يعتبر قسم من المسلمين أن إسم محمد من الدلالات على نبوته بدعوى أن هذا الإسم لم يكن معروفا من قبل. غير ان بعض الدلائل التاريخية تشير الى انه كان معروفا، بالرغم الكثير من الالتباسات. هل كان محمد اسما ام صفة؟
وإذا ما درسنا ما ورد من عادات العرب في تسمية إبنائهم لوجدنا عدم إحتمالية أن تسمي آمنة والدته أو جده عبد المطلب المولود الجديد بهذا الإسم. كان العرب يتجهون إلى التواضع في تسمية إبنائهم درءا للحسد ولإخفائهم من شياطين الجن. فمثلا كانت أسماء مثل كليب، شيبة، جهيمان وما شابه منتشرة، ولازالت بقايا التسمي بالاسماء السيئة موجودة في العراق حتى اليوم.
في الطرف المقابل كانت التسمية أيضا تتبع وصل الأسم بأسم واحد من آلهتهم مثلا: عبد العزى او عبد اللات كما كان يطلق على والد محمد قبل ان يجري تغييره بعد وفاته، ولهذا فإني أستبعد أن يكون إسم "محمد" الأسم الأول الذي منحه إياه جده عبد المطلب، وأرجح أنه اتخذ هذا الإسم وأقحمه في ذاكرة العرب كما أقحم اسم عبد الله مكان عبد اللات على اسم والد محمد، بالرغم من انه كان ميتا عندما جرى تغيير اسمه بالقوة.
ويخبرنا التاريخ الإسلامي عن تغيير العديد من إسماء المسلمين الأوائل. فمثلا كان إسم عبد الرحمن بن عوف قبل إسلامه "عبد ود" وأخفى المسلمون إسم "عبد مناف" من التداول لقربه الشديد بمحمد واستعملوا بدلا من ذلك إسم أبي طالب (نفس مافعلوا بإسم والد محمد).
ومن المعروف أن أعدائه من قريش أسموه إبن أبي كبشة لصلة القرابة التي ربطته بأبي كبشة، أحد المحدثين في ديانات قريش، او لربما تشكيكا بحقيقة نسبه.
فهل يوجد هناك دليل تاريخي على تسمية أخرى لمحمد؟
اسم "محمد" كان نادر الوجود في المجتمع الجاهلي قبل الاسلام و لكنه كان موجودا بدليل وجود عدد من الصحابة ممن هم في سن محمد او اكبر منه يحملون هذا الاسم و هم:
محمد بن مسلمة الانصاري و هو من اوائل من اسلم من الانصار و شارك في غزوة بدر مع الرسول صلى الله عليه و سلم.
و محمد بن احيحة الانصاري شهد اسلم قبل الهجرة .
و محمد بن قيس بن شرحبيل ممن هاجر الى الحبشة
وهناك ايضا محمود بن مسلمة شقيق الاول مات في حياة الرسول ص
و كذلك وجود اخرين ممن لم يسلموا اسمهم ايضا محمد و هذا يدل على ان الاسم معروف وان كان نادرا، وهو ليس اسما إسلاميا
يكتب الباحث والمفكر التونسي الدكتور هشام جعيط في كتابه الأخير "تاريخية الدعوة المحمدية في مكة "القرآن لم يسمّه باسم "محمد" إلا في السور المدنية: "محمد رسول الله والذين معه" (الفتح)، "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل" (آل عمران). ويقول الكاتب أن اسم "محمد" هو واحد من التأثيرات المسيحية فى الإسلام، وأنه نُقِل إلى العربية عن السريانية وأنه يعني في تلك اللغة "الأشهر والأمجد"، وأن صيغته الأولى هى "محمدان". أما الاسم الحقيقي للرسول فهو " قُثَم "، وقد سُمِّىَ به لأن أحد أبناء عبد المطلب كان اسمه " قُثَم " ومات على صِغَرٍ فسُمِّىَ النبي على اسم عمه المتوفَّى.
وفي سياق آخر اعتبر جعيط أنّ لفظة "محمّد" كنية للرسول وليس اسما وأنّ أصلها سرياني: محمّدان، ورجّح أن يكون اسمه التاريخي "قُثَم"، فوالده كان يسمّى: أبو قثم. ولكنّ القرآن أضفى عليه لقبا دينيّا هو محمد.
من المعروف أن اسم ( محمد ) كان له قدسية خاصة عند العرب قبل الاسلام ، لأنه كان اسم نبي اقترب زمان ظهوره وفق الدعاية التي كان اليهود يبثونها بين العرب ، وقد ذكر أهل الأخبار والسيرة أن اسم محمد لم يكن شائعا بين العرب ، وأن من تسمى به قبل الاسلام كان لتسميته به علاقة بنبوءة اليهود تلك .. ولربما غير قثم اسمه الى محمد من اجل إستغلال الاشاعة اليهودية
الأمر الآخر الذي لفت نظري في هذا الموضوع هو أن ابن القيم ذكر في كتابه ( زاد المعاد ) ان اسم ( محمد ) هو من أسماء الصفات للنبي ( محمد ) وربما كان يلمح الى أنه من قبيل اللقب وليس اسم العلم الذي كان يُعرف به عند ولادته ، ومن المعروف أن لمحمد اسماء صفات اخرى مثل ( العاقب والحاشر ونبي الرحمة ) مع ذلك اعترف بندرة المراجع والمعلومات حول هذا الموضوع في الكتب التي بين أيدينا ..
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7532
http://www.saaid.net/mohamed/229.htm