{myadvertisements[zone_1]}
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
اسحق غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,480
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #41
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
إقتباس
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
وفي كل الأحوال لا يكفر أحد الآخر بسبب إيمانه بكونها جزء من العهد القديم أو أنها أسفار معرفتها ضرورية ولازمة.
--------------------------------------------------------------------------------



طيب ياراعى إسمع هذا الشريط
______________________________
بقدر معرفتى للغة العربية فالاقتباس السابق تتحدث فيه عن شريط الانبا بيشوى و هذا ما نفيته انا انه تطرق إلى موضوع السبعة اسفارو التكفير بسببها الذى هومحور مداخلة الزميل الراعى المقتبسه .
ثم عدت فى المداخله السابقة تذكر ان الشريط المقصود هو الشريط الآخر .
تحياتى
09-19-2005, 01:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أنا مسلم غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,416
الانضمام: May 2005
مشاركة: #42
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
بسم الله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيسي عبده ورسوله
أما بعد:

اقتباس:بقدر معرفتى للغة العربية فالاقتباس السابق تتحدث فيه عن شريط الانبا بيشوى و هذا ما نفيته انا انه تطرق إلى موضوع السبعة اسفارو التكفير بسببها الذى هومحور مداخلة الزميل الراعى المقتبسه .

لوكنت قرأت المداخله جيدا لرأيت ان هذا كان أخر إقتباس فى المداخله وبعده جمعت كل مارحلته خلال المداخله إلى أخرها ألم تقرأ:

اقتباس:هنشوف ياراعى  الذرية الواحده التى تتحدث عنها

هذا ترحيل منى إلى أخر المداخله

وبعد الشريط مباشرة وضعت هذا القول فهل فهمته جيدا

وإذا لم تكن تسمعه فأنزله من هنا وانت تسمع بنفسك كيف تكفرون بعضكم البعض وتحكمون على بعضكم البعض بالكفر والحرمان من الملكوت وكيف ان هناك طوائف تلقب الأخرى بالوثنية إسمع هداك الله وصدق الله عزوجل حين قال:
{لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ }الحشر14

والأن هل تحدثت فى هذا الشريط عن أى أسفار ام تراك تنسب لى أقوال لاأقولها

ولماذا لم تلاحظ هذا

القمص يوحنا اسكندر يحذر من البروتستانت ويصفهم بالذئاب الخاطفة
http://www.alhakekah.com/aduio/123.mp3

وإسمع كيف يقول الأخير ان هناك ثلاثين إختلاف بين البروستانت وبينهم وكيف أنهم لايؤمنون بالأسفار السبعه وقارن بين كلام قساوستك وبين كلامك فى الأعلى ليتضح لك ماذا تفعل أمام المسلمين

أليس هذا من نفس المداخله هل رأيت وانا أقول ان هذا الشريط هو الذى فيه انهم لايؤمنون بالأسفار وبعد هذا تنسب إلى ان الشريط الأول هو الذى أتحدث فيه عن الأسفار !!

وليحكم الجميع





09-19-2005, 01:11 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
اسحق غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,480
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #43
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
الزميل انا مسلم
ما نحاول إخبارك إياه هو أن" التكفير" الذى تتحدث عنه ليس بسبب عدم اعترافهم بالاسفار السبعة فهذا إختلاف .
تحياتى
09-19-2005, 01:28 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أنا مسلم غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,416
الانضمام: May 2005
مشاركة: #44
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
بسم الله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيسي عبده ورسوله
أما بعد:

وماأحاول أن أوضحه ان التكفير فى العقيده نابع من 30 إختلاف فى هذا الشريط الخاص بالقمص

واما شريط الأنبا فهو دليل دامغ على انكم تكفرون بعضكم البعض بعكس ماتدعون امام المسلمين وكفانا عبثا لوسمحت فكل صار يعلم ان كل طائفة هى طائفة مستقله وتكفر الطائفة الأخرى وتعتبرها وثنية
والمصير الكبريت

09-19-2005, 01:35 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الراعي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 637
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #45
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
الزميل أسحق

تحية وسلام

أقول لك الزميل أنا مسلم يحفظ أكلشيهات يرد بها دائما على ومعرفته بالمسيحية لا تتعدى معرفة ما يقرأه في المواقع أياها والتي ينقل عنها كانها الحقيقة الوحيدة ، وإذا كان يتلكك بكلام الأنبا بيشوي أو القمص !! فاهديه صوتيات موقعين للسنة فقط يسبون في الشيعة ويثبتون قولهم بتحريف القرآن وسبهم في الصحابة وعائشة زوجة نبي المسلميين 00 الخ
ليتك تسمعهم وتسمعهم له :
1- أستمع لما لعشرات الخطب في تحريف القرآن وسب الصحابة وتكفيرهم وسب عائشة أم المؤمنين والتي وردت في موقع فيصل نور :
http://www.fnoor.com/media.htm

2 - وكذلك عشرات الخطب من موقع البرهان :

http://www.albrhan.com/arabic/video/

وأرجو من الزميل أنا مسلم

أن يقول بعد الأستماع لتلك الخطب من الذين يكفرون بعضهم البعض المسلمين أم المسيحيين ؟؟؟!!

وأرجو أن يكون محايداً ويجيب بضمير صالح !!!

تحياتي

الراعي / عمانوئيل



09-19-2005, 03:24 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أنا مسلم غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,416
الانضمام: May 2005
مشاركة: #46
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
بسم الله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيسي عبده ورسوله
أما بعد:

اقتباس:أقول لك الزميل أنا مسلم يحفظ أكلشيهات يرد بها دائما على ومعرفته بالمسيحية لا تتعدى معرفة ما يقرأه في المواقع أياها والتي ينقل عنها كانها الحقيقة الوحيدة ،

للأسف انت بفعلتك هذا كذبت نفسك بنفسك ياراعى
لأنك ببساطة هذا لم ترد على بخصوص تدليسك وقولك انكم لاتكفرون بعضكم البعض
لاغرابة فى قول السنة على الشيعه ولاغرابه فى العكس وهل قال أحد غير هذا !!
الحديث واضح عزيزى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين و سبعين ملة , و إن هذه الملة ستفترق على ثلاث و سبعين , ثنتان و سبعون في النار , و واحدة في الجنة , و هي الجماعة "

وليس هناك مسلم على وجه الارض قال عكس هذا
لكن إذا تظرنا إليكم تدعى انكم أسرة واحده وتجتمعون مع بعض والحقيقة هذا فقط ظاهريا امام المسلمين لزوم الشغل اما سوى ذلك شقاق ونفاق وتكفير ونعت بالوثنية

انا لم يسمع منى أحد انى قلت على الطوائف الإسلامية طوائف حلوة وكلنا حلوين ونجتنع مع بعض لأننا أسرة واجده
اما أنت فسمع منك هذا والحمد لله أبنت قولك امام المنتدى

اقتباس:وأرجو أن يكون محايداً ويجيب بضمير صالح !!!
انت متوهم عزيزى الراعى انا لم أقل مثلك اننا جميعا حلوين وجميعنا على مله واحده بل قلت هناك خلاف وانا لاأخاف من أحد مثلكم وماقاله الرسول صلى الله عليه وسلم حقيقة واقعيه لاحرج فيها
الدور عليك انت توقف العبث والقول انكم لاتكفرون بعضكم البعض وتذكر ان هؤلاء الذين تتحدث عنهم ذو مكانة عاليه جدا وانت تعرف جيدا ان الرتب مهمة جدا فى الكنائس لزوم الشغل

فاليحكم القارئ

09-19-2005, 04:02 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الراعي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 637
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #47
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?

أنت تضحك على نفسك ففريق منكم يقول بتحريف القرآن ويكفر الصحابة وأم المؤمنين ، فماذا يتبقى بعد ؟؟؟!!

وإذا كان فريق يقول بتحريف القرآن ويكفر الصحابة الذين تسلم المسلمين عنهم العقائد الإسلامية فماذا يتبقى بعد صحيح في الإسلام؟؟؟!!

ولا يوجد مسيحي واحد يكفر تلاميذ المسيح أو يشك في صحة ووحي الكتاب المقدس

ولكن خلافاتنا أعترف الجميع بأنها مجرد خلافات لفظية وتم الأتفاق على العقائد الجوهرية منها مثل طبيعة المسيح الذي أعترف الجميع أنه سواء قلنا أنه بطبيعة من طبيعتين (بغير أختلاط أو أمتزاج أو تغيير) أو طبيعتين متحدتان (بغير أنفصال ولا افتراق ولا أنقسام) فالجوهر واحد وهو أن المسيح شخص واحد ومسيح واحد يضم في ذاته اللاهوت والناسوت.

09-19-2005, 04:16 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أنا مسلم غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,416
الانضمام: May 2005
مشاركة: #48
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
بسم الله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيسي عبده ورسوله
أما بعد:

لافائده مع الراعى ابدا عجزة الدائم عن الرد يجعله يهرب إلى الطرف الأخر وكأن الأمر كله إذا لم تجد ماترد به من كتابك فأهرب إلى الكتاب الأخر

اقتباس:أنت تضحك على نفسك ففريق منكم يقول بتحريف القرآن ويكفر الصحابة وأم المؤمنين ، فماذا يتبقى بعد ؟؟؟!!
الذى يضحك على نفسه عزيزى هو الذى قال وهو صادق انهم لايكفرون بعض وبعد شريط كامل لأشهر أشخاص فيهم يعود ويقول الإسلام !!

اقتباس:وإذا كان فريق يقول بتحريف القرآن ويكفر الصحابة الذين تسلم المسلمين عنهم العقائد الإسلامية فماذا يتبقى بعد صحيح في الإسلام؟؟؟!!
يكفر ويحرف زى ماهو عاوز انت مال حضرتك حد قال ان من يفعل هذا طيب وحلو مثلك حكمه معروف جيدا الدور والباقى على من يخاف حتى الأن ان يقول الحق ويظل يلف ويحور حتى بعد ان أتينا لنا من قلبكم بماذا تقولون على بعضكم

اقتباس:ولا يوجد مسيحي واحد يكفر تلاميذ المسيح أو يشك في صحة ووحي الكتاب المقدس

أكلمه فى الغرب يكلمنى فى الشرق
مادخل هذا النص بكلامنا هل رأيت كيف تعك فى كلامك بلا أدنى وعى
انا عزيزى اتكلم عن العهد القديم مادخل الجديد فى الموضوع

اقتباس:ولكن خلافاتنا أعترف الجميع بأنها مجرد خلافات لفظية وتم الأتفاق على العقائد الجوهرية منها مثل طبيعة المسيح الذي أعترف الجميع أنه سواء قلنا أنه بطبيعة من طبيعتين (بغير أختلاط أو أمتزاج أو تغيير) أو طبيعتين متحدتان (بغير أنفصال ولا افتراق ولا أنقسام) فالجوهر واحد

طبعا الراعى يلمل ماوقع من كلمه بعد ان تم كشف زيف عباراته حول التوافق والويأم بين النصارى ولاأعرف لماذا كل هذا العبث عزيزى الراعى هل تضحك على مثلا ام تضحك على نفسك
عزيزى لايوجد مسيحى واحد على وجه الأرض لايكفر كل من خالفه فلا تضحك على نفسك وأتيتك بموقع نصرانى يتحدث عن أهم الخلافات التى فى جوهر العقيده

فالروح القدس مثلا
لأرثوذكس: منبثق من الآب، "ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي" يو 26: 15
الكاثوليك: منبثق من الآب والابن
البروتستانت: منبثق من الآب والابن

الطبيعه والمشيئة
الكاثوليك: طبيعتين ومشيئتين (طبيعه ومشيئه بشرية وطبيعه ومشيئة إلهية)
لأرثوذكس المسيح له طبيعه ومشيئة واحده والناسوت لم يفارق اللاهوت ولو طرفة عين
وهناك من قال طبيعتين ومشيئة واحده من هو الدين الصحيح ياراعى

العذراء مريم التى شرفها القرآن الكريم

الأرثوذكس: وارثة لخطية آدم مثل سائر البشر وتحتاج لخلاص المسيح ولكنها ولدته ولها كرامة عظيمة. "تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" لو 46: 1

الكاثوليك: مولودة دون أن ترث الخطية الأصلية ولا تحتاج لخلاص السيد المسيح ويكادوا يعبدونها

البروتستانت: ينكرون لقب والدة الإله وشفاعة السيدة العذراء وينكرون دوام بتوليته

من فيهم الدين الصحيح ياراعى والمزيد هنا من مواقعكم
http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answe...een-Creeds.html

وعندى تسجيل فضيحه لسيده إنتقلت من طائفة إلى طائفة وكيف إستقبلتها الطائفة الأخرى وان يسوع حررها من الشيطان وخلافه عندى لو تحب تسمعه

وبعد كل هذا ويقول واحد الى بيقول طبيعتين زى الى بيقول طبيعه واحده خلى بالك من الملكوت بهذه الكلمة جيدا وراجع ما قلته مع ماقاله الأنبا وهو يسأل لماذا يهاجمهم

سلام ياراعى
:bye:

للأسف انت شخص غير أمين مع نفسك فكيف تكون أمين معنا
09-19-2005, 05:45 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الراعي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 637
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #49
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?

أقتباس:
_______________

للأسف انت شخص غير أمين مع نفسك فكيف تكون أمين معنا
________________

هذا هو الزميل مسلم تجاهل تكفير الصحابة وسب عائشة والقول بتحريف القرآن ودخل في خلافات مسيحية فرعية أنتهت بصورة رسمية على مستوى الطوائف!!

ولست أدري ما هي الأمانة التي يزعمها والتي يبدو أنها أمانة التقيه التي يركز عليها في حواراته والجدل الكلامي والسفسطة؟؟!!

أتساوي خلافات تنسف الدين من أساسه بخلافات فرعية نبذها أغلب المسيحيين؟؟!!ّ
وإذا أردت أن تفهم وتتعلم أقرأ كتاب القرارات المجمعية للكنيسة الأرثوذكسية لواضعه الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ، وستجد فيه الأتفاق بين البابا بولس السادس والبابا شنودة ، في بداية سبعينات القرن الماضي، حول صحة التعبيرات المسيحية عن شخص المسيح ، وكذك الأتفاق بين الأرثوذكس الشرقيين والخلقيدونيين في دير الأنبا بيشوي سنة 1990م حول نفس المسألة ، وكذلك ما تم بين قادة الطوائف الأنجيلية والأرثوذكسية في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات في القرن العشرين ، وأتفاقهم على نبذ ما كان من خلافات حول التعبيرات الخاصة بكون المسيح الإله المتجسد .

أما موضوع الروح القدس فهو خلاف لفظي لا تعرف عنه شيء فبما أن الله واحد بكلمته وروحه ولأن الكتاب قال عن الروح القدس أنه روح الله وروح الابن وروح يسوع المسيح لذا قال البعض أن الروح منبثق من الآب والابن أما الأرثوذكس فتمسكوا بحرفية قول المسيح " الذي من عند الآب ينبثق "!!

أما موضوع الخلاف حول العذراء فالجميع يجلها ويقدسها بأعتبارها والدة المسيح الذي هو الإله المتجسد ، ولكن البعض يقلل من ذلك خوفا من رفعها فوق مستوى البشر (البروتستانت) والبعض يرفع من شأنها لأنها أم الإله المتجسد ويبالغ في ذلك (الكاثوليك) والبعض يقف في حالة أعتدال بين كونها والدة الإله المتجسد وبين كونها إنسانة بمعنى الكلمة (الأرثوذكس).

وهذا لا يصل ولن يصل إلى حد التكفير وقد كررت لك أن تكفير الصحابة والقول بتحريف القرآن ينسف الإسلام من اساسه ، فالصحابة هم من نقلوا لكم القرآن بصرف النظر عن زمن جمعه ، وإذا تم تكفيرهم فقدوا مصداقيتهم ومصداقية القرآن المنقول عنهم ، وأئمة الشيعة يقولن بفقدان أكثر من ثلثيه ، وتحريف ما تبقى منه ، فماذا تبقى من الإسلام ؟؟؟!!

وهل تقارن ذلك بخلاف الطوائف المسيحية خلافا لفظيا حول طبيعة المسيح ، أعترفوا رسميا بأنه مجرد خلاف لفظي ، أو حتى حول مكانة العذراء مهما كانت نظرة البعض إليها .

يا عزيزي هذه فرعيات

أما خلافاتكم فتنسف الدين من أساسه كن منطقي وكفاك تجريح وطعن في محاورك ، هذه الوسيلة التي يبدو أنك لا تجيد غيره .

أرجو أن نعود للموضوع الأصلي ونوقف هذه المواضيع الخارجة عنه .

تحياتي

الراعي / عمانوئيل

09-19-2005, 06:20 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الراعي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 637
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #50
الأناجيل الأبوكريفية ؛ ما هي مصادرها ؟ ومن هم كتابها ؟ ولماذا رفضتها الكنيسة ?
[SIZE=5]إنجيل مولد مريم وميلاد المخلَّص
أو "إنجيل الطفولة" أو "كتاب مولد مريم والطفل المخلَّص". معروف خصوصاً باسم "متى المنحول" يعالج قصّة حنة ويواكيم، ومولد مريم ويسوع. تجميع غربي، يعود إلى القرن السادس م. انطلاقاً من قصص كنسية وإنجيل يعقوب التمهيدي. لا يوجد إلا باللاتينية.
تمهيد
أنا يعقوب، ابن يوسف النجار، ممتلئاً مخافة الله، كتبت كلّ ما رأيته بعينَي زمن مولد الطوباية مريم وميلاد المخلَّص، شاكرا الله لأنه منحي معرفة قصص مجيئه، ولأنه أراني تمام النبؤات الُمعطاة لأسباط إسرائيل الاثني عشر.
1- يواقيم المستقيم
كان في اسرائيل رجل اسمه يواقيم، من سبط يهوذا، كان يرعى نعاجه، خائفاً الله في بساطة قلبه واستقامته، وليس له من همًّ آخر سوى همَّ قطعانه، التي كان يستخدم منتوجاتها لإطعام الذين كانوا يخافون الله، مقدَّماً قرابين مضاعفة في خوف الربّ، ومغيثاً المعوزين وكان يضع ثلاث حصص من خرافه، وأرزاقه وكلّ الأشياء التي يملكها؛ ويعطي واحدة للأرمل، واليتامى، والغرباء والفقراء؛ والأخرى للمنذورين لخدمة الله، ويحتفظ بالثالثة لنفسه وكل بيته. وقد ضاعف الله قطعيه بحيث لم يكن هناك أي واحد يمكن أن يًقارن به في كلّ بلاد إسرائيل. وبدأ باعتماد هذا المسلك منذ الخامسة عشرة من عمره. وعندما بلغ العشرين من عمره، اتخذ امرأةً حنة، ابنة أََََشار، التي كانت من قبيلته نفسها، من قبيلة يهوذا، من نسل داوود؛ وبعدها سكن عشرين عاماً معها، لم يُرزَق منها أولاداً.
2- الملاك يبشّر حنة
وحدث ان يواكيم قَدمَ في أيام العيد بين الذين يحملون قرابين للربّ، يقدَّم هباته في حضرة الربّ. لكن كاتباً من الهيكل، اسمه روبين، قال له وقد اقترب منه: "لا يليق منك التدخُّل في الذبائح التي تُقَدَّم لله، لأن الله لم يباركك، طالما أنه لم يمنحك ولداً في إسرائيل." وانسحب يواكيم من الهيكل باكياً، مهاناً في حضور الشعب، ولم يَعُدْ إلى بيته؛ لكنه مضى نحو قطعانه، وقاده معه الرعاة إلى الجبال، إلى بلاد بعيدة؛ وخلال خمسة أشهر، لم تتلقّ حنة، امرأته، أي غير خبر عنه. وكانت تبكي في صلواتها، وتقول: "أيها الربّ الكلي القدرة، يا إله إسرائيل، لمَ لم ترزقني ولداً، ولمَ انتزعت زوجي مني؟" انني أجهل إنْ كان ميتاً، ولا أدري كيف العمل لدفنه." ولجات إلأى داخل بيتها، باكيةً بمرارة، وسجدت لتصلّي، موجَّهةً توسُّلاتها إلى الربّ. وفيما هي تنهض على الأثر، وترفع عينَيها إلى الله، رأت عشَّ دوريّ، فاطلقت نواحاً عميقاً وقالت: "أيها الربّ الإله الكلي القدرة، أنت الذي أعطيت المخلوقات كلّها نسلاً، البهائم والحيات، والأسماك والطيور، والذي يجعلها تغتبط بصغارها، أحمدك، لأنك شئت أن أكون وحدي مستثناة من أفضال جودك؛ فأنت تعرف، يا ربّي، سرَّ قلبي؛ لقد نذرت، منذ بدء رحلتي، انك لو رزقتني إبناً أو ابنةً. لكنت كرسته لك في هيكلك المقدَّس." وعندما قالت ذلك، ظهر ملاك الربّ فجأة أمام وجهها، قائلاً لها: "لا تخافي، ياحنة لأن ولدك في مجلس الله، وما سيولد منك سيكون موضع إكبار في كلّ الأجيال، حتى انقضائها." وعندما قال ذلك اختفى من أمام ناظريها. ودخلت حنة غرفتها، مرتجفةً مذعورةً لأنها شاهدت رؤيا كهذه، وسمعت كلاماً كهذا، وارتمت فوق سريرها كميتة، وخلال النهار كلّه والليل كلّه، لبثت مصلَّية وفي خوف عظيم. ثم نادت إليها خادمتها، قالت لها: "لقد رأيتني حزينة لعُقْري وترمُّلي، ولم تريدي ان تأتي إليّ." فأجابت خادمتها هامسةً: "إذا كان الله قد ضربك بالعُقْر، وإذا كان قد أبعد عنك زوجك، فماذا يمكنني أن أفعل من أجلك؟" فرفعت حنة صوتها، وقد سمعت ذلك، وبكت وهي تطلق صيحات ألم.
3- حنة توافي يواقيم
في ذلك الوقت، ظهر شاب وسط الجبال حيث كان يواكيم يرعى قطعيه وقال له: "لمَ لا تعود إلى جوار زوجتك؟" فقال يواكيم: "كانت لي خلال عشرين عاماً؛ انما الآن، بما أن الله لم يشأ أن أُرزق منها أولاداً، طُردت من اليهكل بحقارة، فلمَ أعود إلى جوارها؟" لكنني سوف أُوزَّع، بيد خدامي، على الفقراء، والارامل، واليتامى وكهنة الله الأرزاق التي تعود أليهم." وعندما قال ذلك، أجابه الشاب: "أنا ملاك الله، وقد ظهرت لزوجتك التي كانت تبكي وتصلي، وعزَّيتها، لأنك تركتها مثٌلقة بحزن شديد. إعلَمْ في خصوص امرأتك، انها ستحبل بابنة ستكون في هيكل الله، وسيستكين الروح القدس فيها، وتكون بركتها على كلّ النساء القديسات؛ بحيث لا يستطيع احد ان يقول ان مثيلة لها وجدت أبداً، أو ستوجد مثيلة لها أخرى في تعاقب الأجيال؛ وسيكون ابنها مباركاً، وهي نفسها ستكون مباركة، وستكون مُثَبَّتة أُم البركة الأبدية. إنزَلْ إذاً من الجبل وعُدْ إلى زوجتك، واحمدا معاً الله العليَّ القدير."
فقال يواكيم مفُتَتَناً به: "إذا وجدت حظوة أمامك، فاسترحْ قليلاً تحت خيمتي، وباركْني، أنا خادمك." فقال له الملاك: "لا تَقُلْ: أنا خادمك، بل أنا رفيقك؛ فنحن خادما ربًّ واحد؛ لان طعامي غير مرئي، وشرابي لا يمكن أن يراه البشر الفانون. إذاً، لا يجب أن تسالني الدخول تحت خيمتك؛ بل ما كنت تريد إعطائي إياه، قدَّمْه محرقةً لله." إذاك أخذ يواكيم حملاً بلا عيب، وقال للملاك: "ما كنت لأجرؤ على تقديم محرقتي لو لم يُعطني أمرك حق ممارسة الكهنوت المقدس؟" فقال له الملاك: "ما كنت لأدعوك إلى ان تُضَحَّي، لو لم أعرف ارادة الله." والحال هذه حدث أن يواكيم حين قدَّم ذبيحة، عاود ملاك الربّ الصعود إلى السماوات مع رائحة الأُضحية ودخانها.
إذاك سجد يواكيم ووجهه إلى الأرض، ولبث هكذا منذ الساعة السادسة حتى المساء. وارتعب خدامه وأُجراؤه، وقد جاؤوا ولن يعلموا ما هو سبب ما يرونه، ودنَوا منه، معتقدين بأنه يريد الانتحار، وانهضوه عن الأرض بمشقة. وعندما روى لهم ما رآه، استولى عليهم ذعر شديد وإعجاب، وحثّوه على أن ينُجز من دون إرجاء ما أمره به الملاك، وان يعود سريعاً إلى جوار امرأته. وحين كان يواكيم يفحص في ذهنه ما إذا كان عليه العودة أم لا، فاجأه النوم. وإذا بملاك الربّ، الذي ظهر له بالأمس، ظهر له فيما هو نائم، قائلاً: "أنا الملاك الذي أعطاك الله حارساً؛ إنزَلْ من دون خشية وعُدْ الى جوار حنة، لأن أعمال الرحمة التي أتممتها، أنت وامرأتك، قُدَّمَتْ في حضرة العلي، وأُعطي لك ولد بحيث ان لا الأنبياء، ولا القديسون، حصلوا عليه أبداً منذ البدء، ولن يحصلوا عليه أبداً." وحين استيقظ يواكيم من نومه، نادى إليه حراس قطعانه، وروى لهم حمله. فسجدوا للربّ، وقالوا له: "حاذرْ مقاومة ملاك الله أكثر؛ بل انهًض، ولنرحَلْ، ولنمض في سير بطئ ونحن نرعى القطعان."
وعندما ساروا ثلاثين يوماً، ظهر ملاك الربّ لحنة، التي كانت تتضرّع، وقال لها: "إذهبي إلى الباب المدعو المذهّب، وتوجَّهي لاستقبال زوجك، لأنه سيأتي إليك اليوم." فنهضت سريعاً، وانطلقت مع خادماتها، ووقفت قرب ذلك الباب وهي تبكي؛ وعندما انتظرت طويلاً، وكانت على وشك الإغماء من ذلك الانتظار الطويل، إذا بها وهي ترفع عينَيها، تُبصر يواكيم الذي كان آتيا مع قطعانه. فركضت حنة ترتمي على عنقه، حامدةً الله، وقائلةً: "كنت أرملةً، وها انني لن أعود عاقراً، وها انني سأحبل." وحلَّ فرح عظيم بين الأهل كلّهم والذين يعرفونهما، وكانت ارض إسر ائيل بأسرها في حبور ذلك النبا.
4- الولادة والتقدمة
ومن ثمَّ، حبلت حنة، وبعد تسعة أشهر تامة، أنجبت ابنةً أسمتها مريم. وحين فطمتها في العام الثالث، مضيا معاً، يواكيم وامرأته حنة، إلى هيكل الربّ، وإذ قدَّما قرابين، قدَّما للهيكل ابنتهما مريم، لتكون مقبولة بين العذارى اللواتى يمضين النهار والليل محتفلات بتسابيح الربّ. وحين وُضعت في هيكل الربّ، صعدت راكضةً الدرجات الخمس عشرة، من دون أن تنظر إلى الوراء ومن دون ان تسأل عن أبوَيها، كما يفعل الأطفال عادةً. فامتلأوا كلّهم دهشةً لهذا المشهد، واستولت الدهشة على كهنة الهيكل.
5- الربّ افتقد شعبه
إذاك قالت حنة في حضور الجميع، ممتلئة من الروح القدس: "الربّ إله الجنود، تذكَّر كلامه، وافتقد شعبه في مدينته المقدسة، ليُذلَّ الأُمم التي كانت تقاومنا ويهدي قلوبها إليه. فتح أُذنَيه لصواتنا وأبعد عنا شتائمَ أعدائنا. المرأة العاقر غدت أمّاً، وولدت لفرح إسرائيل وحبورها. ها انني استطيع تقديم قرابين للربّ، وكان اعدائي يريدون منعي من ذلك. الربّ صرعهم أمامي، ووهبني فرحاً ابدياً."
6- مريم موضع إعجاب
كانت مريم موضع إعجاب للشعب كلّه، فحين كانت في الثالثة من عمره، كانت تمشي بوقار، وتكرَّس نفسها لتسحبة الربّ بغيرة وهمة الى حد ان الجميع كانوا مصعوقين إعجاباً ودهشةً: فلم تكن تبدو طلفةً، بل تظهر كبيرة ومُشبَعة أعواماً، من فرط تفرُّغها للصلاة بعناية ومثابرة. وكان وجهها يسطع كالثلج، بحيث يكاد لا يمكن تأمل وجهها. وكانت تدأب على عمل أشغال الصوف، وكلّ ما كانت لا تستطيع فهمه نساء مسنَّات، كانت تشرحه، وهي لا تزال في نعومة أظفارها. وكانت قد فرضت على نفسها نظاماً هو الدأب على التضرع منذ الصباح حتى الساعة الثالثة وتكريس نفسها للعمل اليدوي منذ الساعة الثالثة حتى التاسعة. ومنذ الساعة التاسعة، لم تتوقَّف عن الصلاة إلى ان يظهر ملاك الربّ؛ إذاك كانت تتلقى طعامها من يده، لتتقدَّم في صورة أفضل في محبة الله. ومن العذارى الأُخريات كلّهن الأكبر سناً منها واللواتي كانت تتهذَّب وإياهن في خدمة الله، لم تكن توجد مَنْ هي أدقُّ في السهر، أعلم بحكمة شريعة الله، أكثر امتلاءً تواضعاً، أمهر في إنشاد مزامير داوود، أكثر امتلاءً محبةً لطيفةً، أنقى عفَّةً، أكمل في فضيلة. لأنها كانت وفيَّة، مستقرة، مثابرة، وكانت تفيد في كلّ يوم مواهب من كلّ نوع.
لم يسمعها أحد أبداً تقول سوءاً، ولم يراها أحد أبداً تغضب، كلّ أحاديثها كانت مملوءة لطافةً، وكانت الحقيقة تظهر من فمها. كانت منشغلةً دوماً بالصلاة وتأمُّل شريعة الله، وكانت تنشر اهتمامها على رفيقاتها، متخوَّفة من أن تخطئ إحداهن بالكلام، أو ترفع صوتها ضاحكةً، أو تنتفخ كبرياءَ، أو تكون لها مسالك سيئة حيال أبيها وأُمها. وكانت تحمد الله بلا انقطاع، ولئلا يتمكَّن مَنْ يحيّويها من أن يحرفوها عن تسبيح الله، كانت تجبيهم: "الشكران لله!" ومنها جاءت العادة التي اتَّبعها الناس الوَرعون بالاجابة على مَنْ يحيّونهم: "الشكران لله!" كانت تتناول كلّ يوم الطعام الذي كانت تتلقاه من يد الملاك، وتوزع على الفقراء الغذاء الذي كان يسملَّها إياه كهنة الهيكل. وكان الملائكة يُرَون غالباً جداً يتحدثون معها، وكانوا يطيعونها بأعظم احترام. وإذا لمسها شخص بعاهة ما، كان يرتدُّ متعافياً على الفور.
7- مريم تعارض الزواج
آنذاك قدَّم الكاهم أَبياتار هدايا هائلة للأحبار، ليزوَّجوا مريم ابنه. لكن مريم تعارض ذلك قائلةً: "لا أُريد ان أعرف رجلاً، ولا أن يعرفني رجل." وكان الكهنة وأهلها كلّهم يقولون لها: "ان الله مكَّرم بالأبناء كما كان دائماً شعب اسرائيل." فتُجيب مريم: "ان الله مكَّرم أولاً بالعفَّة. فقبل هابيل، لم يكن هناك أي بار بين الناس، وكان مَرْضياً عند الله لقربانه، فقتله بخبث مَنْ لم يرض الله عنه. إلا انه تلقى إكيلَين، إكليل التضحية وإكليل العذريَّة، لان جسده لبث منزهاً من العيب. ولاحقاً، رُفعَ إيليا، حين كان في هذا العالم، لأنه حفظ جسده في العذريَّة. لقد تعلَّمت في هيكل الربّ، منذ طفولتي، ان عذراء يمكن ان تكون مَرْضيَّة عند الله. واتَّخذت إذاً في قلبي القرار بأن لا أعرف رجلاً."
8- يوسف مختار مريم
وحدث ان مريم بلغت الرابعة عشرة من عمرها، وكانت تلك المناسبة إلى الفريسيين للقول، حسب العادة، ان امراة لا تستطيع البقاء مصلَّيةً في الهيكل. وتقرَّر إرسال بشير إلى أسباط إسرائيل كلّها، لتجتمع في اليوم الثالث. وعندما اجتمع الشعب كلّه، نهض أَبياتار، الكاهن الأعظم، وصعد أعلى الدرجات، حتى يستطيع أن يراه ويسمعه الشعب بأسره. وبعدما أمر بالصمت، قال: "إسمعوني، يا أبناء أسرائيل، ولتفتَجْ آذانكم لكلامي. منذ ان بُني هذا الهيكل على يد سليمان، ضمَّ عدداً كبيراً من العذاري الرائعات، بنات ملوك، وأنبياء واحبار؛ وعندما بلغن العمر المناسب، اتخذن أزواجاً، وكنَّ مرْضيات عند الله باتباع تقليد اللواتي سبقنهن. والحال هذه، حدث ان طريقة جديدة لمرضاة الربّ أُدخلت، مع مريم لأنها وعدت الله بالاستمرار في العذريَّة، ويبدو لي، استناداً إلى طلباتنا وأجوبة الله، اننا نستطيع أن نعرف إلى مَنْ يجب ان يُعهد لحمايتها."
وراق هذا الخطاب للجمع، واقترع الكهنة على أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر، فحلَّت القرعة على سبط يهوذا، فقال الكاهن الأعظم في اليوم التالي: "على مَنْ لا زوجه له يأتي وليحملْ قلناً في يده." وحصل ان يوسف جاء مع الشبان وجلب قلمه. وعندما سلَّم الجميع الكاهن الأعظم الأقلام التي تزوَّدوا بها، قدَّم تضحيةً لله، وسأل الربّ، فقال له الربّ: "إحمل الأقلام كلّها إلى قدس الأقداس، ولتَبْق هناك، ومُرْ كلّ الذين حملوها بأن يعودوا لأخذها صباح الغد، لتعيدها إليهم، وسوف تخرج من رأس أحد الأقلام حمامة تطير نحو السماء، وإلى الذي تميَّز هذه العلامة قلمه يجب أن تُسلَّم مريم لحمايتها."
وفي الغد، جاؤوا جمعياً، ودخل الكاهن الأعظم قدس الأقدس، وقد قدَّم قربان البخور، وجلب الأقلام. وعندما وزَّعها كلّها، وعددها ثلاثة آلاف، ولم يخرج من أيًّ منها حمامة، ارتدى الكاهن الأعظم أَبياتار الثوب الكهنوتيّ والجُريَسات الاثني عشر، وقدًّم التضحية، وقد دخل قدس الأقداس. وفيما كان يصلي، ظهر له الملاك، قائلاً: "ها هو هذا القلم الصغير جداً الذي لم تُعرْه أي انتباه؛ حين تاخذه وتعطيه فيه العلامة التي ذكرتها لك." وكان ذلك القلم ليوسف، وكان شيخاً وذا مظهر بائس، ولم يُرد المطالبة بقلمه، خشية اضطراره إلى أخذ مريم، وفيما كان واقفاً بتواضع خلف كلّ الآخرين، صاح به الكاهن أَبياتار بصوت عال: "تعال، وتسلَّم قلمك، فأنت منتظَر." فدنا يوسف، مرتعباً، لان الكاهن الأعظم ناداه بصوت عال جداً. وعندما مدَّ يده لتسلُّم قلمه، خرجت من طرف ذلك القلم على الفور حمامةٌ أبيض من الثلج وذات جمال خارق، طارت طويلاً تحت قباب الهيكل، توجّهت نحو السماوات.
إذاك هنّأ الشعب كلّه الشيخ، قائلاً: "لقد أصبحت محظوظاً في سنَّك الطاعنة، واختارك الله وأشار إليك لتُعهد مريم إليك." وقال له الكهنة: "تقبَّلْها، فعليك ظهر خيار الله." فقال لهم يوسف بارتباك، مبدياً لهم احتراماً عظيماً: "أنا شيخ؛ ولدي أولاد؛ فلمَ تعهدون إليَّ بهذه الشابَّة؟" عندها قال له الكاهن الأعظم أَبياتار: "تذكَّرْ يا يوسف، كيف هلك داتان وأَبيرون، لأنهما أحتقرا إرادة الله؛ سيحدث لك الأمر نفسه إذا ثرتَ ضد ما يأمرك الله به." فأجاب يوسف: "انني لا أقاوم إرادة الله، أُريد أن أعرف مَنْ من أبنائي عليه اتخاذها زوجة، فلتُعطَ بعض العذارى، رفيقاتها، تمكث معهن في انتظار ذلك." إذاك قال الكاهن الأعظم أَبياتار: "سوف نمنحها رفقة بعض العذارى ليقُمْنَ مقام تعزية لها، إلى ان يحلَّ اليوم المحدَّد لتتقبَّلها. فهي لا تستطيع الاتحاد بالزواج مع آخر."
عندها أخذ يوسف مريم مع خمس عذارى أُخريات، ليكنَّ في بيته مع مريم. وكانت أسماء تلك العذارى رفقة، صفُّورة، سوسان، ابيجه وزَحيل، وأعطاهن الكهنة حريراً، وكتاناً. واقترعن في ما بيهنَّ على أيَّ عمل يُخَصَّص لكلًّ منهن. وحدث ان القرعة عيَّنت مريم لتحيك الأُرجوان، لتصنع حجاب هيكل الربّ، فقالت العذارى الأُخريات لها: "كيف، طالما أنت أصغر من الأُخريات، استحقت نيل الأُرجوان؟" وأخذن، وقد قلن ذلك، كما بتكٌّهم، يدعونها ملكة العذارى. وحين كنَّ يتحدَّثن هكذا في ما بينهن، ظهر ملاك الربّ في وسطهن وقال: "ما تقُلْن لن يكون هزءاً، بل سيتحقَّق بالضبط تماماً." فارتعبن من وجود الملاك وكلامه، وأخذن يتوسَّلْن مريم لتسامحهنّ وتصلّي من أجلهنّ.
9- البشارة الملائكية
وفي يوم آخر، فيما كانت مريم واقفة قرب النبع، لتملأ جرتّها، ظهر لها ملاك الربّ، قائلاّ: "انت مغبوطة، يا مريم، لأن الله أعدَّ له مسكناً في روحك. ها ان النور يأتي من السماء فيك وليسطع، بك في العالم بأسره." وفي اليوم الثالث، فيما كانت تحيك الأُرجوان بأصابعها، مَثَلَ امامها شاب يستحيل وصف بهائه. فاستولى الذعر على مريم، وقد رأته، وأخذت ترتجف، فقال لها: "لا تخشي شيئا، يا مريم وجدت حظوةً عند الله. ها انك تحبلين وتلدين ملكاً يمتدُّ سلطانه ليس فقط فوق الأرض كلّها، بل أيضاً في السماوات، ويحكم إلى أبد الآبدين آمين."
10- يوسف يفكَّر بالاختباء
وفيما كان ذلك يحدث، كان يوسف في كفر ناحوم، منشغلاً بأعمال مهنته، فقد كان نجاراً، ومكث هناك تسعة أشهر. ولدى عودته إلى بيته، وجد ان مريم كانت حبلى، فارتعدت أطرافه كلّها، وصاح وقال، مملوءا قلقاً: "يا ربّ، يا ربّ، تقبَّل روحي، فمن الأفضل لي أن أموت من أن أعيش." فقالت له العذارى اللواتي كنَّ مع مريم: "نعلم ان ما من رجل لمسها، ونعلم انها لبثت بلا عيب في العفَّة والعذريّة، لأن الله صانها وأمضت وقتها كلّه في التضرُّع. ان ملاك الربّ يتحادث كلّ يوم وإياها، وكل يوم تتلقى طعامها من ملاك الربّ. فكيف يمكنها إذاً ارتكاب خطيئة ما؟ فإذا أردت ان تقول لك ما نعتقد، فما من أحد جعلها حبلى، إنْ لم يكن ملاك الربّ." فقال يوسف: "لماذا تردنَ خداعي بإقناعي بأن ملاك الربّ جعلها حبلى؟ الأ يمكن ان لأحداً تظاهر بأنه ملاك الربّ، بهدف خداعها؟ وكان يبكي ويقول، وهو يقول ذلك: "كيف أذهب إلى هيكل الله، كيف أجرؤ النظر إلى كهنة الله؟ ماذا أفعل في هذه الحال؟" وكان يفكَّر بالاختناء وردَّ مريم؟
11- رؤيا يوسف
وقرَّر الهرب خلال الليل، ليذهب ويختبئ في الأمكنة المنعزلة، حين ظهر له تلك الليلة بالذات، ملاك الربّ خلال نومه وقال له: "يا يوسف، يا ابن داوود، لا تخشَ اتخاذ مريم زوجةً لكَ، فما تحمله في احشائها هو عمل الروح القدس. سوف تلد ابناً سيُدعى يسوع، وسوف يُخلص شعبه ويكفَّر عن خطاياه." فحمد يوسف الله. ناهضاً، وتحدّث إلى مريم وإلى العذارى اللواتي كنَّ معها، وروى رؤياه، ووضع عزاءه في مريم قائلاً: "لقد خطئت، لأنني كنت أُغذَّي بعض شكًّ فيك."
12- إمتحان يوسف ومريم
ثم حدث ان الخبر شاع ان مريم كانت حبلى. فأمسك خدام الهيكل يوسف واقتادوه إلى الكاهن الأعظم، الذي بدأ مع الكهنة، تعنيفه، قائلاً: "لمَ استبقتَ عرس عذراء بهذه الروعة، أطعمها ملائكة الله كحمامة في هيكل الله، ولم تُردْ ابداً رؤية رجل وكانت مثقَّفةً على وجه مذهل بشريعة الله؟" لو لم تغتصبها، لبقيت عذراء حتى الآن." وكان يوسف يقسم بأنه لم يمسَّها. فقال له الكاهن الأعظم أَبياتار: ليحيَ الربّ! سوف نسقيك ماء امتحان الله، فتظهر خطيئتك على الفور."
عندما اجمتع الشعب إسرائيل كلّه بعدد كبير جداً. واقتيدت مريم إل هيكل الربّ. وكان الكهنة والمقرَّبون منها وأهلها يبكون ويقولون: "اعترفي للكهنة بخطيئتك، أنت التي كانت كحمامة في هيكل الربّ وكنت تتلقَّين طعامك من يد الملائكة." ونُودي يوسف للصعود إلى جوار الهيكل، وأُعطي ليشرب ماء امتحان الربّ؛ وحين كان يشربه رجل مذنب، كانت تظهر على وجهه علامة ما، عندما يدور سبع مرات حول مذبح الربّ. وحين شرب يوسف بثقة ودار حول المذبح، لم يظهر عل وجهه أي أثر خطيئة. إذاك برَّأه كلّ الكهنة وخدام الهيكل وكل الحاضرين، قائلين: "أنت محضوظ، لأنك لم توجَدْ مذنباً."
ومنادين مريم، قالوا لها: "وأنت، أي عذر يمكنك إعطاؤه أو أي علامة أكبر يمكنها أن تظهر فيك، طالما أن حمل بطنك كشف إثمك؟ وطالما ان يوسف تبرَّر، نطلب منك ان تعترفي مَنْ هو الذي غرَّر بك. فمن الأفضل ان يضمن اعترافك حياتك من أن يظهر غضب الله بعلامة ما على وجهك ويعجل عارك معلوماً." عندها أجابت مريم من دون ارتعاب: "إذا كان في دنس أو إذا كانت فيَّ شهوة نجسة، فليعاقبني الله في حضور الشعب كلّه، لأكون مثال عقاب الكذب." ودنت بثقة من هيكل الربّ، وشربت ماء الامتحان، ودارت سبع مرات حول الهيكل، ولم يبدُ فيها أي دنس.
وفيما كان الشعب كلّه مصعوقاً بالذهول والمفاجأة وهو يرى حبلها وان أي علامة لم تظهر على وجهها، بدأت تشيع اخبار مختلفة في صفوف الشعب. كان البعض يمتدحون قداستها، وآخرون يدينونها ويظهرون سيئي النية حيالها. عندها قالت مريم بصوت عال، بحيث يسمعها الجميع، وقد رأت ان شكوك الشعب كلّه لم تكن مبدَّدة كلّياً: "ليحيَ الربّ إله الجنود، الذي أقف في حضرته! أشهد بأنني لم أعرف أبداً ولا يجب أن اعرف رجلاً، فمنذ طفولتي، اتخذت في نفسي القرار الحازم، ونذرت لإلهي ان أكرَّس عذريتي للذي خلقني، وأضع فيه ثقتي لئلا أعيش إلا من أجله ومن أجل أن يصونني من كلّ إثم، ما حييت."
13- ميلاد المسيح
وحدث، بعد وقت قليل، ان قراراً صدر عن أُوغسطوس قيصر، يأمر كلّ فرد بالعودة إلى موطنه. وكان كيرينيوس، حاكم سوريا، أول مَنْ نشر هذا القرار. وبناءً عليه اضطُرَّ يوسف إلى التوجه مع مريم إلى بيت لحم، فقد كان اصلهما منها، وكانت مريم من سبط يهوذا ومن بيت داوود وموطنه. وعندما كان يوسف ومريم على الدرب المؤدية إلى بيت لحم، قالت مريم ليوسف: "أرى شعبَين أمامي، واحد يبكي والآخر يستسلم للفرح." فأجابها يوسف: "إبْقي جالسةً ولازمي دابَّتك ولا تتلفَّظي بكلام عديم الجدوى." إذاك ظهر أمامهما طفل بهيّ، تكسوه ثياب رائعة، وقال ليوسف: "لمَ وصفت بكلام عديم الجدوى ما كانت تقوله مريم عن هذين الشعبين؟ فقد رأت الشعب اليهودي يبكي، لأنه ابتعد عن إلهه، والشعب الوثني يغتبط لأنه اقترب من الربّ، تبعاً لما وُعد به آوباؤنا، ابراهيم وإسحق ويعقوب. فقد حلَّ زمان انتشار بركة نسل ابراهيم في الأمم كلّها."
وحين قال الملاك ذلك، أمر يوسف بإيقاف الدابَّة التي كانت مريم عليها، لأن زمن الوضع حلّ. وقال لمريم أن تتزل عن دابَّتها وتدخل مغارة جوفية حيث لم يدخل النور أبداً وحيث لم يكن هناك ضوء أبداً، لأن العتمة مكثت هناك في استمرار. وعند دخول مريم، سطعت المغارة كلّها ببهاء باهر كما لو ان الشمس كانت هناك، وكانت الساعة السادسة من النهار، وطالما بقيت مريم في تلك المغارة، لبثت، ليلاً ونهاراً وبلا انقطاع، مستضيئةً بذلك النور الإلهي. ووضعت مريم إبناً أحاط به الملائكة منذ ولادته وسجدوا له قائلين: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام لذوي الإرادة الصالحة!"
وكان يوسف قد ذهب يبحث عن قابلة، وحين عاد إلى المغارة، كانت مريم قد اطلقت طفلها. فقال يوسف لمريم: "جئتك بقابلتَين، زيليمي وصالومة، اللتين تنتظران عند مدخل المغارة ولا يستطعيان الدخول بسبب هذا النور الحاد للغاية." فابتمست مريم، وقد سمعت ذلك. وقال لها يوسف: "لا تبتسمي، بل حاذري، خشية أن تحتاجي إل بعض أودية." وأعطى إحدى القابلتَين الأمر بالدخول. وعندما اقتربت زيليميى من مريم، قالت لها: "إسمحي لي بأن ألمسك." وعندما سمحت لها مريم بذلك، صاحت القابلة بصوت عال: "يا ربّ، يا ربّ، إرحمني، فلم يخطر لي أبداً ولا سمعت شيئاً مشابهاً؛ إن ثدييها مملوءان حلبياً ولديها طفل ذكر، على رغم انها عذراء. ما من لطخة وُجدت عند الولادة وما من ألم عند الوضع. عذراء حبلت، عذراء وضعت ، وعذراء تبقى."
وقالت القابلة الأخرى، المسمَّاة صالومة، وقد سمعت كلام زيليمي: "ما أسمعه، لن أُصدَّقه، ما لم أتاكد منه." وقتربةً من مريم، قالت صالومة لها: "إسمحي لي بأن ألمس وأن أتحقَّق مما إذا كانت زيليمي قد قالت صواباً." وإذ سمحت لها مريم بذلك، لمستها صالومة، فيبست يدها على الفور. وأخذت، شاعرةً بألم عظيم، تبكي بمرارة شديدة وتصيح، وتقول: "يا ربّ، تعلم انني خشيتك دوماً، واعتنيت دوماً بالفقراء من دون تفكير بأجر؛ انني لم أتلق شيئاً من الأرملة واليتيم ولم أدفع عني أبداً المعوَز من دون نجدته، وها انني اصبحت بائسة بسبب ريبتي، لأنني تجرأت على الشك في عذرائك."
وحين كانت تتكلّم هكذا، ظهر لها شاب عظيم البهاء، وقال لها: "اقتربي من الطفل، واسجدي له والمسيه بيدك، فيشفيك، لأنه مخلَّص العالم وكلّ الذين يضعون رجاءهم فيه." فاقتربت صالومة من الطفل على الفور، ولمست طرف أقمطته التي كان ملفوفاً بها ساجدةً له، وعلى الفور شفيت يدها. وأخذت ترفع صوتها، خارجةً، وتروي المجزات التي رأتها وما عانت، وكيف شقيت؛ وآمن كثيرون بكلامها. ورعاة نعاج كانوا يؤكدون أنهم رأَوا في الليل ملائكةً يرنّمون نشيداً: "سبَّحوا إله السماء ومجَّدوه لأن مخلَّص الكلّ وُلد، المسيح الذي سيستعيد مملكة اسرائيل."
ولمع نجمٌ عظيمٌ فوق المغار منذ المساء حتى الصباح، ولم يُرَ أبداً مثيل في العظمة منذ بداية العالم. وكان الأنبياء، الموجودون في أوُرشليم، يقولون ان ذلك النجم كان يشير إلى ميلاد المسيح الذي سيتمَّم الخلاص الموعود به، ليس فقط لاسرائيل، بل كذلك للأمم كلّها.
14- سجود الثور والحمار
في اليوم الثالث لولادة الربّ، خرجت الطوباية مريم من المغارة، ودخلت الزريبة، ووضعت الطفل في المذود، فسجد له الثور والحمار. إذاك تمَّ ما أنبأ به أَشعيا النبي: "الثور يعرف سيَّده، والحمار مذود ربَّه." وكان هذان الحيوانان، وهو في وسطهما، يسجدان له بلا انقطاع. إذاك تمَّ أيضاً ما قاله النبي: "سوف تُعرف في وسط حيوانَين." ولبث يوسف ومريم ثلاثة أيام في ذلك الموضع مع الطفل.
15- التقدمة إلى الهيكل
وفي اليوم السادس، دخلت الطوباوية مريم بيت لحم مع يوسف، وأتت بالطفل إلى هيكل الربّ، وقد انقضى ثلاثة وعشرون يوماً، وقدَّما باسمة زوج فراخ يمام وفرخَي حمام.
وكان في الهيكل رجل بارٌّ وكامل، اسمه سمعان، عمره مءة وثلاثة عشر عاماً. وقد تلقى من الربّ الوعد بأنه لن يذوق الموت حتى يكون قد رأى المسيح، ابن الله، مرتدياً جسداً. وعندما رأى الطفل، صاح بصوت عال، قائلاً: "الله زار شعبه، والربّ أتمَّ وعده." وسارع في القدوم، وسجد للطفل، وسجد له ثانيةً، وقد حمد تحت ردائه، وكان يقبَّل باطن قدمَيه، قائلاً: "يا ربّ، أطلقْ الآن خادمك بسلام، وفقاً لكلامك، لأن عينَي رأتا المخلَّص الذي أعددته في حضور الشعوب كلّها، النور لرؤيا الأمم، والمجد لشعبك اسرائيل."
وكانت في هيكل الربّ أيضاً مرأة، اسمها حنة، ابنة فنوئيل، من سبط أَشير، عاشت سبعة أعوام مع زوجها، وكانت أرملة منذ أٍربعة وثمانين؛ ولم تبتعد أبداً من هيكل الله، متفرَّغة بلا انقطاع للصوم والتضرُّع. وإذ اقتربت، كانت تسجد للطفل، قائلةً: "ان فيه خلاص العالم."
16- النجم يُرشد المجوس
وقَدمَ مجوس من الشرق إلى أُورشليم، وقد انقضى يومان، حاملين قرابين ثمينة، وكانوا يستنطقون اليهود بتعجُّل، سائلين: "أين الملك الذي وُلد لنا؟ لأننا رأينا نجمة في الشرق، وجئنا لنسجد له." وأرعب هذا النبأ الشعب كلّه، وأرسل هيرودس يستثسير الكتبة، والفريسيين والعلماء ليستعلم منهم أين اعلن النبي ان المسيح يجب ان يولد. فأجابوا: "في بيت لحم، مكتوب: وأنت، يا بيت لحم، ارض يهوذا، لست الأدنى في مقاطعات يهوذا، فمنك يخرج القائد الذي يحكم شعبي إسرائيل." إذاك نادى الملك هيرودس المجوس، واستعلم منهم متى ظهر لهم النجم، وأرسلهم إلى بيت لحم، قائلاً: "هيّا، واستعلموا بعناية عن هذا الطفل، وعندما تجدونه، تعالَوا وقولوا لي ذلك، لأذهب وأسجد له."
واستأنف المجوس إذاً طريقهم، وظهر لهم النجم، وكما مرشداً لهم، تقدَّمهم ألى أن بلغوا الموضع حيث الطفل. وامتلأ المجوس بفرح عظيم، وقد رأَوا النجم. وإذ دخلوا البيت، وجدوا الطفل يسوع راقداً في ذراعي مريم. عندها فتحوا خزائنهم، وقدَّموا هدايا ثمينة لمريم ويوسف. وكلٌّ منهم قدَّم الطفل تقدمات خاصة، فقرب واحد ذاهباً، والآخر بخوراً، والآخر مرّاً. وحين كانوا يريدون العودة إلى الملك هيرودس، حُذَّروا في الحلم من العودة إليه. فسجدوا للطفل بفرح بالغ، وعادوا إلى بلادهم عبر درب أخرى.
17- قتل أطفال بيت لحم
وعندما رأى الملك هيرودس ان المجوس خدعوه، اشتعل قلبه غضباً، وأرسل مبعوثين على الدروب كلّها، عازماً القبض عليهم وإهلاكهم، وبما أنه لم يستطع مصادفتهم، أرسل إلى بيت لحم، وقتل كلّ الأطفال من عمر عامَين وما دون، تبعاً للوقت الذي أُنبي به المجوس. وقبل أن يحدث ذلك بيوم، حُذر يوسف عبر ملاك الربّ، الذي قال له: "خُذْ مريم والطفل وانطلقْ عبر الصحراء واذهب إلى مصر." وفعل يوسف ما أمره به الملاك.
18- التنانين تسجد ليسوع
وعندما وصلوا إلى قرب المغارة وأرادوا أن يرتاحوا فيها، نزلت مريم عن دابَّتها، وكانت تحمل يسوع في ذراعَيها. وكان مع يوسف ثلاثة صبية، ومع مريم صبيَّة، كانوا يسلكون الدرب نفسها. وإذا بعدد كبير من التنانين تخرج فجأة من المغارة، ولدى رؤيتها أطلق الصبية صيحات عظيمة. عندها وقف يسوع أمام التنانين، وقد نزل من ذراعي أُمه؛ فسجدت له، وحين سجدت له، انسحبت. وتمَّ ما قاله النبي: " سبَّحي الربّ، أنت التي على الأرض، أيتها التنانين." وكان الطفل يمشي أمامها، وأمرها بألا تفعل أي سوء بالبشر. لكن مريم ويوسف كانا في ذعر عظيم، خائفَين ان تؤذي التنانين الطفل. فقال يسوع: "لا تنظرا إليَّ باعتبار انني لست سوى طفل، انني رجل كامل، ويبنغي أن تلين حيوانات الغابات كلّها أمامي."
19- .... والأُسود والفهود
كذلك، كانت الأُسود والفهود تسجد له، وكانت ترافقه في الصحراء. وحيثما كانت مريم ويوسف يمضيان، كانت تتقدَّمهما، داَّلةً إياهما إلى الدرب، وكانت تسجد ليسوع، خافضةً رؤوسها. وأول مرة رأت مريم الأّسود والحيوانات المتوحَّشة آتية إليها، أُصيبت بذعر عظيمَ، فقال لها يسوع، ناظلااً إليها بمظهر مرح: "لا تخشي شيئاً، يا أُمي، فليس من اجل إخافتك، بل من أجل تكريمك تاتي نحوك." وإذ قال ذلك، بذَّد كلّ خشية من قلبهما. وكانت الأُسود تسير معهم ومع الثيران، والحمير والدوابَّ الخرى التي كانت ضرورية لهم، ولم تكن ترتكب أي سوء، وكانت تظل كذلك، ملأى وداعة، وسط النعاج والكباش التي جلبها يوسف ومريم معهما من اليهودية. وكانووا يسيرون وسط الذئاب، ولم يكونوا يشعرون بأي ذعر، وما من أحد كان يعاني من أي سوء. إذاك تمَّ ما قاله النبي: "الذئاب تكون في مراعي الخراف نفسها، والأسد والثور يتقاسمان الطعام نفسه." وكان معهم ثوران وعربة، تُحمَل فيها الحاجيات الضرورية.
20- النخلة تنحني لمريم
وحدث ان في اليوم الثالث من المسير، تعبت مريم في الصحراء بسبب حدّة الشمس البالغة الشَّدة. فقالت ليوسف، وقد رأت شجرة: "لنرتَحْ قليلاً في ظلها." فسارع يوسف إلى اقتيادها إلى جوار الشجرة، وأنزلها عن دابَّتها، وألقت مريم نظرها على رأس النخلة، وقد جلست وإذ رأته مكسواً ثمراً، قالت ليوسف: "ارغب، إذا كان ذلك ممكناً، في الحصول على إحدى تلك الثمار." فقال لها يوسف: "استغرب كيف يمكنك الكلام هكذا، حين ترين كم سعف هذه النخلة عالية. أما أنا، فقلق جداً بسبب الماء، فلم يَعُدْ هناك منه في قرابنا، ولا نملك وسائل ملئها مجدداً والارتواء." عندها الطفل يسوع الذي كان في ذراعَي العذراء مريم، أُمه، للنخلة: "أيتها الشجرة، إحني سعفك، وأطعمي أُمي من ثمارك." فحنت النخلة على الفور، لصوته، رأسها حت قدمَي مريم، وأمكَن قطف الثمار التي كانت تحملها، وأكلوا منها كلّهم. وظلّت النخلة منحنيةً، منتظرةً، لتنهض، أمر الذي لصوته انخفضت. عندها قال لها يسوع: "إنهضي، ايتها النخلة، وكوني رفيقة أشجاري التي في جنَّة أبي. وليتفجَّرْ من جذورك نبع مخبؤ في الأرض وليزودَّنا بالماء الضروري لإروا عطشنا." وعلى الفور نهضت الشجرة، وبدأت تتفجَّر من بين جذورها ينابيع ماء صاف جداً ومنعش جداً وذي لطافة شديدة. وكلّهم، إذ رأَوا تلك الينابيع، امتلأوا فرحاً، وارتووَا مسبَّحين الله، وأسكنت الحيوانات أيضاً عطشها.
21- سعفة النصر
وفى الغد، رحلوا، وفى اللحظة التى استأنفوا فيها طريقهم، التفت يسوع نحو النخلة، وقال: "لقد قلت لك ذلك، أيتها النخلة، اننى آمر بأن تٌنقَل إحدى سعفك بواسطة ملائكتى وأن تٌزرع فى الجنَّة أبى.
ولأكافئك، أريد أن يٌقال لكل الذين ينتصرون فى القتال من أجل الإيمان: "لقد استحققتم سعفة النصر." وفيما كان يتكلّم هكذا، إذا بملاك الربّ ظهر، واقفاً على النخلة، وأخذ إحدى السُّعف، وطار عبر وسط السماء، ممسكاً بتلك السعفة بيده، ولبث الحضور، وقد رأَوا ذلك، كما مصعوقين ذهولاً. عندها كلَّمهم يسوع، قائلاً: "لمَ يستسلم قلبكم للخشية؟ ألا تعلمون ان هذه السعفة التى أمرت بنقلها إلى الجنَّة ستكون لكلّ القديسين فى دار النعيم، كالتى أُعدَّت لكم فى هذه الصحراء؟"
22- يسوع يطمئن يوسف
وفيما كانوا يسيرون، قال له يوسف: "ياربّ، ان علينا معاناة حرارة قصوى؛ أرجوك، سنسلك طريق البحر لنتمكَّنمن الراحة بعبورنا المدن التى على الساحل." فقال له يسوع: "لا تخشَ شيئاً، يا يوسف؛ سوف تقوم فى يوم بما لا يستطيع آخرون إتمامه إلا فى ثلاثين يوماً." وفيما كان لا يزال يتكلم" لمحوا جبال مصر ومدنها، فدخلوا ملؤهم الفرح، مدينةَّ تُدعى سوتين. وبما أنهم لم يكونوا يعرفون أحداً يمكنهم التماس الضيافة لديه، دخلوا هيكلاً كان سكان تلك المدينة يدعونه الكابيتول، وحيث كانت تُقَدَّم كلّ يوم، ذبائح إكراماً للأوثان الثلاثمئة والخمسة والستين.
23- سقوط الأوثان
وحدت ان الطوباوية مريم، مع طفلة، عندما دخلت الهيكل، سقطت الأوثان كلّها على وجهها أرضاً، ولبثت مدمَّرة ومحطَّمة. وهكذا تمَّ ما قاله النبى أشعياء: "ها ان الربّ يأتى على سحابة، وكلّ الأعمال صنيعة المصريين ترتجف لمرآه."
24- العودة إلى بلاد يهوذا
وعندما علم ذلك أفروديسيوس، حاكم تلك المدينة، قَدمَ إلى الهيكل مع كلّ جنده وكلّ ضباطه. وحين رآى كهنة الهيكل أفروديسيوس مقترباً مع كلّ جنده، ظنوا بأنه قادم للانتقام منهم، لأن صور الآلهةانقلبت. وحين دخل الهيكل ورأى كلّ التماثيل منقلبةً على وجهها ومتحطَّمة، اقترب من مريم، وسجد للطفل الذى كانت تحمله بين ذراعَيها. وعندما سجد له، وجَّه الكلام إلى كلّ جنوده ورفاقه، وقال: "لو لم يكن هذا الطفل إلهاً، لكا سقطت آلهتنا على وجهها فى حضرته، ولما سجدت أمامه؛ انها تعترف به هكذا رباً لها. وإذا لم نصنع ما رأيناه صُنعَ لآلهتنا، نجازف بالتعرُّض لسخطه وغضبه، ونقع كلّنا فى خطر الموت، كما حدث للملك فرعون الذى احتقر تحذيرات الربّ." وبعد وقت قليل، قال الملاك ليوسف: "عُد إلى بلاد يهوذا، لأن الذين كانوا يبحثون عن الطفل ليُهلكوه ماتوا."
25- إحياء سمكة
وأتمَّ يسوع عامه الثالث. وفيما رأى أطفالاً يلعبون، أخذ يلعب معهم؛ وإذ تناول سمكة مجفَّفة مُشبَعة ملحاً، وضعها فى حوض ملئ بالماء، وأمرها بان تختلج، فبدأت السمكة تختلج. وقال يسوع للسمكة، مخاطباً إياها ثانيةً: "إطرحى الملح الذى فيك وتحركى فى الماء."فحصل الأمر هكذا. وإذ رأى الجيران ماذا يحدث، أنبأوا به الأرملة التى كانت تسكن مريم فى بيتها. وحين علمت بهذه الأمور، طردتهم على عجل من بيتها.
26- الويل لابن إبليس
وحدث ان يسوع بعد عودته من مصر، حين كان فى الجليل، فى بداية عامه الرابع، كان يلعب يوم سبت، مع أطفال، عند ضفة الأردن. وإذ جلس يسوع، صنع سبع بحيرات صغيرة بالوحل وإذ صنع لكلًّ منها أقنية صغيرة، كان ماء النهر يأتيها بحسب أمره ويتراجع. عندئذ أقفل أحد الأطفال، وهو ابن للشيطان، تدفعه الغيرة، المخرج الذى كان يمرُّ الماء عبره ودمَّر ما صنعه يسوع. فقال له يسوع: "الويل لك! يا ابن الموت، يا ابن إبليس. تجرؤ على تدمير العمل الذى صنعته!" وعلى الفور مات الذى فعل ذلك. إذاك رفع أهل الميت الصوت بضوضاء ضد مريم ويوسف، قائلين: "ان ابنكما لعن ابننا وقد مات." وعندما سمع يوسف ومريم ذلك، أتيا على الفور نحو يسوع بسبب شكاوى الأهل وجمهور اليهود الذين كانوا يتجمَّعون. لكن يوسف قال سراً لمريم: " لا أجرء على مخاطبته، إنما حذَّريه انت وقولى: لمَ أثرت ضدنا حقد الشعب، ولمَ نحن معرَّضون لغضب الناس المزعج؟" وعندما جاءت أُمه إليه، رجته، قائلةً: "يا سيَّدى، ماذا فعل الذى مات لتنتهى حياته هكذا؟" لكنه أجاب: "كان مستحقاً الموت لأنه دمَّر الأعمال التى صنعتها." وكانت أُمه ترجوه، قائلةً: "لا تتألَّم، يا سيَّدى، لان الشعب يحتجُّ علينا." أما هو، فضرب بقدمه اليمنى خاصرتَى الميت، رافضاً ان يُحزنَ أُمه، وقال له: "إنهَضْ، يا ابن الإثم، أنتَ لا تستأهل دخول راحة أبى، لأنك دمَّرت الأعمال التى صنعتها." إذاك نهض الذى كان ميتاً ومضى. لكن يسوع، بموجب قدرته، كان يُجرى المياه إلى البحيرات الصغيرة عبر الأقنية التى صنعها.
27- يسوع يخلق عصافير
وحدث، بعدما رأى الشعب كلّ هذه الأمور، ان يسوع أخذ وحلاً من البحيرات الصغيرة التى صنعها وصنع منه اثنى عشر دورياً. وكان يوم سبت عندما فعل يسوع ذلك، وكان معه أطفال كثر. وعندما رأى أحد أطفال اليهود ماذا كان يفعل، قال ليوسف: "يا يوسف، ألا ترى الطفل يسوع يفعل يوم السبت ما لا يُسمَح بفعله؟ فقد صنع اثنى عشر دورياً من الوحل." فوبخ يوسف يسوع، وقد سمع ذلك، قائلاً: "لمَ تفعل يوم السبت ما لا يُسمَح بفعله؟" لكن يسوع، إذ سمع يوسف،صفَّق بيدَيه وقال لدوريَّيه: "طيرى." وتبعاً للأمر الذى أعطاه، بدأت بالطيران. وفى حضور جمهور كبير كان يراه ويسمعه، قال للعصافير: "هيّا وطيرى فى الأرض والعالم بأسره، وعيشى!" فصُعق الحضور كلّهم، وقد رأوا آيات كهذه، إعجاباً وذهولاً. وكان البعض يمتدحونه ويعجبون به؛ وآخرون يلومونه. وقصد البعض أمراء الكهنة ورؤساء الفريسيين، وبلغَّوهم ان يسوع، ابن يوسف، كان يفعل، فى حضور شعب إسرائيل كلّه، معجزات كبرى وآيات. وبُلَّغ ذلك فى أسباط إسرائيل الاثنى عشر.
28- تيبس ابن حنانيا
ودمَّر ابن حنانيا، كاهن الهيكل، الذى كان قرب يوسف، حاملاً عوداً بيده، فى حضور الشعب كلّه، وبحركة غضب عظيمة جداً، البحيرات الصغيرة التى صنعها يسوع بيدَيه، وأراق الماء الذى جذبه يسوع من مجرى الأردن. لأنه أقفل ثم دمَّر القناة التى كان الماء يأتى عبرها. وعندما رأى يسوع ذلك، قال للطفل الذى دمَّر ما فعله: "يا بذار الإثم البغيض، يا ابن الموت، يا خادم الشيطان، حقاً سوف تكون ثمرة بذارك بلا نشاط، وجذورك بلا عافية، وسوف تكون بذورك جافة، لا تعطى ثماراً." وعلى الفور، وفى حضور الشعب كلّه، يبس الطفل ومات.
29- عودة الروح إلى طفل
ثم خاف يوسف، ولازم يسوع، وكان يذهب معه إلى بيته، وأمه معهما. وإذا فجأةً بطفل، خادم إثم، مسرعاً للقائهما، ارتمى على كتف يسوع، راغباً فى شتمه وإيذاءه إذا استطاع ذلك. لكن يسوع قال له: "لن تعود سليماً معافى من الطريق التى تعبرها. وعلى الفور ركض الطفل قليلاً ومات. وأطلق أهل الميت، وقد رأَوا ما حدث، صيحات، قائلين: "من أين وُلد هذا الطفل؟ من الواضح ان كلّ كلمة يقولها لا مفرَّ منها، وغالباً ما تتمّ قبل ان يتلفّظ بها." وجاء أهل الطفل الميت نحو يوسف وقالوا له: "أخرجْ يسوع من هذا الموضع، فلا يمكنه أن يسكن معنا فى هذه القرية. أو علَّمْه ان يبارك لا يلعن." وجاء يوسف إذاً نحو يسوع وحذَّره، قائلاً: "لمَ تفعل أُموراً كهذه؟ ان قوماً كثيرين يتذمَّرون منك ويحقدون علينا، بسببك، ونحن نعانى، بسببك، إزعاجات الناس." فقال يسوع مجيباً يوسف: "ما من ابن عاقل سوى الذى ربّاه أبوه تبعاً لعلم هذا الزمن، ولعنة أبيه لا تؤذى أحداً، سوى الذين يرتكبون الإثم." عندها تألَّب الجميع على يسوع، وشكَوه إلى يوسف. وعندما رأى يوسف ذلك، تملَّكه خشية عظيمة، خائفاً ان يثور شعب إسرائيل ويستخدم العنف. وفى الوقت نفسه، أمسك يسوع الطفل الميت بأُذنه ورفعه عن الأرض فى حضور الشعب كلّه، الذى رأى يسوع يتحدَّث إليه كما أبّ إلى ابنه. فعادت روح الطفل إليه، ورجع إلى الحياة وكلّهم صُعقوا دهشةً.
30- يسوع قبل الشريعة
وسمع معلَّم بين اليهود، اسمه زكّا يسوع يتلفَّظ بتلك الكلمات وإذ رأى الأمور التى كان يفعلها حزن وبدأ يتكلّم بجرأة، من دون تعقُل ومن دون تحفُّظ فى حق يوسف، وكان يقول له: "ألا تريد أن تعهد إلىَّ بابنك ليتهذَّب فى العلم الإنسانى ومخافة الله؟ لكننى أعلم أنكَ ومريم لديكما من المحبة له أكثر من الاعتبار لرأى قدامى الشعب. كان ينبغى إجلالنا أكثر، نحن كهنة كنيسة إسرائيل كلّها، لتكون له مع الأطفال محبة متبادلة ويتهذَّب بيننا فى العقيدة اليهودية." فأجابه يوسف: "ومَنْ يستطيع الإمساك بهذا الطفل وتهذيبه؟ إذا كنت تستطيع الإمساك به وتهذيبه، فلن نحول أبداً دون أن تعلَّمه ما يدرسه الجميع." وإذ سمع يسوع ما قاله زكّا، أجابه وقال: "على الذين هم مهذَّبون بحسب نظام البشر أن يتقيَّدوا بمبادىء الشريعة التى تحدَّثت عنها الآن وكلّ ما أشرت إليه، لكننى غريب عن شرائعكم، فليس لى قريب بشرى. أنتَ الذى تقرأ الشريعة وتعرفها، تظل فى الشريعة؛ أما أنا، فقد كنتُ قبل الشريعة. إنما على رغم اعتقادك بأن لا مثيل لكَ فى العلم، سوف تتهذّب على يدى، فما من أحد آخر يستطيع أن يعلَّم، اللهم إلا الأمور التى تحدّثت عنها فقط. وحده مَنْ هو أهلّ لإعطاء هذا التهذيب يستطيع أن يقوم به. حين أُرَبَّى على الأرض، أُوقف كلّ إشارةً إلى اصلك. أنتَ تجهل متى وُلدْتَ؛ أنا وحدى أعرف متى وُلدْتَ وما هى مدة حياتك على الأرض." عندها صعقت المفاجأة كلّ الذين سمعوا هذه الكلماتوصاحوا، قائلين: "اُُوه! أُوه! هوذا سرًُ عظيم وباهر حقاً. اننا لم نسمع أبداً شيئاً مماثلاً. ما من شىء مشابه قاله آخر، لا الآنبياء، ولا الفريسيون، ولا النحويون؛ أنه كلام خارق. اننا نعلم من أين وُلدَ هذا الطفل، ولا يكاد لا يبلغ الخامسة من العمر، فكيف يتلفَّظ بكلمات كهذه؟" وأجاب الفريسيون: "اننا لم نسمع أبداً طفلاً بهذا الصَّغر يتلفَّظ بكلمات كهذه." فقال يسوع، مجيباً إياهم: "أنتم مندهشون لأن طفلاً يقول أشياء كهذه. لمَ إذاً لا تؤمنون بى لما قلته لكم؟ ولأننى قلت لكم اننى أعلم متى وُلْدتم، أنتم مندهشون كلكم. اننى سأقول لكم أشياء أوسع لتزيد مفاجأتكم. لقد رأيت إبراهيم، الذى تقولون انه أبوكم، وكلَّمتُه، ورآنى." وكل المستمعين صمتوا، وما من أحد منهم كان يجرؤ على المبادرة إلى الكلام. وقال لهم يسوع: "كنت بينكم مع أطفال، ولم تعرفونى. وكلَّمتكم كما قوماً عاقلين ولم تدُركوا صوتى، لأنكم دونى، وقليلو الإيمان."
31- دهشة المعلّم لاوي
وقال زكّا، استاذ الشريعة، ليوسف ومريم: "أعطياني هذا الطفل، وسوف أعهد به إلى المعلّم لاوي، الذي يدرسه الأحرف ويهذَّبه." عندها ملاطفَين يسوع، قاده يوسف ومريم إلى المدرسة حيث كان العجوز لاوي يعلَّم الأحرف, وحين دخل يسوع، لزم الصمت. وكان المعلَّم لاوي يشير إلى يسوع بحرف، وبادئاً بالحرف أَلف، كان يقول له: "أَجبْ." لكن يسوع ولا يُدلي بأي جواب. عندها تناول لاوي عوداً، غاضباً، وضربه على رأسه. فقال يسوع: "لمَ تضربني؟ إعلَمْ، في الحقيقة، ان المضروب يعلَّم مَنْ يضربه أكثر مما يتعلَّم منه. انني أستطيع تعليمك الاشياء التي تعرضها بنفسك، لكن كلّ الذين يقولون ويسمعون هم عميان؛ انهم كالفولاذ الطنّان أو كصنج مُهْتَزًّ لا يُدركان ما معنى الصوت الصادر عنهما." وقال يسوع لزكّا: "كلّ حرف، من الألف حتى الطيت، يتميَّز بترتيبه. قُلْ أولاً ما هي الطيت، فأقول لكَ ما هي الألف." وقال لهم يسوع أيضاً: "أيها الخبثاء، كيف يستطيع الذين لا يعرفون ها هي الطيت؟ قولوا أولاً ما هي الألف، فأصدّقكم عندئذ حين تقولون بيْت." وبدأ يسوع يسأل عن اسم الأحرف المختلفة وقال: "ليقُلْ معلَّم الشريعة ما هو الحرف الأول، ولمَ يحتوي مثلَّثات عدة."
وعندما سمعه لاوي يتكلَّم هكذا، صعقته الدهشة. وقال للحضور كلّهم: "أَعلى هذا الطفل أن يعيش على الأرض؟ إنه يستحق أن يُعَلَّق على صليب عظيم، لأنه يستطيع إطفاء نار السماء. اعتقد بأنه كان قبل الكارثة الكبرى، وأنه كان مولوداً قبل الطوفان. ما هو البطن الذي حمله والأُم التي ولدته؟ أو ما هو الثديان اللذان أرضعاه؟ انني أهرب أمامه، لأنني لا أستطيع الصمود أمام الكلمة التي تخرج من فمه؛ لكن قلبي يصعقه الذهول وأنا أسمع كلاماً كهذا. لا أطنُّ بأن أي انسان يستطيع فهم كلمته إلا إذا كان الله معه."
32- شفاء طفل
وعندما كان يسوع في الثانية عشرة من عمره، كان أحد أطفال القرية حيث كان يقيم مع أبَويه ينشر حطباً، وحين كان ينشره، قطع أصابع قدمه اليمنى كلّها. وإذ هرع الجيران حشداً نحوه، جاء يسوع؛ ودهن قدمه، فشفي المريض على الفور، ولم يبقَ أي أثر على قدمه. وقال له يسوع: "إنهَضْ وانشُرْ حطباً،
09-24-2005, 04:30 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  البابا شنودة اخر بطريرك عالارض .. وهيسلم الكنيسة للمسيح على نور الله 17 4,563 11-02-2011, 12:00 PM
آخر رد: عبدالله بن محمد بن ابراهيم
  الكنيسة الكاثوليكية تطرد أم و أطباء طفلة مغتصبة تم اجهاض حملها Logikal 14 3,206 06-10-2011, 03:49 PM
آخر رد: observer
  الخلل في حرمان رجال الكنيسة من متع الدنيا.. خبر وتعليق فارس آخر العصور 81 21,291 12-14-2010, 05:55 PM
آخر رد: ABDELMESSIH67
  متى ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ IMMORTAL 9 2,418 12-09-2010, 03:46 PM
آخر رد: أحب-البشرية
  من الأناجيل: يسوع لم يكن يهوديا ..بل كان سامريا مستر كامل 27 5,322 11-05-2010, 03:47 PM
آخر رد: الفكر الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 4 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS