إذا خرجنا من حيز التنظير الإستعراضي ،و عندما نصل إلى التفاصيل و نشرع في مناقشة قضايا تتناول ممارسات حماس و حزب الله أو المشروع الإيراني في المنطقة ، نكتشف اننا في مواجهة اتجاه جديد يمكن تسميته العلمانية الإسلامية الأصولية !، هذا التناقض لا يمكن أن نصادفه سوى في الشرق الأوسط ، عندما تصبح قيما مثل العلمانية و الحداثة مجرد ديكور يضعه البعض في غرفة الإستقبال بينما يمتلأ البيت كله ببخور الأصولية و السلفية الفاضح ، ما أروع العلماني الأصولي وهو يهتف عاليا :" أنا علماني حتى النخاع و أيضا ملحد على البيعة .. و لكني مساند بحماس لحزب الله و حماس و مؤيد لأحمدي نجاد و كل ستاليت الأصولية ، لأنهم ممانعون ولا يتوقفون عن مقاتلة إسرائيل و هزيمتها و إحراز إنتصارات ربانية وهمية" ، هؤلاء العلمانيون الممانعون ينتشرون في كل مكان ،و ليس في منتديات الحوار فقط ، بل يملأون الصحف و الفضائيات بلا أي إحساس بالتناقض ، إلى هؤلاء العلمانيين الأصوليين في العالم العربي أقدم هذه المقالة بقلم د.عبدالمنعم سعيد في المصري اليوم القاهرية بتاريخ 29/ ٣/ ٢٠٠٩ ، منتظرا تعليقا ليس ممانعا كلية ، بل يحترم بعض المنطق و تقاليد العلمانية .
............................................

..وهل توجد بوابات أخرى؟!

اختلفت كثيرا مع الأستاذ فهمى هويدى فيما يكتب ويقول، ولكن هذه المرة شعرت بتعاطف شديد معه، عندما كتب مقاله «بوابة الإسلام العقابى» فى صحيفة «الشروق» الغراء، حيث بدأ مصدوما من النتائج التى أدى إليها اتفاق السلطات الباكستانية مع شيوخ القبائل فى «سوات» على تطبيق الشريعة الإسلامية فى مقاطعتهم، فما كان منهم إلا أن أقاموا محاكم الحدود، وتغاضوا عن الواقع الاقتصادى والاجتماعى المؤلم فى ذلك الإقليم التعيس.
ومن وجهة نظر كاتبنا أن ذلك كان - للأسف - هو السلوك نفسه الذى طبقته «حركة المحاكم الإسلامية» فى الصومال، ومثيلات لها فى نيجيريا وأفغانستان، وأقامته بقسوة حركة طالبان فى أفغانستان طوال حكمها، وفعل هذا كل هؤلاء بعد غض البصر عن فقه العمران والاهتمام باحتياجات الناس. لاحظ هنا أنه لم يلفت نظر كاتبنا ولا وجد حرجا ولا ما يستحق التعليق فى أن إقليما كاملا فى دولة باكستان قد تم تسليمه من قبل الحكومة المنتخبة ديمقراطيا فى انتخابات حرة إلى جماعة من «اليعاقبة» و«الأغبياء» - والتعبيران ليسا من عندى ولكنهما أوصاف الأستاذ هويدى - لكى يقيموا نظامهم القانونى والأخلاقى الخاص. وحدث ذلك لأن هذه الحكومة كانت واقعة تحت الاختيار الصعب ما بين الحرب الأهلية التى تستنزف البلاد وتضعفها إلى ما لا نهاية، والاستسلام لرغبات الجماعات القوية التى تستخدم الدين فى حشد جحافل من المعتقدين المتعصبين.وهو اختيار تعرضت له مجتمعات إسلامية شتى تواجدت فيها جماعات إسلامية متشددة، حتى وقعت ضاحية بيروت الجنوبية، والحقيقة كل بيروت، تحت سيطرة واحدة منها، وكان ذلك بالاتفاق مع الحكومة المركزية، وغزة تحت واحدة أخرى، ولكن هذه المرة رغما عن السلطة الوطنية. ولكن هؤلاء على أى حال «مقاومون» و«ممانعون»، وربما كانت جماعات طالبان وطلاب تطبيق الشريعة فى دول شتى مقاومين وممانعين أيضا بأشكال مختلفة للغرب أو للهنود أو للشيعة أو للسنة؛ ومع ذلك فإن الإشكالية الأكبر هى: هل كانت لدى هؤلاء طريقة أخرى غير تطبيق الإسلام العقابى، الذى عرفته دول كثيرة رفعت شعار الدين فى الحكم؟
وباختصار: هل كانت هناك بوابات أخرى يمكن بها السيطرة والهيمنة والاستبداد والسيطرة على الناس، حيث توزع الأيديولوجية الإيمانية للسمع والطاعة بيد، والعقاب البدنى والعقلى باليد الأخرى؟ إن هذه المسألة للحق هى لصيقة بكل أنواع الحكم الشمولى، وربما كان الأصوليون الإسلاميون يقومون بقطع الأيدى، أو الرجم أو تنقيب النساء، أو تطويل لحى الرجال، أو مطاردة من كانت لديه وسيلة للاتصال بالعالم الخارجى، أو ذبح من يختلف معهم فى الدين أو العقيدة، ولكن ذلك وما هو أكثر منه حدث من قِبَل الجماعات الفاشية أو النازية، أو بحق كما قال الأستاذ هويدى، أشكال «اليعاقبة» فى كل أنواع الثورات.
ولكن، وللحق أيضا، إن جميع أنواع الشمولية الأخرى كانت لديهم مذاهب ومدارس للعمران، والتنمية المادية والمعنوية لشعوبهم، وعرف عن هتلر اعتقاده الجازم بأن «العمارة» جزء لا يتجزأ من المذهب، ومن العصر بل من الحضارة الدموية التى أراد إنشاءها. وعلى عكس جماعتنا فى «سوات» وغيرها من معاقل الفكر الطالبانى، فإن الشيوعية والنازية لم تحرم المرأة من التعليم ولا من العمل، وفى كثير من الأحيان كان المذهب الشمولى إحدى أدوات التوحيد بين عناصر الأمة المختلفة. مثل ذلك لم يحدث عندنا، فما دخلت الأصولية بلدا إلا فرقته ومزقته وخلقت خوفا ووزعت ذعرا، وما بالوسع إلا مراجعة ما جرى فى السودان بعد وصول الجبهة القومية إلى الحكم، وما حدث فيه بعد ذلك حتى يومنا هذا.
إن السؤال المطروح حول ذيوع «بوابة الإسلام العقابى» ليس مشروعا فقط من زاوية أولويات الدين الإسلامى، كما قال بها الأستاذ هويدى واستند إليه فى فكر الشيخ محمد الغزالى، ولكنه مشروع أيضا من زاوية الفقر المدقع فى فكر العمران الإسلامى، حيث لا نجد فكرة واحدة تخص التعليم أو الصحة أو تخطيط المدن أو تحقيق التنمية المتوازنة تخرج من عباءة الإسلام السياسى، رغم قدراته الفائقة على النقد اللاذع لما يقوم به الآخرون من جهد زاد أو قل.وربما كانت هذه القضية وهى أن هناك حاجة أكبر إلى التوازن الموضوعى ما بين الأفكار الثيوقراطية والأفكار المدنية وإلا كان فى الأمر كارثة، أو ما هو أكثر!!.

لماذا طرحت هذا الموضوع الان و لماذا أوجهه تحديدا للعلمانيين الإسلاميين ؟.
1- بالطبع لا يوجد علميا ما يمكن أن يكون علمانية إسلامية ، ناهيك أن تكون أصولية ، وهذه المقابلة مقصودة كي نبرز مدى التناقض في مواقف معظم الكتاب العرب ،و لن أقول المفكرين ، فلا فكر هناك ولا بطيخ ، هناك بالفعل من يؤمن بشعارات العلمانية دون تفعيلها أو قبول بنتائجها ، من يتبنى العلمانية لا يفعل ذلك على أسس عقائدية دينية ،و لكن خلال رؤية عميقة للتاريخ الإنساني في نموذج الدولة الوطنية المعاصرة ، و أن دمج الدين بالدولة يؤدي تلقائيا إلى تدمير الدولة و استغلال مغرض للدين ، العلمانية ليست إلحادا و ليست تحللآ أخلاقيا ،و لكنها موقف حضاري سياسي لا أكثر ولا أقل .
2- العلمانية ليست تكتيكا و مواقفا جزئية و لكنها استراتيجية شاملة ، فلا يمكن أن أكون علمانيا في السعودية و أحمل كلاشينكوف أتحرك به في استعراضات نصرالله في الضاحية ، أو أكور يدي و أضرب صدري في شوارع طهران ، لا يمكن أن أرفض تطبيق الشريعة على المسلمين في مصر و أطالب بتطبيق القوانين الكنسية على المسيحيين ، العلماني لابد أن يمد الخطوط على استقامتها ليرى أن الدولة الإسلامية في فلسطين لا تقل بشاعة عن الدولة اليهودية هناك .في النهاية فالعلمانية ليست قدرا مقدرا بل إختيارا ، و من لا يستطيع تحمل تبعاتها فليواجه نفسه و يتركها ، منضما إلى تكتلات طائفية بلا نهاية في المنطقة العربية .
3- هذا المقال يتناول قضية عرضية و لكنها هامة للغاية و قد تناولتها كثيرا بشكل مستقل خاصة في موضوع طرحته بعنوان ( الديموقراطية الآن ) ، اضغط هنا
هذه القضية هي أن الديمقراطية لا يمكن أن تكون فعالة سوى في إطار علماني ، و أن الديمقراطية بغير هذا السياج ستعمل ضد القيم الديمقراطية نفسها ،و ستكون مجرد آلية الإنتخاب ،وهذا ما حدث في باكستان و لبنان و فلسطين و العراق و غيرها ،عندما تنتهي الإنتخابات بتسليم الدولة أو بعض أقاليمها لأصوليات ظلامية كي تدمرها .
(إقليما كاملا فى دولة باكستان قد تم تسليمه من قبل الحكومة المنتخبة ديمقراطيا فى انتخابات حرة إلى جماعة من «اليعاقبة» و«الأغبياء» - والتعبيران ليسا من عندى ولكنهما أوصاف الأستاذ هويدى - لكى يقيموا نظامهم القانونى والأخلاقى الخاص. وحدث ذلك لأن هذه الحكومة كانت واقعة تحت الاختيار الصعب ما بين الحرب الأهلية التى تستنزف البلاد وتضعفها إلى ما لا نهاية، والاستسلام لرغبات الجماعات القوية التى تستخدم الدين فى حشد جحافل من المعتقدين المتعصبين.وهو اختيار تعرضت له مجتمعات إسلامية شتى تواجدت فيها جماعات إسلامية متشددة، حتى وقعت ضاحية بيروت الجنوبية، والحقيقة كل بيروت، تحت سيطرة واحدة منها، وكان ذلك بالاتفاق مع الحكومة المركزية، وغزة تحت واحدة أخرى، ولكن هذه المرة رغما عن السلطة الوطنية.)
4- وجهت هذا الشريط إلى العلمانيين أساسا لما لاحظته من استخفاف بعض ممن يعتقدون أنفسهم علمانيين بمخاطر الجماعات و النظم الأصولية تحت شعارات مخادعة مثل الممانعة و مقاومة إسرائيل ، إن العلمانية عنصر لا غنى عنه لقيام الدولة الحديثة ، و عدم حسم هذا الخيار يؤدي تلقائيا إلى ظاهرة الدولة الفاشلة المعرضة للإنهيار ، فغياب القيم العلمانية أدى إلى ظهور أقاليم خارج سيطرة الدولة الوطنية ، وهذه الظاهرة أفضت في الحديث عنها في موضوع مستقل خاص هو (تصــــدع العالم ., إبحار إلى عالم جديد.) .
اضغط هنا
من غير المنطقي أن نبذل جهدا خارقا كي نتحرر من المستعمر الأجنبي كي نقع عبيدا لدى المحتل المحلي باسم الله و بقوة العقيدة و سيف الجلاد و نطعه ، هذا هو حد البلاهة لا أقل .
من يدعمون إيران و حماس هل يقبلون ان يحكموا بواسطة ملالي طهران و شيوخ حماس و الإخوان الذين يعلمون القليل من الدين و لا يعلمون عن العالم سوى بعض الخرافات الساذجة ؟.
5- إن القوانين العقابية الباترة وحدها تشكل المشروع الأصولي الإسلامي ، فلا يوجد خارج هذا المشروع الدموي أي مشروع آخر .

لماذا خلط الامور ببعضها البعض على طريقة كشري بالمهلبية
اتظن فعلا انك تتذاكى يا اخ بهجت على قراء المنتدى
هل زرت الضاحية الجنوبية بنفسك وشاهدت المحاكم الصولية الميدانية ام انك خرقت الحصار المصري لقطاع غزة ابان العدوان الثنائي (المصري الاسرائيلي) على الشعب الفلسطيني
اتستغبينا يا رجل ؟؟
ام انك بلغت من العمر عتيا فلم تعد تميز بين تضخم البروستات وتضخم الذات

كنت انوى ان ارفع لك الضغط والسكري هذا الصباح
ولكن ليس قبل ان تشاهد ما يقوله الامريكي اليهودي العلماني الاصولي نورمان فينكلستاين


http://www.youtube.com/watch?v=cs61c7EdUQg

Array
ولكن ليس قبل ان تشاهد ما يقوله الامريكي اليهودي العلماني الاصولي نورمان فينكلستاين
http://www.youtube.com/watch?v=cs61c7EdUQg
[/quote]

WOOOOOW !!..

:yes:

رحمة العاملي .
يمكنك مناقشة ماجاء بالشريط ،و لكن ليس لك الحق في توجيه أي إساءة او إهانات شخصية للمتحاورين ، و إذا لم يمكنك التحكم في نفسك فلا داعي للتحاور ، فأنت تخالف كل قواعد الحوار في النادي ،و تفتح بابا واسعا للشتائم لا تدري أين يقودك ، فالشتائم كالطيور المهاجرة سرعان ماترتد لأعشاشها ،ولو جاريناكم في تبادل الشتائم لتوطنت و هبطت بالنادي و سمعته الممتازة كمنبر للفكر الحر .

الاخ بهجت
انا لم اشتمك يا عزيزي ولم اهنك في حين انك شتمتنا واهنتنا بطريقة (انتلجنسية ) على طريقة لوردات ويندسور
واذا كان لا يمكنك ان تضع موازين ومعايير لقضايا تتعلق بالوطن والانتماء والحرية وحتى الشعور الانساني بالكرامة ومقاومة المحتل ، وتخلط بين ذلك وبين (فكر السوات التورا بوري) فلن نجد عندك بالتاكيد موازين (علمانية ) تكون قيدا قانونيا جزائيا كان او مدنيا او قيدا اخلاقيا او حضاريا او حتى علميا وعمرانيا
هل تعرف لماذا ؟
لانك تنتمي الى مجموعة من جيل مطور للفشل العربي اصبح يعمل آليا بلا شعور انساني ومستعد ان يراهن على ابليس نفسه فضلا عن مراهنته على (الصهاينة الجدد)
فسيبك من موال العلمانية الذي تصدح به صبح مساء لان لسان حالك الحقيقي هو بكائك على المأسوف على شبابه (الشرق الاوسط الجديد)
وماذا يسعنا ان نقول اذا شاء ربك ان يسقط هذا المشروع على ايدي (الروافض) ومن تبعهم من (الغاوين ) الفلسطينين

في الماضي كان المراهنين على الاحتلالات (الفاخرة) يقولون حقا ويريدون به باطلا اما انت فتقول باطلا وتريد به باطلا
وبصرف النظر عن اهانتك وشتمك لاهل الضاحية الجنوبية في بيروت (ولاني من اهل الضاحية ومعني بالرد على اباطيلك اكثر من اي احد آخر هنا ، لا حبا بمحاورتك )
نحن يا سيد بهجت لسنا طالبان ولا القاعدة ولا قبائل سوات نحن مقاومون احرار ومتمدنون اكثر منك ومتعلمين بما لا تتصور ولا نفرض فكرنا على احد ولسنا مخلب قط اصولي صنعته المخابرات المركزية الامريكية كابن لادن والظواهري ولا نقاتل عن احد بالوكالة ولن نسمح بان يتحول وطننا مرتعا لاجهزة اسرائيل واميركا ومن والاهم من التحالف الذيلي العربي

من ناحية اخرى
انت تتلكم عن بعض العلمانيين الاحرار كفهمي هويدي ونصر حامد ابو زيد وعزمي بشارة ونصري الصايغ وغيرهم كأنهم حالات شاذة في العلمانية
في حين انك وكاتب المقال الذي نقلت اضافة الى كتيبة الاجراء الجدد في (ايلاف ) انتم الحالات الشاذة في العلمانية وليس غيركم
ومن المضحك والعجيب أن تتحدّث عن العلمانية بصيغة الجماعة وكأنك قائد التنظيم العلماني العربي في حين انك لا تتوقف عن تعظيم كل الدكتاتوريات العربية بما فيها دكتاتورية ممكلة قطع الرؤوس لجرم حيازة حبوب الفياغرا
الدعاية هي نفسها، والكلام ذاته دائما تكررونه ، خطر حماس وحزب الله على (أمن الامة العربية) وإسرائيل في نظركم تتمسّك بحذافير القانون والسلم العالمي

وعيش يا كديش ليطلع حشيش العلمانية

Array نحن يا سيد بهجت لسنا طالبان ولا القاعدة ولا قبائل سوات نحن مقاومون احرار ومتمدنون اكثر منك ومتعلمين بما لا تتصور ولا نفرض فكرنا على احد ولسنا مخلب قط اصولي صنعته المخابرات المركزية الامريكية كابن لادن والظواهري ولا نقاتل عن احد بالوكالة ولن نسمح بان يتحول وطننا مرتعا لاجهزة اسرائيل واميركا ومن والاهم من التحالف الذيلي العرب[/quote]

يا أخ رحمة:

لي ملاحظتان:

1. كلام نورمان فينكلشتاين عن حزب الله به بعض النقاط الإيجابية ولا شك أن حزب الله لهم نقاط إيجابية ولكن ماذا يعني كلامه؟!

2. هل أفهم من كلامك أن حزب الله لا يملك أي أجندة ثيوقراطية لخلق إيران أخرى في العالم العربي؟ ما رأيك في جمهورية إيران الإسلامية بعد أن كانت إيران دولة منفتحة؟ هل ترى هذا النموذج مثالي للتحقيق ؟

طبعاً أنا مع أنصار خلق مجتمع أوروبي أو شبه أوروبي ولا أؤمن بالثيوقراطية بأي شكل من الأشكال. كل واحد إلهه في بطنه ويحتفظ بعقائدياته لنفسه ولا مجال للثيوقراطية.

لا شأن لي بنضال حزب الله ولكن ما يخيفني هو الأجندة الثيوقراطية.

ما زالت شعوب الشرق مؤدلجة إلى حد بعيد ..... و من هنا فإن الخيار العلماني مرتبط بالكفر و الابتعاد عن الدين بينما ينظر للتيارات الدينية على انها تعمل بما يرضي الالهة المزعومة ... لو كانت الشعوب غير مؤدلجة فلن يؤثر الوتر الديني في زيادة شعبية هذه الحركات.في نفس الوقت لا توجد تيارات علمانية تستطيع كسب الناس و استقطابهم حولها ، مما ترك مجالا اكبر للعب عند الثيوقراطيين.
ربما تكون تركيا هي الاستثناء الوحيد حيث تم الجمع بين العلمانية و الاحزاب ذات الطابع الديني التي تحترم العلمانية بنجاح حتى اللحظة.

الناس لن تكفر بهذه التيارات الدينية إلا عندما تجربها و تفقع مرارتها من المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الهزائم العسكرية ... ربما سيكون في ذلك وقتا مناسبا لصعود تيار علماني يستقطب الناس كما فعل مصطفى كمال أتاتورك بعد انهيار دولة الخلافة العثمانية في تركيا إثر هزيمتها في الحرب العالمية الاولى.

Arrayفي نفس الوقت لا توجد تيارات علمانية تستطيع كسب الناس و استقطابهم حولها ، مما ترك مجالا اكبر للعب عند الثيوقراطيين.[/quote]

أين كانت صيصان امريكا من الاعراب يوم كانت المنطقة تموج بالتيارات العلمانية و اليسارية و القومية المناضلة في القرن الماضي؟ (و الذين تتلمذ حزب الله على ايديها, و الذي ينمي اغلب افراد عائلتي من الضاحية الجنوبية اليها )

طبعا كانوا ضدها بحجة انها تيارات (ملحدة) تريد نشر الرذيلة و الكفر و الالحاد بين الشباب المسلم...

الان فقط استفاقوا على الخطر ال(ثيوقراطي) -و كأنهم يعيشون في كوبنهاغن او اللوكسمبورغ و ليس في مشيخات عائلية كاريكاتورية تعتمد الدين لسوق (الاغنام الغبية) (على حد توصيف اوارفي البشع)...

و انا على ثقة, بأنه لو عادت التيارات العلمانية و استلمت لواء النضال من جديد لوقفوا مجددا ضدها بحجة انها تزعزع الامن الروحي (على حد تعبير أحد الحكام الشخاخين -و مرة اخرى بهجت , شتم حاكم مخصي ليس شتما لشعب او وطن كما حاولت ان تبيعنا مرة- انت و رئيسك المحنّط)

و لو حدث و استلم النضال ذات يوم تيار علماني يساري لوقفوا ضده بحجة انه ينتمي لمعسكر بائد
و لو استلمه تيار قومي لوقفوا ضده بحجة انه شمولي و توسعي
و لواستلمه تيار ناصري لوقفوا ضده بحجة انه ديكتاتوري و اثبت فشله
و لو استلمه تيار ديني لوقفوا ضده بحجة انه (ثيوقراطي -يا لعلمانية عبد اللهو بندر و مقرن!!!)

و لو استلمته الام تيريزا شخصيا لوقفوا ضدها بحجة انها كانت تتعامل مع شراميط كلكوتا

و لو استلمه جورج بوش شخصيا, لنبشوا له ملفات جرائمه و حروبه

حتى تركيا يوم وقفت -ابان الحرب على غزة- موقفا (شبه مشرف -و تحت الاحد الادنى بكثير) استيقظنا فجأة على مطولات عن هول جرائم العثمانيين و تاريخهم الاسود بحقنا....

حتى الرافضي المجوسي ابن المتعة هيوغو بن تشافيز (الثيوقراطي) لعنه الله نال نصيبه و أكثر ...


القصة و ما فيها انهم ضد مبدأ النضال بالمطلق لتحصيل الحقوق أيا كان حامل لواءه, و هم بدلا عن ذلك مع مبدأ (اكشف عن مؤخرتك لعدوك تضمن سلامتك) و الذي هو في الحقيقة نسخة معدلة عن القول البريطاني الاستعماري القديم: (العرب قوم يجمعهم الطبل و تفرقهم العصا)..

و الطريف انه و طيلة المئة عام من التبعية للغرب (حتى لا نتعمق اكثر و ننبش تاريخ تبعيتهم للفرس و الرومان وصولا لتركيا و بريطانيا و مرورا حتى بالبرتغال و اسبانيا) لم نر اين الفائدة التي حققها اعراب الانبطاح على صعيد الحقوق و القضايا و المظالم في منطقتنا, اللهم سوى بركة بقاء حكامهم المعوقين على كراسيهم....

عزيزي بهجت

تقول:
Array1- بالطبع لا يوجد علميا ما يمكن أن يكون علمانية إسلامية ، ناهيك أن تكون أصولية[/quote]

طيب, اذا كان تعريفكم للاصولي بأنه من يستلهم من العودة ل " الاصول " تفسيرا لما نحن فيه, فما الفرق بينه وبين من يعود " علمانيا " ايضا الى " الاصول العلمانية" لكي يستلهم منها تفسيرا وامل لما نحن فيه؟ يعني, لماذا عودة المسلم الى ابن تيمية او ابن عبد الوهاب او ما شئت يعتبر عملا اصوليا, ولهذا سلبيا,؟ بينما عندما يعود علمانيا الى داروين او ماركس او نيتشه او غيره, يعتبر " علمانيا معاصرا "؟ رغم ان الاثنين عادا الى اصولهما بنفس " النية " , اي الاجتهاد على امر نتفق عليه علمانيين ومتدينيين فيما الطرق الى حلها تبدو على الاقل " منهجيا " شبه متقاربة, رغم ذلك الحكم عليها له معايير مختلفة كما تفضلت حضرتك, فلك معايير تختلف عندما يتعلق الامر بالاصول العلمانية ( معايير ايجابية ) ومعايير اخرى للاصول الدينية ( سلبية اغلب الاحيان )؟ هذا الاختلاف يبدو لي له هدف اخر وهو, رغم الكلام الجميل الذي تفضلت به, الهدف هو اقصاء الدين بشكل تام من حياة الناس ( في المجالين الخاص والعام ), وما العلمانية " النقية " التي تبحث عنها الى بديلا اخر للظاهرة الدينية التي يخشى منها البعض, التي في اغلب الاحيان تكون " ظاهرة اسلامية " فلا حديث عن شبيهتها المسيحية ( فالكنيسة القبطية في مصر لا تقل " اصولية " عن المؤسسة الاسلامية ) ولا اليهودية ولا البوذية وغيرها من الديانات, ذلك ان " الموقف العلماني " لسبب لا يعلمه الا الله ليس له حديث الا مع " الاسلام " دينا, بينما الاسلام ثقافة لا وجود له.

2Array- العلمانية ليست تكتيكا و مواقفا جزئية و لكنها استراتيجية شاملة ، فلا يمكن أن أكون علمانيا في السعودية و أحمل كلاشينكوف أتحرك به في استعراضات نصرالله في الضاحية ، أو أكور يدي و أضرب صدري في شوارع طهران ، لا يمكن أن أرفض تطبيق الشريعة على المسلمين في مصر و أطالب بتطبيق القوانين الكنسية على المسيحيين ، العلماني لابد أن يمد الخطوط على استقامتها ليرى أن الدولة الإسلامية في فلسطين لا تقل بشاعة عن الدولة اليهودية هناك .في النهاية فالعلمانية ليست قدرا مقدرا بل إختيارا ، و من لا يستطيع تحمل تبعاتها فليواجه نفسه و يتركها ، منضما إلى تكتلات طائفية بلا نهاية في المنطقة العربية .[/quote]

يا اخ بهجت اين الحرية الشخصية فيما كتبت اعلاه؟ في مجال الحرية الشخصية ( التي حسبما افهم هي احد اعمدة العلمانية ) لماذا تصادر حق شخص ماروني مثلا ان يكون مثلا متعاطفا او عضوا في " المقاومة "؟ ولماذا لا يستطيع السعودي ان يكون " شيعيا " اذا اراد؟ وما دامت العلمانية " ليست قدرا مقدرا بل اختيارا ".... لماذا تبدو المداخلة, على الاقل في رأيي, كأنها مأخوذة من كتاب " الامير " في تثبيت اسس الاستبداد؟ الاستنتاج الوحيد من المداخلة ان هنالك تناقض بين العلمانية والحرية الشخصية !!!!

Arrayالديمقراطية لا يمكن أن تكون فعالة سوى في إطار علماني ، و أن الديمقراطية بغير هذا السياج ستعمل ضد القيم الديمقراطية نفسها[/quote]

لا توجد اية علاقة مباشرة بين الديموقراطية والعلمانية, الديموقراطية يا عزيزنا بهجت نظاما مبنيا على الحرية, وليس على النقيض الذي تضعه للدين, اي العلمانية, الحرية كشرط مسبق للجميع يقبل به متساويين, وليس شرط مسبق منوطا بقبول العلمانية كشرط مرافق للديموقراطية, " التجربة التاريخية " التي اخمن انك تعتمد عليها, اعني التجربة الديموقراطية الغربية ليس فيها ما ذكرت, وان كان, تفضل واخبرني به...


Array4- وجهت هذا الشريط إلى العلمانيين أساسا لما لاحظته من استخفاف بعض ممن يعتقدون أنفسهم علمانيين بمخاطر الجماعات و النظم الأصولية تحت شعارات مخادعة مثل الممانعة و مقاومة إسرائيل ، إن العلمانية عنصر لا غنى عنه لقيام الدولة الحديثة ،[/quote]

هل افهم منك يا عزيزي بهجت ان لا مقاومة لاسرائيل الا مقاومة علمانية؟ اذا, لماذا لم نسمع عن تلك المقاومة المنشودة منذ اكثر من ستين عاما؟ لما لم نسمع منذ ستين عام عن المقاومة العلمانية لاسرائيل ( بصفة اسرائيل مشروع ديني يهودي كما تفضلت )؟ هل الاف الفلسطنيين المسيحيين الذين قاتلوا اسرائيل واستشهدو من اجل فلسطين كانوا يحاربون بصفتهم مسيحيين ام بصفتهم فلسطنيين؟ ومثلهم اللبنانيون من الحزب الشيوعي الذين سبقوا حزب الله في قتال اسرائيل والحزب القومي السوري. ما تفضلت به يا عزيزي ليس طرحا علمانيا, بل طرحا سياسيا تطلب فيه منا ان نتبنى موقفا سياسيا مخالفا فقط لانه ديني ! مع العلم انك لا ترى احد " ممانعا " يتحدث عن الطابع الديني للمقاومة, بينما ترى ما يخالفه في ذلك ليس له هما الا " الطابع الديني " للمقاومة, والاحرى ان ما يضايقه هي المقاومة وليس طابعها الديني.