الرابط ألغي من موقع : " الإسلام اليوم" . وبالأمس كتبت موضوعا في الإقلاع ، وألغي اليوم ، وحظر موقع الوفاق والساحات وغيرها .
هل القصيبي : إله ؟
كتبت هذا الموضوع :
[SIZE=4]"
أنا لست مؤمنا بأي شيء مما تقول ، ولكني سأدافع عنك حد الموت حتى تقول ما تقول "
فولتير – زمن محاكم التفتيش الكاثوليكية
قبل عدة سنوات ، كنا متحلقين حول التلفاز ، أنا وأصحابي ، لنشاهد اللقاء الذي أعده فيصل القاسم بين العواجي والمسعري . حينها ، لم أكن اعلم من هو العواجي ، وبدأ الاتجاه المعاكس ، لينتهي وأنا أقول لأصحابي : " سجلوا ، منذ اليوم ، أن العواجي قد انضم لقائمة " شيوخي " " . بعدها رحت أبحث عن مقالاته وكتاباته ، وحدث أن استضافه منتدى من ضمن المنتديات ، فوجهت إليه عدة أسئلة . كانت لديه " جاذبية " غريبة عندما يخطب ويتحدث ، كانت خطابيته أفضل بكثير من كتاباته . كما أنني كنت أراه نموذجا مختلفا من " الإسلاميين " ، خصوصا بعد ذاك النقد الذي وجهه للنظام الديني التقليدي .
بعد تلك الفترة ، جاءنا الدكتور العواجي بمقالته الأخيرة التي سجن على إثرها. استغربت فعلا أن تصدر مثل هذه المقالة من العواجي ، فقد كانت من الناحية الفنية : ركيكة ، مقتضبة ، أقرب للخطبة منها للمقالة . وهي من ناحية المضمون لا تختلف عن كتابة أي " إسلامي صغير " يكتب في المنتديات . عندما قراتها أول مرة ، لم استطع متابعتها للاخير ، فقد شعرت بالملل . وكل هذا ، جعلني أشعر بالدهشة تماما من أن يقاد للسجن بسببها . عدت مرة اخرى لقراءة المقالة ، فلم أجد شيئا جديدا ... فسرعان ما طرحت عدة أسئلة :
هل من المعقول أن العقلية الرقابية السعودية ، لا تزال تفكر بطريقة السبعينيات الميلادية ؟
هل اختفى المثقف تماما داخل عباءة السياسي في شخص غازي القصيبي ؟
هل عملية السجن لا تعني شيئا سوى إثبات ما تقوله المقالة ؟
1- تبدأ المقالة بالتذكير بان العقد التأسيسي للسعودية هو عقد إسلامي ، وأن هذا العقد هو الوحيد القادر على الحفاظ على وحدتها . ثم تذكر بالمحاولات التي أرادت إبطال هذا العقد الإسلامي ، من ماركسية وغيرها . بعد ذلك تؤكد وجود " شرذمة " تسعى في الخفاء على تحقيق هذا الهدف . ثم تعود فتذكر بالنكبات التي تعرض لها المنتمين إلى الأحزاب اليسارية ، وتؤكد أن هناك ثم فئة وسطى " ذرائعية " متلونة فكريا ، ويضع بعض الإشارات إلى أنه يقصد غازي القصيبي بذكرعنواين بعض كتبه.
بعد هذه الديباجة ، تلج المقالة في صلب الموضوع متحدثة عن القصيبي . تبدأ بالحديث عنه : معترفة بأدبه وغدارته وخضرميته وتنتقل للإشارة لامتيازاته الوزارية ، لتتحول بعد ذلك للحديث عن عدم إسهامات القصيبي في أي من النشاطات الإصلاحية ، إلا مرة واحدة .. وكادت ان تودي به . بعد هذا ، تأتي المقالة لتؤكد أن القصيبي الذي تتحدث عنه هو قصيبي آخر ، يستخدم مكانته الاجتماعية ليوجه سياسة البلاد – مع مجموعة لم تسمها المقالة – نحو مصالح تتعارض مع إسلاميتها ، وتذكره بيحيى البرمكي ونكبته في عهد الرشيد .ثم تتوجه المقالة بالخطاب إلى القصيبي قائلة له : ان الملك ليس لهم وحدهم ، وبان الأمة لم تعطهم مفوضية ليتحدثوا باسمها .
أخيرا ، تنتقل المقالة لمخاطبة الملك موجهة إليه بعض النصائح . منها تقريب أهل الخير ، والتحذير من بعض رجال البلاط ، وتذكيره بحدود اختيار الموظف بالقرآن .
هذا باختصار ، ربما كان مجحفا ، موضوع المقالة التي سجن على إثرها العواجي .
2- لماذا هذه الحملة الشديدة الضراوة على القصيبي ؟ ماذا فعل ؟
في غالبية المقالة ، يتم الاكتفاء بالكلام التعميمي كمناقضة مصالح الامة ومعاكسة مسارها ....إلخ . ولكن في بعض الأجزاء يتم ذكر بعض النقاط ، وتتلخص في التالي :
أ- المؤتمرات الاقتصادية المختلطة .
ب- معرض الكتاب ، سواء من ناحية الكتب ، أو من ناحية تنظيم الزوار .
ج- تأليف ونشر وفسح رواية " بنات الرياض " .
هذا الذي جادت به قريحة العواجي من أمثلة . كتب هذه المقالة الطويلة العريضة المليئة بكلمات كبيرة تصل حد الإتهام بالإنقلاب الأبيض على السلطة ، وما هي الأمثلة : منتدى اقتصادي ، ومعرض كتاب ، ورواية !
3- يمكن الرد على مقالة العواجي من طريقين :
الطريق الأول : نفي ارتباط القصيبي ، بتنظيم معرض الكتاب ، كون وزارة التعليم العالي هي المنظمة الرئيسية له . ويمكن التذكير ، أنه لم يعرض المعرض أي كتاب للقصيبي ليس موجودا في المكاتب السعودية . ومن منطلق خبرتي كبائع للكتب ، ومن أكثر المرتادين للمكتبات في الشرقية والرياض والقصيم ، فإنني أستطيع القول أن كل الروايات التي عرضت في المعرض لغازي القصيبي متواجدة في مكتبات سعودية .
أضف إلى ذلك أن رواية " بنات الرياض " التي يهاجمها العواجي ويدعو عليها ويتهمها بكل التهم ، لو فرضنا أنها نتيجة مؤامرة كبرى من رجال البلاط الغير منتمين لهوية " الأمة " " الإسلامية " ، فقد منعت في المعرض ، وسحبت من مكتبة كانت تبيعها في الرياض . فالرقابة التي يتباكى العواجي على ضياعها ، موجودة وما زالت تؤدي دورها القديم في مصادرة كل الأفكار ، بل إن الدليل على هذه الرقابة العمياء هو مصادرة حق العواجي في إبداء رأيه ، وإغلاق كل منتدى او موقع ينشر ما لا يرضي ذوي العقول الصغيرة القابعين في مدينة الملك عبد العزيز.
الطريق الثاني : هو أن العواجي في أجزاء من كثيرة من المقالة ، ينصب نفسه مفوضا من الأمة ومتحدثا باسمها ؛ يفعل ذلك في الوقت الذي يسحب هذا التفويض عن القصيبي وأمثاله .. وذلك لانهم لا يمثلون توجهات الأمة الإسلامية . يتحدث العواجي عن تنظيم الزيارات في معرض الكتاب ، وأنا أتعجب من عينه التي لم يعجبها هذا التنظيم ، في الوقت الذي ترى مثله في كل مكان ، في الأسواق ، والمتنزهات ، وكل مكان . ولا أعلم ما هو التنظيم الشرعي المبني على الكتاب والسنة لمثل هذا المعرض الذي لا يستغرق اكثر من أسبوع !
لا أستطيع تسمية ما كتبه العواجي إلا أنها " كبوة جواد " فمن عرف العواجي قبل هذه المقالة ، لا يمكن أن ياخذ مثل هذه المقالة في الحسبان .
4- الآن : هل عجز القصيبي – المثقف – أن يستغل مثل هذه المقالة ، ليحولها إلى حوار ثقافي بين المثقف والسلطة ؟
هل لم تستطع عينه أن ترى ردا سوى الاختباء تحت العباءة السياسية ؟
أسئلة تحتاج لإجابة ... فالتيار الذي يتنامى ، ويجعل من القصيبي رمزا ، ويجعل من حرية الرأي والتعبير أولى أولوياته ؛ هذا التيار يجد تناقضا حادا بين تنظير المثقف وأعمال السياسي .
ثم لو نظرنا ، مالذي قاله العواجي ، حتى يسجن ؟
أستطيع أن أذكر عناوين كتب عرضت في المعرض أفضع مما قاله العواجي ، إن كان ما قاله فضيعا . وأستطيع الإتيان بمقالات وكتب تنشر لم يتم محاكمة كاتبيها ، ولكنه الوحيد الذي خصص جزءا من مقالته عن القصيبي يسجن !
5- ماذا يراد من العواجي حين يتم سجنه ؟
أول يوم سمعت عن المقالة ، رحت أبحث عنها في جوجل ، فظهرت لدي مواقع لا تتجاوز المائة . اليوم بحثت عنها ، فأعطاني جوجل أكثر من ثلاثة آلاف موقعا ومنتدى نشرها . إن كان المعرض خطوة للأمام ، نحو مزيد من الإنفتاح حيث يصطف كتاب أحمر بجانب أصفر بجانب اخضر .. ، ويجلس الإسلامي بجانب غيره لمناقشة موضوع " الرقابة " ، بكل شفافية . بعد كل هذه التظاهرة الثقافية ، نعود إلى الخلف ، إلى السبعينيات .. ويسجن مثقف في عصر الإنترنت والعولمة ، حيث لا حواجز ؟
بهذا التصرف لا نستطيع أن نخالف العواجي في مقالته ، وأن نرد عليه .. لأنه – ببساطة – لا يستطيع الرد . وقديما قال رائد التنوير فولتير : " أنا لست مؤمنا بأي شيء مما تقول ، ولكني سأدافع عنك حد الموت حتى تقول ما تقول " .
أخيرا ، أترككم مع أحمد مطر ، شاعر الحق :
[CENTER]أقول
الشمس لا تزول.
بل تنحني
لمحو ليل آخر
... في ساعة الأفول!
**
أقول :
يبالغ القيظ بنفخ ناره
وتصطلي المياه في أواره
لكنها تكشف للسماء عن همومها
وتكشف الهموم عن غيومها
وتبدأ الامطار بالهطول
..فتولد الحقول!
**
أقول:
تعلن عن فراغها
دمدمة الطبول .
والصمت إذ يطول
ينذر بالعواصف الهوجاء
والمحول:
رسول
يحمل وعدا صادقا
بثورة السيول!
**
أقول:
كم أحرق المغول
من كتب!
كم سحقت سنابك الخيول
من قائل!
كم طفقت تبحث عن عقولها العقول
في غمرة الذهول !
لكنما..
ها أنتذا تقول .
ها هو ذا يقول .
وها أنا أقول .
من يمنع القول من الوصول ؟
من يمنع الوصول للوصول ؟
من يمنع الوصول ؟
**
أقول :
عودنا الدهر على
تعاقب الفصول.
ينطلق الربيع في ربيعه
..فيبلغ الذبول !
ويهجم الصيف بجيش ناره
..فيسحب الذيول!
ويعتلي الخريف مد طيشه
.. فيدرك القفول !
ويصعد الشتاء مجنونا إلى ذروته
.. ليبدأ النزول
أقــــول:
لكل فصل دولة
.... لكنها تدول ! [/CENTER]
اقتباس:طيب سؤال: كيف يتوازى هذا الكلام مع حقيقة كون السعودية قاعدة عسكرية امريكية تنطلق منها المقاتلات الامريكية لمهاجمة دول عربية و اسلامية، ثم تعود اليها للتزود بالوقود و السلاح؟ و بعدها يقال ان السعودية حصن الاسلام المنيع الذي ينتحر على ابوابه كل غازٍ؟
هل تلك الكلمات اشعار فارغة، أم انني فهمت الموضوع خطأ يا ترى؟
الجواب هو الخيار الثاني ، رجاء : كلف نفسك بعض الوقت لتستوعب الموضوع .