أعتذر للزملاء على توقفي مؤقتا عن متابعة الشريط بسبب التشوهات التي حدثت في الصفحة مما يجعل من المتعذر متابعة المداخلات
منتظرا إصلاح الصفحة كطلبي من السادة المراقب .(f)

سبحان الله ... كتبت عدة مداخلات قرابة خمسة ( في عين العدو ! ) ولم أر ردا من الاستاذ بهجت فهل هو نوع من اللطف والدماثة في تجنب الوقوع في الحرج والخصومة ولو كانت في نطاق الأدب والذوق أم ماذا ؟؟

يالله ... الله يعينك يا أصولي .. وصبرك بالله ... اتحمل كِبر وغرور المثقفين شوية ...

طيب ... أنا حتى الان أرى الزميل بهجت يحاول جاهدا اللعب على وتر ( علمنة الثقافة ) .... وكأن الثقافة بالضرورة ضد الدين ... تماما مثل اسطورة الصراع بين العلم والدين ...

فما السبب وراء هذا المسلك ؟ الا يمكن للمؤمن أن يلبس عباءة الثقافة على حلة الدين ؟

لم التعارض دائما يا ابيض يا اسود !

إن ثقافة لا تعرف النقد هي ثقافة مقدسة و لكنها ميتة .
الأخوة الأعزاء .(f)
بداية أشكر السيد أدمن لكرمه المعتاد و إصلاح عرض الشريط .
أكرر اعتذاري عن تأخر غير مقصود في تعليقي على مشاركات الزملاء
أرحب بالزميل المحترم داعية السلام مع الله على الشريط .
الأخ العزيز وليد .(f)
مداخلتك في مكانها الطبيعي فقضية النسبوبة الثقافية تطرح كثيرا -ربما ليس بهذا المسمى – لتبيرير لا عقلانية الثقافات الدينية و الإسلامية تحديدا ، كما نعلم هناك الكثير من الأفكار المعادية للعقلانية و فكرة التقدم و التراتيبية التاريخية ظهرت في مرحلة ما بعد الحداثة ، هذه الأفكار تم توظيفها بواسطة بعض المثقفين للدفاع عن الثقافات الغيبية بل وحتى الخرافية ، و يمكن تتبع بعضها في كتابات الإسلاميين الجدد ذوي الثقافة العلمانية كنوع من الفتح الرباني ، هؤلاء الكتاب أيضا مرتزقة بالمعنى العام رغم أنهم يهبشون – ولا يقبضون فقط – بكل العملات الحرة في العالم ، كي يخبرونا بكشفهم الملهم الرباني ( أنه لا يمكن إخضاع كل الثقافات لنفس المعايير العقلانية بسبب نسبيتها ) كأنما الله و ليس بول فييرابند هو صاحب نظرية الإطار .. شوف إزاي ؟!، إذا قضية النسبوية الثقافية هي قضية محورية عندما نناقش مفهوم الثقافة ،

اقتباس:فلو حدث أن علم الإنسان بطريقة مباشرة أو بواسطة معلومة منقولة مشمولة بإمكانية التجريب للجميع - ما يتعارض مع معلومة مصدرها السلطة الميتافيزيقية - النتيجة كانت دائما نسخ المعلومة الميتافيزيقية نهائيا و تعديل النسق الميتافيزيقي لصالح المعرفة المباشرة.

وليد .
أريد أن أعقب على هذه الفرعية ،
كل حضارة شهدها العالم انطلقت من افتراضات أساسية ، هذه الإفتراضات يتم التسليم بها بشكل دوجمائي و لا تناقش إلا عندما تنهار الحضارة ، حضارتنا المعاصرة في تيارها الرئيسي هي حضارة علمية ، و العلم يقوم على الحواس و التجربة ، لهذا فالحضارة قائمة على التسليم بالحواس ..صحتها و مرجعيتها و اشتراك البشر فيها و أنها المصدر الصحيح و الوحيد للمعرفة ، لن تجد فلسفة رئيسية في هذا العالم تشكك في المعرفة الحسية ، لدينا مثلا الفلسفة التجريبية ( الوضعية المنطقية ) التي لا تقبل حتى مناقشة ما هو غير حسي و تراه خرافة ، أتفق معك إذا أن في كل الثقافات التي تنتمي للحضارة المعاصرة ، سيكون هناك ما تطلق عليه المشترك الإنساني أو infrastructure أو ما يمكن أن أسميه common scence لو كان فهمي دقيقا لطرحك ، بهذا سيكون لدينا أداة بالفعل للمقايسة بين الثقافات التي تنتمي لحضارة واحدة ،و لكن ماذا لو كانت هناك ثقافة حفرية لا تنتمي لنفس الحضارة ، فلا تعتمد الحواس مصدرا للمعرفة و لكنها ترى الحواس قاصرة و خادعة و أن نصوصها المقدسة و الحدس و الوحي و الإلهام هي المصادر الحقيقية و الصحيحة للمعرفة ، ألا يعني ذلك أنها ستفتقد هذا المشترك الإنساني و أنها بالفعل ستكون إطارا مصمتا لا يمكن اختراقه ، أقول للزملاء الذين يتابعون الحوار أن هذا التحليل ليس ترفا فكريا و لكنه واقع معاش و ملموس ، فلو تناولنا عناصر الثقافة الإسلامية الأصولية السائدة يشقيها الشيعي و السني .. مسلماتها و منتجاتها وممارساتها ولا عقلانيتها .هل تعتقد يا وليد أن هناك هذا المشترك الإنساني بين ثقافة تنتج الزرقاوي و ابن لادن و الزواربي الجزائري و الظواهري و أبو حمزة المصري و مقتدى الصدر و المثقاب الإسلامي و الأحزمة الناسفة الطاهرة و الذبح الأصولي للبشر على بركة الله كنماذج قياسية و رموزا و بين الثقافات الإنسانوية أو حتى البرجماتية في باقي أنحاء العالم كله ؟، طبقا لطرحك ربما لا ترى تلك الممارسات ثقافة و لكن مرضا عقليا ،وهذا ما أراه بالفعل ، نعم هناك بعض الثقافات لا تحقق الحد الأدنى من العقلانية و هي بالتالي ليست ثقافة بالمعنى الدقيق ، و الثقافة الأصولية الإسلامية تنتمي إلى ذلك النوع .
داعية السلام مع الله .(f)
تحية طيبة .

اقتباس:وها أنا قد دللتك على بعض نتاج المسلمين المثقفين ... فأرني ماذا أنت فاعل ! ولا أظنك إلا متشنجاً كعادتك ... رافض وساخط على كل مايخالف ماتقرأ وما اعتدت أن تقرأ وتسمع ... لأنك لاتحب أن تسمع إلا صدى صوتك أنت.................
أو ماكتبه ( روجيه جارودي ) سكرتير الحزب الشيوعي الفرنسي بعدما أسلم ...إلخ : سيعلم أن الاسلام هو البديل لماتعانيه الببشرية اليوم من انحطاط في جميع الميادين ...

طرحت هذا الشريط و غيره لأسمع صوتك وأصوات الآخرين ، فاسمعنا صوتك إذا ، لا أعتقد أني أتشنج كثيرا ، ليس اليوم على الأقل ، بالمناسبة هل أنت تبحث عن السلام مع الله و الشجار مع عباده ؟.:angry:
أحتفظ بكل كتب جارودي و قرأت معظمها ، هو بالمناسبة كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي ولم يكن سكرتيرا عاما ، لا أعتقد أنك قرأت له كثبرا و إلا عرفت أنه يخالف كثيرا من طرحكم ، بل له كتاب هام ضد الأصولية ( الأصوليات المعاصرة أسبابها و مظاهرها ) وجه فيه نقدا حادا للفكر الأصولي ، لو قرأته لعرفت أنه يتفق معي في رفض الأصولية الإسلامية كقرحة روحية ، هو على النقيض تماما يؤمن بالقيم الإيجابية للحضارة الغربية و عليك مراجعة كتابه ( كيف صنعنا القرن العشرين ) ويرفض ما تعتقدونه ثقافة إسلامية معاصرة ، في المقابل ماذا عرفت أنت عن الحضارة المعاصرة و ماذا قرأت من الكتب المعادية للفكر الشمولي ؟. لا تدلنا على الكتب بل إقرأها و استوعبها جيدا و كون فكرك الخاص ثم ناقش الآخرين بموضوعية بعيدا عن الإحتقان و العصبية بهذا فقط يمكننا الولوج إلى القرن 17 "عصر العقل " فنحن لم ندخله بعد .
يا داعية إن المشكلة ليست مشكلتك و غيرك من الشباب الذي وجد قدامه ثقافة مقدسة فقدسها و جد فكرا لا يقبل النقد فنزهه عن النقد وجد أيادي تقبل فقبلها ووجد طريقا مكتوب عليه إلى الجنة فأخذ يعدوا موقنا بسلامة الطوية و نبل القصد فلم يعمل عقله في شيء ، المسؤولية كلها تقع على عاتق الأجيال الأسبق لأنها افتقدت الشجاعة و الإستقامة ، إن جوهر مشكلة الثقافة الأصولية السائدة هو ما كتبته تحديدا في هذا الشريط ، إن كل المذاهب السياسية الرئيسية في العالم العربي ما بعد الحرب العالمية الأولى ( قومية – ماركسية – إسلامية ) اتفقت على تقديس ثقافة الجماهير و تكريسها كل وفقا لدعواه ،وهذا أدى إلى تعطيل أي نقد حقيقي لتلك الثقافة و بالتالي تسرب الفرص التاريخية لتطوير ثقافات النخب بعيدا عن الصيغ الأيديولوجية كما حدث في مجتمعات أكثر حكمة مثل الهند ، إن ثقافة لا تعرف النقد هي ثقافة ميتة .
نتيجة التفاوت في التعليم و التربية و القدرات فالناس يتطورون على نحو متفاوت رغم أنهم ولدوا متساويين ، هذه الملاحظة هي الفكرة الأساسية التي تقوم عليها أي حركة إصلاحية حقيقية في المجتمع ، و أن يكون الناس متساوون في الحقوق و الواجبات لا يعني أن تكون أفكارهم و ممارساتهم متساوية ، ما حدث أن المثقفين العرب عموما يحجمون عن التعبير عن أفكارهم إذا كانت نخبوية خوفا من التحريض ضدهم وهذه خطيئة ، إن المثقفين العرب مستسلمون عادة لمنطق متصلب مصمت عن المساواة ،وفقا لمعادلة منطقية على النحو التالي :" طالما كان الناس كلهم متساوون ، فيجب أن يكون كل شيء يفعلونه متساويا كذلك " ، و أن الجماهير كالزبون الرأسمالي دائما على حق ، وفقا لهذا المنطق الخاطئ فهم يرفضون نقد ثقافة الجماهير باعتبار هذا النقد متعاليا و نخبويا ، إنني و بوضوح من الذين يرون أن الدعوة إلى الشعبوية هي دعوة معادية للحياة بل مدمرة لها ، فهي مملؤة بالبريق الفاسد و التسطيح الأخلاقي ، وهي تميل نحو التماثل ، هي ببساطة نوع من المشاركة في التفاهة رغم كونها تفاهة مركزية ضخمة تشمل الجميع ، إن دعم الديموقراطية و المساواة لا تعني الموافقة على كل منتجاتهما ، بل على العكس لابد من حماية القيم العليا برفع يد الجماهير عنها .إن القبول بهيمنة الثقافة الجماهيرية ذات الطبيعة الدينية الأصولية هي جريمة بشعة ليس فقط في حق المعاصرين بل بالأساس في حق المستقبل الذي نضيعه تماما ، هذا يعني تجميد التاريخ و توقف التغيير .إن تدليل الجماهير كالأطفال و التوقف عن نقد ثقافتها هو إهانة لها و نوع من النفاق الضال ، وبدلا من المساهمة في صناعة ثقافة جماهيرية جديدة أكثر عقلانية و ملائمة للتطور نترك ثقافة الجماهير المفارقة للحضارة هي التي تصنعنا ، وهذا ما نخشاه و نعمل على إصلاحه ، علينا إما القبول أو الرفض للأصولية الإسلامية من حيث هي عقيدة مطلقة فلا حل وسط ، ولو كان خيارنا هو الأخير فسوف نكتشف أننا تحررنا من وهم كبير .
الزملاء المحترمون
خالد - مالك (f)
لنا عودة

اقتباس:داعية السلام مع الله .(f)
تحية طيبة .
طرحت هذا الشريط و غيره لأسمع صوتك وأصوات الآخرين ، فاسمعنا صوتك إذا ،  لا أعتقد أني أتشنج كثيرا ، ليس اليوم على الأقل ، بالمناسبة هل أنت تبحث عن السلام مع الله و الشجار مع عباده ؟.:angry:

أنا لا أتشاجر ... ولم أوجه هذا الكلام لك أنت شخصيا , وقد نبهت على ذلك ...

ولكن فعلا انتم الذين تبدأزن بالمهاجمة وتتوقعون - لاأدري لماذا - وجوب السكوت التام والخضوع لفكركم وإلا كنا خارجين عن القانون وخارجين على الثقافة وخارجين حتى عن الأدب !

يابهجت بهدوء ... أنا فعلا نفسي أعرف نقطة الخلاف بجد ومش باهاجم حد ولا أحب الا الخير لنا كلنا ...

أنا سألتك : هل علمنة الثقافة ضرورة ؟

وماهي ضرورتها ..

اذا كانت ضرورية بالنسبة للثقافة الغربية مراعاة لظروف نشأتها وتطورها : فلم يتحتم علينا نحن العرب والمسلمون أن نفصل ثقافتنا عن الاسلام ؟ اننا لا نستطيع ان نعيش في الفضاء دون تاريخ ودون تراث وموروث ثقافي أيا كان ...... فكيف اذا كان مثل الاسلام ..

الاسلام بنية حضارية فذة يصعب علينا فهمها بسبب تخلفنا ولذلك لانستطيع توصيل صورته كما هي للغرب وأوليائه .. لماذا تربط بين الاسلام والثقافة الاسلامية وبين ممارسات لاتمثل فهما صحيحا للاسلام ...

اقتباس:أحتفظ بكل كتب جارودي  و قرأت معظمها ، هو بالمناسبة كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي ولم يكن سكرتيرا عاما ، لا أعتقد أنك قرأت له كثبرا  و إلا عرفت أنه  يخالف كثيرا من طرحكم ، بل له كتاب هام ضد الأصولية ( الأصوليات المعاصرة أسبابها و مظاهرها ) وجه فيه نقدا حادا للفكر الأصولي ، لو قرأته لعرفت أنه يتفق معي في رفض الأصولية الإسلامية كقرحة روحية ، هو على النقيض تماما يؤمن بالقيم الإيجابية للحضارة الغربية و عليك مراجعة كتابه ( كيف صنعنا القرن العشرين )  ويرفض ما تعتقدونه ثقافة إسلامية معاصرة

سبحان الله ... طيب كيف أسلم ... من ضربه على يده ... أنت عايزه جارودي تفصيل ؟

الرجل فيلسوف مفكر راقي جدا هضم الثقافات والحضارات المختلفة واستوعبها واعتنق الاسلام أخيرا بعد المسيحية ثم الشيوعية التي كان أحد فلاسفتها ..... اعتنق الاسلام بعد أن ناهز السبعين من عمره ... يعني عن فهم وخبرة وحكمة ومعارك ثقافية طويلة ...وهذه بالمناسبة مقابلة مع زوجته ( سلمى الفاروقي ) تحكي ظروف إسلامه ..



أعجبني هذا المقال البارع الذي يتحدث عن رؤية وفهم جارودي للإسلام :

http://www.al-jazirah.com.sa/magazine/2810...azaaslmna25.htm

وهذا بعض ماجاء فيه ..

تكونت لدي قناعة بأن الإسلام ليس مجرد دين يختلف عن بقية الأديان فحسب، بل إنه دين الله دين الفطرة التي خلق الله الناس عليها وهو يعني ان الإسلام هو الدين الحق منذ ان خلق الله آدم..

ورغم حداثة إسلام جارودي وكثرة المصاعب التي واجهته سواء من حيث اللغة أوالثقافة استطاع ان يؤلف أكثر من أربعين كتابا منها: وعود الإسلام. الإسلام دين المستقبل. المسجد مرآة الإسلام، الإسلام وأزمة الغرب، حوار الحضارات، كيف أصبح الإنسان إنسانيا. فلسطين مهد الرسالات السماوية. مستقبل المرأة وغيرها

وفي كتاب «الإسلام دين المستقبل» يقول جارودي عن شمولية الإسلام: أظهر الإسلام شمولية كبرى عن استيعابه لسائر الشعوب ذات الديانات المختلفة، فقدكان اكثر الاديان شمولية في استقباله للناس الذين يؤمنون بالتوحيد وكان في قبوله لاتباع هذه الديانات في داره منفتحا على ثقافاتهم وحضاراتهم والمثير للدهشة انه في اطار توجهات الإسلام استطاع العرب آنذاك ليس فقط اعطاء امكانية تعايش تماذج لهذه الحضارات. بل أيضا اعطاء زخم قوي للايمان الجديد: الإسلام. فقد تمكن المسلمون في ذلك الوقت من تقبل معظم الحضارات والثقافات الكبرى في الشرق وأفريقيا والغرب وكانت هذه قوة كبيرة وعظيمة له، وأعتقد ان هذا الانفتاح هو الذي جعل الإسلام قويا ومنيعا.

وعن الحضارة الإسلامية يقول» جارودي»: انه لن يحدث الفصل والتجزئة بين الاشياء، في الإسلام، فالعلم متصل بالدين والعمل مرتبط بالايمان والفلسفة مستوحاة من النبوة، والنبوة متصلة بالعقل. هذه الوحدانية في مفهوم الحضارة ومفهوم الجماعة يحتاج إليها عالم اليوم المجزأ في كل شيء وهذا ما جذبني نحو المفهوم الإسلامي للوجود ...

لا أدري بعد ...

هل قرأت تلك الكتب التي يتحدث فيها عن الاسلام أم لا ...

لقد جربت الحضارة المعاصرة كل شيء إلا الاسلام ... هي تعمل جاهدة على غسل أدمغة الشعوب والتلاعب بعقولها من خلال أجهزة الإعلام والايحاء لها بأنه دين العربان والصحراء والهمجية والقتل وشرب الدماء وتحسي مش عارف ايه ... الخ , وهذه هي النغمة السائدة كما تعلم ... ولكن كل هذا سببه ممارسات خاطئة لبعض ابناء الاسلام .... وعمر ماوسائل الاعلام ماكانت ( ولن تكون ) وسيلة للوصول الى حقيقة ... والذي لايعلم هذا فهو شخص لايعي مايدور بعالمه , وهذا للأسف هو واقع المواطن الغربي بالنسبة للصراع االدائر اليوم بين الاسلاميين والحكومات الغربية ..

ولكن الفهم الحقيقي للإسلام يكون عن طريق سبر غور فلسفته من خلال السنة النبوية والقرآن الكريم ومؤلفات الفلاسفة القدامى والمثقفين المعاصرين ..

وهذا مافعله جارودي ..

هذا الفهم للإسلام هو الذي يجب أن نتبناه بدلا من الهجوم على الاسلام باسم الاصولية ..

اقتباس:إن جوهر مشكلة الثقافة الأصولية السائدة هو ما كتبته تحديدا في هذا الشريط ، إن كل المذاهب السياسية الرئيسية في العالم العربي ما بعد الحرب العالمية الأولى ( قومية – ماركسية – إسلامية ) اتفقت على تقديس ثقافة الجماهير و تكريسها كل وفقا لدعواه ،وهذا أدى إلى تعطيل أي نقد حقيقي لتلك الثقافة و بالتالي تسرب الفرص التاريخية لتطوير ثقافات النخب بعيدا عن الصيغ الأيديولوجية كما حدث في مجتمعات أكثر حكمة مثل الهند ، إن ثقافة لا تعرف النقد هي ثقافة ميتة  .

[SIZE=5][COLOR=Navy]هناك فارق بين [COLOR=Red]الهيكل العظمي لأنها ثقافة وضعية مؤطرة بحدود الزمان والمكان ...

أما إذا كنت تريد نقد ( الهيكل العظمي ) أيضا : فأظن أن هذه هي النقطة المفصلية التي تسبب المعترك بيننا ... وهي ترجع إلى الفكر العقائدي ... تحديدا : نقطة وجود الله , هل هو موجود أم لا , وإذا كان موجود : هل هو غائب أم لا , هل له علينا حكم وأمر أم لا ...

الجواب بالنفي هنا سيكون مؤداه القول بنقد الهيكل العظمي للثقافة الخاصة بنا

وأما الجواب بالايجاب والاثبات : فسوف يكون مؤداه استحالة النقد للهيكل العظمي ... ولكن المشكلة تكمن في وجود طائفة من الاسلاميين لازالت تعتقد أنه حتى الروافد والفروع أيضا خارجة عن النقد , وهو ما يمكن ان نسميه : معركة التراث ..

وكلا الفريقين خطأ ... ناقد الوحي , والممانع لنقد التراث ... وخير الامور الوسط ...

هذا هو السبيل الوحيد لتقدم مجتمعاتنا وتجنب انشطارها الثقافي واستمرار خوضها في حرب ثقافية أهلية بلا نهاية ودون أي جدوى ...هذابحسب رأيي الشخصي وفكري الذي اقترحت عليّ أن أكوّنه بدلا من طرح أسماء الكتب عليكم ..

نحن اليوم نحتاج لمثقف غيور على وطنه وليس شخص نرجسي
أناني ..

ان اعتبارك الثقافة الاسلامية ( هي ثقافة الدين أي دين ) ولذلك هي دون ثقافة الملاحدة ( الطبقة الراقية طبقة فلاسفة عصر الانوار ) وعايز تعيش دور فولتير وتتقمص شخصيته : فهذا صدقني قد ينفعك أنت ويرويك نفسيا ويعطيك نوع من التميز , ولكنه تميز سوف يضر أمتك عاجلا ويضرك آجلا ... لأنك سوف تكون معول هدم في جدار أمتك لحساب ارضاء ذاتك ..وهذا عمل غير شريف لابد أن تجني ثمرته ...

[QUOTE]
نتيجة التفاوت في التعليم و التربية و القدرات فالناس يتطورون على نحو متفاوت رغم أنهم ولدوا متساويين ، هذه الملاحظة هي الفكرة الأساسية التي تقوم عليها أي حركة إصلاحية حقيقية في المجتمع ، و أن يكون الناس متساوون في الحقوق و الواجبات لا يعني أن تكون أفكارهم و ممارساتهم متساوية


اذا راعيت التقسيم الذي أشرت لك اليه ( أساس الثقافة أو الهيكل العظمي لها / وفروع أو روافد الثقافة ( أو بالأحرى فلنسميه : التفكير الثقافي أو العقلية الثقافية ) اذا راعيت ذلك فسوف تنحل إشكاليات كثيرة بيننا ... نحن الأصوليون وأنتم المثقفون ..

خلاص كده يابيه ؟



:97:

الأخ المحترم مالك .(f)
أتابع مداخلاتك و أشكرك عليها .

اقتباس:اريد ان اسأل:
بماذا تختلف "الثقافه" عن "المعرفه"؟

يجيب رحمة

اقتباس:الثقافة ناظرة إلى الداخل والى الذات  
والمعرفة نتاج خارجي كسبي يكتسبه المرء من خارج ذاته وداخله من التاريخ من التراث من الاديان من العلوم من الفلسفة بغض النظر عن طبيعة المعارف وتقدمها وصحتها من عدم صحتها اي ما يدخل ضمن النظريات الغير مثبتة.

ربما كان السؤال استنكاريا و لكن هناك تصحيح لابد من وضعه لرد رحمة الذي يبدوا متسرعا ، فهناك اعتقاد شائع أن الثقافة هي نتاج للتراكم المعرفي ، و أن المعارف مستقلة المصدر ، لو كان ذلك صحيحا و طالما كانت المعارف حسية و مشتركة فالثقافات ستكون متشابهة و متجانسة ،وهذا ليس حقيقيا أو على الأقل ليس كل الحقيقة ، فالمعرفة هي أيضا و ليدة الثقافة ، هناك تاريخيا أصول ثقافية للمعرفة ، فعلى عكس النظريات التي ترى أن المعني منفصل عن الثقافة ، تؤكد نظريات مابعد البنيوية ( فوكو و دريدا ) أن الثقافة جزء متكامل من المعنى ، فعندما تستقبل ثقافة ما خبرات و تجارب معينة فهي تحولها إلى معارف خلال بنى عقلية و منطقية خاصة مميزة للثقافة ذاتها ، هناك الإتصال اللساني و التمثيل الرمزي ، هناك الأبنية اللسانية المتفاوتة ، هناك الخطاب و إعادة الوصف التمثيلي ، هذه عناصر تشكل المسارات المنطقية داخل الثقافة مما يحيل التجارب المشتركة بين الثقافات إلى معارف متفاوتة بل متناقضة أحيانا كثيرة ، هل هذه الأفكار تبدوا نسبوية مرة أخرى ؟، للأسف فكي تكون أمينا ستطرح من الأسئلة أكثر كثيرا من الإجابات .

اقتباس:احيانا يتأزم العقل السائد نتيجه عدم كفاءته في توجيه المجتمع وتفاعله مع حاضرة . في تلك المرحله يقوم العقل الفاعل –الملكه-بتوجيه سهام النقد للعقل السائد ويحاول استنباط-او ابتكار عقل سائد يجهد في ان يكون يوافق
استلزاماته. وهكذا فان هناك نوع من التبادل بين العقلين .

مالك .. أشم رائحة الأنا و الأنا العليا المستمدة من علم النفس التحليلي في هذه الإزدواجية الجديدة العقل السائد و العقل الناقد، لا أدري هل هذه نظرية تقترحها ام هي بالفعل نظرية مطروحة اكاديميا ،و لكن في الحالتين لدي نقد للنظرية ، فطبقا للنظرية تمتلك الثقافات المختلفة أداة ذاتية للتصحيح و التعديل و الإنتخاب ، هي ما أطلقت أنت عليه العقل الناقد ، و لكن التجربة التاريخية تخبرنا بالعكس تماما فعند منعطف محدد لابد من تصحيحح الثقافة من خارجها ، لقد عاشت أوروبا المسيحية ما يقرب من 1000 عام من ظلام العصور الوسطى حتى أطلق عليها 1000 عام بدون حمام ، هل تعلم لماذا ؟، لأن الأوربيين اعتقدوا أن جسم الرجل عورة لا يجب أن يراه ،و لهذا قاطعوا الحمامات العامة ، و عندما شاهدوا المسلمين يجرون العمليات الجراحية البسيطة أثناء الحروب الصليبية أعتقدوا أنهم يخرجون الشياطين من أجسام المرضى ، لقد قتلت المسيحية العقل الأوروبي و أفسدت روحه حتى غدت المجتمعات المسيحية في فرنسا و انجلترا و وسط أوروبا أشبه بمستعمرات للحيوانات البدائية ، لهذا كانت الحضارة المسيحية الأوروبية في حاجة للاتصال بالحضارة الإسلامية التي كانت مزدهرة و فاعلة وقتها كي تصحح نفسها ، لم يكن المسلمون يملكون أسلحة أفضل أو حماسا أكبر و لكنهم امتلكوا عقولا أفضل و أبعد عن الخرافات و أقدر على التفكير المنهجي العقلاني ،نفس التجربة تكررت في اليابان خلال 200 عام من حكم أسرة توكوجاوا ، فقد انعزلت اليابان كي تحافظ على نقاء ثقافتها الخاصة ، خلال تلك الفترة حكم اليابان أفضل الأباطرة وتطورت حتى أصبحت نسبة التعليم 15 % للنساء و 40% للرجال وهي نفس النسبة في أرقى الدول الأوروبية المناظرة ،و لكنها كانت حضارة منعزلة عقيم ، و النتيجة أن انهزمت اليابان في معاركها العسكرية مع القوى الغربية فأدركت أنها في حاجة للإتصال بالحضارة الغربية كي تنهض ، وهكذا بدأ عصر ميجي في اليابان الذي دشن اليابان الحديثة .

اقتباس:مع ان الثقافات غير قابله للتفاضل بحسب اخر ما توصل اليه العقل , الا ان ثمه قيم ومعارف انسانيه يشترك بها البشر وهي قابله للتفاضل بحسب كيفيه تصرف الثقافه معها.

هذا ما نتفق حوله ،وهذا أيضا ما ذكرته في استخدام المناقشات النقدية التي تحاول اختبار الثقافة أو المبادئ محور النقاش عن طريق ما إذا كانت منتجاتها أو عواقبها consequences أو أثارها المنطقية مقبولة أو غير مرغوبة ،وهذا يجعلنا قادرين على تمييز ثقافة ما كونها خاطئة أم صائبة ، فلو قارنا قيمة الحرية مثلا في ثقافات مختلفة يمكننا المفاضلة بين تلك الثقافات ، هذا المقياس لن يكون أيضا صحيحا دون الاتفاق على ما هو أفضل ، ذلك أن حكمنا على المنتجات الثقافية و العواقب بأنها الأفضل سيكون فقط من وجهة نظرنا نحن ، و لن يراها كذلك من ينتمي لإطار ثقافي مخالف الذي يمكن أن يرى تلك العواقب نفسها من رؤية مختلفة و أنها سلبية !.، أي أن تلك الرؤية للعواقب ستكون جزءا أو امتدادا لثقافتنا نحن ، وهذا ما يحدث بالفعل فلو رأينا ان منظومة الثقافات الغربية أقدر على توفير نوعية أفضل للحياة ، سيجيبك الأصوليون أنهم لا يسعون لتلك النوعية الأفضل بل هم يريدون الحياة طريقا للآخرة و مرضاة الله باتياع أوامره و اجتناب نواهيه و أن الحياة اهون عندهم من جناح بعوضة ، لو طرحنا قيما حضارية كأساس للسلام العالمي أجابوك أنهم لا يريدون السلام بل الجهاد في سبيل الله ، و قتل المشركين كما أمرنا الله، أي بالحروب المستمرة ضد المخالف ( البشرية كلها تقريبا ) .
أرجوا أن تستمر في عرضك و نحن متابعون .

تسجيل متابعة ، فوجود شريط جديد لبهجت يجبرني على ذلك .

(f)

يقول الزميل المحترم بهجت :

[QUOTE]لقد عاشت أوروبا المسيحية ما يقرب من 1000 عام من ظلام العصور الوسطى حتى أطلق عليها 1000 عام بدون حمام ، هل تعلم لماذا ؟، لأن الأوربيين اعتقدوا أن جسم الرجل عورة لا يجب أن يراه ،و لهذا قاطعوا الحمامات العامة ، و عندما شاهدوا المسلمين يجرون العمليات الجراحية البسيطة أثناء الحروب الصليبية أعتقدوا أنهم يخرجون الشياطين من أجسام المرضى ، لقد قتلت المسيحية العقل الأوروبي و أفسدت روحه حتى غدت المجتمعات المسيحية في فرنسا و انجلترا و وسط أوروبا أشبه بمستعمرات للحيوانات البدائية ، لهذا كانت الحضارة المسيحية الأوروبية في حاجة للاتصال بالحضارة الإسلامية التي كانت مزدهرة و فاعلة وقتها كي تصحح نفسها ، لم يكن المسلمون يملكون أسلحة أفضل أو حماسا أكبر و لكنهم امتلكوا عقولا أفضل و أبعد عن الخرافات و أقدر على التفكير المنهجي العقلاني

شكرا لك على هذا الطرح النزيه المستنير ...

وأضيف : أنه لابد وأن يثور هنا سؤال كبير , وقد يكون كبيرا جدا .. وهو :

كيف أتيحت للمسلمين مثل تلك الأدوات وذلك التفكير العلمي الذي لم يتوافر لأهل أوروبا وقتها , في حين أن أوروبا هي وارثة الحضارتين الرومانية واليونانية الذين ليست لهم حضارة ولا علم ولا حتى كتاب سماوي نزل اليهم منذ عهد ابراهيم عليه السلام أي قبل أرسطو وأفلاطون بكثير !

من يتعلم ممن ؟

وماسبب وماتفسير هذه الظاهرة الغريبة ..

أوروبا تتعلم التفكير العلمي والبحث التجريبي من المسلمين العربان ..

لم يكن هناك سبب لهذا إلا لأن القرآن والسنة مرتبطان بالكون ارتباطا عضويا يحض على النظر والتفكر والضرب في الأرض واستخراج مكنوناتها , ولكن بفلسفة ( ابتغاء فضل الله ) وليس استعراضا للعضلات ونفشا للأضلاع واستكبارا على الأمم وعباد الله ..

وبعد ..

فقد كانت الفلسفة الاسلامية للعلوم هي : استخراج الدلائل واستخلاص النتائج من مختلف العلوم لإثبات أن الله هو الصانع الحكيم العليم القدير الذي أحسن كل شيء خلقه ...

تلك الفلسفة تعارض روح التمرد على الله السائدة في شرايين العلم الحديث من إنكار وجود الله وقطع الصلة بينه وبين العالم الذي خلقه وأبدعه .. وتصوير أن الانسان وحده هو المسئول عن حفظه , ليس من التلوث البيئي وثقب الأوزون فقط وانما حتى من الشهب والنيازك المتجهة نحو الأرض وتدميرها بقنبلة هيدروجينية قبل أن تقع الفاس في الراس !

هذا في نظر فلسفة العلم في الإسلام شيء مضحك وليس غريبا فقط ... وحقائق الكون أكبر شاهد على ذلك ..

:97:

اقتباس:  داعية السلام مع الله   كتب/كتبت  

من يتعلم ممن ؟  

وماسبب وماتفسير هذه الظاهرة الغريبة ..

أوروبا تتعلم التفكير العلمي والبحث التجريبي من المسلمين العربان ..

كلا الحضارتين ، الإسلامية السابقة والغربية اللاحقة والحالية والمستقبلية ، تستندان لركزتين أساسيتين مشتركتين : ثقافة النبوة الإبراهيمية والعقلانية الإغريقية ، ما يسميه طه حسين وآخرون بـ "حضارة المتوسط" .
وما تعلمه الغرب من المسلمين (وبالضبط المسلمون غير "العربان") هو نتاج ما تعلمه المسلمون من الإغريق .

اجدد تحياتي للزملاء متابعي الشريط:
و ورده لصاحبه المتالق بهجت (f):
وودت ان اعيد طرح ما كتب سالفا بيصيغه ابسط مع ان البساطه مؤذيه في مثل هكذا موضوع الا اننا نفتقد نوعا ما -حسب ما ارى-ارضيه قافيه او معرفيه مشتركه , وارجوا معذرتي على طول المكتوب
فالضروره احكام.

ما هو المجتمع:
مع ان السؤال يبدو في ظاهره سخيفا وبديهيا الا ان الاجابه عليه ليست بالامر الميسور.
هل هو مجموعه من الافراد يعيشون في ارض متصله جعرافيا.
حق لنا ان نسال : لو اخذنا مثلا المجتمع الاردني بتعداد سكان يبلغ 5 مليون نسمه واخذنا معه مجتمع اروبي يوازيه بالعدد ولنقل الدينمارك. وما الذي سيختلف من الاردن الى الدينمارك؟
-ان معدل دخل الفرد في الدينمارك يبلغ 32 الف دولار بينما هو 2.5 الف دولار في المجتمع الموازي بالسكان.
-ان نسبه البطاله في الدينمارك تقل بنسبه ثلاث اضعاف من الدينمارك الى الاردن –لو كان في الدينمارك باطل واحد ففي الاردن ثلاث ابطال:P –
-ان المشهد العمراني من هناك الى هنا يختلف الى درجه كبيره لصالح الدينمارك.
-ان اقتصاد الدينمارك اكبر بكثير من اقتصاد الاردن عداك عن قوته و دون الخوض في مساله التبعيه.

وتطول القائمه بحيث يتعب الكاتب ويمل القارىء.

هل يكفي الان ان نضع هذه الفروق الماديه لصالح المجتمع الدينماركي ونكون حددنا هذا المجتمع بدقه؟ لا

السؤال الذي يطرح نفسه بقوه لتحديد المجتمع اكثر :
كيف حصلت هذه الفروق الماديه بين مجتمعين بنفس تعداد السكان؟
هناك شيء موجود متخفيا بستار الماده .
وهو كيفيته تفكير الناس داخل المجتمعين .ماذا يعني هذا ؟
لو زرت الدينمارك ستجد هناك بين افراد هذا المجتمع شياءا مامن السلوك-الفعل-يتشابه به افراد المجتمع بصوره جمعيه تقريبا.
مع ان هذه السلوكيات لا تلغي شخصيه الفرد الدنماركي فكل منهم يلبس بطريقه معينه وياكل ما يريد ولكنهم على أي حال يحترمون حقك في التعبير و يساوي القانون-عندهم- بينك أنت كزائر وبين أي فرد دنيماركي في مجال الحقوق المدنيه أي انكم سواسيه امام القانون رغم انكم لستم سواسيه في الواجبات.
, ولديهم شيء يسمونه حقوق الانسان حيث تقول هذه القوانين ان كل انسان له حقوق اساسيه(مثل الغذاء والصحه ) ينبغي عدم التفريط بها مهما كان جنسه او دينه .
في المقابل ان المجتمع الاردني يحترم حقك بالتعبير ضمن حدود
معينه ومقدسه, و رغم ان القانون يكفل مساواة الجميع امام القانون
بحدود معينه,الا ان الفعل على نحو مختلف بحسب جنسيه الزائر الذي احيانا يبلغ درجه من التقديس اكثر من المواطن نفسه وكذلك
بين المواطنين انفسهم .
كيف سنعرف هذه الاشياء غير الماديه-او الفكريه-التي يعتقدها ويتصرف على اساسها افراد المجتمع على نحو جمعي ؟
نستطيع ان نقول:
ان كل ما هو فكري –على مستوى التفكير-وجمعي-كل افراد المجتمع- سنسميه او نعرفه بانه هو ثقافه هذا المجتمع.
برغم سذاجه هذه الجمله الا انه يمكن قبولها.
اذن الذي يختلف –في غير الماديات-بين المجتمع الاردني والدنيماركي هو الثقافه.
وعلى المستوى المادي سنرد الاختلاف الى شيء نسميه الحضاره
والحضاره هي الثقافه على ارض الواقع او هي انتقال الثقافه من مستوى الفكر الاجتماعي الى مستوى الفعل الاجتماعي.

السؤال الان هل الثقافه ثابته ازلا أي ان الدينمارك متفوقه حضاريا على الاردن بشكل سرمدي؟ هذا سيدعونا الى السؤال عن كيفيه تشكل الثقافه ,ومن ثم كيفيه تطورها – او بعبارة ادق تغيرها-اذا امكن تغييرها اصلا.؟

حركه الثقافه:
ان كيفيه تشكل الثقافات طرح نفسه بجد اوائل القرن العشرين على كثير من فروع العلم اهمها العلوم التي تبحث في الانسان والمجتمع
وبشكل خاص الفلسفه و الانثروبيولوجيا.

تجدر الاشاره هنا الملاحظه والمقارنه العلميه للمجتمع بعينه في فترات تاريخيه تؤكد حتما ان هناك تغيرات كثير في الثقافه تحدث
مع الزمن ومن هنا مستحيل ان تكون الثقافه ازليه.
و كثيرا ما يحصل انبثاق ثقافات جديده في التاريخ وطمور اخرى
و هو ما يسمى القطيعه المعرفيه على مستوى ثقافه المجتمع الواحد
فهناك مثلا قطيعه معرفيه بين ثقافه اروبا اليوم وبين ثقافه اروبا القرون الوسطى في الوقت لا نجد مثل ذلك في الثقافه العربيه.
ونذكر هنا ان هذه ملاحظات اوليه من قراءه التاريخ.

لكن ماذا نعني "بالقطيعه المعرفيه "
القطيعه بمعنى القطع بين جزءين وبيان الانفصال بينهما.
وهذه القطيعه حصلت على مستوى المعرفه والمعرفه كما نعلم هي مادة الفكر , الفكر الجمعي الذي اكدنا انه هو الثقافه بعينها
كيف تحصل القطيعه المعرفيه :
عند هذا السؤال توقف اندريه لالاند الفيلسوف الفرنسي وعالم الانتروبولجيا الفرنسي ليفي شتراوس ليفرقوا بين مستويين من المعرفه :
-المعرفه بوصفها اداه لانتاج معرفه :
وهنا المقصود ان ثمه نوعا من المعرفه نستطيع من خلاله فحص المعارف واستنباط معارف اخرى بناءا عليها وسمي مجازا "العقل".
-المعرفه من حيث هي ماده للتفكير :
مثل معارفنا عن طريق الحواس او النقل.

ويؤكد هؤلاء العلماء ان المعرفه التي سميناها عقلا هي المسؤوله عن تكوين الثقافه وهي المسؤله عن حركتها او تغييرها وكما قلنا
فهم يقسمون ادوات انتاج المعرفه داخل الفكر –العقل- وبالتالي الثقافه الى قسمين غير منفصلين :
-لعقل المكون-بكسر الواو مع التشديد-او العقل الفاعل : وهو ملكه يتساوا فيها جميع الناس ونقصد بملكه انه يشبه الى حد ما الحواس
فعندما نسال أي انسان : اذا كان لديك سته كتب وعندك ثلاثةاولاد
وتريد توزيعها عليهم كم ياخذ كل منهم ؟
سيجيب أي انسان قادر على التفكير انه :كتابان لكل ولد.
مثل ان تسال شخصان عن درجه حراره جسم ما :يمسكان به ويحددان اذا كان اعلى او اقل او يساوي حراره جسمه وبناءا عليه
يقول ساخن او بارد او ساخن جدا ....
اذن هو كما قلنا :
العقل الفاعل: "وهو الملكه التي يستطيع بواسطتها كل انسان ان يستخرج من ادراك العلاقات بين الاشياء مبادىءكليه وضروريه وهي –الملكه-واحده عند جميع الناس". بعباره اخره هي "حاسة العقل".
-العقل المكون-بفتح الواو مع التشديد-او العقل السائد: وهو نتاج اشتغال العقل الفاعل داخل مجتمع بعينه.مع الخيال والتصور والدين
والطبيعه يستنج المجتمع على نحو جمعي قواعد ومعايير يقرا ويفسر ويتعامل على اساسه مع نفسه ومع الكون وباقي المجتمعات.
ويختلف هذا العقل من مجتمع لاخر.ويخاذ المجتمع هذه القواعد والنظم على انها كونيه ومطلقه ويطفي عليها شيئا من التقديس.
وكما قلنا :
العقل السائد: "وهو منظومه من القواعد المقرره والمقبوله في فتره تاريخيه ما والتى يعطى لها في تلك الفتره قيمه مطلقه" داخل مجتمع بعينه.

كيف تتغير الثقافه:
قلنا ان داخل الثقافه هناك عقلان مسؤلان عن انتاج معارفها :
"احيانا يتأزم العقل السائد نتيجه عدم كفاءته في توجيه المجتمع وتفاعله مع حاضرة . في تلك المرحله يقوم العقل الفاعل –الملكه-بتوجيه سهام النقد للعقل السائد ويحاول استنباط-او ابتكار عقل سائد يجهد في ان يكون يوافق
استلزاماته. وهكذا فان هناك نوع من التبادل بين العقلين ."
وهكذا يمكن ان تحصل القطيعه المعرفيه وبات مفهوما مثلا لماذا حارب الاروبيون اندماج الدوله بالدين في القرون الوسطى لان هذا
الاندماج يسبب ازمه حضاريه وظلم مجتمعي واضح كان الخروج منه بوسيله الانقطاع عن عقل الدين في اداره الدوله وتاصيل عقل
خاص بالدوله على اسس مقبوله اجتماعيا مثل العداله والتنميه و....


وان اول من ادخل هذا التشطير للعقل الى الثقافه العربيه هو الاستاذ يوسف كرم في كتابه تاريخ الفلسفه الحديثه وتبنى المفهوم د.محمد عابد الجابري عند نقده للعقل العربي او نظم المعرفه في الثقافه العربيه. على ان ثمه انتقادات كثير للجابري اهمها مجموعه اعمال
جورج الطرابيشي الذي يظهر انه وهب حياته لنقد الجابري في كتب كثيره مثل "نظرية العقل" و اشكاليات العقل العربي".
على ان من المعروف ان العقل بمفهومه العام معروف في كتب التراث العربيه بمعنى الاصول –او القواعد المستخدمه لتقنين المعرفه- واول من اشتغل على هذا المفهوم هو الامام الشافعي
بكتابه الموسوم بالرسالة وهو اول كتاب معروف في اصول الفقه الاسلامي.

نظريه الاطر والمقايسه بين الثقافات :
لن اعود لشرح هذه النظريه لان كتابه الزميل بهجت عنها تجعل المرء يستحي ان يضيف كلمه عليها او ينقد جمال طريقه عرضها.
ولكني اريد ان اعقب عليها بالتالي :
-ان اهم ما يمكن ان تقوله النظريه هو ان العقل كما عرفناه غير قادر على التاصيل أي انتاج معايير ونظم يجمع عليها البشر اجماعا كليا لانه عند طلب البرهان تحيل هذه الاصول الى مقدمات
لا نهائيه او القبول بمسلمات دون برهان لتؤسس للاصول أي ان العقل غير قادر على التاصيل لحقيقه مطلقه.
وهكذا انتهى نموذج العالم الكامل في اوربا وضروره التتبع والتقليد
عند باقي الثقافات وصولا الى النموذج المطلق.
-لكن هذا لا يعني ابدا انهيار مسيره العقل في اروبا طيله 400 سنه مضت , ولكنه يطالب هذه المسيره ببعض التغيرات مثل:
لا يجوز رفض الدين كنموذج كزمولوجي (يفسر الكون) رفضا قاطعا واستمرار القول انه مرحله بدائيه من التفكير الانساني .
يجب اخذ الظاهره الدينيه بعين الاعتبار وبدل نقد النظام الديني
بشكل كامل يجب التحول الى نقد مفاهيم الدين .
مثل المفاهيم التي تدعو الى الصراع الطائفي داخل المجتمع او..
وفهم الدين على اساس انه عقل تاريخي أي انه كان يؤدي عمله بكفائه في ظروف معينه ومرحله تاريخيه معينه.

وهكذا وان كان من غير الممكن على العقل انتاج ثقافه كونيه اليوم
الا ان مفاهيم واصول كل ثقافه قابله للنقد كما سبق ان بينا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبشكل عام صاغ الاستاذ محمد اركون هذا الموقف للثقافه العربيه في كتابه المثير الفكر الاصولي واستحالة التأصيل على النحو التالي:
فهؤلاء-يقصد مدعي كونيه الثقافه الاسلاميه-لا يستطيعون او لا يريدون ان يحترموا القاعده المعرفيه التاليه
وهي تلزم العقل الزاما مطلقا في جميع انتاجاته الفكريه و العلميه .وهي قاعده مرتبطه بالوضع اللغوي والمدني
والاجتماعي الذي ينشاء فيه الانسان ويتقيد به العقل في جميع نشاطاته وممارساته .
تقول القاعده: ان كل جمله ينطق بها متكلم ما بقصد التاصيل تحيل بالضروره الى مستويات مترابطه من التفكير والتعبيير وايجاد الزام للمعنى .وهذه المستويات هي :
-مستوى ما يمكن التفكير فيه للمتكلم:
وهو متعلق بتمكن المتكلم من اللغه التي يستعملها و بالامكانات الخاصه بكل للغه من اللغات . كما انه متعلق ايظا بما يسمح به الفكر والتصورات والعقائد والنظم الخاصه بالجماعه التي ينتمي اليها او يخاطبها. و بالفتره التاريخيه من فترات تطور الجماعه .

-مستوى ما لا يمكن التفكير فيه :
بسبب مانع يعود الى محدوديه العقل ذاته او انغلاقه في طور معين من اطوار المعرفه.او اكراهات السلطه السياسيه والدينيه.

-مستوى ما لم يفكر فيه بعد :
اذا استمر الفكر زمنا طويلا وهو يكتفي يتردييد ما تسمح به اللغه والنصوص العقائديه والرامزات الثقافيه واجماع الامه ومصالح الدوله بالتفكير فيه فانه يتضخم ويتثاقل ويسطر عليه عندئذ مالم يفكر فيه بتلك اللغه وتلك الغتره التاريخيه. ويضرب مثلا تعلم العربي لغه اروبيه سيلاحض حتما مصطلحات لم يفكر فيها بعد داخل ثقافته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ