صيام: الداخلية عممت على المعابر أسماء المتورطين باغتيال العميد التايه
غزة-دنيا الوطن
اتهم سعيد صيام، وزير الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني، أطرافاً في حركة "فتح" وأخرى من الوفد المرافق لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، بأنها كانت "لا تريد لهذه الحكومة أن تتشكل، وجاء ذلك بتحريض من أطراف أمريكية وأوروبية، بذريعة أنّ هذه الحكومة لن تكون رافعة لإعادة إحياء عملية السلام في المنطقة على حد وصفهم".
وأكد صيام، في مؤتمر صحفي عقده بغزة الليلة الماضية (السبت 7/10)، أنّ هناك محاولات للنيل من الحكومة والضغط عليها وابتزازها من الخارج وحتى من أطراف محلية، من خلال تكوين حالة من الفوضى والفلتان والإضرابات، موضحاً أنّ هذه الأحداث تم تطويقها وهناك نية لدراسة النتائج والأسباب.
إلاّ أنّ الوزير الفلسطيني عاد وأكد أنّ هذه الأحداث "لم تكن عفوية، وإنما وفق أجندة لجهات معينة"، معرباً عن أمله أن لا تتكرر هذه الأحداث لأنّ هذا من شأنه أن يعود بالساحة الفلسطينية مرة أخرى إلى دوامة العنف والفوضى.
- مخطط لنشر الفوضى
وأوضح وزير الداخلية الفلسطيني أنّ وزارته كانت على علم بمخطط نشر الفوضى والتخريب، موضحاً أنه تم توجيه رسائل لرئيس السلطة محمود عباس ووضعه في صورة المعلومات المتوفرة لدى الوزارة، مبيناًَ أنّ رد عباس أكد ضرورة عدم خروج أفراد أجهزة الأمن في التظاهرات، وأنه يجب التصرف الفوري لمنعهم من نشر الفوضى.
وذكر صيام أنه أعطى القرارات لجميع قادة الأجهزة الأمنية بنشر الشرطة الفلسطينية يوم الأحد (1/10)، الذي شهد المظاهرات الدامية، وذلك بهدف توفير الأمن للمواطنين، موضحاً أنّ تدخل القوة التنفيذية جاء بعد استنفاذ كل الوسائل، وخشية الداخلية من حالة انفلات واسعة خصوصاً بعد ترك حراس المؤسسات العامة لأماكنهم مثل البنك المركزي والبنوك والسفارات.
وقال وزير الداخلية "نأسف لكل قطرة دم سالت، ولكن ما حدث كان وفق القانون لمنع التمرد"، وتابع "نحمد الله على أنّ النتيجة توقفت عند هذا الحد، مع تأكيدنا على أنّ مجمل الضحايا أقل من المعلن، حيث أضيف لهم أشخاص سقطوا على هامش المواجهة وليسوا فيها".
وأضاف الوزير صيام أنّ عدد المتمردين قليل، ونحن نعدّ قائمة بأسماء هؤلاء المتمردين والمحرضين على التمرد، "وقد قمنا بتصوير بعض الضباط وهم يشعلون إطارات ويضعون النفايات في الشوارع وسنعرض كل الأسماء والوثائق على الرئيس أبو مازن ولكن بكل الأحوال لا يجوز أن تتدخل قوات الأمن في مثل هذه الأمور"، وفق تأكيده.
وأشار سعيد صيام إلى أنّ هناك بعض الأماكن التي سقط فيها ضحايا لم تتواجد فيها مجموعات من القوة التنفيذية، وقال "لديّ أسماء لضباط كانوا يتنقلون من مكان لآخر ويطلقون النار من فوق الأبراج السكنية، وكل هذا سيخضع للتحقيق والفحص، وهناك من يقف خلف هذا التمرد بهدف إرباك الحكومة والضغط عليها وإظهار وكأنّ الفوضى كما هي بعد تسلم الحكومة الجديدة لمهامها".
- أسماء المتورطين باغتيال التايه
وقد أكد وزير الداخلية الفلسطيني أنه جرى تعميم أسماء المتورطين في اغتيال العميد جاد تايه، مسؤول العلاقات الدولية في جهاز الاستخبارات الفلسطيني، ومرافقيه، على المعابر والحدود الفلسطينية للحيلولة دون هروبهم من قطاع غزة، مضيفاً أنّ هؤلاء المتورطون لازالوا موجودين داخل القطاع، وأنه "لن يعلن عن أسمائهم حتى يتم إحكام القبضة عليهم".
وأفاد صيام أنّ الوزارة لديها أسماء الأشخاص المشتبه بتورطهم في اغتيال العميد تايه، موضحاً أنّ هذه المجموعة تمثل حالة من المجتمع الفلسطيني ولها أحداث سابقة وجرائم سابقة، نافياً أن تكون هذه الجماعة "تكفيرية أو تابعة لتنظيم القاعدة".
ومن جانبه؛ صرح خالد أبو هلال، الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني، الأحد (8/10)، أنّ اللجنة الأمنية المكلّفة بمتابعة ملف اغتيال العميد جاد التايه مسؤول العلاقات الدولية بالمخابرات العامة الفلسطينية، قد توصلت إلى تحديد المشتبه بهم في قضية الاغتيال، مؤكداً أنّ العمل يجري لاعتقالهم على الفور واتخاذ الإجراء القانوني المناسب بحقهم في حال ثبتت التهم المنسوبة إليهم.
- حكومة تستمد شرعيتها من الله
وأكد صيام أنّ حركة \"حماس\" التي ينتمي إليها وحكومتها تستمد شرعيتها من الله عز وجل، ونالت شرعية دستورية في الانتخابات التشريعية الأخيرة من الشعب الفلسطيني، وذلك في رده على تصريحات رئيس كتلة فتح الانتخابية عزام الأحمد، في وقت سابق من ظهر السبت، التي تهكم فيها على قول رئيس الوزراء الفلسطيني بأنّ الحكومة تستمد شرعيتها من الله.
وأضاف صيام \"نحن في الأساس أبناء حركة إسلامية تستمد شرعيتها من الله عز وجل، وأيضاً أخذت شرعية دستورية في هذه الانتخابات من الشعب الفلسطيني، من يتحدث عليه أولاً أن يفهم الدين جيدًا، وأن يعي ما يقول، وألا يترك الأمور لتفسيره ومزاجه أو ساخراً من هذه المعاني التي يجهلها\".
وعن الاتهامات التي تعرض لها من قبل جهات في حركة فتح، قال صيام "الاتهامات في الساحة الفلسطينية ليست أمراً جديداً، ونحن لا نهتم بذلك كثيراً، فإننا نعلم بأنّ هؤلاء يريدون للحكومة أن تفشل، وهناك من لهم مصالح في استمرار الفوضى وحالة الفلتان، وبالتالي ستسمع أصوات تعلو وترتفع لمحاولة الإساءة للوزراء أو الحكومة أو لهذه الجهة أو تلك".
- منظومة عالمية تتآمر على القضية
وسئل الوزير الصيام في المؤتمر الصحفي عن الأوضاع السياسية؛ فقال إنّ "الحراك السياسي في المرحلة الحالية مطلوب، لكي يتسنى عبر هذه الجهود الوصول إلى موقف مشترك أو تفاهمات أو للالتقاء على نقاط معينة تساهم في تحسين الأوضاع".
وأضاف صيام "في الوضع الراهن؛ هناك منظومة عالمية تتآمر على قضيتنا، والحل للأوضاع الأمنية في ظل هذا الحصار وفي الاعتداء الصهيوني المتكرر صعب، خاصة مع تواصل العبث من قبل أطراف داخلية".
وأكد وزير الداخلية أنّ الحل يكمن في "تشكيل حكومة وحدة وطنية، وموقف وطني فلسطيني"، داعياً إلى تحمل كافة الأطراف لمسؤولياتها تحت سقف المصلحة الوطنية العليا.
ونفى الوزير ما ورد من تصريحات لرئيس السلطة (لم يسمه) بأنّ المشاورات بشأن تشكيل الحكومة "وصلت إلى نقطة الصفر"، قائلاً "هذا كلام غير دقيق، فقد قطعنا شوطاً كبيراً، ووصلنا إلى نقطة محددة، وكان هناك وعد باستكمال بحثها حالما يعود الرئيس عباس من الخارج، واستئناف الحوار من حيث انتهينا".
وحول زيارته التي سيبدأها غداً إلى الخارج؛ قال الوزير "هذه ليست زيارتي الأولى إلى الخارج، بل هي زيارة تم تأجيلها بفعل الأحداث في الأراضي الفلسطينية، وتأتي في سياق البحث عن فرص لتطوير عمل وأداء الأجهزة الأمنية وتدريب كوادرها والحصول على مقاعد دراسية لضباط الشرطة".
وأضاف صيام "سنعمل على توفير تدريب في مجال العمل في مواجهة الكوارث والتعاون في مجال البحث الجنائي، وأمور تخص تطوير العمل الأمني في الأراضي الفلسطينية، ومن ذلك الحصول على دعم من أجل إقامة مشاريع صغيرة وإقامة أبنية لوزارة الداخلية (التي تم تدميرها) وفروعها".
دنيا الوطن
-------------------
إذا عرف السبب بطل العجب!!!