(09-05-2009, 02:08 PM)طريف سردست كتب: جميع الاديان تخلق عالم آلهتها على شاكلة عالم الانسان، وتحاول ان ترشي الالهة بأفضل الهدايا والصفات، والاسلام ليس استثناءا، خصوصا وانه يحتوي على ميراث هاتل من الديانات الوثنية القديمة.
اولا , لا يشابه الاسلام ( و اقصد به دين كل الرسل من لدن آدم الى محمد صلوات الله عليهم اجمعين) الديانات الارواحية و الوضعية حيث لا يشبه الخالق بمخلوقاته و يقرر بانه ليس كمثله شئ :
(فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى:11)
ثانيا, حسب التصور الاسلامي لوجود الانسان كخليفة على الارض هو ان الايمان بالدين هو الاصل , بمعنى أن اول بشر كانوا مؤمنين بالله تعالى الذي بعث فيهم آدم رسولا مصطفى من بينهم:
(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) (آل عمران:33)
و طقوس مثل الحج التي يظنها البعض انها طقوس وثنية هي ليست كذلك و انما هي اعادة تمثل لمسيرة البشرية عند اخراجها من الجنة و توجهها نحو البيت الذي بني لتأوي اليه :
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ) (آل عمران:96)
و ابراهيم عليه السلام هو اول من قام ياحياء هذا المنسك:
( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:128)
اقتباس:وعالم الله الاسلامي هو عالم وثني بإمتياز، فهو مملكة على شاكلة الممالك الارضية، ويجري خدمة الله بذات الطرق التي يجري فيها خدمة الملوك الارضيين على مستوى ممالك الفرس والروم في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم.
كلام غير مفهوم الملوك تسخر البشر لخدمتهم حتى يوفروا لهم ان يأكلوا و يشربوا و لكن الله تعالى يقول:
(مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) (الذريات:57) )
اقتباس:والمفاهيم التي يقدمها الله تشير الى انه يملك ذات المفاهيم التي يملكها ملك بشري، هو يرى ان وجود إله اخر سيشعل الصراع على السلطة حتما، وهو يطالب بالخضوع التام وبدون شروط وهو لايتوانى عن تقديم الرشوة والتلويح بالعصا من اجل اخضاع " عبيده"، كما لايتوانى عن مطالبتهم بالعطايا والاضاحي وبناء البيوت، تماما كما كانت تفعل الشعوب الوثنية القديمة..
هو لا يرى بان وجود اله آخر سيشعل الصراع هو يستخدم المنطق في نفي تعدد الالهة , و التنافس على السلطة امر مفهوم للعقل البشري لان هذا هو واقع الحياة على جميع مستوياتها العاقلة و غير العاقلة. و خير وسيلة لافهام الناس هي وسيلة ضرب الامثلة:
(اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21)
و الله تعالى لم يكره الناس على الايمان به و الا لما وجدت كافرين به, و لكنه ترك الانسان ليختار بكامل ارادته و حريته الايمان او الكفر:
( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف:29 )
و التلويح بالعصا لا يغير من قناعات الانسان و الدليل على ذلك هو انه رغم وجود ايات الترهيب فعدد المؤمنين لا يفوق عدد غير المؤمنين, و الترهيب اصلا لا يجدي نفعا مع الذين اختاروا عدم الايمان:
(وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (يّـس:10)
اقتباس:والغريب ان الله يهتم للغاية بالصفات التي سيطلقها عبيده عليه، وهو امر يتناقض مع كونه الاعلى. من اجل شرح هذه النقطة لابد من الاشارة الى ان " الاعلى" لايدير بالا لاحكام الادنى، مثلا ان تقوم قردة بالاستهزاء بالبشر امر سيثير الضحك فقط، لكوننا لانعير بالا لقيم ومفاهيم الادنى، في حين ان الله يقيم وزنا كبيرا لذلك ويتأذى..
من اي نص قراني استقيت هذه الفكرة . لا يستطيع مخلوق ان يؤذي الخالق باي حال من الاحوال و لكن اليس من الادب الا يسمي الانسان خالقه الا بما يليق؟
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ َ) (المائدة:64)
اقتباس:بل والاسوء ان الله تثيره اسماء الاناث، إذ وعلى الرغم من انه لايملك جنسا، وبالتالي يفترض ان تكون اسماءه (الحسنى) وجنس لها ، اي حيادية، مثل سعاد او مكارم، إلا اننا نجد انه يعتبر الاسماء الانثوية " قسمة ضيزي" ويصر على اسماء ذكورية، إذ في مملكته لانجد اسما مؤنثا واحدا، مما يعني انه يعتمد سياسة " قسمة ضيزي" ضد النساء، وهي منطلقات تتطابق تماما مع سيادة منظومة الذكورية على مجتمع محمد صلى الله عليه وسلم.
لا يوجد مجال للتحدث عن صفات ذكورية او انثوية لان الصفة تتبع الموصوف بغض النظر عن نوع ذكوريته او انوثته حقييقة كانت ام مجازية. و لكن موضوع الانثى في القران لم يُذكر تقليلا لقيمة الانثى بل تخطئة لقولهم بان الملائكة بنات الله و بالتالي هم اناث و ذلك اقلالا من شأن الملائكة:
(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ) (النحل:58)
( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ) (الزخرف:17)
اقتباس:والاغرب، ان الله الذي احتج على التسميات النسائية، يحمل اسما مؤنثا، إذا ان الله ينتهي بهاء التأنيث، ولكن العرب كانوا يتعاملون معه على انه مذكر لانه اسم عجمي ليس معروف لهم اصله الانثوي
اسم الله اسم غير مشتق على ارجح الاقوال , أما من جعلة مشتقا و اعتبر ان الالف و اللام ادوات تعريف ل ( اله) فمن المعلوم بان كلمة (اله) مذكر.