(12-06-2010, 08:33 PM)عبادة الشايب كتب: اشباع الرغبات الضرورية وحدها لا يكفي لتكوين انسان فاضل
لا بد من منظومة قيم توجه الانسان وتملأ فراغ عقله بعد ان يشبع حاجاته الاساسية
سنتفق بداية على ان الجوعان سيرتكب جريمة ليملأ معدته
متفق معك تماما في هذا و كلامي لم يحمل ما يخالف ذلك ..
بالفعل الشخص الجوعان سيرتكب جريمة لكي يملأ معدته و بالتالي على المجتمع ان يوفر لكل أفراده وظائف جيدة لإعاشة الجميع و نجاح أي مجتمع في توفير المتطلبات الأساسية للناس يعني نجاحه في التخلص من نوعية معينة من الجرائم التي يرتكبها ناس لا يملكون من أمرهم شيئا ..
و لكنه لن يتخلص من كل الجرائم عن طريق النجاح إقتصاديا في رفع مستوى المعيشة و التوزيع العادل (إلي حد ما) للثروة لأن التخلص المن الجريمة يستدعي أشياء أخرى ..
لا بد أن يتم تربية الأجيال الشبعانة على قيم شبعانة أيضا لكي لا يعيش المجتمع حالة صراع داخلي هو لا يحتاجها لهذة الدرجة ..
يعني ما لزوم الصراع على رغيف العيش إذا كان من الممكن أن نقف طابورا قصيرا و نحصل على كل ما نريده.
في البلاد المتقدمة لا يتصارعون على رغيف العيش بل يقفون في طوابير أمام المتاحف ..
إحترام الطابور و إشارات المرور و غيره هي من أخلاقيات نفتقدها في مجتمعاتنا الفقيرة الجوعانة ..
بالطبع لم تفقد المجتمعات المتقدمة آلية الصراع تماما فمايزال هناك منافسات قوية في حقول العمل و الرياضة و كل شيء و لكن المنافسة الشريفة تختلف عن الصراع العنيف الذي لا يلتزم بالقوانين ..
نحن محتاجين دائما للمنافسة الشريفة في إطار قانون واضح و ملزم يضمن للجميع عدم تحول المنافسة لصراع وحشي, فالمنافسة الصحية تكون في الخير بينما الصراع يكون في الشر ..
أما مجتمعاتنا فهي تعيش في صراع داخلي بينما ترفض الخوض في منافسات شريفة و هذا يغذي أخلاق الغابة أو السلوك الحيواني ضد السلوك الأخلاقي الإنساني ..
خلاصة الكلام :
- أن الفقر و الجوع هما أحد الأسباب المهمة للجريمة و الإنحراف و القضاء عليهم يقضي على الكثير من أسباب التعاسة في العالم .. لم أقل جديد في هذا الشان.
- المجتمعات التي تعاني بشكل أقل من الفقر و الجوع تعاني بشكل أقل أيضا من الجريمة و الفساد ..
(إستنتاج بديهي و إلا لما كانت هناك أي فائدة للنمو الإقتصادي )
- أخلاق الأغنياء أفضل من أخلاق الفقراء في معظم الأحوال و ليس كلها طبعا.
- القيم الإنسانية هي من إبداع الأغنياء الأقوياء لأنها تعبر عن حالة إكتفاء و شبع يسهل على الغني القوي أن يصل إليها بينما يصعب على الفقير الضعيف ذلك ..
- القيم الإنسانية هي حالة حب للحياة و للناس و هذا لن يحدث إلا إذا كانت الحياة حلوة و تستحق هذا الحب المشبوب و هذا لن يتأتى إلا بالنجاح الإقتصادي و القيمي و قد أثبت لك بالمنطق أن النجاح القيمي مرتبط بالقطع بالنجاح الإقتصادي ..
(12-06-2010, 08:33 PM)عبادة الشايب كتب: لكن هل السلوك الاجرامي والعنف والسرقة الذي نلحظه في المجتمعات الاوربية نتيجة الحرمان ؟
وهذا الكم الهائل من الممارسات الجنسية التي يبتكرها اصحاب الحقيقة و الخير والمحبة والسلام منشؤها الرغبة والحاجة ؟
من قال لك ان المجتمعات الغربية مجتمعات فاضلة ؟
قطعا المجتمعات الغربية هي أنجح و أفضل أخلاقيا من المجتمعات العربية المتخلفة ..
و الفكرة لا تعتمد على الثروة فقط بل التخلف هو في عدم الإعتماد على القيم الناجحة التي إكتشفوها.
يعني دول بحجم الصين و الهند قد إرتضت أن تتبع القيم الناجحة للاغنياء الأقوياء و نجحت هي الأخرى بدلا من إجترار القيم المتخلفة للعصور القديمة في محاولة لإعادة أمجاد لم تكن أصلا ..
إذن فالمسالة ليست ثروة بل ذكاء أيضا و هذا ما يجعلنا متخلفين ..
ليست كل الأسباب إقتصادية أو طبيعية لأن بالذكاء و الإرادة نستطيع تخطي الكثير من العقبات.
و هكذا يستحيل مقارنة دولة غنية مثل السعودية بأحقر دولة أوربية مثلا و لا يمكن أن نقارن بين الشعبين حتى ..
السلوك الإجرامي في الدول المتقدمة راجع لأنها لم تقضي تماما على الجوع و الفقر و ذلك لوجود عيوب في أنجح الأنظمة الإقتصادية حتى الآن : النظام الرأسمالي ..
و راجع ايضا لوجود خلل قيمي في تلك المجتمعات : طبعا هو يعتبر لا شيء بالنسبة لمجتمعاتنا.
يعني إذا كان الخلل عندهم يقدر بـــ 10 % فهو قد يقدر عندنا بأكثر من 80 %
تلك مجتمعات ناجحة و لا تحتاج إلي شاهد و هي لم تنجح في الإقتصاد و السياسة و الالقوة العسكرية بمعزل عن الأخلاق و القيم لأن هذا لا يمكن حدوثه ..
لا يمكن لمجتمع أن ينجح و أن يصبح قويا متماسكا بدون قيم و أخلاق ناجحة ..
على العكس فالقيم و الأخلاق الناجحة هي القائد و الزعيم في مسيرة التطور و الحضارة.
يعني إذا كنا مختلفين مع الغربيين في تعاطينا مع الجنس علينا إذن أن نراجع قيمنا نحن بخصوص الجنس و نتبنى طريقتهم الناجحة في القيم عن الجنس و عن غيره ..
لا عيب في أن نتعلم من الأمم المتقدمة لكي نتقدم لكن العيب كل العيب هو في المكابرة و الإصرار على أننا ناجحين و متقدمين رغم أنف الواقع و الحقيقة.
كل ود