قضية العصر
حينما تدجن المؤسسة العسكرية
أو تنهزم لأنها بالأساس خاوية وضعيفة ومكرسة لخدمة الأنظمة الاستبدادية
أو للضعف الشديد لهذه المؤسسة كما بلبنان أمام جار لها شرس قام بالأساس بمؤسسة عسكرية قبل أن ينشيء له سياج ويطلق عليها دولة
تنهار الدول وتتأزم النفوس لأبناء تلك الدول وخاصة الشباب منهم لأنهم يفقدون المستقبل
ومع شدة الاحباط واليأس والظلم والمهانة التي لحقت بهويتهم وضياع وتمزق تام وعصف بهم في شتى بقاع الأرض والدول ,,,,,, والتي قد تكون هذه الدول الموطن البديل للوطن الأم
هي بذاتها بشكل أو بآخر حتى لو كان دور هامشي الا أنها اشتركت بهذا التمزق والاهانة والضياع
لهؤلاء الشباب
فجأة يسحب البساط من تحت أرجل تلك المؤسسة العسكرية
وينطلق عملاق من العشوائيات
والذي يصبح خارج نطاق الوطن الأم وحتى تكتمل وتتجلى ملهاة وعبثية فكرة المقاومة العشوائية تنطلق من هذا الوطن البديل
أما الأيديولوجية التي قد تختلف من وقت الى آخر وكحسب ظهور هذا الفكر والايديولوجية وانتشارها
وانتماء كثير من شباب العالم لهذا الفكر
فهي ليست الا الشيء الذي يستعمل لكي يقنع منتمي عشوائيات المقاومة لمن كان السبب بقهره
هذا هو بالضبط ما دفع الشباب بهذا العصر الى العنف العشوائي العالمي
من قبل كثير من القنابل الموقوتة في أجساد الشباب العربي المحبط والمقهور
لو رجعنا الى بضعة عقود سابقة في السبعينات ظهرت حركات مقاومة عالمية عشوائية <هذا مع عدم اغفال بأنه أساسا ليس لديهم شيء يخشون عليه وبالأساس لم تكن لهم مؤسسة عسكرية خاصة بهم
بل اعتمدوا على المؤسسات العسكرية للدول العربية الأقوى والأقرب مكانا جغرافيا لهم والتي أصابها مهانة وانهزام ساحق ..>
من الفلسطينيين وتعاطف معهم وانضم اليهم كثيرون من مختلف ومشارب العالم
وكانت ظاهرة خطف الطائرات بما فيها من مدنيين غالبا من الدول الأوروبية والأمريكية والتي كان يعزي
اليها بأنها الساند والمؤيد والداعم والممول بكل أشكال المساعدات مادية وعسكرية وبشرية
وسياسية .للعصابات الصهيونية التي تجمعت من بقاع الأرض لكي تحل محلهم عنوة واستبدادا باسم وعدهم من الههم ..كان كل هؤلاء المقاومات والمقاومون ينتهجون بعقيدة وايديولجية عالمية تدور بفلك
النظام الشيوعي ..
ولكن بعد سقوط المعسكر الشيوعي المدوي ظهر عملاق من سبات التاريخ وهو النقيض التام من الفكر الشيوعي ,,,, يطلق عليه الفكر الاسلامي ...واستنهض وضخت أموالا أنهارا لفض التراب واستنهاضه من غفوته ...
وبدأت المقاومة العشوائية تغزوا العالم وتحديدا الدول التي ساهمت بظلم وقهر وتدمير وتمزيق كثير من
الدول الاسلامية وعلى رأسها طبعا العربية .................
وما قضية تامر عبد الوهاب وغيره وما قام به باستوكهولم سوى ترجمة فعلية للمقاومة العشوائية العالمية
وهي أخطر بكثير من دور المؤسسات العسكرية التي أصبحت فقط لحماية أنظمة حكم ديكتاتورية استبدادية
بجانب افسادها ماديا ومعنويا ...
وكما ظهرت ميليشيات حزب الله بلبنان ..و ميليشيات أخرى مثل الجزائر والسودان بالجنوب والصومال
واحتمال ليس ببعيد أن تظهر قنابل مولوتوف بيد الأقباط بمصر تقذفها بطريقة عشوائية أيضا ..
من الشعور بالظلم وليس الظلم نفسه هو الذي يولد هذه المقاومة العشوائية

ما الذي تريدين قوله باختصار يا نسمتنا العطرة؟

يبدو ان اطالتك لخبطتني و أفقدتني القدرة على القبض على الفكرة الرئيسية حتى تهيأ لي أنك تساوين جماعة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -بسبب خطفها للطائرات- بجماعة اقامة دولة الخلافة. كما أظنك أطلقت على مقاومة الجبهة -ذات الايدولوجيا و البرنامج السياسي و التنظيمي- تسمية مقاومة "عشوائية". لا أدري ان كنت تقصدين العشوائية بمعنى عميانية أم بمعنى انطلقت من عشوائيات أي مساكن المعدمين.

ملعقة صغيرة توضيح س' ال vو بليه

هالووووو يا عزيزتي
أنا هنا كنت بوضع مراقب للأحداث ومحاولة مني لتحليل ما يحصل على الساحة العالمية
ومن الخبطات أو المقاومة العشوائية ...
سردت حوادث سرقة الطائرات الأوروبية الأمريكية بالسبعينات < كشاهدة على تلك الأحداث >
وكيف أن الفلسطيني رغم عدالة قضيته الا أن أحدا لم يأخذها من العالم الحر محمل الجد وكادت أن يطويها الزمان
ولولا الانهزام المتلاحق والذي انتهى بمصيبة1967 فاق مجموعة من أصحاب القضية
بفكرة تقليع شوكنا بيدنا ....هذا التعبير استمعته من أبو اياد وردد كثيرا على ألسنتهم
وبثقت الفكرة بين الشباب الفلسطيني الذي كان يعمل بالكويت وقطر من ياسر عرفات والوزير وكمال عدوان
وأبو اياد وعباس وغيرهم من حركة فتح وانضم اليهم شبابا كان بالخارج لطلب العلم كهايل عبد الحميد وغيرهم كثيرون
ونشأ موازيا لها الجبهة الشعبية وديع حدادا وجورج حبش وغيرهم
المهم جميعهم لم ينطلقوا من فكر اسلامي أو ي شيء ديني بكلا الطرفين
وهي الحالة السائدة بذلك الوقت على عموم الشعب الفلسطيني وحتى باقي الدول العربية بذلك الوقت باستئناء
الجزيرة العربية وتوابعها ....
وأرجعت أن هذه الظاهرة والتي تنشأ غالبا حينما يصبح الجيش لا يحمي الشعوب اما بالهزيمة المتكررة
أو بالهزيمة المدوية ...
ثم بعد عملية اسطبل ديفيد وما حل بالشعب الفلسطيني من كوارث بعدها
قام الاخوان بمصر بالتقاط الشباب الفلسطيني الذي يدرس بالجامعات هناك والذي غالبا قادما من غزة استغلالا لحالتهم وربطها بأن كل الهزائم التي حلت بهم لأنهم ابتعدوا عن كلمة الله وباقي المعزوفة لطلع البدر علينا
وظهرت حماس بغزة أولا ثم بدأت تتوسع ... والتقطتها ايران ...حينما وجدت فراغ سياسي كبير
بعدما غسلت مصر يديها من معضلة فلسطين ...
وهذا حصل مثلا بفرنسا حينما سحق جيشها على يد النازية ... وكادت فرنسا أن تضيع بالكامل
لولا الحس العسكري المجروح بكرامته الذي كان ينزف بشدة باحساس ديجول ونهض من تلك الهزيمة وحمل عاتقة هو ورفاقة وتوسعت عملية النضال التي كلنا قرأنا عنها ...ولأن مجموعاته من الجيش أصلا
تم الانضباط والتدريب على المقاومة بحرفية عسكرية ...
بالحالة العربية دجن الجيش وافسد ولم يعد يقوم بالمأمول منه وهو حماية الأوطان
خطف الطائرات كانت فعلا مقاومة عشوائية لأنها ليست عسكرية منظمة بل فرقعة شديدة للفت الانتباه
للعالم الظام بأن <<< يا أولاد الكلب نحن هنا وأصحاب قضية وأنتم تدعون بالديمقراطية والحرية ومع ذلك أقمتم على جثثنا وتاريخنا وأرضنا فلول من يهودكم لكي ينتزعونا ويقذفون بنا بدلا عنهم في أصقاع الأرض >
ومن هذه الفرقعة حققت عالميا انتباه وتعاطف كثير ممن لم يسمع بفلسطين ومشكلة هذا الشعب من قبل
كالياباني والأمريكي اللاتيني وغيرهم وكان القاسم المشترك بينهم هو فكرة محاربة الظلم العالمي الرأسمالي
والذي هو مؤسس وحامي هذا الاستعماري الاحلالي الجديد ....وجميعم كانت تجمعهم راية الفكر المعاكس له وهو المعسكر الشيوعي ...
هذا ما خص الفلسطيني ومشكلته بتلك المرحلة الزمنية
بالنسبة للمقاومة العشوائية الآن فهي استمرارا لمسرحيات هزائم الجيوش العربية وآخرها ما حل بالعراق
هل تتصوري مثلا أن هذا العراقي تامر عبد الوهاب لو كان يعيش في بلده مثلما يعيش الاماراتي أو القطري
بأمان وبحبوحة من العيش كنت ستجدينه يزنر وسطه ويفجرها باستوكهولم ؟؟؟
طبعا تمت عملية غسيل مخ واستغلال تام للحالة العراقية وما حل بها من كوارث وربطها بحبل شديد الخصوصية والقوة الروحية من الفكر الديني وغالبا السني ...
هل وضحت الفكرة أم ما زلت تحتاجين الى كوب من الكولا ؟؟؟؟

خلينا بالقص واللزق أحسن نسومتي ...

بساااااااااااااااااااام
حاول أن تتصورني ذكرا
حتى تستطيع أن تبلع ما أكتبه

شكرا على كرمك و على طنجرة التوضيح حيث اني طلبت ملعقة صغيرة.

بصراحة كتبت ردا مطولا نقطة بنقطة لكني شطبته و آثرت الاختصار و التركيز على لب الموضوع وحده.

انت تريدين القول انه بدون مؤسسة عسكرية فكل المقاومة فرقعات عشوائية ..

و بالطبع سيتبع ذلك ان الشعب الفلسطيني -و تخصيصا حركة فتح و الجبهة الشعبية- عليه العمل ب "وقرن في بيوتكن" حيث انه ليس عندنا دولة و لا مؤسسة عسكرية لكن أيضا لنترك هذه النقطة و نبقى مع المؤسسة العسكرية.

صدام و ناصر و الأسد امتلكوا مؤسسة عسكرية نافذة فاين انتهت العراق و مصر و سوريا الشعب و الأرض؟ برايي أن كل أولئك المناضلين ضد الوحش الامبريالي -كما فرقعت رؤوسنا خطاباتهم- قطعوا كل المسافة في خدمته و خدمة مخططاته فهل نفعتهم المؤسسة العسكرية النافذة؟!

و الجبهة الشعبية باتت تتقارب مع حماس التي ستنتهي بنا في السرير الأمريكي أيضا! فهل حدث ذلك لغياب المؤسسة العسكرية؟

المشكلة كما أراها ليست في حضور أو غياب تلك المؤسسة بل في المرجعية أو النظرية التي يستهدي أو يستند اليها النظام ككل أو حركة المقاومة و التي تشخص الوضع و تقدم الرؤيا و من ثم تحدد بناء عليها -و على مسائل أخرى- الاستراتيجيات و التكتيك. و عندما تثبت "كل" التجارب ان التطبيق ودانا في سوبر داهية فلا شك و لا مفر و لا مندوحة من الاعتراف بأن النظرية معتلة و لنوفر على انفسنا الاجتهاد في لملمة شواهد نؤكد بها لأنفسنا أن تلك النظرية "أحلى من القمر و شوية أضوى" بس بدها شوية تزبيط.

اقتباس:هل تتصوري مثلا أن هذا العراقي تامر عبد الوهاب لو كان يعيش في بلده مثلما يعيش الاماراتي أو القطري
بأمان وبحبوحة من العيش كنت ستجدينه يزنر وسطه ويفجرها باستوكهولم ؟؟؟

لو كان هناك أمان و بحبوحة عيش في ظل تلك المؤسسة العسكرية البعثية لما وصل عدد اللاجئين العراقيين في دول العالم الى عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين شردهم احتلال صهيوني!

طنجرة يا هلووووووووووووووو
ولسه برضه لم تفهمي قصدي
يادي الخيبة عليه هل أنا فاشلة الى هذا الحد بالتوضيح ؟؟؟؟!!!
يا عزيزتي
مرة أخرى
قلت بأن المفروض بوجود مؤسسة عسكرية فائقة التدريب والاحتراف وليس عدم وجودها
هذا الوجود والقوة بالتدريب والاحتراف كما يجب أن يكون لهذه المؤسسة العسكرية
هي لحماية الأوطان بما عليها من بشر
واذا أخفقت هذه المؤسسة العسكرية وانهزمت شر هزيمة كما حصل بالعراق أخيرا
لهذا ظهرت ميليشيات متعددة لتحل محل هزيمة المؤسسة العسكرية وتفككها وبسرعة البرق ....لأسباب لا أريد طرحها الآن
حتى لا يتشتت الأمر في طرح وجهة نظري
وكما حصل بمصر سابقا في 1967
بحالة مصر لولا أن تم اعادة لملمة جراح الجيش واعادة تصحيح مساره وتسليحه والتحضير له مباشرة
لمعركة 1973 ....والنصر في بداية المعركة ثم الانتكاسة بعدها باسطبل عنتر
هذه الانتكاسة هي التي أوجدت الاسلامبولي وأيمن الظواهري وعبود الزمر وغيرهم
وهم من الجيش< مثلما حصل بفرنسا وانهزامها التام أمام النازي ظهر ديجول ورفاقه وحلوا محل فراغ المؤسسة العسكرية المهزومة >...
وحينما تم مطاردة والقضاء على فكرة أن يحل هؤلاء محل المؤسسة العسكرية المصرية ... وجدنا ظهور مجموعات تدعو للمقاومة بطريقة عشوائية كالخبطات التي تمت بمصر
وقتل وترويع واصابة مدنيين غالبا وسياح وبعض رموز السلطة وغيره
بمعنى أن هزيمة المؤسسة العسكرية تعمل على وجود فراغ شديد الخطورة على الوطن فتلقفها
مجموعات عشوائية ...
ولم أقصد بعدم وجود المؤسسة العسكرية الا بالحالة الفلسطينية
لأنها أصلا ليس لها مؤسسة عسكرية لا قبل نكبتها ولا بعدها لهذا قامت أكثر من مجموعة كل منها تريد أن
تؤكد بأنها هي التي ستكون النواة لهذه المؤسسة العسكرية مستقبلا
منظمة التحرير عملت لها نواة لهذه المؤسسة العسكرية وهي التي كانت الأكثر تدريبا لأسباب عدة
وحينما رجع أعضاء من منظمة التحرير الى الضفة وغزة على أساس أوسلو وسلام يا صاحبي
وانتفت فكرة هذه النواة سارعت حركة جديدة تستند على وسادة الدين والجهاد الى آخر النغمة الحزينة
اسمها حركة حماس لاملاء فراغ نواة المؤسسة العسكرية وهي التي كانت اساسا مشتته في أماكن عدة خارج الوطن
للظروف الخاصة جدا بالمعضلة الفلسطينية ...مثل شوية بالجزائر وشوية باليمن وشوية أظن بالسودان وطبعا سابقا لبنان
وضربت لك مثلا بأن عدم وجود مؤسسة عسكرية قوية بلبنان تتفوق أو حتى توازي قوة وتسليحا على الجار
والمتسلح حتى النخاع اسرائيل ,,, وما تعرضت له لبنان من اجتياح وسيطرة تامة على عاصمته بيروت من قبل اسرائيل العسكرية واستباحة لبنان عدة مرات من قبل اسرائيل ....
فشيء بديهي أن تنطلق ميليشيات لكي تملأ هذا الفراغ والعيب في المؤسسة العسكرية اللبنانية .والتي هي المفروض من وجودها السد والحائط المنيع لصد هجمات من أي كان ...
يا ريت أكون وفقت أكثر بالشرح