ما الفرق بين القيمة والقناعة والمبدأ .؟! - ان كان هناك فروق بينها ؟! - وهل هـُـناك مبادئ ثابتة ؟ او هناك مبادئ متغيرة وثابتة ؟! وهل القناعة قد توصله للمبادئ ؟!

الزميل المحترم الحادي.
أولا أشكرك على الثقة التي دفعتك إلى توجيه سؤالك إلي ، و سوف أجيبك على هذا السؤال تقديرا لك ، أما من حيث المبدأ فلا أفضل أن نطرح أسئلة من نوعية الأحجية التعريفية هكذا ، و لكني أفضل أن نطرح قضايا بهدف الوصول إلى نتائج .فمناقشة التعاريف يسلمنا إلى مصطلحات جديدة و بالتالي تعريفات جديدة ،و هكذا بلا نهاية أو ما يطلق عليه الإرتداد اللانهائي infinite regress ، أو في النهاية سنصل إلى مصطلح ذاتي التعريف أي لابد من التسليم به بشكل عقائدي dogmatic .
بداية لابد من التدقيق الإصطلاحي و لهذا سأضع المقابل باللغة الإنجليزية حتى نتأكد أننا نعني الشيء نفسه .
القيم values –
القناعة : believes
المبادئ principals
سنلاحظ مبدئيا أننا أمام مصطلاحات و مفاهيم مختلفة ، ثانيا أريد أن أؤكد على حقيقة أن الثقافة دائما جزء من المعنى ، فالمعاني لا تنتقل من ثقافة إلى اخرى ، بل و من الصعوبة أن تنتقل من لغة لأخرى بل أحيانا من إنسان لآخر ،و قد آثرت التعبير عن أفكاري الخاصة مباشرة أي بشكل شخصي و ليس اكاديمي ، فعذرا لو لم تكن لغتي منضبطة تماما .
القيم values : هذا المصطلح كما تعلم يستخدم في مجالي الإقتصاد و الأخلاق على السواء ، و بالطبع لن نتعرض للمعنى الإقتصادي هنا و الذي يعني كل شيء مرغوب و نادر ، و يمكن استبداله دائما بقيمته الحالية أو بما هو أعلى ، و معظمنا سمع بنظرية فائض القيمة لكارل ماركس ، أما في علم الأخلاق ، فالقيم تتكون من الأفكار حول الأشياء شديدة الأهمية في الحياة ، كالحرية و العدالة والأمة و الدين و هكذا ، وهي تميز ثقافة ما عن غيرها ، فلكل ثقافة قيمها المختلفة ، فالثقافة الهيومانية الحداثية تركز على قيم الحرية و العقل و مرجعية الإنسان ، بينما تركز الثقافة الإسلامية الأصولية على القيم الحربية كالجهاد ، هذه القيم تقود باقي عناصر المنظومة الأخلاقية .
القناعة believes : هي كل ما يعتقده الإنسان أو يشيع في ثقافة ما بأنه صوابا و صحيحا ، و يتم التسليم به من الجميع و يكون عادة محصنا ضد الشك ، مثل القناعة بصدقية الحواس في الحضارة العلمية ( التجريبية ) المعاصرة ، أو الإيمان بالمسيح في العقيدة المسيحية أو الله في الإسلام ، فبالرغم من أن كل الأفكار يتم نقدها و مراجعتها ، فمن النادر للغاية أن يثير أحد من المفكرين او الفلاسفة المرموقين صدقية الحواس ، أو مدى الإعتماد عليها كمصدر للمعرفة بشكل جدي ،و غني عن القول أنه لا يوجد مسيحي ممارس لا يعتقد في وجود المسيح ،و لا يوجد مسلم مؤمن لا يسلم بوجود إله يدعى الله .
المبادئ principals : هي القواعد أو الأسس التي تقوم عليها المنظومة الأخلاقية أو السياسية او الإجتماعية ... الخ ، فالحضارة العلمية كانت تقوم على مبدأ بأن الحقائق العلمية هي يقينية حتمية ،و لكنها الآن تقوم على مبدأ أنها تجريبية ترجيحية ، كذلك تقوم الفلسفة الوضعية المنطقية على مبدأ استبعاد كافة المقولات التي لا تقوم على أساس من الخبرات العملية او تلك التي تتناقض منطقيا مع ذاتها ، و في الحالة القياسية فهذه المبادئ يتم التوصل إليها استنباطا من الخبرات العملية ،و تكون دائما في حالة جدلية مع التجارب و الخبرات الجديدة ، فيتم استبدالها أو تنقيحها او تاكيدها .
أما عن إطلاق المبادئ او نسبيتها ، ثباتها او تغيرها ،و كيفية استنباطها .
فتلك قضية أخرى في مداخلة تالية .
فقط أحب أن أسمع منك إن كنت تقصد بالمصطلحات التي اوردتها معاني أخرى .

المبادىء هي مكتنزات الفكر وقواعد انطلاق ( مقتبسة )

الأخ المكرم الدكتور بهجت(ة) بل أنت أهلاً للثقة، صحيح ما سجلته ان المصطلحات فضفاضة وواسعة وسع المحيطات ومتداخلة ويصعب ضبطها وهذا ما دفعني بان اترك الحوار هناك طمعا في ( قبساتك ) وأنت من أنار الله بصيرته وزاده في العلم ()
سيدي هذا ما دار بيننا في منتدى آخر حتى أضعك في الصورة بكل أبعادها حول ما سألتك به حتى تفصل في الأمر وتضئ جانب من الطريق وقد اتفق معك او اختلف ..ربما

كنا في سجال حواري عبر الجوال بادئ الأمر ومن ثم تطور وطرحناه في المنتدى


قال القناص في رسالة جوالية أرسلها لي

التواصل مع الاخر لا يعني ان نتحدث عن ذواتنا بل يعني ان نفرغ اجزاء من ذواتنا لتمتلئ بالذوات الأخرى وهنا تكمن الصعوبة لدينا فنحن ممتلئين بذواتنا كثيرون الاعتزاز بها .هـل توافق ؟


قلت
ما أصعب الحياة حين تكون الآمال لدى المرء اكبر من ان يلبــيــها الواقع البائس..!!

ثم قلت تباعا
المرء المرن في كل مبادئه أخاله كما الطائر النزق الذي لا قداسة لنبرة صوته او هو كمن يتعرى من ريشه فيعبث به الصبية ...!

واتبعتها ؛

عبــثــــاً ان يتخلى المرء عن مبادئه كما يتخلى عن حذاءه المهتراء القديم ...!


فقال الأخ القناص

في حقيقة الامر اني أرى ان المبادئ هي تلك القيم القديمة قدم الأزل ولتي يحتمي الجميع بها أنها فضائل لم ولن ولا يختلف عليها احد مثل الصدق يحتمي به البريء والمذنب لهذا لا يوجد احد يطالب بالتخلي عن هذه المبادئ فلا نخلط بين المبادئ وبين القناعات فالبعد بينهما بعد الثرى عن الثريا .

واتبع قائلا
ان قناعات البشر سيطرة سلبا على علاقاتهم الإنسانية وهذه السيطرة قديمة قدم التعب الذي لا شفاء منه الا بتكسير قناعاتهم التي ورثوها عن آبائهم فكانت مرض أصاب الروح في حريتها واشراقتها ..ان القناعات مرض قد أصاب الناس ولا يزال يرافقهم كشبح مظلم طوال حياتهم حتى القبر مرض خطير يدفعهم الى ارتكاب أفعال تثير وحشيتها الاشمئزاز والنقمة معا مسكين الإنسان يثير في نفسي الشفقة والنقمة في آن واحد متبجح باعتزاز فارغ أحيانا غاضب او باكي لما نال من إهانات أحيانا أخرى


قال متداخل اخر التحق بالحوار هو لأخ راهب فكر

حوار جميل يعطي أفاق رحبة للنقاش والحوار ,,

دعني هنا أقول اننا حين نمارس الصدق على سبيل المثال كبشر نمارسة على مستواة السلوكي الأتجاهي أكثر منه على المستوى القيمي . والدليل اننا لا زلنا نكذب . ببساطة القيمة تحمل معنى الإطلاق والبشر لا يتحملون القيم المطلقة لأنهم خلقو نسبيين .

في أعتقادي اننا كنا ولا زلنا نتكلم عن القيم والمبادئ بنوع من الشاعرية وتجد اننا في مجتمعنا في الأغلب نحمل القيم كلاما ونفلس منها على مستوى الفعل . ربما لأننا دوما نهتم بأنعكاس صورنا على الأخر . فهم الكثير ان يقعنعو من أمامهم بقيمهم أكثر من أن يقنعو انفسهم بها أصلا .

قناعة الأنسان تصنع بتأثير مجتمعة وفلسفتة . وقلما تجد ثائرا عن قناعات من حوله . إلفنا أسطورة الأجماع وكرهنا معنى الأختلاف .


قلت معقب على الاخ راهب فكر

لا احد يقول سيدي راهب الفكر أننا نبحث عن الفردوس المفقود ونقرأ خارطة الطريق التي تقودنا الى مصاف سكان المدينة الفاضلة ..!

نبقى بشر يعتريان الكثير الكثير من الأخطاء والزلل والا ما كلف الله بإرسال الأنبياء والرسل واتبعهم بالصالحين والحكماء ، ولكن اختلافي مع الأخ القناص انه يصر على ان المرء لا يجب ان يتشبث في قناعاته بل عليه ان يتعرى منها حتى يلبس قناعات مقابله ان لزم الأمر !!!

وقال إني اخلط بين المبادئ والقناعات ...! فأريد ان أقول في هذا الجانب ان القناعات تصنع المبادئ لأنني متى اقتنعت بأمر ما فهذا بالضرورة يجعله من مبادئي .

حقيقة ان الإنسان الذي ليس لها ثوابت في مبادئه أراه إنسان هلامي في فكره او أراه كما الخيمة التي تنزع عنها أطنابها....
هذه قناعة تأصلت مبادئ لدي قد أكون مخطئ ؟ ربما !
أكتفي بهذا القدر :97:

Array
المبادىء هي مكتنزات الفكر وقواعد انطلاق ( مقتبسة )
[/quote]


التعريف بحاجة لتفنيد فالجملة تبدو متخمة وعسرة الهضم بالنسبة لي .

.شكراً سيدي على السندوتش:redrose:

مكرر

:" إنني أصدق المذهب الكاثوليكي رغم علمي أنه مذهب كاذب "، جورج سنتانا.


هل المبادئ ثابتة أم متغيرة ؟

صديقي الفاضل .
منطقيا
كي نجيب على هذا السؤال علينا أن نسأل سؤالين هما :
هل المبادئ من طبيعة واحدة ؟.
وما هي مصادر تلك المبادئ ؟.فلو كانت المصادر ذات طبيعة تتميز بالثبات فتكون المبادئ ثابتة ،ولو كانت ذات طبيعة متغيرة تكون المبادئ بالتالي متغيرة .
وأخيرا .. ماذا نرتب من نتائج لو كانت المبادئ ذات طبيعة متغيرة (غير ثابتة) ؟.
............................................................................
أرجوا أن أوجه الإنتباه أننا كثيرا ما نخلط في اللغة العربية بين مصطلحات متعددة و نتعامل معهما كما لو كانت كلها نفس الشيء و منها على سبيل المثال: المبادئ principals و المقاييس standardsو المعايير norms ، و المقصود بالمعايير ما هو متوقع من (سلوك) الناس في المواقف المختلفة ، كالصدق و الشجاعة و الكرم و إحترام الذات و العفة الجنسية و .... ، أما المعايير التي يفرضها المجتمع بشكل رسمي فتكون هي القوانين ، فنقول عن (س) من الناس أنه رجل صاحب مبادئ ، بمعنى أنه يسلك سلوكا فاضلا ، و طالما نتحدث عن نظرية الأخلاق ، فيمكننا التعامل مع المبادئ بمعنى المعايير .
ما هو مصدر الأخلاق ؟.
هناك موقفان أحدهما هو النظرية الذاتية ، التي ترى أن المعايير الخلقية التي يبدوا أنها نتيجة تدخل الضمير (الإفتاء في قضايا الضمير ( casuistry هي ناتجة عن أحداث قديمة لا خلقية ، ذكراها تبعث الألم أو اللذة ، وقد كبتت تلك المشاعر في اللاشعور ،و لكنها تعبر عن نفسها في الوقت الحاضر بصورة شعورية ، خلال تبني معايير أخلاقية بذاتها ، و أنه بالرغم من الإعتبارات النفعية التي تصدر عنها المشاعر الخلقية ، فهذه الأخيرة لها بالفعل كيان مستقل ، لهذا نجد أنه ليست هناك رذيلة واحدة لم تكن فضيلة أو واجبا دينيا في وقت ما أو أنها فضيلة بالفعل في مكان آخر ، فقتل المخالف ( الجهاد ) على رأس الفضائل الإسلامية الأصولية و لكنها على رأس الرذائل لدى الطائفة الجانية في الهند ، حتى أنهم يضعون أقنعة على أنوفهم لحماية البكتريا و الجراثيم من الدخول إلى أجسامهم و التعرض للموت ، و السرقة كانت فضيلة لدى الإسبرطي الشاب و بين القبيلة الهندية المدعوة توجو ، كما تأخذ مسمى ديني هو ( الجزية ) في التراث الإسلامي ، هناك أيضا أن القرصنة كانت في الزمن القديم عملا شريفا يدعوا للفخر ، و كان الإضطهاد الديني من أسمى واجبات المسيحي في العصور الوسطى ، و ما زال أهم الواجبات الدينية للأصولي الإسلامي ( حد الردة – الجزية – الدين الأسمى ... الخ ) .
الموقف الآخر هو النظرة الموضوعية و التي عبر عنها الفيلسوف كانط بأفضل شكل ممكن ،و ترى أن الإنسان الأخلاقي يخضع لما يعترف به من نظام خلقي موجود في الكون وهو يخضع له لكونه إنسانا ، و يرى كانط أن هناك عالم خلقي مستقل عنا ،وهو مختلف عن العالم الحسي الذي يظهر لحواسنا و نتبينه بعقولنا ، و يمكن النظر للأديان الأخلاقية أنها محاولات بشرية للإتصال بهذا العالم الأخلاقي المطلق .
إن مشكلة الأخلاق كانت دائما موضوعا مشوقا و شاقا أيضا ،و لقد شاركت فيه أكثر من مرة ، بل تجاسرت مرة و طرحت شريطا عن الأخلاق و مصدرها ، اكتفيت فيه باستعراض بعض نظريات الأخلاق لفلاسفة كبار ، أذكر أن المذهب النفعي و فلسفة إيمانويل كانط كان على رأسها ،وربما أهم إضافاته أنني تعرضت لموضوع الأخلاق عند رولز ، وهو واحد من أهم الفلاسفة المعاصرين ، و يهدف رولز لبناء نظرية تتفق نتائجها مع معتقداتنا العامة بما هو عادل و أخلاقي و بما هو غير عادل و غير أخلاقي ، و أن يجعل هذه النظرية نسقا يقف إزاء المذهب النفعي ، وهو يرى أن يتم تقرير الأخلاق عن طريق التفاوض بين عقلاء يعلمون كل شيء عن الكون و يجهلون كل شيء عن أنفسهم ، و لكن يمكن بشكل عام و إن كان غير دقيق اعتبار أفكار رولز تجديدا لمذهب الحدسيين و أنصار العقد الاجتماعي ، و كثيرا ما فكرت في طرح هذا الفكر في موضوع منفصل ، و لكني أحجمت لعدم شعبية مثل هذه الموضوعات المرهقة .
يبقى أن أقول أني شخصيا من مؤيدي النظرية الذاتية ، لهذا أقول بعدم ثبات المعايير ( او المبادئ ) ، و أنها ذات مصدر إجتماعي متغير بالضرورة ، إلى هنا و سأتوقف HALT و لن أتحرك سنتيمترا واحدا ، كي أفرق بين الموقف الفلسفي الأخلاقي ethical و ذلك الأخلاقي النسقي morale ، و أرى أن هناك خلط بينهما بالفعل لدى الكثيرين خاصة من غير المتمرسين على التعامل مع القضايا الفكرية و الثقافية بشكل عميق ، فكثيرا ما تكون المقولات الفلسفية غامضة و يفهم منها عكسها تماما ، خاصة أن تلك القضايا الفلسفية طرحت في بيئة مغايرة و بعقليات مختلفة و في أطر لغوية و ثقافية مغايرة ، علينا أن نفكر مرتين أن هذه الأفكار الفلسفية لا تخاطب المثقف الشائع بل تخاطب نوعية متميزة بمواهبها و جهدها meritocracy ، علينا أن نتذكر أن النازية كانت تزعم أنها التطبيق الأمثل لأفكار الفيلسوف نيتشه ،و أن الخمير الحمر كانوا يزعمون أنهم الترجمة الأمينة لأفكار كارل ماركس !، و هكذا فليس من النادر أن تدمر الأفكار الراقية العقول الصغيرة ،و هذه الفكرة تحديدا دارت حولها أهم روايات ديستويفسكي العظيم ( الأخوة كرامازوف و الجريمة و العقاب ) .
إن أسوأ ما نفعله هو أن نعتقد أن نسبية الأخلاق و تغيرها و مصدرها الإجتماعي مبرر لعدم التقيد بالأنساق الأخلاقية morale systems ، فالنسق الأخلاقي هو كيان تراكمي مستقل يحقق للمجتمع وظائفا لا غنى عنها ولا بديل لها سوى نسق أخلاقي آخر أكثر إحكاما ، إني أتذكر الآن تعبيرين أحدهما لسارتر عندما اشتكى يوما :" أن كل متشرد في أوروبا يزعم أنه وجودي " ،و تعبيرا آخرا شهيرا لفيلسوف جميل هو جورج سنتانا يقول فيه :" إنني أصدق المذهب الكاثوليكي رغم علمي أنه مذهب كاذب "، إنني أدعوا أيضا أن نصدق كل المذاهب الكاذبة فهذا سيكون أفضل كثيرا من عدم الإيمان بأي شيء .

( مقتبس )

في سياق سعي الإنسان للإمساك بشروط المحيط ، يوجد توجهان للوعي :

التوجيه المعرفي : استيعاب الأمور .
التوجه القيمي : منح الأمور قيمة تشير إلى أهميتها .

Arrayبهجت
يبقى أن أقول أني شخصيا من مؤيدي النظرية الذاتية ، لهذا أقول بعدم ثبات المعايير ( او المبادئ ) ، و أنها ذات مصدر إجتماعي متغير بالضرورة....[/quote]

دعني أعيد طرح السؤال عليك أخي المحترم بهجت مثل ما قد طرحت على أخي قناص بعد ان قرأت لك بأنهً لا يوجد مبادئ ثابتة وبعد السؤال سوف أعطي رأيي في ما افهمه إزاء المبدأ

هل أنت كــ بهجت - بلحمه وشحمه - لا يوجد لديك مبادئ ثابتة ؟! بمعنى انك لا تمانع بان تــتخلى عن كل مبادئك من باب ان المبادئ لا يجب ان تكون معطى قيمي ثابت للإنسان ؟ وبالتالي يكون هناك لديك مرونة وتواصل وتـفاهــم مع من تختلف معهم ...اقصد بمعنى آخر ماهي المبادئ الثابتة عندك ان كان هناك مبادئ ثابتة ...!



هل هذا الاستنتاج عنك صحيح ؟!

وهذا رأيي في ما نتحاور حوله





يقول في المنجد في اللغة العربية حول مسألة المبدأ التالي:


مبدأ ..المفرد..
الجمع ..مبادئ
.أساس، أصل: "مبدأ حياة " مسلّمة، افِتــِراض: "مبدأ عدم التناقض "// سبب عــّلــة: المبدأ والنتيجة قاعدة أساسية
قانون: "مبدأ علمي "
معتقد، قاعدة ومعيار علمي تبنى عليهما قيم الأعمال: " مبادئ السياسة "
"مبادئ الأخلاق "، "تقيد بمبادئ " إحدى القواعد الأساسية التي يقوم عليها علم او فن وما سوى ذلك :
" مبادئ الكيمياء والكهرباء "

" مبدأ الشيء " أوله ومادته التي يتكون منها : " النواة مبدأ النخل "أو التي يتركب منها : " الحروف مبدأ الكلام "
" مبادئ ": معلومات أولية، مصدر معرفة: " مبادئ فن "
معتقدات أو قواعد علمية تبنى عليها قيم الأعمال: " مبادئ حضارية "
" رجل ذو مبادئ" ، " أمين لمبادئه "

مبدئي :

متعلق بمبدأ: " قضية مبدئية "
بوجه عام، المطلق، غير محدد أولي: " قرار مبدئي "
"اتفاق مبدئي" من حيث المبدأ" كان معه حق مبدئياً "
بدأ : جعل يبتدئ " بدأ فلاناً"
بداً : جعل يبتدئ : بدأ فلاناً "


هذه نصوص غير قابلة للاجتها في فقه اللغة العربية هكذا يعتقد حادي العيس ان قرآن اللغة قاموسها .

وحتى لا نكرر أنفسنا كثيرا ونبقى ندور في دائرة محكمة الإطار فتصيبنا الدوخة وتصيب القارئ فسوف أقول مفهومي للمسالة برمتها على شكل معادلة وبطريقة مختصرة
قناعات + سلوك = مبادئ
سلوك –ممارس- ..قناعة بالسلوك - تعمقي وتجذير - تؤدي في آخر المطاف إلى مبادئ راسخة

صبركم ..بطريقة أخرى

السلوك عبارة عن حرث الأرض وتقليبها والقناعة بذرة تغرس وثمرتها في الأخير هي المبادئ. وعلى حسب التربة والبذرة والشجرة تكون الثمرة بعملية تراتبية وتكاملية تبدأ بالقاعدة وتنتهي برأس الهرم كما قال احد الاخوان اظنه هوت بير .

بمعنى انك قد تحرث في ارض جدباء بعض الشيء فتاتي البذرة استجابة لمقدمتها ضعيفة في منبتها وتبعا لذات التكامل والتسلسل تخرج الثمرة ضامرة ومتهالكة ولكنها تؤكد وتوطد لمبادئ بغظ النظر عن ايجابيتها من سلبيتها


مثال يجلي الصورة كان في الجاهلية هناك ما يسمى بوأد البنات -أي دفنهم أحياء ..! "أي قسوة ..وانعدام للإنسانية ؟! "- تجنب للعار ولم يكن هناك احد ينقم من ذلك العمل الوحشي الا قلة والسائد كان يؤمن بذلك المبدأ!! .
فهل حين كانوا يدفنون البنات مبادئهم سامية ؟!
مثال آخر وقريب ، في القبيلة إلى الآن لا يزوجون من ليس من قبيلة نقية الدم وسيرتها الذاتية فاخرة وفق شروطهم لأنهم لا يرون فيهم أصالة وفق قناعتهم ومقاساتهم وتأصلت حتى غدت مبادئ ! فهل هذه مبادئ حسنة حين نقول ان كل المبادئ فاضلة ؟! مع إني ليست مستسيغ بهذه المعادلة في عمومها الا ان هناك ما يشبه المبادئ تمنعني وتكون حائل بيني وبين كسرها (قد تكون مبادئ غير ثابتة .يعني مبادئ متغيرة ..)

المبادئ قد تتغير في بعض وجوهها ولكنها لا تتغير في كليتها يعني هناك متغيرات وثابتة ..

مثال
قد أكون في زمن اعتقد بمبدأ قبيلة تسوق جبانها الى المذبح (قاتلة جبانها) ولكن الآن لا أؤمن بمثل هذا المبدأ الذي يؤصل للغوغائية والظلم (وهذا لا يعني إني جبان بالمناسبة .!!)
بل وكان هناك مبدأ عام في أحقية ابن العم في حجر وحجز لبنت العم والخال حتى انهُ كان يمارس تلك المبادئ التي أعطته إياها القبيلة سوط يلهب به ظهر تلك المجني عليها..!



هذه ليست بقناعة بل ترسخت وغدت مبادئ ولكنها كانت مبادئ سلبية ولذلك لفظها المجتمع ومجّها ومن ثم بصقها