تحية طيبة للجميع (f)
بداية أتقدم بشكر خاص للزملاء غرامشى والسريانى على متابعتهما الصامته..
كان رجاءاً غير ملزماً لأحد، فأشكر فيهما إحترامهما لرجائى.. (f)
صدقونى لم أقصد أكثر من النظام، فمثلاً ما قاله الفاضل Contra Mundum يستحق منى توضيحاً - وهو حقه - .. الفكرة أنى أردت تجنب تعقيد الشريط لطالما يمكن تبسيطه.. لكن طبعاً يمكن - كما سبقنى ابراهيم - لكل من يحمل نية حسنة، المشاركة بالرأى، وأعيد رجائى فقط بالتعاون سوياً للتركيز على نقطة واحدة، حينما ننتهى منها يمكننا التفرع لغيرها..
حسناً يا عزيزى إبراهيم، لقد بدأنا فى الوصول لنقطة التلاقى.. (f)
اقتباس:لا أريد أبدا السفسطة أو الجدل كما ظننت و لكن فعلا أناقش موضوع يساء فهمه و يوقع أبناء الكنيسة في مشكل عويص لا نهاية له عندما يقول المسيحي إن المسيح جاء خصيصا ليصلب. و الرد بكل بساطة و بدون سفسطة هو أنه لو لم يسقط البشر في الزلة الأولى لكان المسيح قد جاء بصرف النظر. مجيء المسيح كان مجرد مسألة وقت يا ميراج، وحدث أن هذا المجيء قد تم في "ملىء الزمان" كما قال بولس في غلاطية. حدث المجيء كان حاصل حتما لأنه حدث "الإستعلان" أي استعلان ابن الله في ملء الزمان و لذلك "صار الكلمة جسدا".
طبعاً متفق معك على الخطوط العريضة (كإحتمالات فلسفية لم تحدث)
لكن يا عزيزى، بالنظر لإعتبارات أخرى (فلسفية أيضاً) نجد الأمر مترابط ومعقد أكثر من هذا..
فالزلة الأولى، كانت لابد أن تحدث، ولولاها ما كان الإنسان..
هناك حوار سابق مع الفاضل ابن العرب بخصوص هذه النقطة، توضح ما أريد قوله..
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...27848#pid127848
من فضلك، تابع الحوار إن إمتلكت بعض الوقت..
ما أريد قوله، أن مقولة "لو لم يحدث.. فكان وقتها.." هى إفتراض فلسفى قد أتفق معك فيه..
لكن لا يمكننا رؤية الوضع الشامل، بدون الأخذ فى الإعتبار إستحالة حدوث هذه ال"لو" (لإعتبارات فلسفية أخرى ستجدها فى الوصلة السابقة)
هل نحن متفقين؟
اقتباس:موضوعي يا ميراج لا يهدم عقيدة الفداء كما ظننت مخطئا يا صديقي لأن مجيء المسيح من البداية و عبورا بالصليب و حتى القيامة هو الفداء. فكرة الفدية هي صورة image فيبين لنا الكتاب المقدس أن العبد الذي كان يباع و يشترى فالمسيح افتدانا بما هو أثمن و هو حياته.
طبعاً لا املك إلا أن أتفق معك أيضاً فى الخطوط العريضة (f)
لكنى أختلف معك فى نقطة..
كونى أرى "مجئ المسيح" بمجمله عملية فداء، لا يجعلنى أنتقص من الفداء على الصليب، فهو الواضح والجلى للبسطاء الذين لم يمتلكوا رؤيتك الفلسفية..
بطريقة أخرى، فما فهمته.. أنك تلوم على البسطاء (حصر) مبدأ الفداء فى (الصلب)، وترى الموضوع أكبر واعمق من هذا..
لو قلت هذا من البداية، لما خالفك أحد..
لكنك أسأت التعبير - مع إحترامى - فبدلاً من أن تقول "ليس الصلب هو كل الفداء".. عبرت عن ذلك بما يفهمه القارئ "ليس الصلب فداء"!!!
كونك تضيف شيئاً أجمل.. لا يعنى أن تهدم الجميل.. فالأمر يستحق إضافة لا إستنكاراً
أنظر لما سطرته يداك دون وعى منك..
اقتباس:فالمسيح افتدانا بما هو أثمن وهو حياته.إذ أنك بداخلك، لا تستطيع أن تطرح رؤيتك الفلسفية الأشمل، دون التدليل بالأوضح :)
فهل فهمتنى؟
[QUOTE]طبعا أن لا أحاول اقناعك أو اثبات أنك صح أو خطأ لأنك ببساطة تامة- و من وجهة نظري- صح. أردت مناقشة أصحاب المواضيع الأخرى الذين يدعون لإله المسيحية الذي جاء ليصلب و كأن الله قتل ابنه في المسيحية؛ و هذا زعم أرفضه. على الأقل هذه ليست طريقة اعتقادي يا عزيزي.
ولا طريقة إعتقادى أنا أيضاً على فكرة..
لكنى لا أستطيع الرفض.. فرفضى سيفهم منه عكس ما أريده..
فأنا أريد أن أزيد على هذا..
أريد ألا أحصر الفداء فى هذا..
فكيف أرفض؟ وكيف رأيت حكمة فى الرفض؟
دعنى أعبّر بدلاً منك، ولك طبعا حق التعليق على هذا التعبير لو فهمتك خطأ.. اوكى؟
- المسيح جاء لإعتبارات عدة، لا نستطيع تأطيرها وقولبتها فى جملة واحدة سوى تعبير شامل (ومطاط ليتسع لهذه الإعتبارات) مثل "لأنه أحبنا"
- أقوى تعبير عن هذا الحب، لمسناه فى حادث الصلب، أو بتعبير آخر أنه جاء رغم علمه أن هذا سيصلب.
- حصر سبب مجئ المسيح وفداه فى حادثة الصلب، قد يكون أقوى حدث مادى ملموس، لكنه ليس كل شيئ، بل نظرة قد نكتشف سطحيتها إذا ما نظرنا للأمر بنظرة شمولية أكثر عمقاً..
- لا أحب فى المسيحيين حصر الفداء فى حادثة الصلب، إذ أنى أراهم قد قولبوا المسيح وحددوا سبب مجيئه وفداه فى موقف واحد، بينما لا يرون ما أراه من حياة تنطق بالفداء ليس فى موقف الصلب فقط، بل تتعداه لتشمل سبب المجئ والحياة والتعاليم وليس حادث الصلب فقط.
هذه رؤية "ابراهيم عرفات" كما فهمها "حارس السراب"، وبالتالى يوافقه عليها بشدة..
فهل فهمت ما تريد قوله بصورة صحيحة؟
وشكراً لحوارك..
صلى كثيراً من أجلى.. (f)
الزميل الفاضل Contra Mundum محبة لك وسلام (f)
فرصة طيبة للترحيب بك فى أول حوار لك معنا.. من فضلك إستمر..
تذكيراً بمداخلتكم الكريمة:
اقتباس:أستوقفنى ما قاله الفاضل حارس السراب عن إمكانية دخول الملكوت لغير المؤمنين وخلاصهم وهو طرح لا توافقه عليه معظم الطوائف المسيحية لسبب:
- ما الداعى لتجسد الكلمة إذن والصلب والفداء إذا كان هناك طريق آخر دون دفع أجرة الخطية ? كان يكفى لله أن يشير إلى الطريق الآخر هذا دون التجسد ?
- ما هو الطريق الآخر هذا وكيف يتوافق مع نبوات العهد القديم وإشاراته وطقوسه التى تتمركز حول نقطة واحدة و وحيدة وهى الفداء وقدوم المسيا ومع آيات واضحة عن حتمية الفداء ?
- الإشارة لأمكانية الخلاص دون الصليب ودون قبول الفداء ينال من الذات الإلهية بشكل مباشر....فيصبح إلها ينسخ أفعاله ويتقلب مع أهواء مختلفة و ينتقص من كمال الله.
- ما هى مرجعية هذا الطرح وإين نجده فى فكر الرسل، الأباء الرسوليين وأباء الكنيسة? فكرة الخلاص الكونى universalism نسبت إلى أوريجانوس ( العلامة المصرى و العقل الخارق الذكاء) وهناك دراسات تشير إنها مدسوسة على كتبه، ولا نجد لها تأصيل فى التقليد الكنسى.
فى البداية، أود منك لو إمتلكت بعض الوقت، العروج على هذه المداخلة:
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...34791#pid134791
فهى تقريباً، أول مداخلة أشهرت فيها رؤيتى الشخصية على نادي الفكر، لما فهمته من الكتاب المقدس..
حول ما أثارته مداخلتك من إستفسارات..
أنا لم أقل أن للبشرية طريق آخر سوى فداء المسيح، ولو قلت هذا يمكنك إحتسابى مهرطقاً..
وأنا لا أقول بوجود طريق آخر، فهذا مخالف للإنجيل..
"
وليس باحد غيره الخلاص، لان ليس اسم اخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص" (اع 4 : 12)
"
لانه يوجد اله واحد، ووسيط واحد بين الله والناس، الانسان يسوع المسيح" (1تي 2 : 5)
لكن لاحظ الفارق بين "المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص" (الذى تقوله الآيات)
وبين "
الإيمان بالمسيح هو الطريق الوحيد للخلاص" (الذى يقوله معظم المسيحيين)
فالكثير يخلط بين الأولى والثانية..
ما أراه - كإيمان شخصى - ، أن هذا الفداء شامل لكل البشرية.. من سبق المسيح، ومن تلاه..
"
الذي قدمه الله كفارة بالايمان، بدمه لاظهار بره، من اجل الصفح عن الخطايا السالفة بامهال الله" (رو 3 : 25)
ولم يكن فداءاً لطائفة بعينها، بل فداء للبشرية ككل..
"
وبه أيضا ختنتم ختانا غير مصنوع بيد، بخلع جسم خطايا البشرية، بختان المسيح" (كو 2 : 11)
كل العالم..
"
هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو 1 : 29)
للعالم أجمع..
"
وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم ايضا" (1يو 2 : 2)
لذا، فالفداء قد تم للجميع.. مسيحيين وغيرهم..
أما مفهوم الإيمان - السائد بين أغلبية المسيحيين - (وهو ما لم أراه فى الآيات) هو مفهوم مطاط نوعاً، وأحياناً مهمّش
فإيمان بلا عمل.. ميت..
"
ولكن هل تريد ان تعلم ايها الانسان الباطل ان الايمان بدون اعمال ميت" (يع 2 : 20)
ميت كما تكون الجسد بلا روح..
"
لانه كما ان الجسد بدون روح ميت، هكذا الايمان ايضا بدون اعمال ميت" (يع 2 : 26)
بل أنه - وحده - يكون أحياناً بلا أى قيمة..
"
انت تؤمن ان الله واحد حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون" (يع 2 : 19)
لذا، إرتأيت - بصفة شخصية - أن المعوّل الرئيسى هو الأعمال..
من فضلك، إضغط هنا للمزيد من الرؤى الفلسفية والشخصية بهذا الصدد:
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...=23575&pid=#pid
وسؤال يطرح نفسه فى هدوء.. لكنه سؤال مشروع على كل حال..
هذا الذى يفعل صلاحاً.. لكنه غير مؤمن.. ما مصيره؟
هل مهما فعل، فسيكون فى النار كما تقول الرؤية الإسلامية؟؟
هل لا ينظر الله حقيقة لأفعاله سواء حسنة أم سيئة لأنه أيديولوجياً مختلف؟
هذا ظلم بيّن..
هذا ضد عدل الله المطلق والكلى والكامل..
هذا الظلم.. ضد الله كما عرفته.. وكما أعلن لنا عن نفسه..
ضد الكتاب المقدس..
"
لانه الامم الذين ليس عندهم الناموس، متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس، فهؤلاء اذ ليس لهم الناموس هم ناموس لانفسهم" (رو 2 : 14)
هذا الظلم.. ضد الكتاب المقدس ذاته الذى قال:
"
بل في كل امة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده" (اع 10 : 35)
هذا الظلم.. ضد المسيح.. وهادم تماماً للفداء..
بل ضد ما ذكره المسيح صراحة:
"
وان سمع احد كلامي ولم يؤمن فانا لا ادينه. لاني لم آت لادين العالم بل لاخلّص العالم" (يوحنا 12 : 47)
يقول صراحة من سمع ولم يؤمن فأنا لا أدينه لأنى أتيت لأخلص.. لا لأدين..
بل وحتى فى المجئ الثانى..
مجيئ الدينونة..
مجئ يوم الحساب..
يقول لنا الكتاب أنه سيكون للجميع بالعدل والإستقامة:
"
لانه جاء ليدين الارض، يدين المسكونة بالعدل، والشعوب بالاستقامة" (مز 98 : 9)
"
لانه اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدما للجميع ايمانا اذ اقامه من الاموات" (اع 17 : 31)
لهذه الأسباب.. ولد هذا الإيمان الشخصى بداخلى شاذاً عن الجميع..
لأن ذلك - بالنسبة لى - ما يريده الله، وما أخبرنى عنه فى كتابه..
وشكراً لك.. (f)