قال الله تعالي:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَان فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:90)
فالاجتناب في مختار الصحاح هو
و جنَّبَهُ الشيء تجنيباً بمعنى أي نحاه عنه ومنه قوله تعالى {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام
و في لسان العرب:
وجَنَّبَ الشيءَ وتجَنَّبَه وجانَبَه وتجَانَبَه واجْتَنَبَهُ: بَعُد عنه.
وجَنَبَه الشيءَ وجَنَّبَه إيَّاه وجَنَبَه يَجْنُبُه وأَجْنَبَه: نَحَّاهُ عنه. وفي التنزيل العزيز إخباراً عن إبراهيم، على نبيَّنا وعليه الصلاة والسلام: واجْنُبْني وبَنيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنام؛ أَي نَجِّني.
ولذلك يسمي الرجل باجنب لأَنه نُهِيَ أَن يَقْرَبَ مواضعَ الصلاةِ ما لم يَتَطهَّرْ، فتَجَنَّبَها وأجْنَبَ عنها أَي تَنَحَّى عنها
ثانيا:
ان معظم الكبائر التي حرمها الإسلام و شدد في تحريمها لم يأت النهي عنها بصيغة التحريم فما الفرق في المعنى بين " و لا تقربوا الفواحش " أو " و لا تقربوا الزنا " و بين " فاجتنبوه " ؟
و لو تتبعت كلمة الاجتناب لوجدتها دوماً مقترنة بالشرك و الكبائر مثل ...
(( فاجتنبوا الرجس من الأوثان و اجتنبوا قول الزور )) الحج : 30
(( و اجتنبوا الطاغوت )) النحل : 36
(( و الذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها )) الزمر: 17
(( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه ... )) النساء: 31
(( و الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش .... )) الشورى: 37
(( الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش إلا اللمم )) النجم: 32
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
(اجتنبوا السبع الموبقات). قالوا : يا رسول الله، وما هن؟ قال : (الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات
و هكذا يتبين أن الاجتناب أشد من التحريم لأن التحريم يمنع من فعل الشيئ أما الاجتناب فيمنع حتى مجرد القرب منه .
اقتباس:واليك هذا الحديث من صحيح مسلم يفيد ان نبي الاسلام كان يشرب النبيذ
ياعدلي كفاك قصا و لصقا و تعلم اولا
جاء في لسان العرب:
وحكى اللحياني: نبذ تمراً جعله نبيذاً، وحكى أَيضاً: أَنبذ فلان تمراً؛ قال: وهي قليلة وإِنما سمي نبيذاً لأَن الذي يتخذه يأْخذ تمراً أَو زبيباً فينبذه في وعاء أَو سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكراً. والنبذ: الطرح،
وهو ما لم يسكر حلال فإِذا أَسكر حرم. وقد تكرر في الحديث ذكر النبيذ، وهو ما يعمل من الأَشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير ذلك.
يقال: نبذت التمر والعنب إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذاً، فصرف من مفعول إِلى فعيل. وانتبذته:
اتخذته نبيذاً وسواء كان مسكراً أَو غير مسكر فإِنه يقال له نبيذ، ويقال للخمر المعتصَرة من العنب: نبيذ، كما يقال للنبيذ خمر.
نفهم من هذا ان النبيذ يطلق علي التمر و العنب و الزبيب و الشعير الذي انتبذ بالماء
و احاديث رسول الله صلي الله عليه و سلم تبين ان النبيذ الذي شربه رسول الله ليس مسكرا
حديث أبى هريرة عند أبى داود والنسائى وابن ماجه ، قال علمت أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يصوم ، فتحنيت فطره بنبيذ صنعته فى دباء ، ثم أتيته به ، فإذا هو ينش ( أى يغلى أى مختمر ) فقال ( اضرب بهذا الحائط ، فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر )
وأخرج أحمد عن ابن عمر فى العصير قال ( اشربه مالم يأخذ شيطانه ، قيل وفى كم يأخذه شيطانه ؟ قال فى ثلاث ) قلت : أى ثلاث ليال
معني هذا انه يصير مسكرا بعد ثلاث ليال
فهل ثبت عن رسول الله انه شرب نبيذ بعد ثلاث ليال
طبعا لا
بل حاء:
وأخرج مسلم وغيره من حديث ابن عباس ( أنه كان ينقع للنبى صلى الله عليه وسلم الزبيب فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة ، ثم يأمر به فيسقى الخادم أو يهرق )
وقد أخرج مسلم وغيره من حديث عائشة ( أنها كانت تنتبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة ، فإذا كان العشى فتعشى ، شرب على عشائه ، وإن فضل شئ صبته أو أفرغته ثم تنتبذ له بليل ، فإذا أصبح تغدى فشرب على غدائه قالت تغسل السقاء غدوة وعشية )
قال صلى الله عليه وسلم : ( إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام ، فامسكوا ما بدا لكم ، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا ) صحيح النسائي 5223