(06-09-2011, 04:20 PM)فضل كتب:  لحسن الحظ يا ابو خليل نحن امام نهاية حقبة البترودولار المتاسلم ( السعودى والايرانى )

كيف تعرف ذلك؟ اساسا ما ملامح هي الحقبة القادمة؟ هل هناك من يقودها فعلا ام انها (سارحة و الرب راعيها) ؟ هل تتوقع ان يسقط النظام السعودي مثلا؟
علام تبني تفاؤلك و رومانسيتك الحالمة؟
كم اود ان اشاركك اياها لولا احساسي ان (الربيع العربي) هلامي شفاف بدون طعم و لا رائحة بشكل يثير الريبة و لا يمكن ان ابتلعه بشكله الحالي...


اما بخصوص القضية الفلسطينية فعندنا الى الان على الاقل نموذج ثوار ليبيا و رسالتهم الى نتنياهو التي تصب حتما في صالح القضية الفلسطينية! حظا موفقا....

آمل ان اكون مخطئا, و آمل ان النظام الجديد القادم المفترض سيحافظ مثلا على مطالبه باستعادة الجولان كاملا حتى حدود ال67 او الدخول في حرب لتحريره (الحجة التي يستخدمها المعارضون) كما على نهجه الممانع للمشاريع الامريكية ...
رغم ان المكتوب باين من عنوانه و الافراط في التفاؤل بشكل عفوي حالم بدون اي اساس ليس من طبيعتي....


نعود لموضوعنا الاصلي, حول لماذا لم تتحرك دمشق, و هل ان الامر هو فعلا بسبب تواجد الامن ام امر آخر؟؟؟؟
تقبل تحياتي....

ابو خليل خلال هذا الموضوع نشرت مقالة للكاتب حسن خضر يتحدث عن حقبة البترودولار تجدها فى المداخلة الثانية او الثالثة فى هذا الموضوع هى مقالة مهمة جدا


نحن الان لاول مرة امام حراك مجتمعات ككل وليس احزاب تطبخ من خلف الكواليس او ضباط يحيكوا انقلابات الخ هذا له دلالات غير مسبوقة انها القيامة فعلا انها لاول مرة فى تاريخنا المعاصر ارادة الشعب الشعوب عندما تتحرك ككل لا تخون فكيف ستخون ذاتها

الحريق القادم وفى مرحلة ما سيكون فى قلب السعودية هناك طبقة متوسطة قوية نشات فى السعودية لكن الحكام لا يدركون وفى قلب ايران ايضا

لكن على ما يبدو الان ان الرهان هو على سوريا فهى ستكون الحجر الاخير الذى سيندفع بعده السيل وهو عنوان المقال التى نشرتها والتى بدا الحوار هنا بسببها

لكى تدرك صدمة الحقبة السعودية بامكانك ملاحظة موقف بعض الظواهر الرثة التى انشاتها هذه الحقبة خذ مثلا الشيخة شمس البارودى ( الممثلة السابقة) وزوجها الشيخ حسن يوسف رموز التقوى والاستهلاك والتربح الفهلوى ( الحلال) كيف كانوا يشتموا على شباب ميدان التحرير

أبو خليل؛

أستغرب موقفك ولكن ليس كثيراً.

أولاً تصحيح، عدد سكان دمشق ليس 10 ملايين بل 3، هذه العشرة تشمل ريف دمشق، ومحافظة ريف دمشق انتفضت عن بكرة أبيها، وحاول اليوم تروح عالريف وشوف الحواجز .. ريف دمشق وعاصمته دوما محاصرة مثل درعا
وعفكرة أغلب الشوام الأقحاح موجودون اليوم بريف دمشق وليس دمشق، فما داخل السور ليس فيه أكثر من 50 ألف شامي أصلي ولكنها منطقة مختلطة .. ولكن مع ذلك بداخل دمشق الانتفاضة مستمرة وتزداد حدتها شيئاً فشيئاً.
واعذرني ولكن ما قلته عن زملاء من الشام لا يعبر عن أهل الشام الذين منذ عدة أسابيع محتقنيين ولا يتأملون ببشار شيئاً لأن النظام انتهى سياسياً.
بدمشق قامت ركن الدين، وقام الميدان .. وقامت برزة ومحاولات بالشعلان وكفر سوسة وساحة عرنوس وغيرها، وهي من ألهبت الناس وشجعتهم وأعطتنا الشرارة بالجامع الأموي.

ولكن الأمور تختلف عن مصر، فالأمن المصري ملاك أمام الأمن في سوريا .. لا يمكن لمظاهرة أن تمشي ميتين متر بدمشق دون ترويع لا يمكن وصفه، عدا عن تواجد أمني غير مسبوق كمخابرات أو كشبيحة .. بدك تشوف الخميس والجمعة هون بالشام يا صاحبي، بيعبو هالباصات وبتلاقيهم بكل نقطة وبكل مكان وأمام كل جامع يا صاح.
مصر لم يقوموا قومة رجل واحد ، بل تدريجياً، وعندما خرج الأمن من العاصمة وأمن الناس على حياتهم قاموا وتظاهروا.. ببداية المظاهرات لم تقم بالعاصمة، وبدأت بعدة مئات.. وأقصى عنف صار كان بمعركة الجمل هاي بتص%

(06-09-2011, 01:28 PM)أبو خليل كتب:  لا احد يتمتع بحد ادنى من الموضوعية يصدق فعلا هذا التبرير المضحك....
عاصمة يسكنها 10 ملايين نسمة يفترض انها تغلي و تزمجر غضبا ولا نشاهد فيها أي حدث او مظاهرات تذكر فقط بسبب التواجد الامني المفترض...

10 مليون ,نصف سكان سوريا في مدينة واحدة !!! يا رجل و الك عين تتحدث عن الموضوعية , لك استحي شوي .!

(06-09-2011, 01:28 PM)أبو خليل كتب:  شاهدنا جميعا في مصر كيف نزلت الجموع بالملايين دفعة واحدة واسقط في يد الاجهزة الامنية التي لا تستطيع التعامل مع الملايين بدون سقوط عشرات الاف الضحايا و مئات الاف المعتقلين...

ما هذا التشبيح يا زميل .. كيف لك أن تقارن هذه بتلك .!

يعني النظام المصري لم يقتل أو يعتقل من هذه الملايين أكثر مما قتل نظام التشبيح الأسدي من آلاف المتظاهرين (كما يصف النظام أعدادهم/ تجمعات بالعشرات و المئات) .! كما أن الجيش المصري ليس لديه الفرقة الرابعة لتطلق النار على المتظاهرين و تحاصر و تجتاح المدن .!

الناس لن ترمي نفسها للتهلكة ببساطة , ثم نظام صاحب سوابق يكفي ما فعله بحماة و غيرها في الثمانيات ليكون درس للبقية .. في حماة المجرمون قتلوا أكثر من 40 ألف ..فكيف تريد من البقية المجازفة , هل سنقول النظام لن يفعلها .. لقد فعلها سابقاً وسقط عشرات الآلاف من الضحايا و يمكن أن يعيدها اليوم .

(06-09-2011, 01:28 PM)أبو خليل كتب:  بينما في سوريا, ما زال الشارع السوري بمعظمه غير متجاوب مع الدعوات للتحرك (على عكس الحالة المصرية حين هب الشعب المصري هبة واحدة و في الوقت نفسه) و ما زال الناشطون الفيسبوكيون يرجون الناس للنزول كل جمعة و يتفننون في عرض مواهبهم التحريضية على المشاركة و يقبلون ايدي و ارجل و اقفية رجل الشارع للتحرك و النزول, فلا نرى نرى اثر ذلك في دمشق...

الشارع السوري تحت بسطار القمع و الارهاب و بطش الشبيحة و أعوانهم و لا يريد أن يلقى مصير حماة في الثمانينات , أما الناشطون الفيسبوكيون فيفعلوا ما بوسعهم لإقناع المترددين بالنزول و هذا حقهم بل واجبهم استعرضوا مواهبهم التحريضية أم لم يفعلوا هذا شأنهم ..

ثم إن كانوا يقبلون أيدي و أرجل و أقفية اخوانهم أبناء وطنهم فأفضل بمليون مرة من آخرين يضربون و يركلون و يرفسون أيدي و أرجل و أقفية أبناء وطنهم ثم يهتفون لقائدهم .

(06-09-2011, 01:28 PM)أبو خليل كتب:  أين الجماهير؟ أين الشارع الذي يغلي؟ اين الملايين الناقمة المتحفزة؟

التظاهرات عمت في الميدان و القدم و الحجر الأسود و ركن الدين و برزة و التل و القابون و دوما و حرستا و عربين و داريا و سقبا و المعضمية و حمورية و القلمون .. كل مظاهرة كانت تحاول التقدم باتجاه مركز العاصمة كان يطلق عليها النار .. نعم الناس تريد حياة أفضل , لا تتظاهر لتموت في الشارع و يجهز الشبيحة على من تبقى في المشافي .

أما عن باقي المحافظات فحوران انتفضت عن بكرة أبيها , تبعتها حمص و انتفض ريفها و لحقت حماة و إدلب بالمسيرة و نرى اليوم كيف يدبر النظام حملة أمنية و عسكرية لسحق الاحتجاجات و تخويف الناس في ريف إدلب عبر فبركته لقصة العصابات المسلحة التي تصول و تجول في البلاد و لا تنشط إلا مع التظاهرات لتقتل المتظاهرين و الشرطة و الجيش! , ربما في الأيام القادمة تمتد الحملة العسكرية إلى دير الزور لو تظاهر الناس فيها بأعداد كبيرة و تخرج لنا قصة عصابات ديرية جديدة سلفية و مندسة .

(06-09-2011, 01:28 PM)أبو خليل كتب:  انا زرت دمشق منذ حوالي 3 اسابيع مع عائلتي, و كان كل شيئ هناك طبيعيا , حتى انني توقعت ان تكون الاسواق و الشوارع خالية او يكون الزحام المشهور في دمشق خفيفا, اللا انني فوجئت بأن الحركة طبيعية جدا...

هذا يعود لإرادة الناس في الحياة من جهة من جهة أخرى أرجو أن تخبرني كيف كان يوم الجمعة في دمشق و هل شاهدت الانتشار الأمني في أحياء العاصمة .. أين كنت تحديداً ,هل في السيدة زينب .؟

(06-09-2011, 01:28 PM)أبو خليل كتب:  لا يعقل ان يكون كل ذلك بسبب الخوف و سيطرة الاجهزة الامنية الخ و غيرها من التبريرات...

مالذي يمكن للاجهزة ان تفعله مع جميع سكان العاصمة في وقت واحد في جميع الطرقات و الاحياء و الازقة و على مدار الساعة؟؟؟؟؟

اليوتوب أمامك و بامكانك مشاهدة عدة محاولات للتجمع في العاصمة و كيف جرى قمعها بشدة , في الأنظمة مثل كوريا الشمالية و الصين و سوريا و ليبيا لا يكمن أن تتحرك الناس فيها بصورة عفوية و منظمة .

(06-09-2011, 01:28 PM)أبو خليل كتب:  و كيف تنجح الاحتجاجات يوميا في قرى صغيرة بائسة و تفشل في عاصمة مترامية الاطراف و مزدحمة؟؟؟

أما كيف تنجح في قرى "بائسة" أولاً لا أفهم لماذا تقول بائسة .!!! هل لأنهم قرويون .؟؟؟؟

سأجيبك ببساطة .. أهل القرى يعرفون بعضهم جيداً و يصعب بل يستحيل اندساس أي مجموعة بينهم ما يشجع الجميع على الانضمام و المشاركة ,أيضاً ثقل النظام الأمني المخابراتي أزيح عن كاهل الريف إلى المدن حيث التجمعات السكانية الكيبرة , لأن ليس بمقدور الأمن و الشبيحة السيطرة على الأرياف البعيدة و على المدن الكبيرة في وقت واحد .

(06-09-2011, 01:28 PM)أبو خليل كتب:  من خلال احتكاكي الواقعي بالعديد من الاصدقاء و المعارف من الاخوة السوريين, تلمس لدى معظمهم حالة من اللامبالاة تجاه الدعوات للتظاهر, او في اسوء الاحوال, انتظار و اعطاء فرصة للنظام او ترقب لمسار الامور, لكنك لا تصادف ابدا هذا الكم من الحنق و الغضب و الغليان و الانقضاض كالذي يخبروك عنه على النت...

الناس عندنا متكتمة و لا تفصح عن حقيقة ما تفكر به لأي غريب (خاصة إذا كان ذو خلفية طائفية مؤدلجة) .

هنا أيضاً لديك زملاء سوريين تعرفهم و يعرفونك تابع آرائهم و اسألهم سيجيبون بصدق لأنهم يتمتعون بهامش واسع من الحرية على النيت خلف اسم مستعار و هوية افتراضية و هذا ما لا يتحقق في الواقع حتى أننا نشاهد أعداد الملثمين في المظاهرات تناهز أعداد غيرهم و هو ما لم يحدث في أي ثورة عربية و يعطي صورة حقيقة عن جحم الخوف من بطش و قمع و ارهاب النظام .

(06-09-2011, 01:28 PM)أبو خليل كتب:  برأيي و بحسب تقديري, هؤلاء الذين لم يتحركوا ليس بسبب القمع الامني المستحيل عمليا... بل ببساطة لانهم لا يرغبون بذلك, و هم يما زالوا يكنون بعض التقدير و يعقدون الامل على بشار في احداث الاصلاح, كما انهم يخشون الفقز بسوريا في المجهول ...

ببساطة هم يريدون أكل العنب, و ليس قتل الناطور...

لو اخذنا على معيارك فسكان طرابلس و ما حولها إلى سرت و راس لانوف (يعني نصف سكان ليبيا) ملتفون حول قائدهم و يريدون الإصلاح لا التغيير لانهم ببساطة يريدون العنب و ليس قتل الناطور .!

أو ماالذي يمنعهم من الخروج بأعداداهم الكبيرة و إسقاط النظام من يوم 17 فبراير إلى اليوم .!

عزيزي فضل, اتمنى ان تكون على حق و أكون على خطأ... أتمنى ذلك...
اتمنى ان يكون (الربيع العربي) القادم يسير لوحده هكذا وفق مخطط مجهول لا نعرفه نحو الافضل و يعم الدول العربية قاطبة و يتبلور انظمة ديموقراطية غير انبطاحية و لا يهمها رصيدها لدى دوائر الخارجية الامريكية و لا شركات تصدير الاسلحة فيها و لا يشحذ زعماءها المليارات كمساعدات و لا يتآمرون على جيرانهم اثناء الازمات من قيبل (خدو بالكم من البحر)...
فعلا اتمنى ذلك, رغم انني لا اعتقد ذلك أبدا..

عزيزي نوار الربيع,
احترم آرائك, و ما زلت عند رأيي: مهما كانت القبضة الأمنية شديدة, فانها لا تستطيع السيطرة على مدن و أحياء و شوارع هائلة على مدار الساعة ليلا و نهارا...
انا احدثك عن تجربتي الشخصية (ربما قد يتغير الامر لاحقا لكن هذا ما يلمسه الزائر هناك) , و حتى الفيديوهات التي تظهر متظاهرين في شوارع الشام, تلاحظ قلة عددهم (مع احترامي لهم و لشجاعتهم) و عدم تفاعل المارة معهم الذين يفقون و يتفرجون عليهم و كأنهم يشاهدون عرضا في سيرك, و في آخر فيديو شاهدته هنا البارحة لاحظت ان المارة نظموا فورا مظاهرة مضادة تأييدا لبشار , و تعامل الامن مع المتظاهرين اتسم بلين نسبي حيث تم طردهم بدون اعتقال.....
حتى على الفيسبوك و المواقع الاخرى, تجد هناك مؤيدين للنظام و/أو معارضين للتحركات لا يمكنك تجاهلهم أبدا...

اما بخصوص مقارنتك الوضع في ليبيا, فنعم, تبين ان قسما لا يستهان به من الشعب الليبي و القبائل ما زالت تؤيد القذافي, لولا هذا التعاطف و التأييد لما استطاع العقيد ان يحافظ على منصبه حتى لو امتلك الجيوش الجرارة , و قد انتهى الزمن الذي كان يستطيع فيه الحكام ابادة عشرات الالاف بدون ان يتحرك ساكنا (باستثناء ربما حلفاء امريكا منهم), انا شخصيا سحبت تأييدي للثورة الليبية بعد تدخل الناتو و رسائل الغزل الى اسرائيل و اقف اليوم على الحياد ..

عموما , مجددا اقول, للشعب السوري وحده الحق في رؤية ما يراه مناسبا, و انا لا ادعي معرفتي تفاصيل الوضع الداخلية السوري عن كثب, لكن كمراقب لا ارى ان (الشعب*) السوري قد هب عن بكرة ابيه يريد اسقاط النظام,
انت تقدم تبريرات لعدم التحرك هذا لم اقتنع بها, و تعدني بالانتظار لكي يتغير الوضع... حتى نصل و يتغير ذلك, لي ان اشكك في حقيقة ما يحدث, و حتى ذاك الحين, من حقي التشكيك, و عندما نصل الى هناك’ لك مني وعد قاطع بأن اؤيد ما يريده الشعب السوري حالما اطمئن الى دقة تعبير (الشعب*) السوري فعلا...


------------------------
*لنا في لبنان تجارب طريفة مع استخدام مطلحات (الشعب اللبناني) و (الشارع اللبناني) و (أغلبية اللبنانيين) و (ثورة الأرز) -حتى كارلوس ادة بلا زغرة ادعى في وقت ما انه يمثل (الشعب) اللبناني - مع ان قوى 14آذار مجتمعة لم تفلح يوما في الحصول على اكثر من 45% من اصوات الناخبين في أي انتخابات لا نيابية 2005 و 2009 و لا بلدية 2010 و لا نقابية ...و لذلك انا اتعامل بحذر شديد مع هذا المصطلح و اعرف كيف ان اقلية صاخبة ممكن ان تسلب اغلبية صامتة او مكبوتة صوتها و تدعي تمثيلها...

ثمة نكتة يرددها عباقرة النظام كل يوم تقول إن على من يريد التظاهر أن يتقدم بطلب إلى وزارة الداخلية، ولا يخرج إلى الشوارع بطريقة غوغائية، لكأنهم يتحدثون عن سويسرا وليس عن سوريا. أما «اللفتة العبقرية» التي يظنون أنهم من خلالها يفحمون خصمهم فتتعلق بعدد المتظاهرين، حيث يسألون مذيع الجزيرة بذكاء يحسدون عليه: «كم عدد المتظاهرين الذين تتحدثون عنهم، مع أنكم تبالغون بالطبع، هل هم ألف، عشرة، ليكونوا مئة ألف، بل ليكونوا مليوناً، ماذا عمن تبقى من الشعب، وهم 23 مليوناً من البشر؟».

يا الله، تلك هي الأغلبية الصامتة، بحسب هؤلاء، وهي أغلبية ترفض ما يجري من احتجاجات، وتصرّ على الإصلاح التدريجي في ظل النظام المقاومة والممانع (نصرّ على أننا لا ننكر هذا، لكنا لا نرى المقاومة والممانعة نقيضاً للحرية والديمقراطية)، لكأن هؤلاء قد استفتوا تلك الأغلبية وقرروا أنها مع النظام بكل جوارحها، وأنه لو أطلق لها العنان، فستأكل المتظاهرين في الشوارع بأيديها وأسنانها دفاعاً عنه!!

لا بأس أيها المحللون البارعون. إذا كانت الأغلبية الصامتة مع النظام، وإذا كانت الملايين، كل الملايين معه بقلبها وروحها، فلماذا تخافون من الحرية والديمقراطية إذن؟! لماذا لا تشرّعون الأحزاب والنقابات، ولماذا لا يخوض حزبكم الحاكم (حزب البعث) انتخابات حقيقية في مواجهة القوى الأخرى حتى يعرف حجمه، ولماذا يخاف السيد القائد من انتخابات رئاسية حرة وشفافة كي يتأكد أن كل الجماهير تهتف حقاً باسمه ومن أجل بقائه إلى الأبد على طريقة أبيه «إلى الأبد يا حافظ الأسد»؟

من كان متأكداً من أن وقوف الناس معه، لن يخشى مواجهة الناس، بل سيعلن في المدائن بالصوت العالي قائلا: بينا وبينكم الصناديق أيها الغوغاء، فتفضلوا إليها، وذلك بعد أن تجري صياغة قوانين ناظمة للحياة الحزبية والسياسية الحرة، وهي بالمناسبة ليست اختراعاً عظيما يحتاج إلى لجان تمضي سنوات من اللقاءات واللت والعجن.

والحق أنهم يعلمون تمام العلم أن الأغلبية الصامتة ليست معهم، بل هي مع المتظاهرين في الشوارع. مع الشهداء وأسرهم. مع الأسرى الأبطال. مع الذين يضعون أرواحهم على أكفهم، فيبادرون للاتصال بالفضائيات لفضح القتلة.

الأغلبية الصامتة ليست في واقع الحال سوى الأغلبية المرعوبة، فالتظاهر هنا في سوريا ليس مثل التظاهر في مصر أو اليمن، إنه تظاهر مكلف، لأن من سيخرج إلى الشوارع سيكون عرضة للموت أو السجن باحتمال كبير جداً قياساً إلى الدول الأخرى.

لو كان المشهد مختلفاً لرأينا مظاهرات مليونية حقيقية، ربما أكبر من اليمن، ولن يعثر النظام على بضع مئات من الآلاف يحشدهم كما يفعل علي عبدالله صالح، مع أن أكثرهم يُحشدون من خلال المال والقات كما يعرف الجميع، وقلة منهم مَنْ جاؤوا قناعة بإبداعه في الحكم!!

في سوريا ليس ثمة أغلبية صامتة، بل أغلبية مرعوبة، لكن الذين خرجوا ويخرجون هم الأبطال الذين يعبرون عن ضمير الشعب، فيما يعلم الجميع أن الجزء الأكبر من الناس لا يتظاهرون في الأوضاع الطبيعية لاعتبارات الظروف الخاصة بهم، مثل طبيعة العمل أو النساء ذوات الأطفال، أو الأطفال أنفسهم أو كبار السن إلى غير ذلك. وفي سوريا تحديدا عندما تخرج كل هذه الحشود التي لا تجمعها سوى كلمة حرية، وحيث لا أحزاب ولا تنظيمات حقيقية، وحيث مخاوف الموت والاعتقال، فإن ذلك يؤكد أنها (أعني الحشود) تعبر عن الأغلبية الصامتة أكثر من الحشود التي يجري تجميعها بالتخويف من أجل الهتاف بحياة الرئيس وبقاء حزبه العظيم!!

ياسر الزعاترة

في حقيقة الأمر فإننا نرفض وضع المقاومة والممانعة مقابل حقوقنا وحريتنا
ولو خيرنا (جدلاً) بين حريتنا والمقاومة فسنختار حريتنا وسحقاً للمقاومة. فالعبيد لا تقاوم ولا تمانع ولا تحرر بلاداً. وهاهي الجولان محتلة منذ ما يزيد عن أربعين سنة لم يتحرر منها شيئاً.

(06-11-2011, 02:14 AM)ابن سوريا كتب:  في حقيقة الأمر فإننا نرفض وضع المقاومة والممانعة مقابل حقوقنا وحريتنا
ولو خيرنا (جدلاً) بين حريتنا والمقاومة فسنختار حريتنا وسحقاً للمقاومة. فالعبيد لا تقاوم ولا تمانع ولا تحرر بلاداً. وهاهي الجولان محتلة منذ ما يزيد عن أربعين سنة لم يتحرر منها شيئاً.

طبعا يجب اولا ان تختاروا حريتكم ومصالح وطنكم قبل اى شىء عندها ستكونوا اكثر قدرة على المقاومة لان المقاومة عندئذ ستكون فعلا مقاومة وليست اداة للنصب لسلطة طاغية تكذب على الناس بقصة مقاومة لم ولن تمارسها

واحكيلك حتى انشاء الله ما قاومتوا المهم ان تعيشوا احرارا فى وطنكم

(06-11-2011, 02:40 AM)فضل كتب:  واحكيلك حتى انشاء الله ما قاومتوا المهم ان تعيشوا احرارا فى وطنكم

جميل هذا الأنسان المدعو فضل.