اقتباس: إبراهيم كتب/كتبت
صديقي الغالي Beautiful Mind:
هناك نقطة جوهرية بحق الإسلام و بحق جميع الأديان التي انغرست فينا. هذه الأديان صحيحة لأن هذا انغرس فينا من البدء. إنْ لم تكن هذه الأديان صحيحة فأين نذهب؟ أتريدنا أن نكون بلا دين؟ و أين نبات ليلتنا؟ على الرصيف؟ الإسلام يا صديقي لصيق بالهوية. و القبطية المسيحية كذلك لصيقة بالهوية. كان عندي ضيوف أقباط لهم من الصفات الجميلة ما يمكن أن أحصيه و لكن كثيرا ما صدموني بما ذكروه من معتقدات تنتمي لجنس الفلكلور الشعبي. من سيصدق المسيحي في مصر مثلا؟ مار جرجس أم فيلسوف مثلا عمانوئيل كانط؟ طبعا ليكن مار جرجس صادقا و كذلك البابا كيرلس و جميع القديسين، أهل بيت الله الأطهار، و ليكن العقل لعنة. أعرف صديق مهندس قبطي يقول إنه ذهب لإيطاليا و فعلا هو يفهم في الإيطالية و درس ماجستير هناك و مع ذلك فهو يمجد "الحماقة الربانية" باعتبار أنه في تاريخ الرهبنة المسيحية شيء إسمه "الحمقى لأجل المسيح" أي الـ Fools for Christ أي "مهابيل ربنا" حتى يصل المعنى لفهمنا بما نتخاطب به يوميا. إن كان هناك اعتراض ما عندي ضد الإسلام فهو ليس في المعتقدات. كلا! بل في عقلية فرض الرأي بالقوة حتى إنه "و لقد أسلم له من في السماوات طوعا و كرها".
كرها؟
يرد المسلم نعم!
لكن المسلم عامة لا يفكر في الإسلام من هذا المنطلق كبداية بل يجد في الإسلام أشياء جميلة لا حصر لها: أنا مثلا تعودت قبل الأكل أن أقول بسم الله الرحمن الرحيم و بعد أن أنتهي من الأكل أقول: الحمد لله. و كثيرا ما رددت يارب لك الحمد و الشكر. هذه هي عبارة مفضلة لدي الآن و أقولها من وقت لآخر. لكن هل أنا مسلم؟ لا أدري! ما أعرفه هو شيء واحد هو أنه تتراكم فينا موروثات تترسخ في ذاكرتنا الباطنية و الوعي الجماعي و أمام هذا الوعي الجماعي تصيح سيدة مسلمة أمام الجماهير الغاضبة في صالون بيتي بمصر: هو فين ده! فيه حد في الدنيا يترك الإسلام؟ سؤالها في محله! لا يوجد أحد يفكر في أن يخرج على ما هو منافي للإطار التقليدي و إنْ خرج فقد حكم على نفسه بالإعدام و الدمار النفسي.. إلى الآن و بسبب تجربتي الدينية عانيت منها معاناة نفسية لا سبيل لعلاجها بشكل قاطع و أدركت أن هذا هو الدين: يظفر بالناس في أدبار عقولهم و يخرج لهم لسانه.
و أكتفي بهذا القول. أشتاق للقياك على الماسنجر قريبا.
صديقي العزيز هيما ..
واحشني كتير و واحشني الكلام معاك ..
آسف على تأخري في الرد ..
أعرف أنك قد تستاء من لهجتي في الحديث عن الإسلام ..
و لكنني في بعض الأحيان يصيبني العجز و لا أعرف ما الذي أفعله سوى أن أنفس عن نفسي هنا في النادي ..
لربما إستطعت أن أنبه أحدهم إلي شئ .. ربما أرمي و لو بذرة شك قد تنبت بعد حين و تتفرع.
كنت مؤمنا بان السياسة و حلو الكلام مهمان و أساسيان لكي من أكسب من أحاوره لوجهة نظري ..
و لكن بسبب موضوع الرسومات هذة أحسست أن المسألة لن تنتهي في القريب ..
و الخاطر الذي آذاني جدا أنني سامضي بقية حياتي أسمع كلاما فارغا و حماقات من ناسي و مجتمعي بدون حتى أن يسمحوا لي بأن أقول رأيي أعرفهم أنني موجود و حي بينهم و أنني مختلف عنهم.
و أنني مادمت ساحيا هنا فغن علي فعل شئ و لو كان كلاما حتى إذا ما لم يؤثر في حياتي فلربما يؤثر لمن بعدي ..
حاليا أنا ابحث عن دور أقوم به ..
لماذا كل هذا ؟
كنت اظن أن الغرب و بعد أن تنبه للمسلمين فإنهم سيبدأون في التقوقع حتى يتغيروا تماما و يصيروا طبيعيين مثل بقية الناس ..
و لكن العكس هو ما حدث ..
فجروا جدا في موضوع الرسومات ..
و تم الإلحاح علي في كل وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و المقروءة بسبب تلك الرسوم اللعينة ..
و الرسول إتهان و الرسول معرفش جرى له ايه ..
و أنا زهقت بقا ..
الناس ديه لازم تتغير .. و مع ذلك مش عارف أعمل حاجة.
طبعا أنت لا تظن أن مشكلتي بالنسبة للمسلمين هي أن أنهم يظنون أن الشمس تغرب في عين حمئة مثلا ..
أصل مادامت الحماقة لا تفارق الدماغ يبقى لا مشاكل منها ..
و لكن الإسلام يأبى أن يهمد بدون قتال ..
و أنا أريد أن أشارك في المعركة ضده لانني مستعجل و لا أطيقه ..
من أجلي و من أجل المسلمين ذات نفسهم ..
المشكلة الأساسية في الإسلام ليس أن محمد رسول الله و لكن هي سلوك المسلم و ضميره الميت ..
يستطيع أن يؤذي بإسم الدين ... و مادام يفعلها بإسم الدين إذن فضميره مستريح و ينام قرير العين و قد يسمع المديح و يخجل.
المشكلة أنهم يريدون ذبيحة لا رحمة ... لان الرحمة مرهقة لقلبهم القاسي و المعتاد على القساوة ..
لو كان الإسلام دين زائف و لكنه يعلم الفضيلة لما إشتكيت و لو إشتكيت أكون نمرودا و طماعا ..
يعني ناس ظراف و لطاف و مؤدبين و مسالمين و متفهمين و متفتحين و عصريين و عقلانيين و متواصلين مع الآخر و يحترمونه ..
فهل أشتكيهم لأنهم يعتقدون في غير ما أعتقد ..
هناك معتقدات حقيقية و هناك معتقدات خاطئة ..
هناك معتقدات واقعية و أخرى خيالية زائفة ...
و هناك ايضا معتقدات جميلة و أخرى قبيحة ..
قد يكون المعتقد حقيقيا أو خاطئا .. لا اتصور أن تلك مشكلة.
تلك المسألة شائكة و متغيرة و نسبية ..
الحقيقي اليوم قد يكون زائف غدا و العكس ..
و لكن هناك الجمال ... المعتقد الجميل هو الذي يدفع بالجمال الذي بداخلنا ليؤثر على العالم الجامد من حولنا و يأنسنه.
قد يكون الإسلام زائفا و قد لا يكون ..
و لكنه قبيح جدا و هو ما لا أطيقه ..
كلما تمكن الإسلام من أحدهم تجده أكثر ميلا للعنف و أكثر حبا للسيطرة ...
إنها تخرج أسوأ ما في الإنسان ...
ربما تجد دكتور في الجامعة يضايق طالب لأنه غير مسلم ..
أو مدرس يعلم الأطفال في المدارس كيف يكونون متعصبين ..
أو موظف يؤذي زميله لمصلحة شخصية و لكن مرتكزا على آيات لا تقول له : عيب عليك.
ياليت الإسلام يكون أكثر جمالا حتى و لو إحتوى كل خزعبلات الدنيا ..
ياليته يساند الخير في قلوب الناس بدلا من أن يظهر مستر هايد بداخل كل منا ..
لا أحد يلومني إن كنت لا أرى المسلمين يجتمعون على غير الخراب و الدمار ..
إن حدث حادث في أمريكا ففي قلوبهم شماتة ..
و إن وقعت واقعة في بريطانيا ففي قلوبهم شماتة ..
يكفي ألا يكون المرء مسلما ليكون حلالا فيه الأذى ..
يكفي أن يقول أنه ليس مقتنعا بمحمد و أن رأيه فيه كذا و كيت لتنقلب الدنيا ..
يسهل أن تجمع المسلمين على ذبح كافر أو قتل مرتد و يصعب جدا أن تجمعهم لبناء مستشفى مثلا أو أي شئ مفيد.
أنا لست متعصبا .. أنا أريد أن أحيا مع الناس في سلام.
سلامي و إحترامتي لك يا عزيزي.(f) (f)