Abanoob
ABDELMESSIH67
مشكلتكم هي انكم بفلسفتكم هذه تحاولون الجمع بين كلام متناقض. فالمسيح عندما كان يقول وصاياه لتلاميذه، من الباب 14 الى الباب 17 من انجيل يوحنا، لا يوحي كلامه ابدا انه ذاهب ليموت على الصليب، ولكن ليرفع للسماء. وسيحصل ذلك الآن. ومصطلح "الآن" يفهم في هذه اللحظات، في هذه الساعة، كما هو ظاهر في الفقرات التالية:
يوحنل 16:5 وَأَمَّا الآنَ فَأَنَا مَاضٍ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي...
17:11 وَلَسْتُ أَنَا بَعْدُ فِي الْعَالَمِ وَأَمَّا هَؤُلاَءِ فَهُمْ فِي الْعَالَمِ ((وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ))...
17:13 أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ...
ولكنكم تفهمون "الآن" بما يعني بعد أربعين يوما! وذلك للتوفيق بينها وبين ما ورد في روايات أخرى. فهل غيّر المسيح رأيه، أم كلمة "الآن" تعني بالفعل أربعين يوما؟!
كذلك قال لليهود بانهم لن يروه مرة أخرى (متّى 23:39). فاذا أمسكوا به وصلبوه فقد رأوه. وهذا تناقض واضح لايمكن التغلب عليه الا بالفلسفه. ونجد من يقول بانهم لن يروا تعاليمه، ومنهم من يقول انهم لن يروا معجزاته. ولكن هل هؤلاء المتفلسفين قرأوا أفكار المسيح ليقولوا هذا الكلام؟ فاذا كان الكلام بالفلسفه، فبامكان أي واحد ان يقلب معادة رياضية الى معلومة جغرافية! وهل كان المسيح غامض لهذه الدرجة حتى لايفهم قوله أحد؟ أما نحن فسنأخذ الكلام بظاهره، واليهود لم يروه من تلك اللحظة، ولكن شبّه لهم.
يبقى القول القائل بانه صلب، ولكن ما هو الدليل اذا كان التلاميذ كلهم تركوا المسيح وهربوا.
مرقس 14:50 فَتَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا.
14:51 وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِساً إِزَاراً عَلَى عُرْيِهِ فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ
14:52 فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَاناً.
نلاحظ ان شابا واحدا حاول اللحاق بالمقبوض عليه ولكن الجنود ارادوا القبض عليه فترك ازاره وهرب عريانا. فاذا كان اليهود يطاردون اتباع المسيح بهذه الطريقة، فكيف سمحوا لهم ان يحضروا محاكمته، ويدخلوا معه دار القضاء ليسجلوا الاحداث؟!
وتذكر الاناجيل ان التلميذ شمعون بطرس تبع المسيح من بعيد، ثم دخل وجلس مع الخدم، ولم يقابل المسيح وجها لوجه على رواية مرقس. ومرقس قيل انه من تلاميذ بطرس. ولو قابل بطرس المسيح وجها لوجه وتحدث معه لأخبر مرقس بذلك. ولكن لم يقابله، وجلس فقط مع الخدم. ولم يدخل غرفة التحقيق. فهو لا يعرف ما دار من حوار بين اليهود والمقبوض عليه، ولم يراه. ثم سألته احدى الخادمات، وانت كنت مع يسوع الناصري؟ السؤال صحيح حتى ولو كان يسوع الناصري في بلد آخر. بطرس انكر انه كان معه. لماذا ينكر لو لم يكن يخشى على نفسه من اليهود؟ كل هذه الشواهد تدل على انه لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون التلاميذ قد شهدوا المحاكمة وتحققوا من شخصية الاسير. فشخصية الاسير مجهولة، لا يوجد شهود عيان. ولا يوجد من يسجل الاحداث. وكل ما قيل عن صلب المسيح لا يعدو عن كونه اشاعات بحته.
وكذلك قولكم في العبارة "قد أكمل" -- كيف وصل هذا التلميذ الى عند الصليب ليسمع المسيح يقول هذا الكلام؟ هذا مع العلم ان الاناجيل الاخرى لم تذكر هذه العبارة.
من ناحية أخرى نجد فقرة أخرى في انجيل يوحنا يقول فيها المسيح لبطرس بانه لن يستطيع ان يتبعه "الآن":
يوحنا 13:36 قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «حَيْثُ أَذْهَبُ لاَ تَقْدِرُ الآنَ أَنْ تَتْبَعَنِي وَلَكِنَّكَ سَتَتْبَعُنِي أَخِيرا».
ملا حظة: العبارة الاخيرة "وَلَكِنَّكَ سَتَتْبَعُنِي أَخِيراً" لم تكن موجودة، على الاقل، في واحدة من النسخ القديمه تجدها في الرابط التالي:
http://www.v-a.com/bible/john_8-14.html#JOHN#13
بغض النظر عن وجودها، الرويات تقول ان بطرس تبع المقبوض عليه الى دار رئيس الكهنة! لا يمكن التوفيق بين هذين القولين الا بالقول ان الرجل الذي تبعه بطرس لم يكن المسيح.
أضف الى ذلك ما قاله المسيح لليهود بانهم لن يروه الا في عودته الثانية! ما تفسيركم لذلك؟ هل رأوه أم لم يروه، أم ان المسيح أخطأ الحسابات؟
اذا كان اليهود لن يروه، وبطرس لا يستطيع ان يتبعه، فهل هو ذاهب لقصر رئيس الكهنة؟!
نجد في الاصحاح الثامن من انجيل يوحنا ان المسيح يقول لليهود بانهم سيطلبونه ولكن لن يتمكنوا منه:
يوحنا 8:21 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا»
8:22 فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟»
8:23 فَقَالَ لَهُمْ: « أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ.
ظن اليهود بانه سيقتل نفسه [ينتحر]، فقال لهم "أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ". بما يعني انه لن ينتحر، ولكن سيذهب الى فوق. وسيحصل ذلك عندما يطلبه اليهود. متى طلبه اليهود غير الوقت الذي ارادوا ان يقبضوا عليه؟
وقال لتلاميذه قبل وصول الجنود، نفس ما قاله لليهود سابقا:
يوحنا 13:33 يَا أَوْلاَدِي أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ. سَتَطْلُبُونَنِي وَكَمَا قُلْتُ لِلْيَهُودِ: حَيْثُ أَذْهَبُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا أَقُولُ لَكُمْ أَنْتُمُ الآنَ.
كان الاولى بالمترجم ان يكتب "لحظة" لانها أقرب للكلمة اليونانية الاصلية "mikron"، بدلا من كتابة "زَمَاناً قَلِيلاً". لتصبح الاية: "يا أولادي أنا معكم لحظة بعد..."
وبعد هذه اللحظة، سيسعى تلاميذه في طلبه.
متى سعى تلاميذه في طلبه غير الوقت الذي حاول بعضهم ان يلحق به بعد ان اعتقدوا انه تم القبض عليه؟
و كيف لذلك الرجل الذي وصل الى عند الصليب ليسمع قول المسيح "قد أكمل" ليثبت بطلان قول المسيح، وعدم قدرته على التنبأ!!!
ولكن -- حيث هو ذاهب، لا يستطيع اليهود ولا تلاميذه أن يأتوا. لا يمكن ان يكون ذاهب الى دار رئيس الكهنه، أو الى الصليب. "أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ" يعني انه ذاهب الى فوق. "وَأَمَّا الآنَ فَأَنَا مَاضٍ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي" وليس الى الصليب. وكلمة "الآن" تعني في هذه اللحظات. -- وذهب رسول الله المسيح ابن مريم الى ربه من تلك اللحظه.
وجاء من بعده من يسطر الخرافات ويؤلف الروايات. "ما لهم به من علم الا اتباع الظن"
وبدلا من الفلسفة، واتّباع الاشاعات، ولوي عنق الايات، اقرأوا نبؤة حبقوق وتمعنوا فيها. قالها قبل سبع مائة سنة قبل الميلاد. ووافقت الحدث كأنه يراه رأي العين! فهل كان النبي حبقوق يتحدث عن مسيح آخر ينقذه الله من الموت، يأتي بعد مسيحكم؟ ويختبئ المسيح الجديد في مكان سري. ثم يأتيه قائد من بيت الاشرار على رأس كتيبة صغيرة كالزوبعة [اعصار صغير]. يأتي جنوده كمن يريد ان يفترس المسكين (المسيح الجديد) سرا. ثم تتدخل قدرة الله. ويحطم الله راس القائد الشرير برمحه، ويرتد سيفه في نحره. بما يعني انه سينال العقوبة التي ارادها للمسيح (الجديد)! ويعرّيه من ملابسه من العنق حتى القدم، على ((الصليب))!
ألا يكفيكم انه لم يتنبأ نبي واحد من انبياء بني اسرائيل بموت المسيح! هذا يعني ان موته ليس له أهمية أو أنه لم يمت ابدا. هل فعلا انتم تعتقدون ان المزمور 22 يتحدث عن المسيح؟ النبؤات لاتحتاج الى تحريف لتدل على الحدث. لماذا تصرون على كتابة الاية 16 "ثقبوا يدي ورجلي" بينما هي في النسخة العبرية تكتب "كالاسد على يدي ورجلي." هل اليهود حرفوا كتابهم؟ اذا قلتم نعم، فهذا اعتراف منكم بتحريف الكتاب. واذا قلتم لا، فالعبارة اذن "كالاسد" وليست "ثقبوا" -- حتى بكتابتكم "ثقبوا يدي ورجلي"، فليس في ذلك تحقيقا لنبؤة. لانه بحسب رواياتكم، فان المسيح لم يثقبوا رجله!
ونكرر، لا يوجد دليلا واحدا يثبت ان الرجل المصلوب كان هو المسيح ابن مريم. ودليلكم الوحيد هو ان اليهود قالوا انهم قتلوه. بمعنى آخر ان الدليل، قالوا له (آلو له).