إن التهور و السطحية ليستا في التحضر بحضارة العصر و لكنهما في مجافاة العصر و التصادم معه .
الزميل العزيز داعية السلام .(f)
اقتباس:لا بل لدينا الاسلام نظام متكامل على جميع الاصعدة , له نظامه الاقتصادي والاجتماعي السياسي .
إن هذه المقولة هي حجر الأساس للأصولية الإسلامية التي تهدف إلى إقامة دولة دينية ، بل هي حجر الأساس في كل الأصوليات الدينية و السياسية ، النظام السرمدي المتكامل .. إمتلاك الحقيقة المطلقة .. أنظمة زمنية إلهية .. الخ . هذا يعيدنا إلى نقطة البداية و مشكلة الإطار ، إننا لا يمكن أن نلتقي أبدا مع العالم المعاصر ولو على الحد الأدنى طالما تقوقعنا داخل الإطار الأصولي ، فلنا مرجعيات متناقضة و ليست مختلفة فقط ، و سبق أن طرحت شريطا مخصصا لموضوع الأصولية الإسلامية بعنوان " لماذا لست أصوليا ؟"
هنـا
في هذا الشريط عددت الأسباب التي تجعلني و غيري نرفض الأصوليات كلها بما في ذلك الأصولية الإسلامية و نراها جزءا من منظومة التخلف في منطقة الشرق الأوسط ،و سأكون مستعدا لمناقشة أي فرعية في الشريط ،
و سألخص هنا مضمون الشريط .إنني رافض بشكل مطلق للدولة الدينية التي يروج لها الفكر الأصولي السائد حاليا في المنطقة ،و الذي يعبر عن نفسه بأكثر الصور فجاجة و إلحاحا في السعودية و مصر و إيران و العراق . وهذه هي أسبابي :
1- الأصولية الإسلامية تقوم على تقديس النص الديني من قرآن و سنة ،و اعتماده كمرجعية وحيدة فكريا و روحيا و منهجيا ، و رفض الفكر الآخر مهما كان سموه و منطقيته و اعتباره زيغ في العقيدة . و على النقيض من ذلك فإني أعتقد أن الفكر الإنساني هو ملكية لكل البشر ،و أنه نتاج للوعي الجماعي لكل الحضارات السابقة ،و لا يقل قداسة عن النص الديني . و إن علينا الاستفادة من هذا الفكر جهد الطاقة لا يحدنا نص قديم و لا فقه عقيم .
2- الأصولية الإسلامية ترى أن الإسلام دين و دولة ، مصحف و سيف ، و بذلك تلحق الدولة بالدين كأداة سياسية له ، و أرى أن ذلك رؤية تنتمي للقرون الوسطى ،و أن الدولة الحديثة هي بناء سياسي محض ، و أرى ضرورة فصل الدين عن السياسة ،دون أن يتحول ذلك لعداء بين الدولة و الدين ، وهذا التعايش يمكن تحقيقه بنجاح في شكل الدولة المدنية الحديثة ، كالمملكة المتحدة و الولايات المتحدة .
3- الأصولية الإسلامية ترفض الانتماء الوطني و القومي ، و تراه جاهلية نتنة ، و أن الانتماء الوحيد المقبول هو للهوية الإسلامية ،و أرى ذلك خلطا بدائيا بين القيم الحديثة الحيوية و الضرورية ، و بين القبلية القديمة ، فأنا مؤمن بالوطنية المنفتحة ،و بالقومية اللاشوفينية ، كحلقات في منظومة قيمية عليا ،و أيضا بالأساس كضرورات للأمن و التنمية و الرقي .
4- الأصوليةالإسلامية توحد السلطات داخل المجتمع في سلطة الدين و ممثليه أو ما يعرف بولي الأمر واجب الطاعة المطلقة ، و أرى على النقيض من ذلك ضرورة فصل السلطات الثلاث التشريعية و التنفيذية و القضائية ، بما يحقق توازن السلطات داخل المجتمع و منع الطغيان الحتمي الذي يفرزه تفرد سلطة واحدة بالحكم .
5- الأصولية الإسلامية ترفض حق المجتمع في التشريع لنفسه ،و تحصر حق التشريع لله وحده وهو ما يعرف بحاكمية الله ، و أن النص المقدس ( من قرآن و سنة ) هو وحده المفصح عن مقاصد الله ، وهذا النص منزه و هو المصدر الحصري للتشريع ، و على النقيض أرى أن التشريع هو حق حصري للمجتمع ،و أن القرآن لا لسان له ،و أن عبادة النص يعني عبادة التراث و تقديس مفسريه ، و أن القبول بمبدأ حاكمية الله يعني تلقائيا القبول بالثيوقراطية و حكم رجال الدين و العودة إلى القرون الوسطى ، وهو ما حذر منه حتى رجل تراثي مثل الإمام علي !!.
6- الأصولية الإسلامية هي تصنيف الناس إلى أخوة ، و هم من يشاركوننا العقيدة كما نفهمها ، و أعداء وهم من يخالفوننا العقيدة . و يترتب على ذلك التحالف مع الأخوة كمؤمنين ، وقتال الأعداء ككفرة مارقين . و أرى ذلك محض تعصب مقيت لا يليق بالمتحضرين .هكذا سيزداد انفصالنا عن العالم الذي نعيش فيه فكريا و روحيا مثل الطائر المنفصل عن سربه قاصدا المجهول .. في المقابل أومن أن البشر متساوون في الحقوق و الواجبات ،و لا يجب أن نتخذ موقفا منهم إلا في ضوء تحقيق المصالح ودرء المخاطر ،و التعاون لتحقيق السلام و العدل و الرفاهية للجميع .
7- الأصولية الإسلامية تستبدل الأخوة الدينية بحق المواطنة ، و بالتي تتناقض مع جوهر الدولة المدنية الحديثة القائمة على المساواة الكاملة بين المواطنين . و أدى ذلك الطرح الديني العنصري إلى الفتن الطائفية وتفكك المجتمعات العربية التي تحوي داخلها أديان أو مذاهب متعددة ، مثل لبنان و السودان و مصر و الأردن و فلسطين و العراق و السعودية و غيرهم .
8- الأصولية الإسلامية هي الاعتقاد بثبات القيم و المعايير و أن هذه القيم و المعايير إلهية مقدسة و مستمدة من تفسير الفقهاء الثقاة للنص الديني، و أعتقد أن القيم و المعايير متغيرة بتغير الواقع التاريخي ، و أنه يجب أن نطور أنفسنا روحيا و فكريا مع التطور المادي ، و لا أرى لآراء هؤلاء الفقهاء أي حجية في عالم جد مختلف.
9- الأصولية الإسلامية تقوم على الاعتقاد بتحلل الحياة و أن هناك في الماضي كان المجتمع المثالي السعيد ، و أنه بمرور الأيام تزداد الحياة فسادا و الإنسان ضعفا . و على العكس أوقن بالتطور و أن نوعية الحياة تتجه للأحسن ،و أن الإنسان أصبح أكثر صحة و أقوى عقلا و جسدا ،و أطول عمرا و أرقى روحيا و قيميا ( أجمل الأطفال لم يولد بعد ، وأجمل الأيام كان غدا !) .
10- الأصولية الإسلامية تقدس التراث جميعه بما في ذلك المعقول و اللامعقول ،و تراه دينا كله ، و على النقيض من ذلك أرى التراث كتجربة إنسانية ، يمكننا أن نستفيد من معقوله ما لم يوجد لدينا ما هو أفضل منه ، ولكنه بالقطع ليس مقدسا .
11- الأصولية الإسلامية تبحث في التراث عن المثل و القدوة و الإيحاء و البطولة ،و لكنني على النقيض من ذلك أبحث في التجربة الإنسانية كلها عن ذلك ، فأرى غاندي و فولتير و برنارد شو و برتراند راسل و منديلا و جيفارا و .....أنبياء العصر الجديد ، ولا يقلون قداسة و عظمة عن الشخصيات الدينية كأنبياء العهد القديم .
12- الأصولية الإسلامية تبحث في الماضي عن حلول لمشاكل الحاضر ، و أرى ذلك كله كسل عقلي لا يليق بالعقلاء ، وأعتقد أن حلول المشكلات المعاصرة هي في الفكر المعاصر ،و كلما كان هذا الفكر أكثر حداثة كان أكثر فائدة ، فالفكر يتحاور أبدا مع المادة و هما يتفاعلان معا و يؤثر كل منهما على الآخر .
13- الأصولية الإسلامية لا تعترف بمقاييس الخطأ و الصواب و لكن الكفر و الإيمان ، و هكذا يتحول المخالف من منافس نفترض خطأه كما تعرفه الديمقراطيات العلمانية إلى خارج عن الجماعة أو منكر معروف من الدين ، وهو في الحالتين كافر يستباح دمه . و هكذا يصبح تعدد الآراء إثم لأن الحق لا يتعدد ، و على النقيض أرى أن تعدد الآراء و حرية التعبير عنها هو السبيل الوحيد لجلاء ذلك الحق المتوخى !.
14- الأصولية الإسلامية لا تعطي للمحكوم حقوقا كافية تجاه الحاكم ، نظرا للقداسة التي تسبغها على الحكام ، و كما قال د/ نصر أبو زيد :( وإذا كانت حاكمية البشر يمكن مقاومتها والنضال ضدها وتغييرها بأساليب النضال الإنسانية المختلفة, واستبدال أنظمه أكثر عدالة بها , فإن النضال ضد حاكمية الفقهاء يوصم بالكفر والإلحاد والزندقة بوصفه تجديفا وهرطقة ضد حكم الله . ويصبح المفهوم بذلك سلاحا خطيرا يفقد البشر أية قدره على تغيير واقعهم أو تعديله, لأنه ينقل مجال الصراع من معركة بين البشر والبشر إلى معركة بين البشر والله ) ، و هكذا تصلنا هذه الأصوليات إلى نظم ثيوقراطية طاغية .
15- الأصولية الإسلامية تدعو إلى تطبيق ما يسمى بقوانين الشريعة الإسلامية ، خاصة الحدود ، و أرى أن تلك الحدود ليست ابتكارا إسلاميا و لكنها مجرد عرف جاهلي وافقته الشريعة الإسلامية ، وهذه الشريعة لم تصمد طويلا بعد وفاة النبي حتى لاحقتها ضوابط التطبيق التي أدت إلى تجميد النص ،و استحالة تطبيقه. و تبلور الفقه الإسلامي الذي اعتمد بالأساس على احتكار النص الديني و تفسيره ، و استولد أدوات جديدة مثل القياس و الاستحسان و الإجماع و كلها منتج بشري ، و هكذا أحاط الفقه الإسلامي ( وهو بشري تماما ) بالشريعة و أصبح دينا.
،و عند المقارنة بين منظور القانون المدني لفكرة العقوبة و بين المنظور الفقهي لها ، أرى أن النتائج حاسمة الدلالة لصالح القانون المدني ، فالقانون المدني متجدد بتجدد المجتمع محكوم بنفس عوامل تطوره ، بينما الشريعة جامدة بقدسية مرجعيتها .
16- إن الدولة القائمة على الأصولية الإسلامية لن تتمكن بطبيعة تكوينها من التأهل كعضو طبيعي في المنظومة الدولية المعاصرة ،و التي تقودها الدول الديمقراطية الغربية ، مما يحول دون نموها و تطورها و يضعها دائما في مواجهة المجتمع الدولي ، كما هو حادث لإيران و السودان و السعودية و ..... جميع الدول الدينية .
17- من منظور الأصولية ، فإن ادِّعاء امتلاك الحقيقة النهائية و المطلقة هو ادِّعاء كلِّي، وهذا من شأنه أن تفرض تلك الأصوليةتصورها بوسائل العنف السياسي. وهذا المفهوم ذو نتائج إقصائية. فالتشريعات الدينية لا تستوعب أصحاب العقائد الأخرى ولا تمنحهم نفس الحقوق .ومحاولة فرض تلك التصورات خارجيا ستؤدي إلى التصادم بالعالم الخارجي حتميا .
18- تتعارض الأصولية مع حقوق الإنسان ، بالرغم أن مفهوم حقوق الإنسان هو الجواب على المشكلة التي تواجِهُها اليوم الحضارات المختلفة ، كما واجهتها أوروبا من قبل. وصراع الحضارات يجري اليوم في إطار المجتمع العالمي الذي يجب فيه على الجميع أن يتفقوا- شاءوا أم أبوا- على معايير العيش المشترك، بصرف النظر عن موروثاتهم الحضارية المختلفة. و لذلك لابد للدولة الحديثة أن تقبل معايير حقوق الإنسان العلمانية بلا تردد ، مما يتناقض مع سيادة النصوص الدينية المخالفة ،و طبيعة الأصولية ( هل ستوافق الأصوليةالإسلامية مثلا على اعتناق المسلم لدين مخالف انطلاقا من مبدأ حرية العقيدة ؟!) .
19- الأصولية الإسلامية معادية للعلم بشكل جوهري فهي تنظر إلى منجزات العلم بشكل جزئي و بمعاييرها الأخلاقية ،و ترفض ما تراه مناقضا لتلك المعايير ،و بهذا فهي تحد حرية البحث العلمي و هو أساس الحضارة المعاصرة ،و لكنني أرى العكس و هو أنه يجب أن ننظر للقيم الأخلاقية بمقياس العلم ، فالعلم مؤكد أو شبه مؤكد بينما القيم كلها افتراضية .
20- الأصولية الإسلامية ترى الإنسان كائن خلقي ، دوره في الحياة هو تنفيذ أوامر أعدت له مسبقا ، وتحكمه قيم لم يساهم في صياغتها و لغاية لا يعلمها ، و لكني أرى الإنسان كائن حر لا تحكمه سوى قوانين المادة ، وهو الذي يختار مصيره بإرادته الحرة ،و هو أيضا الذي يختار قيمه بشكل ذاتي أو جماعي . ببساطة الأصوليون يعتقدون أن الماهية تسبق الوجود و أن الكون صنع على مثال سابق في عقل الخالق ،و لكني أرى أن الوجود يسبق الماهية ،و نحن نصنع هذه الماهية في عقولنا طبقا لتجربتنا المادية .
21- الأصولية الإسلامية لا تعترف بحرية الضمير ، و لا تقر أن الإنسان هو محور الشرائع و العقائد و هو أيضا سيدها لا خادمها ، و لكني على النقيض أرى أن السبت هو الذي خلق من أجل الإنسان و ليس العكس و أن لكل منا أن يختار (سبته) كما يريد ، أو أن يلعن كل أيام السبت ! . أرى أن للإنسان كل الحق في اختيار دينه و عقيدته بإرادته الحرة .
22- الأصولية الإسلامية لا تقدم أي برامج سياسية في العصر الحديث ،و كل تجارب الأنظمة الأصولية بدأت بأكاذيب و خداع وانتهت بكوارث و دمار ،و لم تقدم للشعوب سوى الشعارات و الفقر و المرض و الجريمة و التخلف العقلي و الروحي .حدث هذا في إيران و أفغانستان و السودان و السعودية و اليمن و هي في طريقها إلى ذلك في مصر و الجزائر !.
23- تعتمد الأصولية الإسلامية الإرهاب الفكري و البدني و التخويف و العنف وخداع الفقراء و أنصاف المثقفين أداة لها ، و لكني أومن بأن الحوار الحر الموضوعي و إعمال الفكر و احترام كرامة الإنسان و آدميته و الإيمان بالعلم و جدية العمل هو السبيل الوحيد للرقي .
24- نظرة الأصولية الإسلامية إلى المرأة نظرة دونية وتتطابق بتعديل طفيف مع نظرة العربي قبل البعثة المحمدية ، و التي ترى الرجل بعلا ( الذي يعني ربا في لغة اليمانية ) ، و المرأة حريما و مبعولة !. و يرى الحكام الأصوليون أن المرأة تقل في نوعيتها عن الرجل ، و أنها عورة لا يجب أن تنشط في المجتمع و أن يفرض عليها الحجاب بمختلف مستوياته وصولا إلى النقاب ، و أنها تحت وصاية الرجل أبا ثم زوجا و مسئولة عن ممارسة الحياة التي يقررها لها البعل . و لكني أرى من منطلق عقلي و إنساني و حداثي أن المرأة تعادل الرجل تماما ، وهي مثل الرجل أيضا مسئولة فقط أمام نفس القانون ،و أن العورة في الحقيقة هو ذلك الفكر الأصولي النقابي .
25- يمارس حكام الدول الدينية نوعا فجا من ازدواجية السلوك و القيم ، فهم يدعون إلى أشياء و يمارسون نقيضها ، يدعون التعفف و لكنهم يفرطون في الجنس و الطعام ، يدعون البطولة و الشجاعة ،و لكنهم يدفعون الصغار للانتحار ، يدعون الرحمة و لكنهم يلجأون إلى الاغتيال و التكفير و تحريض السوقة و الدهماء ضد المثقفين و العلماء .
26- يتبنى حكام الدول الدينية نظرة رخيصة و شهوانية للجنس ، و إن حاولوا تجميلها بطقوس دينية مسرحية ، فلاشك أن تعدد الزوجات بهذا الشكل غير المقيد ( سوى بأربع زوجات في وقت واحد ) ، وذلك دون أن نعدد ملك اليمين و الجواري ، ساهم في الممارسة المنفلتة للجنس ، كذلك دونية النظر إلى المرأة ، وما زالت تلك الظاهرة تمارس بتوسع بالغ في الجزيرة . و لكني أرى أن الجنس هو أداة لحفظ النوع ، و هو أيضا شراكة بين متساويين للمتعة القائمة على الحب تحت رقابة الضمير الحر الراقي .
27- الأصولية الإسلامية ضد التعددية ، بينما لا يمكن تفادي التعددية أيضا فيما يختص بالنظرة إلى العالم حتى في داخل المجتمعات التي ما زالت تهيمن عليها موروثات قوية. بل و حتى في المجتمعات المنسجمة حضارياً انسجاماً نسبياً لم يعد ثمة مفرٌّ من إعادة تشكيل الموروثات العقائدية السائدة التي تنادي بإقصاء الآخر. وينمو بالدرجة الأولى في الطبقات المثقفة وعيُ أن :"الحقائق" الدينية الخاصة يجب أن تتوافق مع العلم غير الديني المعترف به عموماً، وأن يُدافَع عنها في وجه ادِّعاءات دينية أخرى للحقيقة ضمن النطاق الخطابي الواحد".
28- يؤدي إلحاح الخطاب الأصولي في الأصولية إلى ارتداد سلوكي و ثقافي ، يتمثل في إهمال المظهر و شيوع أزياء فلكلورية مضحكة بدعوى أنها دينية ! ، كذلك إصابة المجتمع بعدم الإتزان النفسي و السلوكي نتيجة حديتة الخطاب الأصولي و انغلاقه وتشبثه بقيم عنيفة و إلحاحه على الشعور بالإثم ، وهاهي نتيجة تسلط هذا الفكر على العقل المصري لمدة 25 سنة ، تدفع مجتمعا من أكثر المجتمعات العربية اتزانا إلى حافة المرض المزمن .
هذه ليست كل الأسباب و ربما أيضا ليست أهمها ،و لكنها غيض من فيض كما يقال .
اقتباس:وليست الملائكة والشياطين الا بعض معالم هذا النهج الخلقي المتكامل القويم الذي يتصل فيه الجانب المادي في الانسان مع الجانب المعنوي .. نوازع الخير ونوازع الشر فيه ..
أحيلك إلى الدراسة الممتعة لزميلنا المجيد المهندس وليد عن المنتجات الميتافيزيقية .لقد ضربت مثلا بالشياطين و الملائكة و لكن غيرها كثير من النصوص الزمنية التي لا علاقة لها بالحاضر المعاش ، بل هي تؤدي إلى تشتيت الوعي و تعدد المرجعيات المعرفية ،وهذا معناه إنكار العلم .
اقتباس:انه تهور وليس شجاعة , سطحية وليست فلسفة عميقة ولا حكيمة
إن التهور و السطحية ليستا في التحضر بحضارة العصر و لكنهما في مجافاة العصر و التصادم معه .