عزيزي كناديان،
أما قول يسوع أنه جاء ليتمم لا لينقض، فتحقق في ناحيتين إثنتين:
1. جاء ليتمم النبوات التي بقيت تنتظر تحقيقها بشأن "النبي"، "المسيح"، "الملك" الذي هو مثل موسى وأعظم، ومثل إيليا وأعظم، ومثل داؤود وأعظم.
وهذا ما تحقق.
2. جاء ليتم الشريعة لأن الشريعة الموسوية ناقصة. فشريعة موسى وقفت عن العوارض ولم تنفذ إلى الأسباب والمسببات.
من هذا قول المسيح: قيل لكم لا تزنوا، أما أنا فأقول: من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى.
ومفاد شريعة المسيح يسوع هو فتح العيون على مسببات الخطايا لتجنبها، لا الاكتفاء بتحريمها وتبيان عقوبتها في حال ارتكابها.
هذا هو مختصر "الإتمام لا النقض".
========
بخصوص أن كلام "ميراج" أوضح بغضه وكشف عن كرهه، فأنت مخطئ يا عزيزي. هناك فارق كبير جدا بين أن تكره وتبغض فتدلي بدلوك، وبين أن تقرر أنك تريد أن تتحدث وتفصح عن مكنونات عقلك وحقيقة قناعاتك الإيمانية أو الفكرية بكل انفتاح وشفافية.
أحيانا، من بعض ما سبق من مداخلات لك -منذ تركك الإسلام علنا- يستشف البعض بغضا وكراهية للإسلام والمسلمين، ولكننا نفسره بأنه رغبة حقيقية وصادقة في قتح عيون الآخرين على الحقائق التي اكتشفتها وتوصلت إليها (بغض النظر عن كونك على صواب أو خطأ في حكمك على الإسلام أو خروجك عنه).
لذلك، ليس كل من قال لك "يا أعمى"، يقصد بالضرورة تجريحك، بل هناك من هو صادق جدا إلى درجة الشعور بأنه من الواجب الإنساني "مناداة الأمور بأسمائها الحقيقية"
اقتباس:استطيع رؤية احقاد دفينة متاصلة ناشئة عن تربية منذ نعومة الاضفار على كره المسلمين
عزيزي، المثل الشعبي يقول: "اللي على راسه بطحة، يحسّس عليها".
يعني، نحن كمسيحيين نتربى عموما وإجمالاً على المحبة، محبة القريب والبعيد، العدو والصديق، المسيحي والمسلم. لأننا منذ نعومة أظفارنا نتربى على قراءة الإنجيل والتأمل في أعمال مسيحنا ومآتيه، ونتخذ موافقه من السامرية ومن الكنعانية ومن قائد المائة الوثني ومن الأعمى ومن العشار وغيرها، نتخذ جميع هذه المواقف قدوة نقتدي بها ومثالا نحذو حذوه وإن عجزنا أغلب المرات.
لذلك، الحديث على الكراهية منذ نعومة الأظفار، هو حديث مرفوض جملة وتفصيلا. عزيزي، الكراهية والبغض أراها وأسمعها وأجدها على فم أغلب أطفال المسلمين من حولي عندما يرون صليبا أو مسيحيا أو كاهنا.
لذلك، أرجوك، إن كانت "كندا" قد أنستك واقع الحال في المشرق العربي، أرجوك (مرة أخرى) حاول أن تنعش ذاكرتك أو قم بزيارتنا من حين لآخر لتتذكر فعلا أين تكمن البغضاء وأين تشع المحبة.
اقتباس:بالنسبة لكلمة الارواح النجسة التي اعترضت حضرتك عليها فهي تاتي مع كلمة الشياطين وغيرها في قائمة طويلة من النعوت التي تطلقونها على الوثنين برايكم وهم كل من لا يسير بدينكم
أرجو أن تبني لي من الإنجيل صدق ما تقول. كما أن "ميراج" يدعم من القرآن والأحاديث والتفاسير صدق ما يدعي ويقول. لأن جملتك أعلاه -مع خالص الاحترام والتقدير - هي هراء في هراء.
اقتباس:لا يمكنني ذكر كمية المجازر المسيحية بحق البشرية لانني ساقشعر واشعر بالغضب لمجرد التفكير من رؤية اولئك القتلة الذين جردوا من انسانيتهم باسم الله
أنا لا أتحدث عن المسيحيين، بل عن المسيحية. وأذكرك بردي عليك عندما قلت لك:
اقتباس:لو قلت، المسيحيون (تقصد بعضهم -أو كلهم في فترة معينة) لغضضت الطرف عن عبارتك هذه. أما أن تقول: "المسيحية"، فهذا قول ينم إما عن جهل، أو عن سوء نية لمسلم يتبطن اللادينية. وأنا شخصيا أعتقد أنها هفوة وخلط ناجم عن تسرع، لأنني أعتقد أنك في الصميم، إنسان بسيط بعيد عن كل التعقيدات.
هل تذكر الفرق الذي تصر على تجاهله؟!؟!
اقتباس:انت ياعزيزي ابن العرب تريد اقناع نفسك وبشدة ان دينك دين سلام لا حرب وتريد ان تتخلى عن كتب اليهودية لكن هذا للاسف ليس باستطاعتك
كما أسلفت أعلاه، ديني الذي كشف لي عنه ابن الله وكلمته إلينا الذي تجسد بشرا سويا في الزمان والمكان، علمني المحبة ورفض كل ما يمت إلى الكراهية بصلة.
أما عن اليهودية فأوضحت موقفي منها تماما وأنني أقبلها كلها ولكنني أميز لدى قراءتها بين مضمونها الذي يشمل رسالة الله وجواب الإنسان عليها وغيرها الكثير.
تفضل بقبول تحياتي القلبية