يا أبناء الافاعي وكلاء الادارة الامريكية في وطننا العربي

يا أَبْـنـَــــاءَ الأفـَــاعـِــي وُكـَــلاءْ الإدَارَة الأَمـْـــــرِيـكِــيــِّـة
فـــــي وطننــــــا العـــــــــــــــــربي

بقلـــــــــم : محمد فؤاد المغازي
كاتب عربي مقيم في برلين
elmoghazy@gmx.de


يا أبناء الأفاعـــــي .. جملة جرت على لسان سيدنا المسيح عليه السلام وهو غاضب ينهر بها أبناء يهوذا الذي حولوا معبده إلي متجر. سيد السلام والمبشر به لم يسلم معبده ودعوته من عبس أبناء الأفاعي.

وأنا أستعيرها من سيدنا المسيح لأخاطب بها أبناء الأفاعي من وكلاء الإدارة الأمريكية من الحكام العرب الذين يحولوا أمة العرب على طول امتدادها إلي معبد يعبث به أبناء عمومتهم من أبناء صهيون الأفاعي .

وأقول : لهم يا أولاد الأفاعي

هل أنتم معنــــــــا؟
أم أنتم علينـــــــا ؟

هل أنتم ضمانات أمن لنــــا ؟
أم ضمانات أمن للكيان العنصري الصهيوني ؟
هل أتجاوز إذا ما قلت أنكم تحققون أمنية بن جوريون بأكثر مما تصورها بن جورويون نفسه :
" إن حدود إسرائيل حيث جنودها في مأمن " .

الأمريكيون لم يتحدثوا مرة واحدة عن أمن العرب، وإنما كان حديثهم متواصل ودائم عن أمن إسرائيل..فهذا جيمس بيكر عندما كان الحديث دائرا عن إعطاء الفلسطينيين مجرد حكم ذاتي ربط هذا المطلب بقوله: " إذا لم يحقق الحكم الذاتي ظروف أمن أفضل بالنسبة لإسرائيل فلن يكون هناك حكم ذاتي ".

الأولوية للمشروع الغربي – الصهيوني هي ضمان أمن إسرائيل، وضمان أمن إسرائيل يعني ضمان السيطرة، وضمان السيطرة يعني ضمان استمرار استغلال ونهب ثروات العرب .. حلقات مترابطة في المشروع الغربي الصهيوني .. والطريق إلي تحقيقها لا يتم إلا عبر الحاق الهزيمة التاريخة بالعرب .. وابناء الأفاعي هم في حقيقة الأمر جزء من أدوات تنفيذ المشروع.
فدوركم هو جزء أساسي في تنفيذ المشروع الغربي وأن جمال عبد الناصر لم يتجاوز الحق عندما وضعكم في الموقع الصحيح من المشروع الغربي الصهيوني وتعامل معكم بوصفكم ضلع من مثلث السيطرة.

هل تمتلكون مشاريع للنهضة ؟
أم أن دوركم هو تحويل أمة العرب إلي أمة من الخدم 95% من أبنائها يعرضون خدماتهم في سوق النخاسة .. سوق النفطيين.

هل لديكم الجرأة أن تعلنوا عن أرصدتكم .. لا نريد معرفة مصدرها فالأمة تعرف . لكن هل يعقل أن تكون بحوزتكم كل هذه الأموال الطائلة في الوقت التي يتساقط فيه ملايين الأطفال والنساء والرجال من العرب موتا جوعا ومرضا. فأنتم والله تجمعون بين مرض الطاعون ورصاص الصهاينة..والإثنان موجهان لجسد الأمة .

يا أبناء الأفاعي ...
لماذا تختارون طريقا مخالفا ومعاديا لطريق اختارته الأمة .
هذه الأمة تريد حريتها .. وهي على استعداد أن تدفع تكاليف هذه الحرية.
هذه الأمة تريد نهضتها .. وهي على استعداد أن تدفع تكاليف النهضة عرقا وجهدا .
هذه الأمة تريد أمنها وهي على استعداد أن توفر لأبنائها من قوتها تكاليف بناء جيشها، يدافع عن حماها .. جيشا لا يواجه شعب الأمة .. ويدير ظهره لأعدائها .
هذه الأمة تريد أن تخاطب الآخر .. بمثل ما يخاطبها الآخرين .. لا تريد أن يكون نموذجها في الكبرياء هو نموذج حكامها .
هذه الأمة تريد أن تشعر بالثقة .. في حاضرها وتطمئن لمستقبلها .. هل هذا بكثير على أمة أعطت العالم العلم والهداية لتحصد في النهاية ما تراه العين اليوم!!!

إن ما بأيدي هذه الأمة من قدرات .. يحقق لها هذه المطالب وأكثر.. وما يحول دون الوصول إلي أهدافها هم هؤلاء أولاد الأفاعي وكلاء الإدارة الأمريكية في وطننا العربي.
لقد تعلمنا في دروس التاريخ أيام كان تحديد مادة التاريخ علما ومنهجا في أيدي وطنيون أن وزير خارجية بريطانيا بلفور قد وعدا للصهاينة بإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين .. وقد ورد في خطاب مرسل من جمال عبد الناصر إلي كينيدي تلك العبارة " لقد أعطي من لا يملك وعدا لمن لا يستحق " .
والآن ما يفعله أبناء الأفاعي بنا هو أن يحولون الوطن العربي من محيطه إلي خليجه إلي فلسطين الكبري . يسمونها الآن الشرق الأوسط الكبير .. ثم الجديد رغم أن الكبير لم يمر عليه وقت كثير يجعله في حاجة إلي الصيانة وتجديده .

واليـوم : أبناء الأفاعي من الحكام العرب يفرطون فيما لا يملكون .. لأبناء أفاعي آخرين لا يستحقون .
فيا أمتي إنهضي ..
اقتحمي الخطر ...
لم يعد هناك خطرا أشد مما نحن فيه...
انتصري يا أمة تستحق بالحق وبالمقدرة مكانة تليق بها تحت الشمس ...
يا أمتي انتصري للشرفاء من أبنائك ...في فلسطين ولبنان والعراق والأحواز