أن شمت عناصر فتح بشهداء من حماس في أوج الانتفاضة..هذا كله حدث بشكل متأخر... أما حديث الحلوى فهو كذبة صدفتموها وبالغتم بها.. كم عدد من وزع الحلوى لو كنت صادقا، هل حادث فردي وأنا أشك أن ذلك حدث يعني أن تقوم بهذا الاسقاط! أما بالنسبة لعائلة حلس فأنت تعرف ما أصابها من قبل أفراد حماس، وهذه حالة خاصة ولا أعرف أصلا كيف حكمت عليهم أنهم شمتوا، أعتقد أن كلامك ليس متوازنا وإنما هو حديث نوايا لا محل له بتقييم رزين، وعائلة دغمش لا أعتقد أنها من فتح، وانت تعلم ما جرى لها وتعرف طبيعة القتلى وهو محسوبون على جيش الإسلام المقرب من حماس وأنت تعرف ذلك.. تماما مثل ما حدث في رفح في أحداث مسجد النور!
بخصوص الانتفاضة الأولى فأنا لا أملك بالطبع تصريحا رسميا بذلك (نعت الشهداء بالفطائس)، ولكنه كان حديث العامة من عناصر حماس، أنت تعلم أن حماس نشأت في ظل حالة عامة من المقاومة فلم تكن أيامها لا مفوضات ولا عملية سلمية ولا ما يحزنون، حماس كانت تميز نفسها بالخطاب الديني وتحول إرجاع الناس إلى حظيرة الإسلام بعد ضلالهم كما كانوا يقولون (فأول جهادهم كان إحراق دور السينما وبعض الفنادق وفرض الحجاب)، ولذلك فأن حال التمايز والتمييز من قبل حماس طال حتى التمييز بين الشهداء كما أسلفت لك، هي ثقافة وأنت تعلم ذلك، أنا سأحاول الرجوع إلى بعض المصادر في بداية نشوء الحركة والأفكار التي واكبتها ففيها أشياء مثيرة حقا..