تقول المغنية يا لوجيكال،
"حيَّرتِ قلبي معاك، وأنا بداري واخبّي..." :D
اقتباس:كنت أسأل والدي، "اذا كان الخلاص بيسوع، فأين يذهب اصحابي المسلمين؟" كان يقول لي، "اللـه سيسامحهم أيضا فاللـه رحيم." فأجيب، "طيب اذا كان اللـه سيسامحهم هم أيضا، فما فائدة المسيحية و ما الداعي لوجودها أصلا؟"
أرى والدك حكيماً يا صديقي ومسيحيّا صادقاً.
يا صاحبي،
الطريق للنجاح على الصعيد الإنساني يقوم في الدراسة والاجتهاد، السير باستقامة، وضع المخططات والمشاريع الناجحة وتنفيذها.
هذا هو الطريق السليم للنجاح على الصعيد الإنساني. لكن هناك أيضا طرق أخرى.
هناك طريق الجريمة والنهب والسرقة وخطر التعرّض للقبض عليك من الشرطة وزجك في السجن المؤبد أو الإعدام.
هناك طرق المخدرات والمتاجرة بها، وأيضا خطر التعرض للقتل على يد بعض أعضاء المافية أو الشرطة.
هناك طريق الثروة الجاهزة التي تصب عليك وأنت نائم، فتستغلها وتستثمرها لإقامة المشاريع أو استغلالها للإنفاق ببذخ والضياع.
وهناك الكثير من الطرق الأخرى.
مثل آخر:
أقصر طريق إلى الهند من أمريكا هو طائرة إيرباص مباشرة إلى كلكوتا مثلاً.
هذا لا يمنع إمكانية ركوب طائرة تنزل في فرانكفورت ومنها إلى الهند.
وطائرة أخرى تنزل في تونس ومنها إلى الهند
والطرق المختلفة الفرعية تؤدي في نهاية المطاف إلى الهند.
لكن الطريق الأقل تكلفة وقتاً ومالاً، وأقل عرضة للخطر، والأسلم والأوفق ، هي تلك الراحلة مباشرة من مطار نيويروك إلى كلكوتا.
رغم أنّ أمثلتي هذه ضيقة الأفق، لكنها تكفي حالياً لتوضيح الفكرة الرئيسية. وجود كل هذه الطرق والإمكانيات لا تمنع أن يكون هناك طريق واحد صائب.
لماذا المسيحية ، إذا كان الجميع سيخلص؟!
أولا، نعني بكلمة "الجميع"، جميع من يرضى بالخلاص على يد الله مثلث الأقانيم، أي المرور عبر المسيح الطريق الأوحد للخلاص. لا يهم متى، الآن، أم بعد الموت.
ثانيا، وجود سبل أخرى مقبولة، لا يعني بالضرورة إلغاء الطريق المستقيم المباشر والأسلم والأقصر والأوضح للوصول إلى الهدف. الطريق الذي ارتضاه الله سبيلاً وأعلن أنه الأفضل من أجل حياة البشر في سعادة وهناء على الأرض، وأيضا -ومن ثمَّ- من أجل الحياة الأبدية في هناء وتوافق مع الله والآخر.
هذا الطريق المستقيم والمباشر والسليم والمختار والمعلن من قبل الله هو "المسيحية". هل نضربك على يدك لتختارها، أو نلجأ للإرهاب والتخويف لنجبرك عليها؟!
كيف لنا ذلك، ومسيحنا - سيدنا وقائدنا ومرشدنا وإلهنا- رفض مثل هذه الأساليب؟!
أنت حر. اختر ما شئت وحاول أن تبقى على الطريق المستقيم أو الالتفافي الذي يؤدي بك في النهاية إلى الحياة الأسعد والأوفق والأسلم هنا على الأرض ومن ثمَّ في الأبدية.
تحياتي القلبية