{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مع خواطر الختيار !
AL-MOFEED غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 308
الانضمام: May 2006
مشاركة: #81
مع خواطر الختيار !
العبادات هي التعبير العملي :

وكما ولد الإنسان وهو يحمل كلّ إمكانات التجربة على مسرح الحياة وكلّ بذور نجاحها من رشد وفاعلية وتكيّف كذلك ولد مشدوداً بطبيعته إلى المطلق ; لأنّ علاقته بالمطلق أحد مقوّمات نجاحه وتغلّبه على مشاكله في مسيرته الحضارية كما رأينا.

ولا توجد تجربة أكثر امتداداً وأرحب شمولا وأوسع مغزىً من تجربة الإيمان في حياة الإنسان، الذي كان ظاهرةً ملازمةً للإنسان منذ أبعد العصور وكلّ مراحل التأريخ. فإنّ هذا التلازم الاجتماعي المستمرّ يبرهن ـ تجريبياً ـ على

أن النزوع إلى المطلق والتطلّع اليه وراء الحدود التي يعيشها الإنسان اتّجاه أصيل في الإنسان، مهما اختلفت أشكال هذا النزوع وتنوّعت طرائقه ودرجات وعيه.

ولكنّ الإيمان كغريزة لا يكفي ضماناً لتحقيق الارتباط بالمطلق بصيغته الصالحة ; لأنّ ذلك يرتبط ـ في الحقيقة ـ بطريقة إشباع هذه الغريزة واُسلوب الاستفادة منها، كما هي الحال في كلّ غريزة اُخرى، فإنّ التصرّف السليم في إشباعها على نحو مواز لسائر الغرائز والميول الاُخرى ومنسجم معها هو الذي يكفل المصلحة النهائية للإنسان. كما أنّ السلوك وفقاً لغريزة أو ضدّها هو الذي ينمّي تلك الغريزة ويعمّقها أو يضمرها ويخنقها. فبذور الرحمة والشفقة تموت في نفس الإنسان من خلال سلوك سلبي، وتنمو في نفسه من خلال التعاطف العملي المستمرّ مع البائسين والمظلومين والفقراء.

ومن هنا كان لابدّ للإيمان بالله والشعور العميق بالتطلّع نحو الغيب والانشداد إلى المطلق لابدّ لذلك من توجيه يحدّد طريقة إشباع هذا الشعور، ومن سلوك يعمّقه ويرسّخه على نحو يتناسب مع سائر المشاعر الأصيلة في الإنسان.

وبدون توجيه قد ينتكس هذا الشعور ويُمنى بألوان الانحراف، كما وقع بالنسبة إلى الشعور الديني غير الموجّه في أكثر مراحل التأريخ.

وبدون سلوك معمّق قد يضمر هذا الشعور، ولا يعود الارتباط بالمطلق حقيقةً فاعلةً في حياة الإنسان، وقادرةً على تفجير طاقاته الصالحة.

والدين الذي طرح شعار " لا إلَه إلاّ الله " ودمج فيه بين الرفض والإثبات معاً هو الموجّه.

والعبادات هي التي تقوم بدور التعميق لذلك الشعور ; لأ نّها تعبير عملّي وتطبيقي لغريزة الإيمان، وبها تنمو هذه الغريزة وتترسّخ في حياة الإنسان.

ونلاحظ أنّ العبادات الرشيدة بوصفها تعبيراً عملياً عن الإرتباط بالمطلق
يندمج فيها عملياً الإثبات والرفض معاً، فهي تأكيد مستمرّ من الإنسان على الارتباط بالله تعالى، وعلى رفض أيّ مطلق آخر من المطلقات المصطنعة. فالمصلّي حين يبدأ صلاته بـ " الله أكبر " يؤكّد هذا الرفض، وحين يقيم في كلّ صلاة نبيّه بأ نّه عبده ورسوله يؤكّد هذا الرفض، وحين يُمسِك عن الطيّبات ويصوم حتّى عن ضرورات الحياة من أجل الله متحدّياً الشهوات وسلطانها يؤكّد هذا الرفض.

وقد نجحت هذه العبادات في المجال التطبيقي في تربية أجيال من المؤمنين على يد النبي (صلى الله عليه وآله) والقادة الأبرار من بعده، الّذين جسّدت صلاتهم في نفوسهم رفضَ كلّ قوى الشرّ وهوانها، وتضاءلت أمام مسيرتهم مطلقات كِسرى وقَيصر، وكلّ مطلقات الوهم الإنساني المحدود.

على هذا الضوء نعرف أنّ العبادة ضرورة ثابتة في حياة الإنسان ومسيرته الحضارية ; إذ لا مسيرةَ بدون مطلق تنشدّ إليه وتستمدّ منه مُثلها، ولا مطلقَ يستطيع أن يستوعب المسيرة على امتدادها الطويل سوى المطلق الحقّ سبحانه، وما سواه من مطلقات مصطنعة يشكّل حتماً بصورة واُخرى عائقاً عن نموّ المسيرة. فالارتباط بالمطلق الحقّ إذن حاجة ثابتة، ورفض غيره من المطلقات المصطنعة حاجة ثابتة أيضاً، ولا ارتباط بالمطلق الحقّ بدون تعبير عمليّ عن هذا الارتباط يؤكّده ويرسّخه باستمرار، وهذا التعبير العملي هو العبادة، فالعبادة إذن حاجة ثابتة.
03-25-2007, 07:43 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AL-MOFEED غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 308
الانضمام: May 2006
مشاركة: #82
مع خواطر الختيار !


نواصل مع درر الشهيد الصدر

الحاجة البشرية الثانية التى تلبيها العبادة :
ـ الموضوعية في القصد وتجاوز الذات :

في كلّ مرحلة من مراحل الحضارة الإنسانية، وفي كلّ فترة من حياة الإنسان يواجه الناس مصالح كثيرةً يحتاج تحقيقها إلى عمل وسعيٍّ بدرجة واُخرى، ومهما اختلفت نوعية هذه المصالح وطريقة تحقيقها من عصر إلى عصر ومن فترة إلى اُخرى فهي دائماً بالإمكان تقسيمها إلى نوعين من المصالح :

أحدهما : مصالح تعود مكاسبها وإيجابيّاتها المادية إلى نفس الفرد الذي يتوقّف تحقيق تلك المصلحة على عمله وسعيه.

والآخر : مصالح تعود مكاسبها إلى غير العامل المباشر، أو إلى الجماعة الذين ينتسب اليهم هذا العامل. ويدخل في نطاق النوع الثاني كلّ ألوان العمل التي تنشد هدفاً أكبرَ من وجود العامل نفسه، فإنّ كلّ هدف كبير لا يمكن عادةً أن يتحقّق إلاّ عن طريق تظافر جهود وأعمال على مدىً طويل.

والنوع الأوّل من المصالح يضمن الدافع الذاتي لدى الفرد ـ في الغالب ـ توفيره والعمل في سبيله، فما دام العامل هو الذي يقطف ثمار المصلحة وينعم بها مباشرةً فمن الطبيعي أن يتواجد لديه القصد اليها والدافع للعمل من أجلها.

وأمّا النوع الثاني من المصالح فلا يكفي الدافع الشخصي لضمان تلك المصالح ; لأنّ المصالح هنا لا تخصّ الفرد العامل، وكثيراً ما تكون نسبة ما يصيبه من جهد وعناء أكبر كثيراً من نسبة ما يصيبه من تلك المصلحة الكبيرة.

ومن هنا كان الإنسان بحاجة إلى تربية على الموضوعية في القصد وتجاوز للذات في الدوافع، أي على أن يعمل من أجل غيره من أجل الجماعة.

وبتعبير آخر : من أجل هدف أكبر من وجوده ومصالحه المادية الخاصة. وهذه تربية ضرورية لإنسان عصر الذرّة والكهرباء، كما هي ضرورية للإنسان الذي كان يحارب بالسيف ويسافر على البعير على السواء ; لأ نّهما معاً يواجهان هموم البناء والأهداف الكبيرة، والمواقف التي تتطلّب تناسي الذات والعمل من أجل الآخرين، وبذر البذور التي قد لا يشهد الباذر ثمارها. فلابدّ إذن من تربية كلّ فرد على أن يؤدّيَ قسطاً من جهده وعمله ـ لا من أجل ذاته ومصالحها الماديةالخاصّة ـ ليكون قادراً على العطاء، وعلى الإيثار وعلى القصد الموضوعي

النزيه.

والعبادات تقوم بدور كبير في هذه التربية الضرورية ; لأ نّها ـ كما مرّ بنا ـ أعمال يقوم بها الإنسان من أجل الله سبحانه وتعالى، ولا تصحّ إذا أدّاها العابد من أجل مصلحة من مصالحه الخاصّة، ولا تسوغ إذا استهدف من ورائها مجداً شخصياً وثناءً اجتماعياً وتكريساً لذاته في محيطه وبيئته، بل تصبح عملا محرّماً يعاقب عليه هذا العابد، كلّ ذلك من أجل أن يجرّب الإنسان من خلال العبادة القصد الموضوعي، بكلّ ما في القصد الموضوعي من نزاهة وإخلاص وإحساس بالمسؤولية، فيأتي العابد بعبادته من أجل الله سبحانه وفي سبيله بإخلاص وصدق.

وسبيل الله هو التعبير التجريدي عن السبيل لخدمة الإنسان ; لأنّ كلّ عمل من أجل الله فإنّما هو من أجل عباد الله ; لأنّ الله هو الغني عن عباده، ولمّا كان الإله الحقّ المطلق فوق أيّ حدٍّ وتخصيص لا قرابة له لفئة ولا تحيّز له إلى جهة كان سبيله دائماً يعادل من الوجهة العملية سبيل الإنسانية جمعاء. فالعمل في سبيل الله ومن أجل الله هو العمل من أجل الناس ولخير الناس جميعاً، وتدريب نفسي وروحي مستمّر على ذلك.

وكلّما جاء سبيل الله في الشريعة أمكن أن يعني ذلك تماماً سبيل الناس أجمعين. وقد جعل الإسلام سبيل الله أحد مصارف الزكاة، وأراد به الإنفاق لخير الإنسانية ومصلحتها. وحثّ على القتال في سبيل المستضعفين من بني الإنسان، وسمّـاه قتالا في سبيل الله، (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُوْنَ في سَبِيلِ اللهِ وَالمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ...)
وإذا عرفنا ـ إلى جانب ذلك ـ أنّ العبادة تتطلّب جهوداً مختلفةً من

الإنسان، فأحياناً تفرض عليه جهداً جسدياً فحسب كما في الصلاة، وأحياناً جهداً نفسياً كما في الصيام، وثالثةً جهداً مالياً كما في الزكاة، ورابعةً جهداً غالياً على مستوى التضحية بالنفس أو المخاطرة بها كما في الجهاد.

إذا عرفنا ذلك استطعنا أن نستنتج عمق وسعة التدريب الروحي والنفسي الذي يمارسه الإنسان من خلال العبادات المتنوّعة : على القصد الموضوعي، وعلى البذل والعطاء، وعلى العمل من أجل هدف أكبر في كلّ الحقول المختلفة للجهد البشري.

وعلى هذا الأساس نجد الفرق الشاسع بين إنسان نشأ على بذل الجهد من أجل الله وتربّى على أن يعمل بدون انتظار التعويض على ساحة العمل، وبين إنسان نشأ على أن يقيس العمل دائماً بمدى مايحقّقه من مصلحة، ويقوّمه على أساس ما يعود به عليه من منفعة، ولا يفهم من هذا القياس والتقويم إلاّ لغة الأرقام وأسعار السوق، فإنّ شخصاً من هذا القبيل لن يكون في الأغلب إلاّ تاجراً في ممارساته الاجتماعية مهما كان ميدانها ونوعها.

واهتماماً من الإسلام بالتربية على القصد الموضوعي ربط دائماً بين قيمة العمل ودوافعه، وفصلها عن نتائجه. فليست قيمة العمل في الإسلام بما يحقّقه من نتائج ومكاسب وخير للعامل أو للناس أجمعين، بل بما ينشأ العمل عنه من دوافع ومدى نظافتها وموضوعيّتها وتجاوزها للذات.

فمن يتوصّل إلى اكتشاف دواءِ مرض خطير وينقذ بذلك الملايين من المرضى لا تقدَّر قيمة هذا العمل عند الله سبحانه وتعالى بحجم نتائجه وعدد من أنقذهم من الموت، بل بالأحاسيس والمشاعر والرغبات التي شكّلت لدى ذلك المكتشف الدافع إلى بذل الجهد من أجل ذلك الاكتشاف، فإن كان لم يعمل ولم يبذل جهده إلاّ من أجل أن يحصل على امتياز يُتيح له أن يبيعه ويربح الملايين فعمله هذا يساوي في التقويم الربّاني أيّ عمل تجاريٍّ بحت ; لأنّ المنطق الذاتي للدوافع الشخصية كما قد يدفعه إلى اكتشاف دواء مرض خطير يدفعه أيضاً بنفس الدرجة إلى اكتشاف وسائل الدمار إذا وجد سوقاً تشتري منه هذه الوسائل.

وإنّما يعتبر العمل فاضلا ونبيلا إذا تجاوزت دوافعه الذات وكان في سبيل الله، وفي سبيل عباد الله، وبقدر ما يتجاوز الذات ويدخل سبيل الله وعباده في تكوينه يسمو العمل وترتفع قيمته.
03-25-2007, 07:55 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AL-MOFEED غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 308
الانضمام: May 2006
مشاركة: #83
مع خواطر الختيار !
الحاجة الثالثة التى تلبيها العبادات :
الشعور الداخلي بالمسؤولية :

إذا لاحظنا الإنسانية في أيّ فترة من تأريخها نجد أ نّها تتّبع نظاماً معيّناً في حياتها، وطريقةً محدّدة في توزيع الحقوق والواجبات بين الناس، وأ نّها بقدر ما يتوفّر لديها من ضمانات لالتزام الأفراد بهذا النظام وتطبيقه تكون أقرب إلى الاستقرار وتحقيق الأهداف العامّة المتوخّاة من ذلك النظام.

وهذه حقيقة تصدق على المستقبل والماضي على السواء ; لأ نّها من الحقائق الثابتة في المسيرة الحضارية للإنسان على مداها الطويل.

والضمانات منها ما هو موضوعي، كالعقوبات التي تضعها الجماعة تأديباً للفرد الذي يتجاوز حدوده. ومنها ما هو ذاتي، وهو الشعور الداخلي للإنسان بالمسؤولية تجاه التزاماته الاجتماعية وما تفرضه الجماعة عليه من واجبات، وتحدّد له من حقوق.

وعلى الرغم من أنّ الضمانات الموضوعية لها دور كبير في السيطرة على سلوك الأفراد وضبطه فإنّها لا تكفي في أحايين كثيرة بمفردها ما لم يكن إلى جانبها ضمان ذاتي ينبثق عن الشعور الداخلي للإنسان بالمسؤولية ; لأنّ الرقابةلموضوعية للفرد مهما كانت دقيقةً وشاملةً لا يمكن عادةً أن تضمن الإحاطة بكلّ شيء واستيعاب كلّ واقعة.

والشعورالداخلي بالمسؤولية يحتاج ـ لكي يكون واقعاً عملياً حيّاً في حياة الإنسان ـ إلى إيمانه برقابة لا يعزب عن علمها مثقال ذرّة في الأرض ولا في السماء، وإلى مِران عمليّ ينمو من خلاله هذا الشعور ويترسّخ بموجبه الإحساس بتلك الرقابة الشاملة.

والرقابة التي لا يعزب عن علمها مثقال ذرّة تتواجد في حياة الإنسان نتيجةً لارتباطه بالمطلق الحقّ العليم القدير الذي أحاط علمه بكلّ شيء، فإنّ هذا الارتباط بنفسه يوفّر للإنسان هذه الرقابة، ويهّيىء بذلك إمكانية نشوء الشعور الداخليّ بالمسؤولية.

والمِران العملي الذي ينمو من خلاله هذا الشعور الداخليّ بالمسؤولية يتحقّق عن طريق الممارسات العبادية ; لأنّ العبادة واجب غيبي، ونقصد بكونها واجباً غيبياً : أنّ ضبطها بالمراقبة من خارج أمر مستحيل، فلا يمكن أن تنجح أيّ إجراءات خارجية لغرض الإتيان بها ; لأ نّها متقوّمة بالقصد النفسي والربط الروحي للعمل بالله، وهذا أمر لا يدخل في حساب الرقابة الموضوعية من خارج، ولا يمكن لأيّ إجراء قانونيّ أن يكفل تحقيقه. وإنّما الرقابة الوحيدة الممكنة في هذا المجال هي الرقابة الناتجة عن الارتباط بالمطلق بالغيب، الذي لا يعزب عن علمه شيء. والضمان الوحيد الممكن عن هذا الصعيد هو الشعور الداخلي بالمسؤولية.

وهذا يعني أنّ الإنسان الذي يمارس العبادة يباشر واجباً يختلف عن أيّ واجب أو مشروع اجتماعيّ آخر، فحين يقترض ويوفي الدين، أو حين يعقد صفقةً وينفّذ شروطها، وحين يستعير مالا من غيره ثمّ يعيده إليه يباشر بذلك واجباً
يدخل في نطاق الرقابة الاجتماعية رصده، وبهذا قد يدخل بشكل آخر التحسّب لردّ الفعل الاجتماعي على التخلّف عن أدائه في اتّخاذ الإنسان قراراً بالقيام به.

وأمّا الواجب العباديّ الغيبي الذي لا يعلم مدى مدلوله النفسي إلاّ الله سبحانه وتعالى فهو نتيجة للشعور الداخلي بالمسؤولية، ومن خلال الممارسات العبادية ينمو هذا الشعور الداخلي ويعتاد الإنسان على التصرّف بموجبه، وبهذا الشعور يوجد المواطن الصالح، إذ لا يكفي في المواطنة الصالحة أن لا يتخلّف الإنسان عن أداء حقوق الآخرين المشروعة ; خوفاً من ردّ الفعل الاجتماعي على هذا التخلّف، وإنّما تتحقّق المواطنة الصالحة بأن لا يتخلّف الإنسان عن ذلك بدافع من الشعور الداخلي بالمسؤولية.

وذلك لأنّ الخوف من ردّ الفعل الاجتماعي على التخلّف لو كان وحده هو الأساس لالتزامات المواطنة الصالحة في المجتمع الصالح لأمكن التهرّب من تلك الواجبات في حالات كثيرة حينما يكون بإمكان الفرد أن يخفي تخلّفه، أو يفسّره تفسيراً كاذباً، أو يحمي نفسه من ردّ الفعل الاجتماعي بشكل وآخر، فلا يوجد في هذه الحالات ضمان سوى الشعور الداخلي بالمسؤولية.

ونلاحظ أنّ المرجّح غالباً في العبادات المستحبّة أداؤها سرّاً وبطريقة غير علنية، وهناك عبادات سرّية بطبيعتها، كالصيام فإنّه كَفٌّ نفسيٌّ لا يمكن ضبطه من خارج، وتوجد عبادات اختير لها جوّ من السرّية والابتعاد عن المسرح العامّ، كنافلة الليل ( صلاة الليل ) التي يُطلب أداؤها بعد نصف الليل، وكلّ ذلك من أجل تعميق الجانب الغيبي من العبادة وربطها أكثر فأكثر بالشعور الداخلي بالمسؤولية. وهكذا يترسّخ هذا الشعور من خلال الممارسات العبادية، ويألف الإنسان العمل على أساسه، ويشكّل ضماناً قوياً لالتزام الفرد الصالح بما عليه من حقوق وواجبات."
انتهى المراد من درره اعلى الله مقامه

و بهذا نكون قد فندنا اشكال الملاحدة و مرتزقة كفرة اهل الكتاب : لماذا يريدنا الله ان نعبده !
و كل اشكالاتهم ما هى الا جهالات و سخافات تسحقها حجج الاسلام العظيم
مع التذكير دوما بانهم لن يجدوا الجواب الا عند شيعة محمد و آل محمد

03-25-2007, 07:59 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AL-MOFEED غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 308
الانضمام: May 2006
مشاركة: #84
مع خواطر الختيار !
بسمه تعالى

( و اياك نستعين )

بعد ان قال تعالى ( اياك نعبد ) ذكر الاستعانة لينبهنا الى انه لا حول و لا قوة الا بالله , اى لا يستطيع الانسان ان يعبد او يفعل اى فعل الا بمدد من القدرة الالهية
و هذا يقودنا الى تناول فكرة الاله الغائب التى يقول بها المرتزق الختيار !
الخالق ليس معزولا عن خلقه
بشىء من التبسيط فان الممكن اى المخلوق محتاج دوما الى الخالق فى بقاءه كما انه محتاج اليه فى حدوثه, فلا فرق عقلا فى ذلك بين حدوث الشىء و بين بقاءه , اى ان الخالق لم يخلق العالم ثم تركه و انعزل عنه , بل الشىء الذى يخلقه الخالق يبقى محتاجا الى المدد من هذا الخالق ليظل موجودا
هذه هى العقيدة الاسلامية فهى كما سبق لا تكتفى باثبات حاجة الكون الى خالق او علة , بل تثبت ايضا استمرار حاجة و فقر هذا العالم-الى هذا الخالق و هذه العلة- ليبقى ,و كما يقول بعض العلماء فى منظومة :
و الإِفتقَارُ لازمُ الإِمكَانِ * منْ دُون حَاجَة إلى البُرْهَانِ
لاَ فَرْقَ ما بينَ الحُدوثِ والبَقا * في لازمِ الذَّات ولَنْ يَفْتَرِقا
و نصوص القران واضحة فى تقرير ذلك :
يقول سبحانه: (يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الفُقَراءُ إِلى اللّهِ و اللّهُ هُو الغَنِىُّ الحَمِيدُ)
فالآية نصّ في كون الفقر ثابت للإِنسان في جميع الأحوال، فكيف يستغني عنه سبحانه بعد حدوثه، و في بقائه. أو كيف يستغنى في فعله عن الواجب مع سيادة الفقر عليه.
و يقول سبحانه: (وَ مَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَد إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه).
ـ و يقول سبحانه: (كَمْ مِنْ فِئَة قَلِيلَة غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّه).
ـ و يقول سبحانه: (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللّه).
و يقول سبحانه: (وَ مَا كَانَ لِنَفْس أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه).
و يقول سبحانه: (وَ ما كَانَ لِنَفْس أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّه كِتاباً مَؤَجَّلا).

"إلى غير ذلك من الآيات التي تقيد فعل الإِنسان بإذنه "

و قد نهينا عن الخوض فى القدر فلا نطيل و انما نشير بايجاز الى انه لا يعنى ذلك اثبات الجبر بل الاية تنفى الجبر فطلب العون من الله يفيد ان افعال العبد منه لا من الله فلو كان الله تعالى خالق افعال العباد كما يقول اهل السنة الاموية الجبرية فلا معنى اذن ان يطلب العون من الله , ففعل الطلب نفسه من العبد و ليس مخلوقا لله تعالى و هذا واضح لمن تامله
و عقيدة خلق الله لافعال العباد عقيدة جبرية كان اول من دسها فى المسلمين معاوية ابن هند لعنه الله
المعروف أنّ بني أُميّة كانوا يتبنّون الاتجاه الجبري في تفسير التاريخ والسلوك ويوجهون مايمارسونه من ظلم وتعسف واضطهاد وسلب لبيت المال وحقوقه بأنّ ذلك من قضاء الله تعالى الذي لا رادَّ لقضائه ولا يحق لاَحد أن يعترض عليه، ولا يملك أحد أن يصد عنه.

وكان الحسن البصري يميل إلى مخالفة بني أُميّة في مسألة (القدر) ويرى أنّ الناس أحرار في تقرير مصيرهم، وليس عليهم قضاء حتم من الله تعالى، وكان يجاهر برأيه هذا أحياناً، فخوّفه بعضهم بالسلطان.

روى ابن سعد في الطبقات عن أيوب قال: نازلت الحسن في القدر غير مرة، حتى خوفته من السلطان، فقال: لا أعود (1)

____________

(1) طبقات ابن سعد 7: 167.
والسلطان الذي كان يحكم الناس في عهد الحسن البصري هو سلطان بني أُميّة. ومن هذه الرواية التاريخية يظهر أنّ بني أُميّة كانوا يتبنون مذهب الحتمية التاريخية والسلوكية إلى حدود الارهاب والتعسف.

ومن عجب أنّ أئمّة الشرك كانوا يوجّهون شركهم بالله وعبادتهم للاَوثان ودعوتهم إليها بمثل هذه الحتمية.

يقول تعالى عن لسانهم: (وقالوا لو شاء الرحمن ماعبدناهم مالهم بذلك من علم إن هم إلاّ يخرصون) (الزخرف 43: 20).

فهى من عقائد الجاهلية التى ظل هذا الطليق ابن الطليق مؤمنا بها ليدسها فى الامة

بقى ان نشير الى التفسير الصحيح لقوله تعالى " يضل الله من يشاء و يهدى من يشاء "
فقد اختلف اهل العلم فى تفسير ايات الاضلال و الهداية فى كتاب الله
و الحق المبين ان معنى " يضل من يشاء " اى يضل من يشاء الضلالة
اى الضمير راجع الى القريب و هو ( من ) لا البعيد و هو الله تعالى
و ذلك على قاعدة ارجاع الضمير الى القريب دون البعيد اذا دار الامر بينهما
فليس فى الايات اى دلالة على الجبر
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-25-2007, 08:20 AM بواسطة AL-MOFEED.)
03-25-2007, 08:07 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AL-MOFEED غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 308
الانضمام: May 2006
مشاركة: #85
مع خواطر الختيار !
بسمه تعالى

اهل السنة و الجبر :

الفرق التى تنتسب الى اهل السنة ثلاثة : الاشعرية - و اغلب الشافعية و المالكية كانوا اشعرية - و الماتريدية - و اغلب الاحناف كانوا ماتريدية , و الحنابلة المجسمة
موقف الاشعرية :
الاشعرية مجبرة اى يؤمنون بان الانسان مجبر فى صورة مختار !!
و قد اقر ائمتهم بهذا و يكفى ان تطالع تفسير الرازى عامله الله بما يستحق
يقول العلامة الباجورى فى شرح قول العلامة ابراهيم اللقانى :
و عندنا للعبد كسب كلفا ** و لم يكن مؤثرا فلتعرفا
[ و بالجملة فليس للعبد تاثير ما
فهو مجبور باطنا , مختار ظاهرا
افان قيل : اذا كان مجبورا باطنا فلا معنى للاختيار الظاهرى لان الله قد علم وقوع الفعل و لا بد و خلق فى العبد القدرة عليه ؟
و اجيب : بانه تعالى لا يسال عما يفعل
و لذلك قال سيدى ابراهيم الدسوقى : من نظر للخلق بعين الحقيقة عذرهم
و من نظر لهم بعين الشريعة مقتهم
فالعبد مجبر فى صورة مختار
و الصوفية يشيرون للجبر كثيرا و حاشاهم من الجبر الظاهرى و انما مرادهم الجبر الباطنى ] شرح الجوهرة /151

اما الماتريدية فموافقون فى عقيدتهم للمعتزلة كما اقر العلامة الكوثرى فى " الاستبصار " مع وجود فروق دقيقة بينهما
فالكسب الذى اثبته الماتريدية له معنى يحقق الاختيار للعبد
و يقول العلامة محمد زاهد الكوثرى فى تعليقاته على الانصاف للباقلانى /153:
[ اما ارادة العبد للفعل فهى مدار تكليفه , و هى بيده , جعلها الله هكذا تحقيقا لمسؤلية العبد عن افعاله , و هى متقدمة تقدما ذاتيا على الخلق كما جرت عادة الله على ذلك
فيكون اختيار العبد بعيدا عن سمة الجبر ]
----------
اما السلفية فموقفهم لا ينقضى منه العجب !
فهم موافقون للمعتزلة و مع ذلك يضللون المعتزلة و يلقبونهم ب القدرية !
فالظاهر من علماء السلفية انتقاد الكسب الاشعرى ..
يقول الشيخ سفر الحوالى فى رسالة منهج الاشاعرة فى العقيدة /23:[ اراد الاشاعرة هنا ان يوفقوا بين الجبرية و القدرية فجاؤا بنظرية الكسب و هى فى مالها جبرية خالصة , لانها تنفى اى قدرة للعبد او تاثير , اما حقيقتها النظرية الفلسفية فقد عجز الاشاعرة انفسهم عن فهمها فضلا عن افهامها لغيرهم]
و يقول علامة السلفية عبد الرحمن السعدى :
[ ان العبد اذا صلى و صام و فعل الخير او عمل شيئا من المعاصى كان هو الفاعل لذلك العمل الصالح و ذلك العمل السىء
و فعله المذكور بلا ريب قد وقع باختياره و هو يحس ضرورة انه غير مجبور على الفعل او الترك و انه لو شاء لم يفعل و كان هذا هو الواقع فهو الذى نص الله عليه فى كتابه و نص عليه رسوله حيث اضاف الاعمال صالحها و سيئها الى العباد و اخبر انهم الفاعلون لها و انهم ممدوحون عليها ان كانت صالحة و مثابون , و ملومون عليها ان كانت سيئة و معاقبون عليها
فقد تبين و اتضح بلا ريب انها واقعة منهم باختيارهم و انهم اذا شاؤا فعلوا و اذا شاؤا تركوا و ان هذا الامر ثابت عقلا و حسا و شرعا و مشاهدة
و مع ذلك اذا اردت ان تعرف انها و ان كانت كذلك واقعة منهم , كيف تكون داخلة فى القدر و كيف تشملها المشيئة ؟
فيقال : باى شىء وقعت هذه الاعمال الصادرة من العباد خيرها و شرها ؟
فيقال : بقدرتهم و ارادتهم . هذا يعترف به كل احد
فيقال : و من خلق قدرتهم و ارادتهم و مشيئتهم ؟
فالجواب الذى يعترف به كل احد ان الله هو الذى خلق قدرتهم و ارادتهم
و الذى خلق ما به تقع الافعال هو الخالق للافعال
فهذا هو الذى يحل الاشكال و ينكمن العبد ان يعقل بقلبه اجتماع القدر و القضاء و الاختيار
و مع ذلك فهو تعالى امد المؤمنين باسباب و الطاف و اعانات متنوعة و صرف عنهم الموانع .. و كذلك خذل الفاسقين و وكلهم الى انفسهم لانهم لم يؤمنوا به و لم يتوكلوا عليه فولاهم ما تولوا لانفسهم ] شرح الواسطية لخليل هراس /157-159

و الواقع ان هذا كلام جيد و لا اجد فرقا فى المضمون بينه و بين معتقد العدلية من الشيعة و المعتزلة ! و كذلك مذهب امام الحرمين كما فى النظامية و من وافقه من علماء الاشعرية موافق لمضمون مذهب العدلية فى مسالة خلق افعال العباد
فاذا كان المراد بخلق الله لافعال العباد ان الله تعالى خلق قدرة العبد و خلق ارادته و ان العبد ليس مستقلا عن مدد القدرة الالهية , فهذا لا نزاع فيها بين كافة اهل القبلة و لم يقل العدلية من الشيعة و المعتزلة ان العبد هو الذى يخلق قدرته و ارادته بل يعتقدون ان الله تعالى خلق ارادة العبد وخلق قدرته , و لكن محل النزاع بينهم و بين الاشعرية كان فى اثبات تاثير قدرة العبد فى العزم على الفعل و فى ايجاد الفعل ,
و السلفية يقرون بتاثير قدرة العبد فى ذلك

03-26-2007, 10:51 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AL-MOFEED غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 308
الانضمام: May 2006
مشاركة: #86
مع خواطر الختيار !
بسمه تعالى

وقفة متجددة مع عمر رحمه الله :

سر منعه لتدوين السنة الشريفة :

منع عمر رحمه الله تدوين السنة لأنّ رسول اللّه‏ كان قد وبخ عمر بن الخطاب لإعجابه في الأخذ عنصحف أهل الكتاب وتركه حديث رسول اللّه‏، فقد نقل السيوطي: ان عمر بنالخطاب قال: يا رسول اللّه‏ إن أهل الكتاب يحدثونا بأحاديث قد اخذت بقلوبنا وقدهممنا أن نكتبها فقال الرسول: يا ابن خطاب امتهوكون انتم كما تهوكت اليهودوالنصارى اما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية واعطيت جوامعالكلم(2).

2- الدر المنثور 5 : 148 ، ارواء الغليل 6 : 38، وقد علق الالباني على ذلك بقوله : والحديثعلى أقل تقدير حسن، وانظر مصنف عبد الرزاق 6 : 114، وفيض القدير للمناوي 2 : 720كذلك .

اى ان توبيخ الرسول صلى الله عليه و اله له اصابه بعقدة نفسية من اى كتاب غير كتاب الله

و هذا ما قرره السيد على الشهرستانى فى محاضرة له مطبوعة عن منع التدوين

قال حفظه الله :
" مما يحتمل فى الامر ان يكون الخليفة قد حدثت فى نفسه هزة عنيفة من جراء هذا النهى , فمثله مثل اسامة بن زيد الذى قتل امرءا مسلما ظنا منه انه اسلم خوفا من السيف , و حين نزلت الاية " و لا تقولوا لمن القى اليكم السلم لست مؤمنا " خاف اسامة بعد ذلك و صار وجلا , و امتنع من الخروج و القتال مع على عليه السلام ضد الناكثين و القاسطين و المارقين , متذرعا انه لا يقتل المسلمين , متناسيا اوامر البارى فى لزم مقاتلة الباغين و المارقين ..
و يؤيد ما احتملناه ما جاء فى تقييد العلم فى خبر خالد بن عرفطة ان رجلا من عبد قيس مسكنه السوس جاء الى عمر بن الخطاب فساله عمر : انت فلان بن فلان العبدى ؟ قال نعم , قال : انت النازل بالسوس ؟ قال نعم
فضربه ثم تلا عليه الايات الثلاث الاول من سورة يوسف , فقال : لما ضربتنى ؟
فقال : الم تكن الذى دون كتاب دانيال ؟
قال : نعم
قال : اذهب و امحه بالحميم و الصوف الابيض ثم لا تقراه و لا تقريه احدا من الناس , و لو سمعت بذلك لانهكتك عقوبة
ثم حكى له حكايته مع رسول الله ص و كتابته جوامع التوراة و غضب رسول الله عليه "
تقييد العلم /52
فمما يحتمل فى الامر ان يكون الخليفة قد تاثر بهذا النهى و استفاد منه لاحقا .."
منع تدوين الحديث /20-21 طبعة مركز الابحاث العقائدية
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-26-2007, 01:47 PM بواسطة AL-MOFEED.)
03-26-2007, 01:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AL-MOFEED غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 308
الانضمام: May 2006
مشاركة: #87
مع خواطر الختيار !
بسمه تعالى

( الصراط المستقيم )

يقول السيد ابو القاسم الموسوى الخوئى اعلى الله مقامه فى كتاب " البيان " :
"الصراط : الطريق وهو ما يتوصل بالسير فيه إلى المقصود ، وقد يكون غير حسي فيقال : الاحتياط طريق النجاة ، وإطاعة الله طريق الجنة ، وإطلاقه على الطريق غير الحسي إما لعموم المعنى اللغوي وإما من باب التشبيه والاستعارة الاستقامة :

الاعتدال ، وهو ضد الانحراف إلى اليمين أو الشمال ، و " الصراط المستقيم " هو الصراط الذي يصل بسالكه إلى النعيم الابدي ، وإلى رضوان الله ، وهو أن يطبع المخلوق خالقه ، ولا يعصيه في شئ من أوامره ونواهيه ، وأن لا يعبد غيره ، وهو الصراط الذي لا عوج فيه ، قال الله تعالى : " وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم 42 : 52 .

صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض : 53 .

وهذا صراط ربك مستقيما 6 : 126 .

إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم 3 : 51 .

وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم 36 : 61 .

وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون 6 : 152 .

وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، 153 " .


وبما أن عبادة الله لا تنحصر في نوع معين ، بل تعم أفعال الجانحة وأفعال الجارحة على كثرتها فقد يلاحظ المعنى العام الشامل لهذه الافعال كلها ، فيعبر عنه باللفظ المفرد كالصراط المستقيم ، والصراط السوي ، وقد تلاحظ الانواع على كثرتها

من الايمان بالله وبرسوله وبالمعاد ، ومن الصلاة والصيام والحج وما سوى ذلك ، فيعبر عنها بالجمع . " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين 5 : 15 .

يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام : 16 .

وما لنا أن لا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا 14 : 12 .

والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا 29 : 69 " .


الانعام : الافضال بالنعمة وزيادتها ، ومن أنعم الله عليهم هم الذين سلكوا " الصراط المستقيم " ولم يمل بهم الهوى إلى طاعة الشيطان ، ولذلك قد فازوا بالحياة الدائمة والسعادة الابدية ، وفوق ذلك كله فازوا برضوان من الله : " وعد الله المؤمنين

والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم 9 : 73 " . "

يتبع باذن الله
03-27-2007, 01:48 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AL-MOFEED غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 308
الانضمام: May 2006
مشاركة: #88
مع خواطر الختيار !
بسمه تعالى

((( إهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ))) الفاتحة/6


الذين انعم الله عليهم هم الانبياء و الصديقون و الشهداء

و الصديقون كما ورد عن رسول الله ص ثلاثة : حبيب النجار مؤمن ال ياسين , و حزبيل بن يوخائيل مؤمن ال فرعون , و على ابن ابى طالب و هو افضلهم
اخرجه ابن عساكر فى ترجمة امير المؤمنين رقم (812) 2/282 و الحاكم الحسكانى فى شواهد التنزيل 2/224(938) (939) و اخرجه مسند دمشق ابو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابى فى فضائل امير المؤمنين (39)

و المراد بالشهداء هنا هم آل محمد عليهم السلام
الصراط المستقيم : محمد وأهل بيته وهم : علي وفاطمة والحسن والحسين .
راجع : شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 57 حديث:
86 و 87 و 88 و 90 و 91 و 92 و 93 و 94 و 95 و 101 و 102 و 103 و104 و 105 و الاتحاف بحب الأشراف للشبراوي ص 76 ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 162 وإحقاق الحق للتستري ج 3 ص 5



قال تعالى :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 77 س وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ "
سورة الحج
فهنا الاية تتحدث عن شهداء على الناس من ذرية ابراهيم عليه السلام بدلالة قوله تعالى ( ملة ابيكم ابراهيم ) و الابوة هنا ابوة حقيقية و لا يجوز تاويلها الا بدليل و لا دليل
و ليس هؤلاء الشهداء من ال ابراهيم الا الائمة الاثنا عشر من ال محمد الذين بشرت بهم كتب اهل الكتاب كما بشرت بالمصطفى صلى الله عليه و اله
و كل المسلمين يقولون : اللهم صلى على محمد و ال محمد كما صليت على ابراهيم و ال ابراهيم
ف ال محمد هم الشهداء على الناس
و الصراط المستقيم هو صراط ال محمد صلوات الله عليهم


يتبع باذن الله
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-27-2007, 05:50 PM بواسطة AL-MOFEED.)
03-27-2007, 05:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AL-MOFEED غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 308
الانضمام: May 2006
مشاركة: #89
مع خواطر الختيار !

Arrayو ليس هؤلاء الشهداء من ال ابراهيم الا الائمة الاثنا عشر من ال محمد الذين بشرت بهم كتب اهل الكتاب كما بشرت بالمصطفى صلى الله عليه و اله[/quote]
من الحقائق التى يكتمها كالعادة اهل الكتاب ان كتابهم المسمى بالمقدس اخبر عن الائمة الاثنى عشر عليهم السلام
و قد اقر باصل المسالة القس الصهيونى انيس شوروش - صاحب مهزلة ما يسمى الفرقان الامريكى - فى مناظرته مع ا الراحل احمد ديدات فى برمنجهام عام 1988
فقد ورد فى سفر التكوين البشارة ب 12 اماما من
ولد اسماعيل عليه السلام , و البشارة فى الاصل بشارة بالمصطفى صلى الله عليه و آله

يقول شوروش الصهيونى :
ان المرء ليحار من التحقق الدقيق لوعود الله الاربعة للعرب من خلال ابراهيم حتى فى يومنا هذا
" و اما اسماعيل فقد سمعت لك فيه , ها انا اباركه و اثمره و اكثره كثيرا جدا , اثنى عشر رئيسا يلد , و اجعله امة كبيرة .."الى ان قال :
" تقول النبوءة :" اثنى عشر اميرا يلد
he shall beget twelve princes "

و نقول : الحق ما نطقت به الاعداء
فالنبوءة عن الائمة الاثنى عشر ثابتة فى العهد القديم و ثابتة ايضا فى البخارى يا اهل السنة
03-27-2007, 06:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
AL-MOFEED غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 308
الانضمام: May 2006
مشاركة: #90
مع خواطر الختيار !
بسم الله الرحمن الرحيم

( غير المغضوب عليهم و لا الضالين )

المغضوب عليهم كما بين القران العظيم و بينت السنة الشريفة هم : اليهود قادة الضلال
قال تعالى :
"بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ "
سورة البقرة

و قال تعالى فى سورة المائدة :
"قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ "


اما الضالون فهم النصارى :
قال تعالى :
"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيل"
سورة المائدة

و قد شرح السيد عالم سبيط النيلى رحمه الله فى الجزء الثانى من كتابه الفذ " النظام القرانى " ان المراد ب المغضوب عليهم هم : الائمون المضلون
و لا تناقض فاليهود هم قادة الاضلال و هم الذين اضلوا النصارى : لاحظ دور بولس اليهودى
فالمغضوب عليهم هم اليهود و كل امام مضل
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-30-2007, 06:51 PM بواسطة AL-MOFEED.)
03-30-2007, 06:50 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Star خواطر مبعثرة ( الدين والوطن ) ahmed ibrahim 5 3,209 07-29-2011, 02:45 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
Rainbow خواطر عن اللادينى والملحد ahmed ibrahim 49 8,232 05-27-2011, 02:39 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
  خواطر متفرقة Theoutsider 0 864 03-18-2011, 05:10 AM
آخر رد: Theoutsider
  خواطر ارجو الرد عليها iyadsm100 8 2,456 10-03-2010, 03:17 PM
آخر رد: بوشاهين البحراني
  تساؤلات و خواطر لادينية ugarit 12 3,343 03-22-2009, 04:21 PM
آخر رد: بوشاهين البحراني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS