ناقص واحد...

أنا بشكل عام، وليس بالضبط، أؤيد شهاب الدمشقي في مقولته بحرية الانتماء وعدم أحقية المعترضين على ما يسمونه بمؤامرة التشيع في سوريا.

صفر...

لست شيعي ولا سني ولا آبه بالطوائف... ولا بالأديان!

أولاً...

لست أدري لماذا – في الحديث عن نشر المذاهب - نعامل الشعب السوري أو المصري كأنهم دمى تلعب بها التيارات التبشيرية!
فليكن نشر المذهب بالمدارس أو بالنشاط المدعوم أو حتى بالمال... أوليس الناس أنفسهم هم من يختار المذهب والدين في نهاية المطاف؟ لماذا لا نحترم خياراتهم؟! لماذا نتكلم وكأنهم غنم ونحن الرعاة عليهم؟!

ثانياً...

قرأت رد القرضاوي. ولا أعتقد أنه محق في أي مما جاء. فما الضير في نشر مذهب في بلد لم يتواجد فيه المذهب حديثاً؟
هذا علماً بأنه – وحسب معلوماتي المتواضعة – المذهب الشيعي هو الذي كان سائداً في مصر القديمة أيام الفاطميين. وهم بناة الأزهر، مرجع المسلمين السنة الأول. وكانوا السادة حتى تم إزالة دولتهم بقوة السيف. فما الضير في عودتهم، خاصة وأن عودتهم لا تحدث بالسيف كما كان زوالهم بالسيف؟

ثالثاً...

رداً على النجم اللامع ومؤيديه...
الدعوى أن السعودية لم ولا تنشر مذهبها في سوريا هي خاطئة ومراوغة ومضللة. إن الشواهد على المد الوهابي في سوريا لا حصر لها، وانتقال الشباب السني إلى التشدد الوهابي جار على قدم وساق.
لقد بات مظهر الشباب السوريين (وأصر السوريين وليس السعوديين) الذين يلبسون دشاديشاً قصيرة تظهر من تحتها الجوارب ويطلقون اللحى الطويلة ويحفون الشوارب مظهراً عادياً في شوارع دمشق وأزقتها، وحول مساجد السنة فيها... بل وحتى على أبواب كلية الشريعة. علماً بأن هذا المظهر في الثمانينات لم يكن موجوداً أبداً في سوريا. بل ولم يكن زي طلاب العلوم الدينية مشابهاً لألبسة الأصوليين السعوديين أصلاً إلا بدءً من أواخر الثمانينات.

أما عن شراء الناس بالأموال، فالأموال السعودية على جيوب طلاب العلوم الدينية السنة أغزر بكثير من الأموال الإيرانية. خذ مثلاً فقط... منطقة السيدة زينب في دمشق التي يكثر فيها الشيعة الأجانب (الغير سوريين). هذه المنطقة فيها غوطات وبساتين وأحياء سنية محيطة بها من ناحية طريق المطار والمنطقة القريبة من دمشق. إن هذه المناطق صارت فللاً بدل البيوت المتواضعة، والمساجد السنية فيها كثرت وصار الطلاب الفقارى فيها يتجولون على موتورسيكلات بنفس زيهم السعودي السابق الذكر (علماً بأنهم طلاب سوريون وأن هذا الزي ليس بسوري على الإطلاق). وقد باتت الاستثمارات التجارية لرجال الدين السنة منتشرة لدرجة لا تكاد تصدق، حتى إن إمام جامع الفاروق بات من أصحاب الملايين بعد أن كان يوماً مأواه الوحيد في المسجد (حسب أقوال تلامذته)، في بلد لم تنزل عليه ثروات من السماء، ويغط 80 من أهله في فقر مدقع.

أنا بالطبع لا أعترض على محاولات السعوديين نشر مذهبهم الوهابي حتى لو كان بالمال، ولكن الشيء بالشيء يذكر، وإيران ليست لوحدها من بدأ يفعل ذلك، بل سبقتها السعودية بأكثر من عقدين من الزمن.

والمثير للاستغرب في هذا الشأن أن نفس المعترضين وغير السعداء بما يسمى بانتشار التشيع في سوريا باتوا هم أنفسهم من يقول مؤخراً في ظاهرة انتشار المذهب الوهابي أنها خطة من خطط النظام السوري لتهديد أمريكا بالإرهاب! أي أنه "لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب!"

رابعاً...

ماذا تتوقعون من نظام سوريا أن يفعل إزاء التنافس الطائفي بين السعودية وإيران، خاصة وأنه ليس من واجب رجال هذا النظام أبداً أن ينكروا انتماءهم الطائفي الأقرب إلى الشعية منه إلى السنة، وهو النظام الذي يُهَدد كل يوم بالإزالة والفناء من قبل "أخوانه" السنة في السعودية، والذي يوعد بالدعم والقتال إلى جانبه من قبل "الفرس المجوس" الشيعة في إيران؟!

إن سلوك النظام السوري في السماح للشيعة بنشر مذهبهم هو سلوك طبيعي، بل وأكثر من طبيعي، وهو السلوك الذي كان سيتبعه أي نظام آخر في أي بلد آخر يوضع في نفس المعادلة. هذا علماً بأنه سبق وأن سمح بنشر المذهب الوهابي لمدة عقدين كاملين قبل الأزمة السياسية التي عصفت بين سوريا والسعودية عام 2003 بمقتل السفير الفعلي السعودي في لبنان، رفيق الحريري.

خامساً...

المسألة وما فيها أن المد الديني الإسلامي أصبح نزعة العقدين الأخيرين نظراً لحدة المواجهة بين الشرق والغرب، وانكشاف الغطاء عن السياسة الدينية الأصولية التورا - انجيلية التي تبنتها أمريكا منذ نشأتها في الخفاء. وفي ظل استفحال السيطرة الأمريكية بسياستها "الرسالية" يستفحل المد الديني وتتجذر الأصولية وتصبح العقيدة الدينية ورقة سياسية تزداد قوتها يوماً بعد يوم. وفي ظل هذا المد الديني تأتي مسألة المذاهب كي تحدد تقاسيم وعدد أوراق القوى المتصارعة فيما بينها في المنطقة الإسلامية، عدا عن صراعها مع أو ضد المستعمر الصهيو- ماسوني.

Array
أوف يا لطيف 200 شيعي في بلد سيخلقون فتنة، هؤلاء ليسوا أناساً عاديين بل "شمشونات" خارقة للطبيعة.:D

طارق ـ زمن تجار الدين
[/quote]


فأر واحد مو زلمة خرب سد مأرب ودمر وشتت أجدادك قديما شذر مذر!!

19 متطرف بأمريكا خربطوا خريطة المنطقة!

بضع عشرات من الضباط الأحرار صنعوا ثورة..

ما أردته أن الهدم أسهل من البناء، والشيخ القرضاوي كان واضحا بأن هذا النشاط لن يحقق انتشارا لأي من المذهبين، بمعنى أنه لن يكون له دور في البناء، وإنما دوره فقط في زرع الفتنة وتفريق الصف والكراهية المتابدلة، والفتنة لا تحتاج لكثير جهد كما تعلم...

سياق حديث الإمام القرضاوي مهم لفهم مراده بعيدا عن ولدنات بعض الزملاء الذين رأوها فرصة لتصفية حسابات رخيصة وحولوها لشخصنة يسبونه من خلالها بأنه خرف وبدوي!!

القرضاوي قال هذا في مؤتمر من مؤتمرات التقريب، حيث كان الجميع يؤكدون بألسنتهم على وحدة الصف وتجميع الأمة، وهنا قال الشيخ بأن من مقتضيات هذا التوحيد أن نحترم بعضنا بعضا، وألا نشغل ساحاتنا بالشحن والكراهية واللعن والتشويه والتكذيب، بل نتعاون فيما اختلفنا فيه، ونتحاور فيما اختلفنا فيه، ونحترم ساحاتنا الخاصة، فلا نسمح للسني أن ينال من عقائد الشيعة في قم والنجف وأشباهها، كما لا نجعل الشغل الشاغل للمناطق الأموية والسنية هي سباب الصاحبين وتشويه تعاليم السنة لأن هذا يؤجج الكراهية ولا يشجع على توحيد الصفوف، وهو على كل هذه الآثار الخطيرة لا يحقق انتشارا يذكر للمذهبين كما يحلم بعض متطرفيهم!
واسلموا لود واحترام:redrose:

Array
ما يهممني بالفعل هو : أن ترفض كلاما يصدر عن جهة ما بحجة أنها (غير موضوعية وتحركها الضغائن والمواقف المسبقة) فهو مفهوم ومقبول، ولكن .. ألا ينسحب هذا التوصيف على كل ما ينشره موقعكم الكريم على الانترنت ؟؟ .. من طريف المفارقات أن أجد اليوم على موقع الاخوان (المفترض انه موقع لا طائفي !! وموضوعي بطبيعة الحال !!! ولا تحركه الضغائن ولا المواقف المسبقة !!) الخبرين التاليين:

http://www.ikhwansyria.com/index.php?optio...3&Itemid=32

http://www.ikhwansyria.com/index.php?optio...7&Itemid=75

فهل يدخل الخبران الاثنان (والمكتوبان بلغة تفيض طائفية !! وتعبر عن تهويل عجيب يفز فوق الواقع، بل يصادم أبسط الحقائق المعرفية على أرض الواقع) هل يدخلات تحت توصيف الخبر المرضي عنه من قبل صديقنا اسماعيل باعتبارهما يعبران عن (الموضوعية التي لا تحركها الضغائن ولا المواقف المسبقة ) ؟؟ ..

هل خبر منسوب لشخص من (أهل السنة والجماعة في سورية !!! كذا ) هو أكبر مصداقية من دراسة جماعية قام بها فريق من الباحثين لمجرد أن من دعهما وتبناها شخص اختلف شخصيا مع باحثنا اسماعيل !؟ .. وهل تعتقد أن خبرا يعبر عن عقلية (فضح عقيدة الشيعة وإظهار أن الخلاف معهم ليس فقهياً) !!؟؟ هو مصدر موضوعي موثوق لا تحركه الضغائن ولا المواقف المسبقة؟ ..

كان بودي بالفعل أن اتعقب هذا الخبر النهفة (استغاثة من أهل السنة في سورية) وأبين كم المغالطة فيه بالدليل والاثبات والحجة،
[/quote]


لا زال حماسك للقضية فوق ما تزعمه من حياد، فأنت يا صاحبي تصر على الاقتباس من موقع المركز الإعلامي ما هب ودب بخصوص الرأي الآخر الذي ترفضه مع أن الموقع لا يتحمل تفاصيل المقالات المنشورة به، وهذه المقالات التي تقول بأنها نشرت اليوم ليست على الموقع منذ اليوم، بل مقال (الاستغاثة) وصل للموقع قبل أسبوع تقريبا، ولكن موقع تبشير الأسرة الأسدية منشور في الأربعاء 23 أيار 2007 !!

وهذا يعني أنك تبحبش عن مقالات مهما تقادمت لمجرد أنك تتبع كل ما ينشر عن ظاهرة التشيع لتكذبها بما تظن أنه لا ارتباط له بالطائفية!!

حسنا...

دعني أوفيك بالكلام الموضوعي الذي يعبر عن رأينا في القضية وهو الكلام الذي أعلنه الناطق الرسمي لجماعتنا وهو المنشور في المركز الإعلامي وفي مركز الشرق، ولكنك لن تلتفت له لأنك موضوعي جدا يا صاح

هذا البغي المذهبي لن نسكت عنه.. ولن نستجر إليه (المركز الإعلامي) اضغط هنا!

هذا البغي المذهبي (مركز الشرق) اضغط هنا!

هذا هو رأينا، وما سوى ذلك فمقالات لا يتحمل الموقع تفاصيلها، وهي لكتاب من اتجاهات مختلفة، وإن كنت غير معني مثلك بالدفاع عن الظاهرة باعتبار أنني لا أتأثر بأي اتهام للنظام، ولا أعتقد أنني معني بتبييض صفحته!

واسلموا لود واحترام:redrose:

Array
فأر واحد مو زلمة خرب سد مأرب ودمر وشتت أجدادك قديما شذر مذر!!
[/quote]

وأنت دخلت بعقلك هذه القصة؟ :D
هذه قصص عجائز بآخر الليل لتنييم الأطفال، وليست للتاريخ

Array
19 متطرف بأمريكا خربطوا خريطة المنطقة!
[/quote]

كمان صدقت هذه القصة؟ من خرب الدنيا هم أمريكا وبوش والنيوليبراليين الجدد وليس هؤلاء المساكين، هؤلاء حطب لا يقدمون ولا يؤخرون.

Array
بضع عشرات من الضباط الأحرار صنعوا ثورة..
[/quote]

كمان مصدق هذه القصة؟ أين دور الأخوان المسلمين الطويل العريض، الذي أعتقد به ويؤمن به أيضاً الأخوان، لا يكون غيرت:D

Array

ما أردته أن الهدم أسهل من البناء، والشيخ القرضاوي كان واضحا بأن هذا النشاط لن يحقق انتشارا لأي من المذهبين، بمعنى أنه لن يكون له دور في البناء، وإنما دوره فقط في زرع الفتنة وتفريق الصف والكراهية المتابدلة، والفتنة لا تحتاج لكثير جهد كما تعلم...

[/quote]

الضباط الأحرار تخريب؟!!!!
ما علينا، لا اعتراض على الرغبة بعدم الفتنة والافتتان، ولكني لا أصدق نية رجال الدين عموماً، فهذه تجارتهم وهم أحرار بها، ولكني لا أعتقد أن أصول أي فتنة تكون بسبب النشاط التبشيري، بل أساسها اجتماعي وسياسي، الأحرى أن نتوقف عند هذه الظروف وليس البحث فيما لا أساس له من الصحة.
العالم العربي يؤكد مجدداً عدم وجود أي مشروع سياسي له. ولو أني كنت متديناً لكنت تشيعت من شدة تضارب السنة في العالم العربي بصراحة. وبدون أن يُدفع لي أي فلس، ببلاش يعني:D
وتحياتي

تعليقا على كلام الزميل الدومري..

هو تحدث عن انتشار الوهابية في سوريا ولكنه لم يحضر دليلا عن وقوف الحكومة السعودية وراء ذلك..
ليس دفاعا عن آل سعود بس آل سعود توقفوا عن نشر الوهابية منذ حصل الانشقاق فيها بعد غزو الكويت..
وما تحدث عنه في سوريا مصدره في غالبيته السوريين في السعودية ونشرهم للفكر الوهابي في بلادهم عند عودتهم..

وما ذكره عن الأموال التي تصرف في سوريا ليس له علاقة ايضا بموضوعنا..
في الحميدية وهي منطقة مسيحية صرفة في حمص يوجد عدة جوامع بنيت قبل وصول الوهابية لسوريا بزمن..
وهناك جامع الجكارة الشهير في حلب..

اما موقف النظام من نشر التشيع فانت ايدت كلامي بغض النظر عن تبريرك له..

تحياتي..

Arrayالإمام القرضاوي[/quote]

:lol:


Arrayسياق حديث الإمام القرضاوي مهم لفهم مراده بعيدا عن ولدنات بعض الزملاء الذين رأوها فرصة لتصفية حسابات رخيصة وحولوها لشخصنة يسبونه من خلالها بأنه خرف وبدوي!![/quote]

شخصنة مع مين يختي؟ :D

القرضاوي يا عزيزي شخصية عامة، واعتقادي بأنه يقبض بالريال القطري لا ينفي إيماني بعلمه الغزير ، لكن أعتقد ان الكثير من هذا العلم هو علم ضار :25:

هذا الشيخ القطري هو عثرة أمام كل جهود التقريب المذهبي ، وأتحداك أن تأتيني بتصريح منه يدين المؤسسة الوهابية في السعودية على نشرها الدين الوهابي في دول الأشاعرة ، هذا الحراك الذي أصيب القرضاوي نفسه بشذرة منه [إسكات الكلب العاوي - تأليف مقبل بن هادي والدعاني] فلم يستفزّه لقول كلمة حق بهذا الدين الدموي البدوي !

وماذا سيزعج القرضاوي حين يتحول إيمان الاشاعرة من عبادة الحجر الأسود إلى عبادة القبور ؟

كالعادة ... "من الحبة يعملون قبة"!

للناس حق اختيار مذاهبهم (على الأقل) ... فاذا قرر أبو العبد أن يكون شيعياً ويتخلى عن "سنيته" الموروثة فهو يقوم بذلك من باب اقتناعه بالفكر الآخر ... ولا يقوم بذلك من أجل اعادة موازيين القوى في المنطقة الى نقطة اللانهاية وزعزعة الشرق الأوسط!

كل يوم يشهد تحول أحدهم من معتقد لآخر ... لا مشكلة في ذاك الاّ في بلدان الشك والتهريج!

أمّا عن قضية المال وضخه ... فان المال لايغير ما في القلوب ... لأن التغيير الحقيقي في النفس لا في المظهر.

سامحك الله يا طارق!

سأحاول تقريب الكلام ليسهل التواصل مع أنني كنت أعتقد بأنه أوضح من يحتاج لتجسير وبيان!

بغض النظر عن اسطورة سد مأرب الشهيرة لكن فيروسا مجهريا أصغر من الفأر بما لا يحصى يهدد العالم سنويا بملايين الضحايا..

أرعنا من مرتزقة جيش الاحتلال الأمريكي يمكنه أن يحرق متاحف فيها خلاصات الثقافة على مدى حقب متطاولة في التاريخ..

مجندا مخمورا يمكنه أن يقذف من دبابته لهيبا يدمر تحفة حضارية كادت أن تكون من عجائب الدنيا السبع...

19 شابا متطرفا -وبعيدا عن تفسير المؤامرة سواء استخدموا من قبل مافيا عالمية، أو انطلقوا بساذج تصوراتهم الخاصة فخربوا على بلادهم وثقافتهم وأمتهم جهودا سعى في بنيانها ألوف العباقرة والمبدعين عبر عقود...

بضع عشرات من الضباط الأحرار -سواء تعاونوا مع الإخوان أو لم يتعاونوا- خربوا مشروعا ملكيا قائما، ودمروا نظاما موجودا، فقوضوا في يوم واحد ما بناه آل الخديوي محمد علي باشا منذ قرنين!!

هذا ما سألت لك الله أن يسامحك على لي الكلام فيه!

فالتخريب أو الهدم أو التدمير أصعب بكثير من البناء...

أن تطعن بالإسلام أو بأي نظام سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي فهذا لا يتطلب منك إلا التشويه والتشكيك ورصد المتناقضات والتركيز على الجوانب المظلمة والضبابية مع حملة دعائية ما...

بينما أن تبني نظاما بديلا، أو تؤسس لمنهج حياة آخر فهذا يتطلب جهدا مضاعفا، وتنزيل هذا النظام والمنهاج من حال التنظير لواقع الحياة أمر أصعب بمراحل...

وهنا، فمن السهل أن أحطم جسور التواصل والأخوة بين الشيعة والسنة، فالهدم والسقوط والتردي والتدمير كما أسلفت أسهل بكثير من بناء جسور الثقة والتواصل والوحدة...

الإمام القرضاوي طلب شيئا من بناء الثقة ما دام المؤتمر للتقريب والوحدة، وإلا فإن الطريق للوحدة والتقريب لا يمر عبر اللعن والتشويه وزعزعة الثوابت والنيل من مقدسات الآخر

القضية ليست أن تتشيع أو تتشوع يا صاح، فذاك شأنك، وإنما هناك إطار اجتماعي عام ليس حقا شخصيا لأحد:

أن لا يعرف الفرد حدود حريته فيسعى لبث قناعاته الخاصة علانية دون أي احترام لثقافة الساحة المحيطة به، والمجتمع الناظم لها، فلا مجال لترويج ثقافة الإرهاب والجريمة المنظمة في كل دول العالم، ولا مجال لترويج ثقافة البغاء والسكر والمخدرات وتجارة الحشيش في غالب المجتمعات الإنسانية، ولا مجال لترويج كثير من أنماط الثقافة الدينية في مجتمع علماني متعصب مثل فرنسا، كما لا مجال لترويج كثير من أنماط الثقافة الإلحادية في المجتمعات الدينية كالسعودية وإيران، كما لا مجال لترويج ثقافة تثير الكراهية والعنصرية في كثير من النظم، بينما نجد لبعض الدول أو المجتمعات خصوصية في منع ثقافة معينة من الظهور، كثقافة التعاون مع المحتل في الدول المحتلة حيث تصنف على أنها خيانة عظمى، وتكلف أتباعها بذل دمائهم

وهكذا فالحرية المطلقة بالمفهوم الليبرالي الجديد محض أكذوبة لم يحترمها حتى تلك النظم التي تتاجر بها وتقيم الحروب لأجلها.


ما ننكره في موضوع التشيع في سورية جملة من الأمور تتناول النظام السوري أولا - وهذا ما يعنيني كمعارض- كما ينال من الحليف الاستراتيجي لهذا النظام والذي يحمل مشروعا إقليميا يتهددني بغض النظر عن تقويمي لهذا المشروع بإزاء المشروع الأمريكي الصهيوني,، وهذه الأمور هي:

1- أن النظام الذي يزعم لادينيته، ويحارب تأسيس الأحزاب على أساس ديني هو هو النظام الذي يغطي (حزب الله) ويترك للمواطنين السوريين أن يرفعوا راياته وصوره بلا حسيب، فهذه الحرية الانتقائية محل نظر

2- أن النظام الذي بقي طوال السبعينيات والثمانينات يحارب المشروع الديني (الرجعي) السعودي هو النظام الذي كان منذ ذلك التاريخ حليفا للمشروع الديني (الرجعي) الإيراني!

3- أن النظام الذي يحظر ولا يزال يحظر كل كتب سيد قطب وسعيد حوى، بل كان يحظر كتب علي الطنطاوي ومصطفى السباعي حتى بضع سنوات سلفت، هو هو النظام الذي يسمح لكتب (ثم اهتديت) و (كشف الأسرار) و (تحرير الوسيلة) بالنشر وبأسعار تشجيعية في المركز الثقافي الإيراني

4- أن النظام الذي يحاكم علي العبدالله اليساري لمجرد قراءته بيانا للبيانوني يتكلم فيه عن قواسم وطنية مشتركة ليس محل تنازع حتى من قبل النظام (نظريا) ويسجن المحامي علي العبدالله لقراءته البيان، بينما يصفى الشيخ الكردي لمجرد لقائه بالبيانوني ببلجيكا، في حين يشجع كل شيوخ النظام لحضور مؤتمرات طهران، ويكيلون المديح لنهج الخميني والخامنئي بلا حسيب!

5- حين تمنع حكومة طهران من بناء مسجد سني واحد بينما يبني النظام السوري يسمح في هذه السنوات الأخيرة ببناء قرابة الخمسمائة حسينية فثمة ما يدل على أن النظام السوري متخبط أو متآمر بينما الإيرانيون يعرفون من يستغلون!

6- عندما تنطلق في الإعلام السوري الرسمي حملة محمومة ضد المعاهد الشرعية، ويشوه التعليم الشرعي السني مقابل اطلاق يد كامل للحوزات والمؤسسات الايرانية في سوريا، الامر الذي خلق حالة توتر واسعة النطاق، بلغت ذروة التعبير عنها في البيان الذي اصدرته ((رابطة علماء سوريا))، والذي رغم احتفاظه بالادبيات السياسية التي تحكم الواقع السوري، مثل التوجه للرئيس السوري من أجل التدخل لوقف قرار وزير التربية الغاء المرحلة الاعدادية من التدريس في المعاهد الشرعية، الا انه لم يخف خطورة وتداعيات هذا الاجراء غير المفهوم والذي ليس له ما يبرره الا البحث عن اسباب الفتنة وإخراجها للعلن وطرحها في الشارع كأزمة ساخنة..
وهنا سأقتبس من بيان علماء سوريا مقتطفا ذا دلالة:

(ان الحوزات الشيعية ماضية في تجاهل هذا التعميم (الصادر عن وزارة التربية) مصرة على عدم الاستجابة لها ومدارس الشويفات تضيف الى منهاج المرحلة الاساسية ما تشاءه من الزيادات في الساعات والمقررات والمدارس التبشيرية الاجنبية ماضية في مناهجها الخاصة بها وأساليبها التربوية دون أي معارضة ولا إشكال.

وختم البيان بتساؤل تحذيري: ترى ما هي الحكمة من ان ينـزل هذا البلاء برأس المعاهد والثانويات الشرعية وحدها؟ وان تمضي هذه الخطة في التطبيق على التربية الدينية عموماً ومناهج التعليم الشرعي خصوصاً حتى الاختناق؟ وماذا لو فضحنا الخفايا واستشهدنا بما يعرفه بعض موظفي وزارة التربية من رسم خطة تآمرية مقصودة للإطاحة بدين هذه الامة وثقافتها الاسلامية وتراثها الشرعي؟) انتهى الاقتباس


طبعا هذا البيان وقعه أكثر من 200 عالم شرعي من شيوخ سورية قبل عامين كان أبرزهم السيد محمد الفاتح الكتاني، الحافظ الشيخ محيي الدين الكردي، الشيخ محمد كريم راجح (شيخ قراء بلاد الشام)، الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، الدكتور وهبة الزحيلي، الشيخ عبدالرزاق الحلبي، الدكتور محمد محمد الخطيب (وزير الاوقاف الاسبق)، السيد غسان النحاس (عضو مجلس الشعب)، الدكتور محمد عجاج الخطيب، الدكتور مازن المبارك، الشيخ صادق حبنكة، الشيخ محمد ديب الكلاس (الشهير بالشيخ اديب)، الشيخ اسامة عبدالكريم الرفاعي، الشيخ سارية عبدالكريم الرفاعي، الشيخ محمد علي الشقيري، الشيخ صلاح الدين احمد كفتارو، الشيخ محمد زياد الحسني الجزائري، الدكتور محمد راتب النابلسي، الحافظ الشيخ محمد سكر، الحافظ الشيخ شكري اللحفي، الحافظ الشيخ بكري الطرابيشي، الحافظ الشيخ محمد نعيم عرقسوسي، الشيخ اسامة الخاني، الدكتور توفيق محمد سعيد رمضان البوطي، الدكتور عبدالعزيز الخطيب الحسني الجزائري، الداعية الاستاذ احمد معاذ الخطيب الحسني الجزائري، الاستاذ عبدالهادي الطباع، الشيخ حسن وحود، الدكتور محمد عبداللطيف فرفور، الشيخ هاشم العقاد، الاستاذ سعيد الحافظ، الدكتور محمد سامر النص، الاستاذ ضياء الدين خطاب، الشيخ محمد هشام سعيد البرهاني، الشيخ نـزار الخطيب، الشيخ الدكتور مصطفى الخن، الدكتور عماد الدين الرشيد، الاستاذ بديع السيد اللحام، الدكتور بشير العمر.

هذا فقط ردا لمن يهون من القضية زاعما أنها محض فرية...

طبعا ولن أستحضر أقوال وهبة الزحيلي حول هذه الظاهرة لأقول لمن يهون من الظاهرة مرارا بحجة أنه يتكلم من الداخل بينما الآخرون في نظره يتخرصون!!

أنا ضد التهوين، وضد التهويل، فسورية أموية، وستبقى في نظري كذلك إلا أن يشاء الله، والشيعة مع كل ممالأة النظام ومغرياتهم، لا يملكون مشروعا ثقافيا مستقلا، بل مشروعهم هو الطعن بالثقافة السنية لا أكثر، وبالتالي فهو موقف سلبي لا إيجابي في نظري، وحتى التراث الشيعي -مع إجلالي للمفكرين والفلاسفة والفقه الشيعي- لا يمكن أن يتجاوز السقيفة والجمل والحوأب والغدير وصفين وكربلاء، ثم يقفز بالبارشوت بعيدا نحو حجة الله الغائب في سردابه، وهذا ما يفسر اعتماد الفكر الشيعي على التراث السني الذي درس هذه المرحلة بقدرها ثم تجاوزها، ولهذا كانت الشريعة الإسلامية بالطرح السني مشروعا قائما بغض النظر عن الموقف منه والتنازع حوله، أما الشريعة بالطرح الشيعي فتجمدت عن مواكبة المجتمع والدولة والحياة بانتظار حجة الله الغائب! ولولا بدعة (ولاية الفقيه) لما كان للشيعة جهاد ولا دولة ولا مقاومة، ومن تتبع التاريخ علم أنني لا أتجنى وإنما أسوق واقعا تاريخيا، وعليه فالفكر الشيعي بولاية الفقيه تحرر من بعض القيود التي تكبله عن التفاعل والحركية، وإن كان عائق مرجعية الأشخاص لا يزال مانعا أكبر من بنيان فكري واجتماعي متحرر وقادر على الاندماج والحركة بمرونة..

المذهب السني مع الاعتراف بما أصابه من أخلاط وأخطال، لا يزال أكثر قدرة على التجديد والمرونة، فإذا أضفنا للمعيار العددي حيث يشكل المسلمون السنة ما يقارب 85% من مسلمي العالم فهذا ما يجعل الخطر الشيعي المزعوم دون ذلك التهويل الذي يروج له بعض المتحمسين...


بقي أن نفرق بين المشروع الإيراني، وبين ظاهرة التشيع، فالمشروع الإيراني مشروع سياسي إقليمي يتهدد المنطقة في ظل فراغها من المشاريع بعد تهاوي المشروع القومي، مثلما المشروع الصهيوأمريكي أيضا، ويخطئ من يقارن بين المشروعين، من حيث الثقافة، فلا عاقل يمكنه أن يقارن بين إسرائيل وبين أي مشروع آخر، ولكن هذا لا يلغي أن المنطقة مستهدفة بالمشروع الإقليمي، وأنه في كثير من منعرجاته الجيوسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية يمثل خطرا حقيقيا وليس افتراضيا، وأننا معنيون بتصليب جبهتنا حياله دون أن نفقد مرونتنا في التعاطي معه والتصالح والتعاون مع الكثير من المشتركات بيننا وفق ما يحقق مصلحة مجتمعاتنا العليا، لا وفق ما يمليه علينا الآخرون ولو تحت ذريعة الوحدة الإسلامية وتبادل الثقافات!

عوليس
لم تكن مقصودا في كلامي لأن غيرك من قال خرف وبدوي، ولكن كلامك الأخير شخصنة لا تستحق التوقف!
موضوع الوهابية والأشعرية في مصر أو غيرها تشقيق للكلام غير مفهوم، فمن هو الوهابي ومن هو الأشعري هنا سندخل في إشكالية! وهل أئمة بوزن النووي وابن حجر العسقلاني والعز بن عبد السلام وأمثالهم وهابيون بنظرك لأن كتبهم تملأ مكتبات السعودية، وتدرس في جامعاتها؟
وهل البخاري والثوري وابن عيينة والبخاري وابن تيمية وابن القيم وابن كثير والذهبي وأمثالهم أشاعرة بنظرك لأن كتبهم تملأ مكتبات مصر وتدرس في الأزهر وغيرها من الجامعات المصرية والعربية والإسلامية هنا وهناك!!

القرضاوي كتب كتبا كثيرة في الرد على التطرف الديني، وقد أسمى بعض هؤلاء الذين تتحدث عنهم بالظاهرية الجدد، ولم يجاملهم ولا جامل غيرهم...

لكن عليك أن تعرف بأن أهل السنة لا يعرفون اليوم من يقال له أشعري أو ماتوريدي أو غير ذلك من المسميات المنقرضة، بل هي تصنيفات علمية لمدارس في العلوم النظرية أو العملية من علوم الشريعة، وهي مدارس لم تخل من طبيعة جغرافية، حيث كانت المدرسة الفقهية السائدة في الشام ومصر يغلب عليها التشفع في الفقه، والأشعرة في العقيدة، والكيلانية في السلوك والتصوف، والحفصية في القراءات، ثم انقرضت هذه التصنيفات في هذا العصر إلا قليلا، ونادرا ما تجد من يستمسك بها رغم كل الصيحات التي تعض بالنواجذ على كل تفريعات التراث ما يلزمنا منها وما لا يلزم!

وهذه التصنيفات لا تخرج عن إطار التصنيفات التاريخية عند الشيعة الجعفرية بين أخباريين وأصوليين، أو التصنيفات السياسية الحديثة في إيران بين إصلاحيين ومحافظين، فتضخيم هذه الخلافات، لبيان أنهما مذهبان مستقلان هكذا لا يخلو من مبالغة، سرعان ما يبطل عجبها إن عرف سببها...

واسلموا جميعا لود واحترام:redrose:

وحد ألله يا حاج

نصف سكان المغرب العربي والمشرق الإسلامي أو أكثر من ذلك بقليل يعتبرهم الدين الوهابي من المبتدعة والقبوريين

والنصف الآخر يعدونهم ممن عندهم خلل عقدي ، والوهابيون يعدون كل هؤلاء من السبعين وثنتين فرقة إسلامية التي كلها في النار إلا واحدة هي الناجية، تحديداً فرقة الشيخ المجدد الفنان محمد عبدالوهاب !

وخلافات الأصوليين والأخباريين في المذهب الإمامي كانت في الموقف من الثابت الديني وأصول الإستنباط منه ، بخلاف موقف الحشويين من سائر المحمديين، فهم يختلفون مع الجميع من أشاعرة وحتى الصوفية في أمور تبدأ من الأسماء والصفات ولا تنتهي عند الأحتفال بالمولد النبوي !

ولو سلمنا أن سائر السلفيين هم متفقين (وسمن على عسل) فإن انتشار الوهابية - وهي حركة أصولية سياسية بالدرجة الأولى- تحديداً في دول تعرف الإسلام الوسطي (كما يسمونه؟) كمصر والمغرب ليس أقل خطراً من التشيّع السياسي الصفوي !

وكما تعلم، لو تم ذلك ، فإننا سنجد حرباً على كل الاشياء الجميلة ، من الفلسفة ، وحتى إهداء الزهور في المشافي، فضلاً عن ثقافة التسامح مع الآخر التي ستتبدل إلى ثقافة (إضطر مخالفك إلى اضيق الطريق) :)

سياسة الإقصاء ورفض الآخر ليست حكرا على مدرسة ولا مذهب ولا دين يا عوليس...

لو أخذت الفاطميين أو الحمدانيين لملأت لكل صفحات من طغيان الحاكم بأمر الله وسيف الدولة الشيعيين...

ولو أخذنا المماليك لملأت لك صفحات من طغيانهم ودكتاتورية الأشاعرة الفكرية، وما قصة ابن تيمية في سجن القلعة وتلاميذه من بعده ببعيدة

ولو أخذنا المعتزلة لرأينا في المتوكل ما يملأ صفحات من الإقصاء وفرض الرأي الواحد على الدولة وما قصة خلق القرآن ببعيدة...

ولو أخذنا النصيرية والعبيدية والحشاشين والعثمانيين الأحناف والصفويين ووو لوجدنا في كل المذاهب الإسلامية مثل ما تقوله عن بعض الوهابيين...

وفي الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش ودولة صهيون المعاصرة ومذابح تايلاند البوذية ومذابح الهندوس ومذابح البلشفية وهتلر وموسوليني وراوندا ودارفور

كل هذا يجعل الظاهرة ليست حكرا على دين أو طائفة أو عرق أو لون..

أعلم أن في الوهابية كمدرسة من هو أشد تعصبا مما تقول، وأعلم أيضا أن فيهم من يتسامح ويتقبل الآخر أكثر من كل أدعياء الوحدة الإسلامية وعدم تكفير المخالف...

وبالتالي فهي مدرسة كبيرة قد نأخذ منها ومن غيرها وندع، لكنها تتقاسم مع مجتمعاتنا في 90% من ثقافتنا بعكس ما تحكيه عن مذاهب أخرى تطعننا في رموزنا وتتناقض معنا في عقيدة و فقه و سنة

واسلموا لود واحترام(f)