اقتباس: استشهادي المستقبل كتب/كتبت
صديقي طالما الطبيعة ليست هي الفاعل
من هو الذي اوجد طاقة ومادة الكون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولماذا تصر أن تعرف مثل هذه الأشياء يا صديقي؟
أرجوك تحكم في كم أسئلتك التي يفرضها عليك عقله وحاول أن تقنعه أنه ليس في استطاعتك كاستشهادي المستقبل وكفرد من الجماعة الانسانية التي تعيش في بداية القرن العشرين أن تجيب على أسئلة مثل تلك.
لو كنا يا زميلي نعيش اليوم في سنة 10000 قبل الميلاد لسألتني "من أوجد البرق؟" "من أوجد المطر؟" "من وضع الحليب في ثدي البقرة لنشربه؟" وثق عزيزي استشهادي أني سأجيبك عندها في ذلك الزمن السحيق وبلا عقد نقص "أنا لا أعرف ولا أحد لليوم أعرف". واليوم كذلك نحن اليوم لا نعرف الكثير خصوصا عن الكون. فهذا مجال جديد (علم الفلك عبر الاتصال المباشر بالفضاء الخارجي) مضى عليه أقل من نصف قرن.
إن تاريخ عقل الانسان العلمي الباحث مقارنة بتاريخ الانسان على وجه الأرض لا يساوي حتى 1 بالمائة. فالانسان بدأ يتحدث بلغة العلم كلبديل عن التفاسير الدينية والخرافية التي كانت مسيطرة على عقل الانسان تقريبا منذ عصور الانوار (مع الثورة الفرنسية كذروة لها) ومع الادباء وليس حتى العلماء. وأعتقد أن التقدم الحاصل منذ تلك الفترة مبهر حقا ويبشر بنتائج واعدة في المستقبل. لكن هذا لا يعني أنه علينا أن نتعسف على العلم ونطلب منه كل التفاسير عن كل شيء
والآن حالا.
[CENTER]((((((من أوجد الكون؟)))))[/CENTER]
علميا لم يتم الاجابة على هذا السؤال. فحتى "الانفجار الكبير" ليس إلا
نظرية علمية مبنية على أساس ملاحظة أن الكون يتوسع وبالتالي فقد كان في الماضي (قبل مليارات السنين) نقطة واحدة مركزة.
إذن فالاجابة على مثل هذه الأسئلة اليوم بالامكانيات التقنية المتاحة بين يدي العلم غير ممكن. كما أن العلماء (علماء الفلك) عندما يقومون ببحوثهم ودراساتهم ويطلقون المكوكات ورواد الفضاء
لا يسعون أبدا للاجابة عن ذلك السؤال "من أوجد الكون؟" العلم له مجموعة من القوانين والضوابط الأكاديمية ولا يتم أبدا البحث عن من أوجد حليب الأم أو من أوجد حوت في الماء. كما قلت لك السؤال العلمي كما أكد ذلك فيلسوف المدرسة الوضعية الفرنسي أوغست كونت هو "كيف"
- كيف تتحرك الكواكب في مدارات؟
- كيف تتحول النجوم إلى ثقوب سوداء؟
- كيف يتكون الحليب عند الأم؟
- كيف تسقط الأمطار؟
إذن فسؤالك من جهة يتعالى عن المعرفة الانسانية الموجودة في زمننا ويطالب بمعرفة جذرية مطلقة لا يمكن التوصل إليها أبدا أو لا يمكن التوصل إليها في زمننا الحاظر هذا ومن جهة أخرى هو منهجيا سيء الطرح بحيث لا يمكن الاجابة عليه اجابة علمية.
وطبعا ما دمنا نحن الملحدين لا نستطيع الاجابة على هذه الاسئلة (ما دام ليس لنا قرآن يقدم لنا حقائق الظواهر والأشياء ولا نفعل إلا التعلق بما توصل إليه العلم أو التعامل معها بالمنطق والفلسفة) فأعتقد أنه من حقكم أنتم المؤمنين التشفي بنا ورفع كتبكم عاليا في السماء؛ فهي تحتوي كل العلوم عن كل شيء وتقدم الحقائق عن كل شيء. لكن كما أقول دائما: جهل صادق خير من علم كاذب: نحن لا نعرف أصل الكون لكننا نعرف أننا لا نعرف.
وعلمنا بجهلنا هو في حد ذاته كسب لنا ودافع للبحث والدرس. وأنتم تعرفون أصل الكون، لكن، هل علمكم ذلك حقا أصاب الحقيقة أم هو قد تعسف عليها.
وعوما صديق استشهادي يسعدني أن أطرح عليك نفس النصيحة التي طرحتها عليك من قبل:
ليكن إيمانك مبنيا على العلم ليس عن الجهل. فأنت متمسك بإيمانك بالله لأنك تجهل الأشياء من حولك. لذلك أراك دائما تطرح أسئلة تعبر عن رغبتك بالمعرفة لكن اطصدامك بجدار الجهل وعدم وجود إجابات عن أسئلتك تلك: ما أصل الكون؟ كيف يمكن للانسان أن ينتج الاحاسيس والمشاعر وهو مادة؟
إذن فعندما تجهل شيئا ما حاول أن تبحث عن جواب له (والبحث له لا يكون في منتدى الفكر العربي أرجوك) فهذا مكان لا يمكن أن تجد في كل الحقائق ولا يمكن أن تجد فيه من الافراد من يجيب عن كل أسئلتك. فإن لم تجد إجابات هنا فهذا لا يعني أنه لا وجود لاجابات تماما.
لكن حتى إن لم يكن هناك جواب عن سؤالك فليس ذلك مبرر لايمانك بقوى وعوالم ومخلوقات خارقة؛
مع خالص تحياتي:97: