موجز تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث ماسبيرو
-1-

أولآ : عام .

1- التاريخ : يوم الأحد الموافق التاسع من أكتوبر 2011 .
2- إجمالي الخسائر : وفقا لبيانات وزارة الصحة والسكان ( لا تشمل الخسائر غير المعلنة من وزارة الدفاع ).
أ‌- 28 شهيدا منهم 26 من المواطنين المسيحيين و 1 من العسكريين، و1 من المواطنين المسلمين ، منهم 12 دهسآ .
ب‌- أكثر من 321 مصاب من المدنيين والعسكريين. بعضها إصابات جسيمة أسفرت عن إعاقة تامة أو جزئية وإصابات أخرى متفرقة.
ت‌- وقعت جرائم إتلاف لمركبات ومهمات عسكرية وممتلكات عامة وخاصة .
3- المصادر : الشهادات الميدانية - تقارير بعض المنظمات المصرية غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان -المصادر الإعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة - جلسات استماع لعدد كبير من الشهود- خاطبت بيانات ومعلومات حول الأحداث من وزارات الإعلام والصحة والسكان والداخلية ( وزارة الدفاع تجري تحقيقا منفصلآ بواسطة النيابة العسكرية ) .
ثانيآ – موجز تطور الأحداث:
1- بداية المظاهرة ومسارها:
أ‌- تم الإعلان عن المظاهرة بواسطة قيادات ائتلافات واتحاد شباب ماسبيرو قبل قيامها بثلاثة أيام ، على اثر أحداث مساء الثلاثاء 4 أكتوبر 2011 في ماسبيرو، حيث استخدمت قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي القوة لفض محاولة 700 إلى 800 الاعتصام بجوار ماسبيرو .
ب‌- الأعداد تتجاوز خمسين ألف – المسار: من شارع شبرا متجهة إلى ماسبيرو – التوقيت :ما بين الساعة الرابعة والرابعة والنصف - قطعت حوالي 5, 6 كيلومتر فى ساعتين تقريبا.
ت‌- كانت المظاهرة سلمية ، و ضمت مواطنين من المسلمين.
ث‌- تعرضت المظاهرة عند نفق شبرا للإعتداء من قبل بعض المدنيين المجهولين القادمين من منطقة السبتية أعلى نفق شبرا استمرت المسيرة بعد مطاردة المعتدين،
ج‌- أثناء عبور المظاهرة أسفل كوبرى 26 يوليو ، تعرض المتظاهرون إلى الإعتداء من مدنيين مجهولين فى منطقة بولاق ابو العلا .
ح‌- توقفت المظاهرة أمام مبنى الأهرام ، وجرت مناوشات بين أمن المبنى و المتظاهرين، و تم احتواء الموقف ( تدمير واجهة مبنى الأهرام ) ثم استمرت المسيرة إلى منطقة ماسبيرو.
خ‌- في 5 مساء كانت هناك وقفة احتجاجية بمنطقة ماسبيرو – في 6.15 وصلت مقدمة المظاهرة إلى كورنيش النيل - تحركت قوات الشرطة العسكرية لتوقف تقدم المظاهرة،- وألقى المتظاهرون الحجارة على قوات الشرطة العسكرية - قوات الشرطة العسكرية بتفريق المتظاهرين باستخدام الدروع والعصي الخشبية كما أطلقت الرصاص الفشنك لتفريق المتظاهرين- تراجع المتظاهرون للوراء بسرعة للهروب - مع الازدحام والأعداد الكبيرة تساقط الكثيرون من المتظاهرين وأصيبوا بإصابات مختلفة.- حاول المتظاهرون ملاحقة أفراد الشرطة العسكرية فى أماكن تمركزهم مستخدمين العصي والحجارة .
2- إطلاق النار على المتظاهرين والشرطة العسكرية من مدنيين مجهولين.
أ‌- فى نفس وقت إطلاق الشرطة العسكرية لطلقات الصوت (الفشنك) فى الهواء لتفريق المتظاهرين، تم إطلاق أعيرة نارية حية على المتظاهرين من مصادر أخرى ، وسقط عدد 7 من القتلى والعديد من المصابين من المتظاهرين ، وكذلك سقط أحد القتلى وعدد من المصابين من أفراد القوات المسلحة (الشرطة العسكرية). ويؤيد ذلك العديد من الشهادات التي أكدت استخدام الشرطة العسكرية لطلقات الفشنك ولم تستخدم الذخيرة الحية.
ب‌- أكد عدد من الشهود أن بداية إطلاق النار كانت من خلال عدد من المدنيين المجهولين اندسوا على المتظاهرين واختلطوا بالمظاهرة بدراجات بخارية (موتوسيكلات) فى الاتجاه المعاكس لماسبيرو، وقاموا بإطلاق النار على المتظاهرين وعلى قوات الشرطة العسكرية .
ت‌- يؤيد ذلك شهادة أخرى أكدت رؤية قناص مسلح على مطلع كوبري أكتوبر المواجه للمبنى المجاور لفندق رمسيس هيلتون يطلق الرصاص على المتظاهرين والشرطة العسكرية وحوله مجموعة تساعده، والعديد من الشهادات التي أكدت تعرض المظاهرة لإطلاق الرصاص الحي مرتين أتناء مسيرتها من شبرا إلى ماسبيرو، عند نفق شبرا وكوبري 26 يوليو.
ث‌- هناك اختلاف في تحديد أول ضحايا إطلاق النار ؛ هل هو الشهيد مينا دانيال( 19 عاما ) ، أو أحد أفراد الشرطة العسكرية، وهو ما يؤيد أن المدنيين المجهولين أطلقوا النار على المتظاهرين والشرطة العسكرية معآ .
ج‌- ومن الشهادات الأخرى المتعلقة بإطلاق النار قيام أحد المدنيين بالاستيلاء على بندقية آلية بها طلقات فشنك وهروبه، إلا أنه وفقا لبيان وزارة الداخلية فان أحد الضباط تمكن من استردادها والتحفظ عليها، بالإضافة لبندقية آلية أخرى وخزان طلقات فشنك تم تسليمها لقسم بولاق، وهو ما يؤكد استخدام الشرطة العسكرية لطلقات الفشنك .
ح‌- وفى ظل عدم توفر المعلومات وعدم إمكان التوصل إلى تحديد مصدر إطلاق الرصاص الحي، تقع مسؤولية تحديد هوية المدنيين المجهولين ومحرضيهم من مرتكبي هذه الانتهاكات على عاتق جهات التحقيق المختصة .
3- دهس المتظاهرين:
أ‌- إجمالي عدد المركبات :4 عربات جيب - خلفها 3 مركبات مدرعة فهد – 2 مدرعة حاملات الجنود يقفون جميعا ملاصقين للرصيف فى نفس الاتجاه .
ب‌- بعد دقائق قليلة من بداية قيام الشرطة العسكرية بتفريق المتظاهرين ؛ بدأت المركبات المدرعة فى التحرك ومنعهم من التقدم . فتحركت ثلاث مركبات مدرعة متتالية وبسرعة فى اتجاه كوبري أكتوبر، ثم تبع ذلك تحرك مركبتين مدرعتين فى نفس الاتجاه لكوبري أكتوبر.
ت‌- كانت حركة المدرعتين الأولى والثانية بين المتظاهرين سريعة و دائرية ، فقامتا بدهس عدد من المتظاهرين، ليسقط 12 من القتلى، بالإضافة إلى حوالي خمسة من الجرحى بإصابات بالغة، وفقا للبيانات المتوفرة حتى تاريخ التقرير.
ث‌- وصل عدد سيارات الإسعاف إلى 30، ورغم ذلك لم يكن عدد السيارات كافيا بالنظر للأعداد الغفيرة للمتظاهرين والمصابين.
4- ردود أ فعال بعض المتظاهرين والمدنيين المجهولين:
أ‌- رشق المتظاهرين أفراد الشرطة العسكرية بالحجارة و استخدموا العصى ضدهم .
ب‌- بعض المتظاهرين كانوا يحملون أسلحة بيضاء (السيوف والمطاوى والسكاكين ) تم استخدامها ضد أفراد الشرطة العسكرية.
ت‌- قام بعض المتظاهرين بالقفز على إحدى المركبات المدرعة، كما قام آخرون بإضرام النار فى المركبة المدرعة التى علقت نتيجة اصطدامها بحائط خرسانى، وقد حاول سائقها الهروب منها إلا أن المتظاهرين امسكوا به وتم ضربه بعنف، فتدخل احد القساوسة لحمايته وتم إنقاذه حتى تم تسليمه إلى الشرطة العسكرية .
ث‌- قام أحد المتظاهرين باستقلال ناقلة للجنود و حاول قيادتها ثم قفز خارجا منها ، مما أدى لاصطدامها بعربتين جيب من مركبات الشرطة العسكرية والتي كادت أن تدهس بعض المتظاهرين .
ج‌- قام أحد المتظاهرين بالصعود إلى أحدى ناقلات الجنود التي شاركت في الدهس وقذف الجندي الموجود بها بحجر ضخم.
ح‌- تم إشعال النيران في أحد الأتوبيسات التابعة للشرطة العسكرية وأيضاً بعض السيارات الخاصة بموقع الحدث من قبل بعض المتظاهرين .
5- الاعتداء على المتظاهرين ودور الإعلام والشائعات:
أ‌- بعد الإعلان في التليفزيون المصري أن الأقباط يعتدون على الجيش، ظهر عدد من المواطنين المدنيين يحملون العصيان الخشبية والحديدية والأسلحة البيضاء وانضموا لقوات الشرطة العسكرية وقاموا بالإعتداء على المتظاهرين .
ب‌- كما تم الاعتداء على المتظاهرين أيضاً فى المنطقة بين كوبري أكتوبر وعبد المنعم رياض، حيث تم رشقهم بالحجارة من مدنيين مجهولين.
ت‌- قام عدد من المدنيين المجهولين بالتجمهر حول المستشفى القبطي وقاموا بقذف الحجارة وإطلاق الأعيرة النارية تجاه أهالي المصابين الموجودين أمام المستشفى ولم تقع إصابات .
6 - نهاية الأحداث وتفريق المظاهرة :
أ‌- فى الساعة 8-8.30 مساء تفرق المتظاهرون ، وحدثت مواجهات بين المتظاهرين من جانب و بين الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزى من جانب أخر، حيث أطلقت قوات الأمن المركزى القنابل المسيلة للدموع من أعلى كوبرى أكتوبر.
ب‌- حدثت اشتباكات بين قوات الأمن و المتظاهرين بمشاركة بعض المدنيين الذين خرجوا لمساندة الجيش - تبادل كل من المدنيين الذين خرجوا لمساندة الجيش والمتظاهرين التراشق بالحجارة - نتيجة دعوة احد المدنيين المتدخلين لمساندة الجيش الى نبذ الخلافات اتحد المتظاهرون من المجموعتين اللتين كانتا تتبادلان إلقاء الحجارة على بعضهم البعض فى مشهد مثير للدهشة مرددين عبارات (مسلم مسيحى ايد واحدة) !! .
ت‌- وتوجه المتظاهرون فى مسيرة مشتركة إلى ماسبيرو، إلا أنهم فوجئوا بعد دخولهم إلى شارع كورنيش النيل بهجوم قوات الشرطة العسكرية على المسيرة بمشاركة المدنيين المساندين للجيش اللذين انضموا إليهم .
ث‌- وفى ذات الوقت انتشرت قوات الشرطة العسكرية فى ميدان التحرير والمناطق المحيطة به، مما أدى إلى تفرق المتظاهرين فى اتجاه شارع رمسيس لعدم قدرتهم على العودة إلى الميدان مرة أخرى، ومن ثم تم فرض حظر التجوال اعتبارا من الساعة الثانية صباحا الى الساعة السابعة صباحا .
هنا ينتهي ما أورده التقرير عن مسار الأحداث .


الحقائق الأساسية .
1- الشرطة العسكرية لم تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين .
2- وجود عناصر دخيلة و عمليات قنص مجهولة الهوية قامت بإطلاق النار على الشرطة العسكرية و المتظاهرين .
3- الدهس ليس بتعليمات من الجيش .
4- استخدام الأسلحة البيضاء بواسطة المتظاهرين و آخرين تدخلوا لمساندة الجيش .
5- وجود أخطاء جسيمة في إدارة الموقف من القوة العسكرية و قيادتها .
6- ضرورة قيام أجهزة الدولة بتحريات واسعة لتحديد الجهة دائمة التدخل في التظاهرات و تحويلها إلى العنف

،و سنستكمل باقي التقرير تباعآ

الزملاء الأعزاء

وقفة نظام

وقفة نظام اقفها مع نفسى وأتساءل ..... هل يمكن أن تكون هذه مشكلة الطائفية فى مصر ؟

من لم يكن معى فهو ضدى.

أعتقد أن الصوت القبطى فى هذا الشريط للدلالة على مستوى الاقباط فى مصر أكثر تمسكا بهذا المعنى

لذلك أعتقد أن الأصولية متمكنة أكثر فى الجانب المسيحى كأفراد لأنهم يرون الدنيا من منظور قبطى ...

فشوكة تشك قبطى ... فهو اضطهاد

وقبطى يموت ..... فهو اضطهاد

وقبطى يظلم فى عمل ..... فهو اضطهاد


ومجرد مخالفة وجهة نظر القبطى فهو اضطهاد وكره للأقباط .. بل تصل للخصومة الثأرية فيقابلك زميل فى شريط اخر وهو يحمل لك مرارة موقفك من الاقباط

رغم أن كل ما يحدث للأقباط يحدث لفئات من المسلمين ولم يقم الرأى العام المسلم بهذا باستثناء فى حالة سب المقدسات احيانا.

وكذلك يمكن مراقبة الموقف المسيحى المصرى ممن يعتنق الإسلام فهو يصل للقتل

والموقف الاسلامى المصرى ممن يعتنق المسيحية فهو أقصاه الاجتناب

وهذا به دلالة على درجة العنصرية الطائفية

حتى المبانى الاسلامية تخضع لسلطة الدولة وأمن الدولة وعمرها ما حصلت مع الاقباط حتى لا يصيروا شهداء الصليب

وهذا تأثير جماعة الأمة القبطية الذى ينكره بعض الزملاء

فالمسيحية آلم وعطاء ومحبة وتسامح بشهادة المسيحيين أنفسهم

والعنصرية بالمنطق السابق ضد المسيحية

فهل هذا سبب عزوف بعض المسيحيين عن المذهب الأرثوذكسى حتى أن الأب متى المسكين نفسه عندما أتجه هذا الاتجاه رغم أنه معلم البابا شنودة الثالث للرهبنة الروحية، فقد أتهمه البابا شنودة الثالث بأنه يشجع المذهب البروتستانتى وقام بسحب كتبه من المكتبات ولم يصلى عليه عند موته.

هذا ما سيتضح عن إكمال باقى الحديث عن تنظيم جماعة الأمة القبطية وأثرها على المسيحيين فى مصر.

عزيزى السيد بهجت

بالاشارة الى مداخلتكم التى تحمل عنوان (موجز تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث ماسبيرو) أرغب فى طرح استفسار سابق لباقى تسلسل التقرير.

1) عدد المتظاهرين يصل الى 50 ألف
2) بدأت من شبرا
3) الجيش يرغب فى قمع المتظاهرين
4) لم يفكر الجيش فى قمعهم الا عند ماسبيرو
5) وعندما فكر فى قمعهم تحركات العربات المدرعة لدهسهم.
6) اعتقد لو أن عربة ملاكى دخلت مسرعة على مثل هذا التجمع البشرى لمات اكثر من هذاالعدد سحقا تحت اقدام المتظاهرين انفسهم.

هذا ليس قمع جيش ولكن دفاع عن النفس مع الاصرار على عدم تخطى المتظاهرين حد معين يتمثل فى اختراق صفوف الجيش مشوبا بتدخلات أخرى من بلطجية او خلافه من العناصر.

فالجيش حين يقمع لا يفعل هذا ولنا فى سوريا وليبيا مثال.

الأخ الكريم نظام الملك .
لي أيضا ملاحظات على التقرير ،و بالنهاية أراه تقريرا منحازا ضد القوات المسلحة إلى حد ما ، وهذا واضح في أعضاء اللجنة التي يمكن أن تعرفها من أسمائها ( برئاسة الأستاذة "منى ذو الفقار" وعضوية السيدات والسادة د."أسامة الغزالي حرب"، ود. "اسكندر غطاس" ،و"إنعام محمد على" ، و "جورج اسحق" ، و"حافظ أبو سعدة"، ود."درية شرف الدين"، ود. "سمير مرقس"، "عمرو الشوبكى"، ود. "عمرو حمزاوى"، ود."فؤاد رياض، و"محسن عوض"، "و"ناصر أمين"، و"يوسف القعيد") .ولكني للأمانة المطلقة وضعت التقرير كاملآ كما هو ، ولأني أعلم أنه طويل و سيء الصياغة ولا يمكن متابعته بسهولة ، وضعت موجزآ لأهم عناصرة التي لها علاقة بهذا الشريط تحديدآ ، وراعيت في هذا الموجز ألا أضع فيه أي مادة خارج التقرير او حتى تعليقآ من عندي ، فسيكون هناك مجال للتعليقات بعد عرض موجز أهم عناصر التقرير و بالطبع ليس كل عناصره ، فبعضها قانوني و البعض تسجيل لحالات الإصابات لتكون مرجعآ حقوقيا و ... الخ .
من البداية لاحظت تحيزآ في الإعداد و حتى في الصياغة ، فلم تسأل اللجنة أحدآ من رجال الكنيسة رغم أن التظاهرة كانت من إعداد الكنيسة و بقيادة الأكليروس . دائما ما يشير التقرير إلى المسلمين الذين اعترضوا المظاهرة أو خرجوا لدعم القوات المسلحة بالبلطجية ، بينما لم تشر أبدآ إلى وجود بلطجة في الجانب المسيحي ، أكد التقرير على سلمية التظاهرة و لكنه يؤكد على وجود أسلحة بيضاء بين السلاميين أولئك !.لم توثق اللجنة ما تردده عن وجود تصريح ببناء كنيسة في " الماريناب " رغم أن هناك مسئول كنسي أقر بعدم وجود هذا التصريح ،و أقر بان كاهن كنيسة إدفو قام بالتلاعب بالمستندات والالتفاف على القانون لإقامة كنيسة في الماريناب.و هكذا .
و لكن في غياب بديل أكثر مصداقية فسأقبل كل ماجاء في هذا التقرير .. كله .
فهل يقبله الزملاء الأقباط الذين أفسدوا هذا الشريط بصياحهم الأجوف و شتائمهم الإيمانية الورعة ؟.

الأصدقاء .
يتناول التقرير فقرة خاصة ب دور التليفزيون المصري و البيانات المتاحة من وزارة الصحة عن الضحايا والمصابين . و هما فقرتان خارج نطاق هذا الشريط ، و على أي حال موجودتان في نص التقرير الكامل الذي أوردته بالفعل في المداخلة (210) . سأذهب مباشرة إلى الفقرة الخاصة بخلفية أحداث ماسبيرو ،و هي تسجيل لسلسلة الحوادث التي استهدفت المصريين المسيحيين ( الأقباط ) ، هذه الحوادث كثيرا ما عرضت المتاح منها في موضوعات طرحتها ضد التعصب الأصولي و الفتنة الطائفية في مصر ، و بالتالي هي في مركز اهتمامي و لها بالطبع أهمية في هذا الموضوع حتى لو عدها البعض موضوعا تاريخيا ، فنحن مازلنا نعيش نفس المناخ الفاسد ، بهذه المداخلة أسعى أساسآ إلى حشد الدعم للأقباط في نضالهم العادل ضد الأصولية و العنف الطائفي ،وهذا واجب كل المصريين الوطنيين المسلم قبل المسيحي .
...........................

ثالثآ – خلفية أحداث ماسبيرو

1- أحداث الاعتداء على الكنائس وتراجع سيادة القانون
أ‌- تشهد مصر منذ 1970 عددا من العمليات الإرهابية من قبل جماعات العنف المسلح التي استهدفت المواطنين المسيحيين والكنائس.
ب‌- أشهر الأحداث الطائفية هي حادث كنيسة الخانكة بمحافظة القليوبية والتي صدر بمناسبتها تقريرا شهيرآ فى نوفمبر 1972 من لجنة لتقصى الحقائق برئاسة د. جمال العطيفى، تضمن توصيات من أهمها:
(1) إخضاع تراخيص بناء أو ترميم الكنائس للقواعد العامة للبناء التى تسرى على بناء المساجد،.
(2) ضرورة احترام حق المواطنين المسيحيين فى ممارسة شعائرهم الدينية دون تمييز.
(3) إتاحة تدريس الدين المسيحي للتلاميذ المسيحيين فى المدارس.
(4) أن تتسم دروس الدين، سواء للمسلمين أو المسيحيين، بالبعد عن التعصب.
(5) ضرورة إخضاع المساجد الأهلية لإشراف وزارة الأوقاف.
هذه التوصيات هي أهم المطالب التى لم يتم الاستجابة لها ، وهو السبب في تكرار أحداث العنف ضد المسيحيين.
ت‌- نذكر على سبيل المثال الأحداث الآتية : كنيسة أخميم (1970) والخانكة (1972) والزاوية الحمراء (1981)، أبو قرقاص (1987)، إمبابة (1990)، ديروط وصنبو (1992 ) والكشح 1 (1998) والكشح 2 (1999 ) والاعتداء على كنيسة مارجرجس في الإسكندرية فى( 2005) وأربع كنائس فى الإسكندرية فى (2006) ، و تلى ذلك حادث كنيسة العياط فى (2007) ودير أبوفانا بالمنيا فى ( 2008) وحرق كنيسة مارمرقس بالفيوم فى ( 2009).
ث‌- جاءت مذبحة كنيسة نجع حمادي بعد صلاة قداس عيد الميلاد فى(2010 ) ، ثم أحداث تفجير كنيسة االقديسين فى الاسكندرية ليلة الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية فى أول يناير (2011 ) .
ج‌- تجددت أعمال الاعتداءات على الكنائس بشكل خاص بعد انتفاضة يناير 2011 ، وظهر ذلك فى حرق كنيستى " مارمينا " و "مارجرجس" فى قرية "صول" بمركز أطفيح محافظة حلوان فى( 4/3/ 2011) ، والتي بدأت واستمرت بعدها مظاهرات ماسبيرو اثر حوادث أبو قرقاص فى المنيا فى ( أبريل 2011) ، وكنيستى مارمينا والعذراء بإمبابة فى (مايو 2011) وأخيرا حادث هدم كنيسة الماريناب بأسوان الذي فجر المظاهرة وماترتب عليها من أحداث مذبحة ماسبيرو فى (9 أكتوبر2011 ) .
ح‌- معظم الأحداث الطائفية الجسيمة اقترنت بالتشاحن حول بناء أو ترميم الكنائس.
خ‌- عكست أيضا العديد من الأبعاد الثقافية والاقتصادية والاجتماعية ، تمحورت حول مسائل التحول الدينى والزواج المختلط بين المسلمين والمسيحيين، والعلاقات العاطفية بين الشباب من الديانتين، والخلافات حول المصالح الاقتصادية.
د‌- ساهمت الفضائيات خاصة الدينية، والإعلام الالكتروني على زيادة التعصب الدينى وانتشار لغة التجريح والتكفير.
ذ‌- فى جميع هذه الأحداث تمت معالجة الملفات باعتبارها ملفات أمنية، وكانت الجلسات العرفية للصلح هى الوسيلة الوحيدة المستخدمة لإطفاء الفتنة، وهو ما أدى إلى إذكاء الفتنة.
ر‌- لم يتم استخدام الأدوات التشريعية أو السياسية أو الاجتماعية والثقافية اللازمة للتصدي لأسبابها الحقيقية ، و اللجوء إلى حلول تنفذ على المدى القصير والطويل.
ز‌- حالت الخشية من تفاقم أحداث الفتنة الطائفية دون تطبيق القانون لمحاسبة وردع مرتكبي هذه الجرائم، وتراخى تنفيذ الأحكام القضائية، فاستمرت وتكررت الحوادث الدامية على نحو متواتر دون مواجهة حقيقية من الحكومة المصرية ، مما كرس لدى المواطنين المسيحيين الشعور بالتمييز ضدهم بسبب الدين.
س‌- ساهم في ذلك ندرة شغلهم لمناصب قيادية فى مؤسسات الدولة أو عضوية المجالس النيابية وعدم تعيينهم فى بعض المناصب الحساسة مثل المخابرات العامة والرقابة الإدارية.
ش‌- النتيجة : زاد انتماؤهم للكنيسة على حساب المشاركة السياسية والانتماء للوطن.
2- غياب الأمن وزيادة التعصب الدينى
أ‌- نتيجة لغياب الأمن، وزيادة التعصب الدينى، برز خطاب ديني متعصب ضد غير المسلمين من بعض قوى الإسلام السياسي .
ب‌- قام بعض المتطرفين بإقامة الحد على مواطن تنفيذا لحكم عرفي أدى لإصابته بعاهة مستديمة، دون أى احترام لسيادة القانون.
ت‌- زادت حوادث الاعتداء على المواطنين المسيحيين وحرق وهدم الكنائس منذ يناير 2011، فى ظل غياب أمنى ، على نحو يشير إلى وجود مخطط لإشعال الفتنة الطائفية فى مصر.
ث‌- ترتب على كل ذلك، تحرك بعض قطاعات من المواطنين المسيحيين للدفاع عن وجودهم والمطالبة بحقوقهم كمصريين، انطلاقا من الانتماء الديني .
3- حادثة هدم وحرق كنيسة " الماريناب" وتجاهل توصيات لجنة العدالة الوطنية
أ‌- تم حرق كنبسة الماريناب وهدمها، بمعرفة المواطنين المسلمين فى القرية ، بالرغم من حصولها على التراخيص وقبول كاهنها هدم الارتفاعات المخالفة وعدم تعليق صلبان أو أجراس لإرضائهم، وقام المسلمون باحتجاز المواطنين المسيحيين لمدة ثلاثة أيام دون مؤن أو غذاء.
ب‌- اتبعت الحكومة المصرية نفس الأسلوب دون احترام لسيادة القانون ، وتأخرت في مواجهة تداعيات الحدث، ولم تبادر بمحاسبة من خالفوا القانون.
ت‌- أدى ذلك إلى محاولة اعتصام ماسبيرو فى 4 أكتوبر والتي تم فضها من الشرطة العسكرية، ثم مظاهرة 9 أكتوبر التي انتهت بمذبحة ماسبيرو .
4- التراخي في إصدار القانون الموحد لبناء وترميم دور العبادة وقانون مكافحة التمييز
أ‌- أعد المجلس القومي لحقوق الإنسان أكثر من مقترح بمشروع قانون موحد لبناء وترميم دور العبادة منذ 2006. كما أعد مقترحاً بمشروع قانون لتكافؤ الفرص ومنع التمييز في 2008 ، إضافة إلى التعديل الدستوري الذي تم بموجبه فى مارس 2007 النص فى المادة الأولى من الدستور المصري على مبدأ المواطنة كأساس لعلاقة المواطنين بالدولة.
ب‌- قام المجلس بإيفاد بعثات لتقصي ورصد الحقائق لأغلب الأحداث الطائفية التي وقعت فى مصر، وتقدم بالعديد من التوصيات للجهات المختصة لتعزيز المساواة ومنع التمييز بين المواطنين على أساس الجنس أو الأصل أوالدين أو العقيدة أو المكانة الاجتماعية أو الإعاقة.
ت‌- استند مشروع القانون الموحد لبناء دور العبادة إلى أن تراخيص بناء وترميم دور العبادة يجب أن تخضع لقواعد فنية وإجرائية عامة ميسرة وواضحة وموحدة . كما نظم مشروع القانون إجراءات الحصول على التراخيص . ونص المشروع على سريان القانون الموحد للبناء فيما لم يرد فيه نص. وقد قدم المجلس مشروعا محدثا بعد الثورة اثر أحداث كنيسة صول باطفيح فى مارس 2011 .
ث‌- تباطأت الجكومة فى إصدار القانون إلى أن ظهرت أخيرا اتجاهات تطالب بقانون منفصل لبناء كل من المساجد والكنائس .
ج‌- أعد المجلس مشروعا لقانون تكافؤ الفرص ومنع التمييز يقوم على المحاور الآتية:
(1) وضع قواعد تشريعية مفصلة تحدد التزامات كافة مؤسسات الدولة العامة والخاصة فيما يتعلق باحترام مبادئ تكافؤ الفرص وحظر التمييز بين المواطنين، ووضع العقوبات المناسبة لمخالفتها .
(2) إنشاء آليات مؤسسية لمراقبة تنفيذ القانون .
(3) وضع نظام إجرائى يسمح بالحصول على أوامر وقتية بوقف الانتهاكات بسرعة .
(4) دعم ونشر ثقافة المساواة وعدم التمييز بين المواطنين ومبدأ تكافؤ الفرص .
ح‌- قدم المجلس مشروعه للجهات المختصة ووعدت الحكومة بإصداره، إلا أنها اكتفت بإصدار تعديل لقانون العقوبات يضع عقوبة على جريمة التمييز بين المواطنين.

الزميل أحمد طارق .. نشترك معاً فى الدفاع عن الحق والخير والجمال فى وجه أعداء كرامة الإنسان ممن يحسبون الإنسان صرصاراً لا يستحق إلا الدهس .

من يدافعون عن المجلس العسكرى اليوم عندما سحق الأقباط من الإسلاميين هذا سيكون مصيرهم فى المستقبل القريب عندما يتصارعون على السلطة معه والإنتخابات قادمة والأيام بيننا .

نظام الملك خبيث يتاجر بمسألة تاريخية وهى جماعة الأمة القبطية التى تم حلها ولم يعد لها وجود منذ الخمسينات من القرن الماضى لكى يثبت أن للأقباط إرهاباً مع أن تلك الجماعة لم تقتل أحداً كما فعلت جماعة الإخوان المسلمين .. ومؤسس الجماعة ابراهيم فهمى هلال سافر للخارج بعد حل الجماعة وإنكفأ على شئونه الخاصة .

وفى الوثائقى لقناة الجزيرة تقول أنه كان هناك اتجاهان اصلاحيان فى الكنيسة منذ الأربعينات والخمسينات وهما جماعة الأمة القبطية بما لها من "بعض" الميول الى العنف المحدود ومجموعة أخرى بقيادة نظير جيد (قداسة البابا شنودة الثالث) التى انتهجت النهج الروحى فى الإصلاح وإتجهت الى الدير فى الصحراء .

قداسة البابا شنودة الذى ينادى بعد كل مذبحة للأقباط بالمغفرة للأعداء والمسامحة ويعزى أهالى الشهداء بأن أولادهم قد نالوا إكليل الشهادة وهذه مكانة عظيمة فى الأبدية جعلوه زعيماً للإرهاب المسيحى .. فإن كان هذا إرهاباً فتحريض شيوخ الإسلام على هدم وإحراق الكنائس وقتل الأقباط بماذا نسميه ؟ قداسة البابا شنودة متهم من قبل بعض أولاده الأقباط بأنه متهاون فى حق أولاده فى مقابل السلطة الغاشمة .

بالنسبة لتقرير لجنة حقوق الإنسان فهى لجنة شبه حكومية يهمها عدم إغضاب السلطة والمجلس العسكرى ويبدو أن هناك صفقة ما .. فبعض من أعضاء اللجنة مرشح فى الإنتخابات المقبلة .

المجلس العسكرى مدان عالمياً بالصوت والصورة بإهدار دماء الأقباط والتحريض على قتلهم والتآمر على ذلك بليل وكل الشواهد تدل على ذلك ولن تفلح تقارير عشرين لجنة من صنائع المجلس العسكرى فى تبرئته من دم الأقباط .

عزيزى ابانوب

اتوجه لك بالشكر ان وصفتنى (بالخبيث) وبالذى يتاجر بالقضية التاريخية، وهذا اعتبره نجاح لشخصى فعمرو بن العاص ومعاوية بن أبى سفيان كانا من الدواهى.

ووجودى فى المنتدى هو يمثل صقل عقلى لوظيفتى التى ترتبط بالعمل السياسى التنفيذى.

ولكن بعيدا عن شخصى ، فالاقباط مضطهدون من قبل دهس الجيش لهم وسيظل الاقباط مضطهدون حتى تقوم دولة الاقباط.

وتأكد يا أبانوب أنا قرأت كتاب جماعة الامة القبطية منذ ما يقرب من عامين ولكننى لم ادركه كما أدركه اليوم ، فقد بدا تتضح لى خيوط لم اكن أراها من قبل.

كيف يصير المنطق داخل الكنيسة وكيف تسير الامور؟ كيف تقام محاكم التفتيش داخل الكنيسة لتشلح القساوسة والرهبان؟

كيف يملك فرد حرمان فرد من الملكوت؟

الأمر كبير جدا يا أبانوب ولك الشكر ولصاحب الشريط ألف شكر ولكل المشاركين حتى من يشتموننى جزيل الشكر.

حقا إننى استفيد بينكم

موجز تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث ماسبيرو
-3-

رابعآ : الخلاصة والتوصيات
هذه هي مجموعة التوصيات التي خرجت بها اللجنة .
1- أول توصية هى الدعوة لتشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة تنظر فى هذه الأحداث فى سياقها الثقافي والاجتماعي والسياسي ، حيث أن اللجنة التى شكلت بتاريخ 10 أكتوبر الجارى ،جاءت برئاسة وزير العدل بما يخل باستقلالها ، كما اقتصر اختصاصها فيما يتعلق بالأحداث على بحث أسبابها وتداعياتها دون التحقيق فى الأحداث ذاتها .
2- يجب أن تكون الحوادث محل تحقيق من لجنة قضائية مستقلة و ليس النيابة العسكرية ، حتى تستبعد أى شبهة بعدم الحياد .
3- إحالة تغطية التلفزيون للحوادث إلى تحقيق ، ورفض اعتباره خطئا مهنياً .
4- تطالب اللجنة بالتحقيق فى ظاهرة وجود مجموعات منظمة من المدنيين المسلحين و الذين يتداخلون في الأحداث و يستهدفون المتظاهرين والقوات المسلحة ، وكشف هوية هؤلاء المدنيين المجهولين وإحالتهم للتحقيق والمحاكمة.
5- تؤكد اللجنة على توصيات المجلس القومى لحقوق الإنسان السابقة بشأن الإسراع بإصدار القانون الموحد لبناء وترميم دور العبادة وتقنين أوضاع جميع دور العبادة فى مصر.
6- تجدد اللجنة التوصيات المتعلقة بإصدار قانون تكافؤ الفرص ومنع التمييز .
7- يرحب المجلس بتجاوب الحكومة مع توصيات المجلس بتقنين عقوبة جريمة التمييز بين المواطنين ،إلا أنه يرى أنها غير كافية إذا اقتصرت على الأثر العقابى الرادع للقانون ،وأغفلت الجانب الإصلاحي والذي يقضى بإنشاء آلية لمراقبة التنفيذ وتفعيل القانون .
8- تطالب اللجنة بإعادة النظر فى القانون 10 لسنة 1914 المعدل والقانون 14 لسنة 1923 المنظمين للتجمهر والمظاهرات والاجتماعات العامة، حتى يتسق القانون مع التزامات مصر الدولية ومع الحق فى حرية الرأى والتعبير والتظاهر السلمى فى إطار مقتضيات العصر.
9- تقع على الدولة مسئولية التعويض عما أنزله موظفي إنفاذ القانون من قتل وإصابات للمواطنين، وتطالب اللجنة بسرعة إقرار وصرف معاش استثنائي لأسر الشهداء من المواطنين المسيحيين، أسوة بما جرى بالنسبة لشهداء 25 يناير. أما بالنسبة للإصابات، فتوصى اللجنة باستكمال علاج المصابين وتوفير الإمكانيات لإجراء الجراحات للحالات الحرجة، وتحمل الدولة لكامل نفقات العلاج، بالإضافة لإقرار وصرف التعويضات وفقا للمعايير التى تطبقها القوات المسلحة. وأخيرا نوصى بصرف التعويضات عن الخسائر فى الممتلكات من جراء الأحداث من صندوق التعويضات المنشأ لدى وزارة المالية لهذا الغرض فيما يتعلق بثورة 25 يناير.
10- آن الأوان لاتخاذ إجراءات جدية وفورية للتفاعل مع هذه القضية، على نحو يكفل حقوق مواطنة متساوية للجميع ،وإعمال حاسم لسيادة القانون، وتفاعل جاد مع جذور المشكلة بأوجهها الثقافية والاجتماعية والسياسية فى سياق برامج محدده ومعلنة .
....................................................
انتهى الموجز و سوف نناقش التقرير في مداخلة تالية .
شكرا على الدعم الذي لقيه الشريط فهو القائد في هذا المجال خاصة من معارضيه الذي لم يجدوا مكانا يسمعون فيه صوتهم سوى خلال هذا الشريط الذي طرحته .
الشريط المتواضع و الذي طرح متأخرا أصبح ملفا متكاملآ و أيضا نموذجآ للإعتدال و الصدق ، لقد صدر تقرير لجنة حقوق الإنسان مؤكدا لمداخلاتي الأساسية كما لو كنت من واضعيه .

لأن المفروض يا أبانوب، والحكي للجميع، أن يستمع الأقباط والبابا شنودة لما ينصه عليكم كتابكم بما تنسبون إلى المسيح عليه السلام أنه قال "دع ما لله لله، وما لقيصر لقيصر" فليس للبابا شنودة ولا للأقباط كجماعة دينية نصرانية تؤمن بما بين يديها من أسفار وأناجيل أن تشكل وجودا سياسيا بحال، إلا إن أرادوا أن يلقوا وصية المسيح إليهم على الرفّ وأن يعملوا كنصارى في هذا العالم.

الصواب عزيزي أبانوب أن يتحرك الأقباط بوصفهم مصريين مظلومين، وليس بوصفهم جماعة دينية، ونحن حين نؤيد فريقا من المصريين مظلوم، نؤيدهم في رفع الظلم عنهم، لا ننظر إلى دينهم ولا مذهبهم، ننظر فقط أنهم قد وقع عليه مظلمة ينبغي إزالتها، ونرى أن دينهم ليس سبب ظلمهم بل هو الحجة، سبب ظلمهم أن خصمهم الذي هو السلطة المستبدة ظالم، ونريد أن نرفع الظلم عنهم كمظلومين وليس كأقباط، لأن انتماءهم الديني لا يبرر ظلمهم ولا يؤيد بالضرورة رفع الظلم عنهم. ظلمهم غير مبرر ورفع الظلم عنهم واجب لأنه رفع ظلم وليس لأي سبب آخر.

يفترض في أهل مصر من النصارى أن يتحركوا كمصريين يطلبون بحقهم، وليس كنصارى، إلا إن أرادوا أن يعصوا الوصية، وأن يدخلوا في طلبهم ما ليس فيه.

ونحن حين نتحرك للدعوة لرفع الظلم عن فريق من المصريين مظلوم بحجة دين يعتنقوه، نتحرك أيضا لمنع هذا الفريق المظلوم من ظلم غيره مستعملا نفس الحجة، البهائيون مظلومون، شهود يهوه مظلومون، الكنيسة الأرثوذكسية الموالية للأسقف مكسيموس، الأقباط الكاثوليك والبروتسنت والادفنتست.

حين نريد أن ننصر الأقباط لأنهم أقباط، فسنظلم الطوائف الصغرى التي يعاني بعضها من وصفهم بالذئاب الخاطفة، ومن الارهاب الفكري والطائفي ضدهم من قبل كلا الأكثريتين، وسننحاز طبيعيا إلى طائفتنا، لكن الصواب أن ننصر المظلوم دون نظر إلى دين ومذهب ومعتقد، مجرد وقوع الظلم يكفي للتحرك لرفعه أو الدعوة لرفعه أو رفضه بالقلب وذلك أضعف الإيمان.

نسأل البابا شنودة، ونسأل أبانوب أيضا، وسائر الزملاء المعنيين، هل تريدون أن نصف المشكلة كجماعة من الأقباط النصارى الأرثوذكس المشارقة مقابل الأكثرية الإسلامية السنية، أم كفرقة من المصريين قد وقع عليهم ظلم ما ينبغي رفعه؟ فإن كانت الوصف الثاني هو المطلوب، فلا نجد خطاب المظلومين إلا وقد انصرف إلى الوصف الأول.

ولعل حالنا وحالكم كما قال الأول:

أريد حباءه ويريد قتلي ـــ عذيرك من خليلي من مراد

حين الإصرار على الوصف الأول، فإن البلد متجهة إلى مصير مظلم أسود مكروه، نرفضه ونعمل ضمن الوصف الثاني لمنعه، فآخر ما نتمناه هو انقسام المجتمع المصري إلى أكثرية مسلمة وأقلية قبطية مع التوتر والاحتكاك، وحينئذ يفرك الكثيرون أيديهم سرورا، وتنتشر المآسي بين العائلات المنكوبة على ضفتي الانقسام. ويأتي تجار الدم من الطرفين ومن الخارج ليتربعوا على عروش من الجماجم دون ورع ولا تقوى ولا خشية من الله والناس.

طبعا يللي جاي على باله يطلعلي إسم طائفي، أنا صريح للغاية وإسلامي حتى النخاع، وطروحات الفريق الفكري الثاني ضحلة لدرجة أنها لا ترقى لمستوى النظر، ومش محرز إني أرد عليها، لكني أرفض أن يظلم فريق من الناس بسبب معتقد، ولو أن لي من الأمر شيء لدعوت النصارى على اختلاف طوائفهم للمسجد الأزهر حتى يصلوا فيه كما صلى نصارى نجران في المسجد النبوي الشريف والرسول ينظر إليهم ولا ينهاهم عنها.


"ملحوظة، يللي بتحسس من كلمة نصارى عليه أن يلاحظ أن كتابات القوم حتى عهد قريب كانت تستعملها، ومنها وثيقة نقلها أبانوب من كم يوم، إضافة أنه الإسم الذي ارتضته العرب لنفسها ممن اعتنق هذا الدين وانتسب لهذه الملة، قبل الإسلام وبعده."

ولا يزالون "يتأملون"! ...