أحمد منصور ضحية الحرب الكروية
GMT 4:00:00 2009 الخميس 26 نوفمبر
رحاب ضاهر
بيروت: لاتزال تتفاعل قضية الإتهامات المتبادلة بين مصر والجزائر ليخرج الأمرعن نطاق السيطرة ولملمة "الفضحية" ان صح القول ، وبدأت حرب "داحس والغبراء" حديثة تلوح في الأفق، وخصوصا بعد دخول أهل الفن في تلك "المعمعة" الإعلامية التي يزداد فتيلها كل يوم . ولتزيد تصريحات ومواقف الفنانين من إشعال تلك الحرب بدلا من محاولة الطرفين تهدئة النفوس. ولم تجدي محاولات بعض العقلاء تجنب تلك الصراعات واعتبارها أمر لايستحق كل هذا "الشغب " . وكان آخر ضحايا هذا التعصب الأعمى الإعلامي أحمد منصور الذي استغلت صحيفة الشروق الجزائرية مقالا له نشر في جريدة "الدستور" المصرية، بطريقة توحي أنه كتب المقال خصيصا لجريدة الشروق وغيرت عنوانه الأصلي الذي هو " ثقافة القطيع إلى ثقافة "ثقافة التطبيع" دون أن تشير إلى مصدر المقال الذي وجه فيه منصور انتقادا للنظام واعتبره استخدم المباراة لإفساد المجتمع، ووصف الأمر برمته بأنه عملية تفريغ لمصر من حاضرها وتاريخها وأزماتها. ورغم توضيح أحمد منصور لحقيقة المقال وما حدث عبر اتصال هاتفي لبرنامج "البيت بيتك " ولجريدة المصري اليوم حيث لام الإعلاميين المصريين الذين هاجموه دون التأكد من حقيقة ما جرى وقال في تصريح له لجريدة المصري اليوم :" إننى أكثر مصرية ووطنية من هؤلاء، وإننى أشرف بلدى أفضل منهم فى أى مكان فى العالم، وكان الأولى بهم أن يكونوا مهنيين وأخلاقيين، وألا يتورطوا فى عملية تحريض ضد زميل لهم لمجرد أنه يعمل فى قناة الجزيرة".
ولقي منصور هجوما شديدا على "الفايس بوك" حيث وصف بالخائن وتم عمل حملة تطالبه بالخروج من مصر نهائيا وبلاعودة . كما أن أنشأت مجموعة أخرى بعنوان "لاللحقير أحمد منصور" ردا على ما كتب في جريد الشروق.كما تطالب مجموعة أخرى بإغلاق مكتب قناة الجزيرة في القاهرة تناشد فيها وزير الإعلام المصري بإغلاق مكتب قناة الجزبره في القاهرة وذلك لعدمموضوعية القناة في التعاطي مع الأحداث الخاصة بمصر والمتعلقة بالأزمة المصرية الجزائرية حيث تتعمد قناة الجزيرة عدم نشر أي اخبار تخصالانتهاكات التي حصلت للمصريين في السودان ولم تذيع سوي حادثة رمي الحجارة علي الباص الجزائري.
من جهة آخرى استغربت الإعلامية الجزائرية خديجة بن فنة، إنتقاد الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب المصري موقفها المناصر للجزائر، وساقه ضمن الحملة الإعلامية ''السلبية'' بين البلدين.حيث إعتبرت خديجة أنها كانت تمارس حقها كأيمواطنة تتمنى الفوز لمنتخب بلدها، حيث قالت أنها تتمنى أن تنتصر الروحالرياضية، ولكنها كإعلامية جزائرية تستسمح المشاهد العربي لتتخلى عن دبلوماسيتها وتقول:" بوصفي مواطنة جزائرية أتمنى فوز منتخب بلدي وتأهل الخضر إلى مونديالجنوب إفريقيا''.
وأبدت بن قنة استغرابها أن يزج بهذا الموقف ''الوطني'' في قلبالحملة الإعلامية ''السلبية''، رغم تأكيد رفضها لها. وختمت تقول: ''ليس من حق أحدأن يصادر حقي في مناصرة منتخب بلدي! وسأظل وفية لمنتخب بلدي الجزائر، وولائي الأبديلوطني، وإن شاء الله سنتأهل وسأخرج للاحتفال في شوارع الدوحة مع إخوانيالجزائريين''.
وكانت خديجة تنوي السفر إلى السودان مع الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي لتشجيع منتخب بلدها ورفع علم الجزائر لكنها لن تستطع بسبب وصول كارلا بروني إلى الدوحة في نفس الوقت وارتباطها بعمل لقاء معها.
وعلى صعيد اخر جريدة الشروق الجزائرية لاتزال تصعد من حملاتها على فناني مصر مقابل كل تصريح يصدر عنهم أو أي تحرك فقد تصدر صفحاتها عنوان أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه مشين حيث كتبت عنوانا :
هذه أفضال الجزائر على حثالة أهل الفن المصري
الشارع الجزائري يطالب الفنانين المصريين بدولارات الخزينة
حيث ذكرت فناني مصر بتكريماتهم في مهرجانات الجزائر ومنهم يسرا التي استقبلت استقبال الفاتحين في مهرجان وهران وتصريحها بأنها لم تحظ يوما بمثل التكريم الذي حظيت به في الجزائر، وتذكير إلهام شاهين يوم وقفت في أروقة شيراتون وهران وهي تطالب على "الفول المصري"، وكيف أساءت للفنانة بهية راشدي، وكيف سعت لتكسير المهرجان عندما قامت بتسريب نتائجه للإعلام المصري قبل أن يتم الإعلان عنها رسميا، وبرغم كل ذلك لم يشتمها أحد في الجزائر ولم يقل أن الشعب المصري لا يتقن فن "الإتكيت" ولا يحفظ أسرار المهنة، كما لم نقل أن الفنانين المصريين " شحاتين" ويعيشون على بقشيش المهرجانات، وإلا كيف تجرأت إلهام شاهين على أن تتنازل عن تكريم مهرجان وهران ولم تتنازل عنأربعين ألف دولار قيمة جائزة أحسن دور في فيلم "خلطة فوزية " التي فاز مخرجها مجدي أحمد علي بـخمسين ألف دولار.
من جهته لم يقصر أيضا الإعلام المصري ب"نبش" الماضي واستحضار كل ما يمكن أن يؤجج الأحقاد حيث أذاعت ت قناة " المحور" تقريرا يتعلق بالجزائر والجزائريين أظهرتهم فيه تجار مخدرات ودعارة، وكانت الفنانة فلة إحدى تلك الضحايا حيث تحدثوا عنها وقالوا أنها أدارت في الثمانينيات أكبر شبكة دعارة في مصر،مما اضطر السلطات المصرية لطردها ومنعها من دخول أرضهم النقية . رغم أن فلة من أول من أصدرت بيانا عند فوز المنتخب المصري في المباراة التي أقيمت في مصر هنأت فيه المنتخب المصري ودعت إلى نبذ التعصب الأعمى.
وما تزال حملات التصعيد تتوالى وترتفع الدعوات إلى المقاطعة الفنية الشاملة بين البلدين حيث أعلن الشاعر خالد تاج الدين عن توقّفه، هو وباقي المصريين، عن العمل على ألبوم المطربة وردة الجزائرية الذي تنوي إصداره عن شركة "روتانا" .لتزداد بذلك "نكابات" هذه الأمة التي فشل حتى الفن أن يجمعها تحت لوائه !
هذه أفضال الجزائر على حثالة أهل الفن المصري
الشارع الجزائري يطالب الفنانين المصريين بدولارات الخزينة
2009.11.24
زهية منصر
image
تنازلتم عن الجوائز لكنكم لم تتنازلوا عن الأموال الضخمة التي أخذتموها أيها الشحاتين!
سببتم الشهداء بعد أن استقبلتهم الجزائر كملوك ومنحتهم الملايير
بعد أن فشل النظام المصري في إدارة الحملة الإعلامية والدبلوماسية التي شنتها القاهرة على الجزائر، وبعد أن فضح الإعلام العالمي عورات "دريم وأخواتها" لم يجد كلاب الحراسة في بلاط مبارك غير اللجوء إلى الراقصات والممثلات لتجنيدهن ضد الجزائر.
* وهكذا سقط الشارع الفني المصري في لعبة السياسية التي أطلقها نجل الرئيس مبارك كي يرث عرش أبيه، فسارع الفنانون والمطربون والممثلون لإدانة الشعب الجزائري شعبا ودولة وتاريخا، فتحوّلنا بين ليلة وضحاها إلى "رعاة أغنام" و"همج" مع إسقاط صفة "بلد الشهداء" الذي طالما تغنى به الفنانون فأكرمهم، حيث كانوا ينزلون على أرضه الطاهرة مثل الملوك
*
والأمراء، وفي لحظة غاب عن ذهن الشارع الفني المصري أن أهل السياسية نصبوا لهم فخا كبيرا ولبسوا عارا لن يغسله التاريخ، ذلك أن أهل السياسية سيتصالحون يوما طالما أن السياسية هي فن الممكن ويبقى العار الفني يلف يسرا وأخواتها، ويبقى السؤال: هل يا ترى بإمكان هؤلاء أن يدخلوا أرض الشهداء مجددا؟
*
لو نعود قليلا للوراء يوم نزلت يسرا على مهرجان وهران، واستقبلت استقبال الفاتحين وقالت بعظمة لسانها بأنها لم تحض يوما بمثل التكريم الذي حضيت به في الجزائر، وهل نسيت إلهام شاهين يوم وقفت في أروقة شيراتون وهران وهي تطالب على "الفول المصري"، وكيف أساءت للفنانة القديرة بهية راشدي، وكيف سعت لتكسير المهرجان عندما قامت بتسريب نتائجه للإعلام المصري قبل أن يتم الإعلان عنها رسميا،
*
وبرغم كل ذلك لم يشتمها أحد في الجزائر ولم نقل أن الشعب المصري لا يتقن فن "الإتكيت" ولا يحفظ أسرار المهنة، كما لم نقل أن الفنانين المصريين " شحاتين" ويعيشون على بقشيش المهرجانات، وإلا كيف تجرأت إلهام شاهين على أن تتنازل عن تكريم مهرجان وهران ولم تتنازل عن40 ألف دولار قيمة جائزة أحسن دور في فيلم "خلطة فوزية " التي فاز مخرجها مجدي أحمد علي بـ 50 ألف دولار.
*
*
ماذا فعل فيكم الفرعون الصغير يا أهل الفن؟
*
نعلم جيدا أن الشعب المصري "الغلبان" بريء من ترهات الإعلام المصري ولأننا نعلم أن عقلاء مصر لم يمنحوهم حق الرد والتوضيح في غمرة البحث عن طريقة لتوريث عرش الفراعنة "للفرعون الصغير"، لكن بعد أن وصل الأمر بمن يفترض فيهم أن يكونوا زبدة المجتمع من فنانين وممثلين ومن يعرفون بالنجوم لسب الشهداء فذلك خط أحمر، وقد يغفر الشعب الجزائري للمصريين كل ما قالوه وما يقولونه، لكنه لن يغفر لهم سب الشهداء، لهذا نقول لإيهاب توفيق الذي بكى مثل الحريم أمام الكاميرات وسبّ الجزائر بأقذر السباب أن هذا البلد هو الذي أنزلك منزلة الملوك والأمراء ووفر لك حماية الرؤساء، وغنيت بالجزائر ساعة ونصف مقابل 25 ألف دولار بنفس الطريقة التي استقبلت بها الجزائر مواطنك تامر حسني بـ 120 ألف دولار وعرضت على شيرين مبلغ 75 ألف دولار دون الحديث عن نفقات الضيافة الأخرى، حتى أنكم تجوّلتم مثل الملوك في مواكب رسمية بمدينة وهران وحتى إعلامييكم صرفت لهم خزينة الدولة الجزائرية 5 ملايين سنتيم في 5 أيام كمصروف جيب، في الوقت الذي استقبلتهم فيه رجال إعلامنا بتعريتهم من ملابسهم، فأعضاء البعثة الإعلامية المصرية انبهروا في وهران بالاستقبال الذي لم يحلم به بعضهم في حياته. ونطلب فقط من الفنانين الذين دخلوا لعبة السياسة أن يعودوا لذاكرتهم القصيرة ويراجعوا تصريحاتهم التي أطلقوها بمهرجانات الجزائر التي جمعتهم وجعلت منهم نجوما بعدما لفظهم الشارع الفني العربي أمام انحصار الدور المصري في السينما وصعود نجم السينما السورية والدراما التركية وتنامي الدراما المغاربية من تونس والمغرب والجزائر التي نالت عدة جوائز بمهرجانات عالمية ودولية كبيرة ومحترمة.
*
وسارعت إسعاد يونس إلى إعلان مقاطعتها لكل مهرجانات الجزائر ووقف التعامل الفني مع الجزائر، وكانت مهرجانات الجزائر تنتظر نجوم مصر حتى تنجح ويشهد الله أن مهرجاناتنا كانت ناجحة وهادئة خالية "تفرعين المصريين" الذين لا يتوّقفون عن إثارة المشاكل في كل تظاهرة يحضرون فيها، ويكفي أن نذكر نجوم مصر بأن إحدى نجمات المسرح عندهم والتي طالما التزمت الصمت والحياد كانت في كل مرة تقول لمحافظ مهرجان المسرح المحترف "أوعى تنساني" وفعلا كانت تحضر بكل التشريفات الدبلوماسية وتنزل منازل الأمراء والملوك وتجلس جنبا إلى جنب مع وزيرة الثقافة خليدة تومي، زيادة على الهدايا التي كانت تعود بها من محلات "ديدوش مراد" بشرط أن تكون "ماركا فرنسي" مثلما كانت تقول هي في الوقت الذي وجدت فرقتنا للمسرح نفسها مجبرة أن تقوم بالتمرينات في خم الدجاج عندما شاركت في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي قبل عام من الآن ولأننا كنا نقدر دائما مآثر الشقيقة الكبرى لم نكتب عن كل هذا وقلنا ماعليهش "الحجرة من عند لحبيب تفاحة"، ولكن أن نجد أنفسنا اليوم مجبرين على قول كل هذا عندما تعدى الطرف الآخر كل الخطوط الحمراء ووصلت الإهانة إلى الموتى في قبورهم نقول لإسعاد يونس أننا لسنا بحاجة لأفلام تبدأ من الكباريهات وتنهي في غرفة النوم ونريد لفت أنظار السيدة إسعاد أن شركات توزيع الأفلام والمسلسلات المصرية فقدت في الجزائر سوق كبيرة جدا في وقت تراجعت فيه كل الأسواق العربية عن استقبال الفن المصري الراقي جدا وأكبر دليل على ذلك أنه ومن منطق الأخوة دفعت الجزائر ومن خزينة الدولة التي كان الممثلون يسبونها على المباشر 20 ألف دولار في كل حلقة مدتها 45 دقيقة من مسلسل نبيلة عبيد الأخير الذي عرضه التلفزيون الجزائري في رمضان الفارط. وخلاصة القول نقول لنجوم مصر حسنا فعلتهم لأنكم فضحتم أنفسكم وأثبتم للعالم أجمع أنكم نجوم من الكريستال تختفي وراء أصباغ وماكياج مدينة الإنتاج الإعلامي، وعليكم أن تتحملوا مسؤولياتكم التاريخية أمام هذه التصريحات لأنني لا أظن أن هناك من يستقبل يسرا وأخواتها بنفس الاستقبال الحافل الذي حظيت به في وهران، هذا لأن الشعب الجزائري قد يتسامح في كل شيء وينسى كل شيء إلا إهانة الشهداء والفاهم يفهم.
ashourouk