العزيز ماركيز
تحية رقيقة
اولا لى رؤية شخصية لم احدد مدى صحتها بعد لهذه الحادثة
مفادها ان كلمات المسيح هذه انما قالها ليس عن قناعته الشخصية بل ليخرج اسوأ مشاعر تلاميذه و يحرقها بنار الايمان
و انا افترض معك انها كلماته و انه لم يرسل الا الي (بنى اسرائيل)
فلم خالف ارساليته و اعطى المرأة ما طلبته ؟
و ان كان بايمان المرأة فقط - و ليس باجابته لطلبها - الشفاء فلم كان الحوار اصلا؟
ولم لم تشف ابنتها فقط بالايمان؟
اقول ان المسيح لم يرسل الى اسرائيل فقط
بل الي كل العالم
هذا هو قول المسيح ذاته في يو6
انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد و الخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل
فلم كان هذا الحوار ؟ و هذه اللغة ؟
اولا :المكان
قرب الحدود الفلسطينية حيث يمتزج السكان الاصليون بالاجانب
و الذي اختار المكان هو المسيح ذاته
21 ثم خرج يسوع من هناك و انصرف الى نواحي صور
ثانيا الزمان
ان ما قبل كلمة (ثم) هو رفض من يهود لرسالة المسيح
قالوا
1 حينئذ جاء الى يسوع كتبة و فريسيون الذين من اورشليم قائلين* 2 لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ فانهم لا يغسلون ايديهم حينما ياكلون خبزا
و الحوار يدور بين اليهود و الحرف و بين السماحة في المسيح
و مع السماحة الحق
اتركوهم هم عميان قادة عميان و ان كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما في حفرة
هذا كان امر المسيح
فان تركناهم فاين نجدك يارب ؟
تجدونى في اي مكان حتى بعيدا عن اورشليم هناك مع الاجانب
و لكن الاجانب كلاب يا رب
فتعالوا ننظر هل هم حقا هكذا
هذه هي ملابسات الزمان
و ننتقل الي
ثالثا الشخصيات
1- امرأة تحتاج معونة
2- تلاميذ فخورين بالعصبية اليهودية
3- معلم حكيم و عالم بالنفوس و خباياها
و لان نظرتى تقوم علي ان كلام المسيح انما هو موجه لكسر انف كبرياء التلاميذ اليهودي فانقل قول التلاميذ
فتقدم تلاميذه و طلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا
وواضح انهم لا يبغون شفائها - حتى و ان تم - او رفض المسيح لها و طردها
لقد تجردوا من المشاعر البشرية امام العصبية اليهودية او امام حبهم للمسيح
كل ما كان يهمهم (انها تصيح وراءنا)
لقد ازعجهم صوتها و لم تزعجهم الامها
هذا عن الحوار ذاته و اهميته
و لكن عن (هل المسيح لليهود)
نرجع ايضا الي قول التلاميذ قبل تلك الحادثة
حينئذ تقدم تلاميذه و قالوا له اتعلم ان الفريسيين لما سمعوا القول نفروا
فنجد ان التلاميذ - اليهود - مازالوا ينظرون الي القادة الدينيين - اليهود ايضا - و انهم في ابسط مبادئ الايمان - ليست التقاليد اليهودية هي من تطهر بل القداسة الداخلية - مازالوا اطفال
فهل يحتاجون الي درس عملى ؟
نعم و الدليل معنى قولهم علي المرأة
لب طلبها او لا.... لا يهم فقط اصرفها
فهل من الممكن ان يبرز المسيح قوة ايمانها ؟
لذا كان هذا الحوار القاس ( و بدون النار لا يتشكل الحديد ) و بدون القسوة لا يتضح القوة
اتمنى ان تكون نظرتى واضحة و عذرا علي الاطالة
لقد بنيت نظرتى علي ان
1- المسيح اصلا ليس لليهود فقط
2- ان كان المسيح رسولا لليهود فقط فقد خالف مرسله ولا يجوز هذا علي المسيح
3- دراسة ملابسات الموقف تؤدى الي ان الرسالة هي الي اليهود و كبريائهم و ليس الي الامم او الي المرأة
لدراسة الموضوع بصورة اكبر و بنظرة مختلفة اقترح الذهاب الي هذا الرابط
http://archive.nadyelfikr.net/viewthread.p...id=20212&page=2
و
قد تناول استاذي العقاد الموضوع بنظرة ثالثة مختلفة
حيث جاء في كتابه عن المسيح
ان هذه الحادثة انما جاءت بعد رفض اليهود له فذهب الي غيرهم
و طبيعي - و النص له - ان تبدأ الدعوة محلية ثم تنتهى الي العالمية
هناك وجهة نظر رابعة - قريبة الي حد ما من الثانية مع اختلاف في نقاط البداية - تشير الي قبول اطلاق كلمة (الكلاب علي الامم) و قبول الامم لاطلاقها من قبل (امة اليهود ) سواء لتفوق اليهود عليهم ( من حيث اتباع الاله) وهو السبب الاساسي او للشخصية المعروفة للمجتمع اليهودي
و لكن المرأة اتت رغم (اعترافها بكل ما سبق)
فهذا هو الايمان الذي ما كان ليظهر لنا لولا هذا الحوار
اظن ان الموضوع قد طرح مرة اخرى في المنتدى و لكنى لم اتمكن من العثور عليه
عرضت ما اطلعت عليه من اوجه للنظر
تضمنت (المسيح لمن ؟)
(الحوار لماذا؟)
تحياتي