استاذ راعي .....تحية طيبة ..........
لقد وجدت بحثا قيما لكم استفدت منه كثيرا فوق ما كنت اعلم عن هذا الموضوع , وقد وضعت لكم بعض ملاحظاتي التي اود ان تبادلوني رأيكم فيها ..............وهي في ذلك الرابط
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...fid=5&tid=29907
الاستاذ الزميل الراعي كتب :
1 - ماذا تقول النبوة ومن هو المخاطب فيها ؟ وما معنى أخوتك ؟
أ - تقول النبوّة " يقيم لك الرب إلهك " والمخاطب هنا في قوله " لك " هو بنو إسرائيل ، أي " يقيم لك يا إسرائيل " .
ب - " نبياً من وسطك " وعبارة " من وسطك " هنا تعني من وسط بني إسرائيل ، ، " من وسطك يا إسرائيل " أي من الأسباط الأثنى عشر وليس من خارجك ، أي ليس من شعب آخر أو أمة أخرى خارج بني إسرائيل .
ج - وقوله " من أخوتك " بحسب ما جاء في سفر التثنية الذي وردت به النبوّة يقصد به أسباط إسرائيل باعتبارهم أخوة بعضهم لبعض
.....................................................................
مع احترامي - بالطبع - لرأيكم - الا انني أود أن ألفت نظركم فقط لعدة نقاط أرجو استصحابها في بحثكم حول هذا الموضوع الشيق :
1- النقطة الاولى هي : هل ورد في الكتاب ماينفي تآخي أبناء العمومة ؟ لقد تفضلتم بسرد مواضع ورود كلمة (اخوة) في سفر التثنية : وذكرتم انه يقر تآخي بنو عيسو ( اخو يعقوب ) مع بنو يعقوب !
Dt:2:4:
4 واوص الشعب قائلا.انتم مارّون بتخم اخوتكم بني عيسو الساكنين في سعير فيخافون منكم فاحترزوا جدا. (SVD)
اذن مع احترامي لرأيك فإن الكتاب يقر هذا الامر بلا إشكال .
حسنا : الان هل تطرق الكتاب لاسماعيل بخصوص تلك القاعدة ؟ تفضل مشكورا :
Gn:16:11:
11 وقال لها ملاك الرب ها انت حبلى فتلدين ابنا.وتدعين اسمه اسماعيل لان الرب قد سمع لمذلّتك. (SVD)
Gn:16:12:
12 وانه يكون انسانا وحشيّا.يده على كل واحد ويد كل واحد عليه.وامام جميع اخوته يسكن. (SVD)
اذن فهذه مسألة مفروغ منها في الكتاب ............مع اعتقادي ان الكتاب كان يشتمل على ماهو اكثر من هذا الحديث عن اسماعيل ابن ابراهيم البكر ولكن قتلة الانبياء ومحرفوا كتبهم لن يتركوا مثل هذه النبوءات بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (بالطبع) والا فاين التحذير منه لو كان كاذبا ؟ ان دعوته قد انتشرت في المنطقة التي كانت قلب ديار بني اسرائيل بالامس ! وأزاحت العقيدة الهيلينية منها تماما ! فهل كان الله غافلا عن خرافه الى هذه الدرجة التي يتركهم معها تضل الطريق وتضيع ؟ .
2- النقطة الثانية : انتم تقولون :
كما قال لهم أيضا " متى أتيت إلى الأرض التي يعطيك الرب إلهك وامتلكتها وسكنت فيها فان قلت اجعل عليّ ملكا كجميع الأمم الذين حولي . فانك تجعل عليك ملكا الذي يختاره الرب إلهك . من وسط اخوتك تجعل عليك ملكا . لا يحل لك أن تجعل عليك رجلا أجنبيا ليس هو أخاك " (تث14:17و15) . فهل كان المقصود في قوله هنا " من أخوتك " أن يملك عليهم أحد أبناء إسماعيل ، بحسب منطق هؤلاء الكتّاب ؟! كلا ! لأنه يقول بكل تأكيد " لا يحل لك أن تجعل عليك رجلا أجنبيا ليس هو أخاك " . وكان أبناء إسماعيل في ذلك الوقت أجانب بالنسبة لبني إسرائيل
.....................................................................
لااعتقد ان رجلا في علمك استاذ راعي لايعلم ماهو مفهوم مصطلح ( الاجنبي ) في الكتاب : ومع ذلك فاسمح لي ان أعرض للزملاء معناها لتعم الفائدة الجميع : تقول التوراة :
Dt20:
20 للاجنبي تقرض بربا ولكن لاخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب الهك في كل ما تمتد اليه يدك في الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها (SVD)
Dt:31:16:
16 وقال الرب لموسى ها انت ترقد مع آبائك فيقوم هذا الشعب ويفجر وراء آلهة الاجنبيين في الارض التي هو داخل اليها فيما بينهم ويتركني وينكث عهدي الذي قطعته معه. (SVD)
فأين الموحدين من الوثنيين ؟!
ان بنو اسماعيل بحسب فهمي المتواضع ليسوا بداخلي في هذا المصطلح الاعتقادي الدلالة اكثر مماهو (جغرافي) الدلالة .
.................................................................
ان الله عزوجل لايختار الامم والجماعات بسبب عنصرها ولاجنسها او عرقها : الله يتزه عن ذلك ...........ولكنه يختار الامم بحسب فضلها على غيرها من الامم المبتعدة عن منهج الله :
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ
ان الكتاب نفسه يقرر تلك القاعدة فيقول :
Dt4:
4 لا تقل في قلبك حين ينفيهم الرب الهك من امامك قائلا.لاجل بري ادخلني الرب لامتلك هذه الارض.ولاجل اثم هؤلاء الشعوب يطردهم الرب من امامك. (SVD)
Dt5:
5 ليس لاجل برك وعدالة قلبك تدخل لتمتلك ارضهم بل لاجل اثم اولئك الشعوب يطردهم الرب الهك من امامك ولكي يفي بالكلام الذي اقسم الرب عليه لآبائك ابراهيم واسحق ويعقوب. (SVD)
Dt6:
6 فاعلم انه ليس لاجل برك يعطيك الرب الهك هذه الارض الجيّدة لتمتلكها لانك شعب صلب الرقبة (SVD)
ولقد أخذ الله العهد على اهل الكتاب ان يبينوا ( حقيقة مراد الله ) في كتابه : فلم يقوموا بهذا العهد فتحول عنهم الى غيرهم .....تحول الى أمة معزولة عن العالم تماما : ليس لها خلفيات فكرية ولا فلسفية معقدة ولا معارضة للوحي منقوشة نقشا بل حفرا في ألواح قلوبهم : لم يدرسوا ارسطو ولا افلاطون ولا فيلون : كل شرهم كان محصورا في اتخاذ الوسطاء بينهم وبين الله لكي يقربونهم اليه كشفعاء عنده لكي يتوسطوا لهم ان يغفر لهم جرائمهم وظلمهم ( مع الاعتذار - كوسة ) ولكن دونما فلسفة مؤصلة ولا مقامة القواعد ولا متينة البنيان : لم تتعد ثقافتهم الا نحت القصائد وقرض الشعر - الذي هو في الحقيقة ان دل على شيء فانما يدل على أمة ذات حاسة مرهفة جدا , رقيقة المشاعر , حتى انها اصبحت متفردة بين امم الارض بتخصصها في هذا الفن الراقي لاتعرف غيره سواء من علوم الدنيا او علوم الاخرة:
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
: بل كان هؤلاء العرب - مع شركهم ووثنيتهم - يعتقدون ان الله هو مالك الملك ومدبرالامر كله بيده دون هؤلاء الوسطاء :
قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ
قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ
بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُون عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
وقد كانوا مع ذلك يملكون صفات جليلة القدر عالية القيمة جدا في ميزان الاخلاق والدين والايمان والفضيلة مما يؤهلهم لحمل لواء العهد عن جدارة لاقامة مملكة الله على الارض ( مادام الله ليس بعنصري ) لقد كانوا قمة في :
مثل الشجاعة والغيرة الملتهبة والحماسة والفروسية والكرم الشديد والنخوة والشهامة والنجدة وحب الخير وتقدير الرجال ومعرفة اقدارهم ( كان الرجل الواحد اذا قال فلان في جواري - اي في حمايتي - ( وجميع العرب يطلبون الثأر من هذا الفلان ) فانهم ينسون ثأرهم حتى حين تخليته من جواره .
ومن ثم فقد كان العرب هم انسب المعادن وخير الامم لحمل العهد بعد بني اسرائيل الذين خانوا الامانة ولم يستطيعوا اقامة مملكة الله على الارض , وقد انتقل العهد منهم الى العرب - مع عدم التعريج على امة المسيح - لانهم وفروا الوقت والجهد و ( جابوا) من الآخر - على حد تعبير العامة !
فقد ظهر بولس مبكرا على مسرح الدعوة وقام بتحويل دفة الدعوة من الاتجاه الى ( يهوه ) : الى الاتجاه الى ( آخر أنبياء بني إسرائيل يسوع الناصري الذي هو من اعظم وسائل الامتحان الالهي هو وضده المسيح الدجال (اذكلاهما قد اعطاه الله بعض صفات الالوهية ) : امتحان بالخير والشر :
وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
Dt:13:3:
3 لان الرب الهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم ومن كل انفسكم.
( راجع الاصحاح من اوله لترى انه فتنة واختبار بالشر )
فبينما تبع السواد الاعظم من النصارى كل ماهب ودب من عقائد جديدة وافدة بعد رفع المسيح حتى تبدل دينه تماما في اقل من اربعة قرون : قد حافظ اليهود على تعاليم موسى في حياته وبعد مماته عدة قرون , وكانوا في حياته طائعين له طاعة عمياء غريبة حتى انهم حينما عبدوا العجل وأمره الله ان يأمرهم بأن يقتلوا أنفسهم : لم يترددوا !
Ex:32:26:
26 وقف موسى في باب المحلّة.وقال من للرب فإليّ.فاجتمع اليه جميع بني لاوي. (SVD)
Ex:32:27:
27 فقال لهم هكذا قال الرب اله اسرائيل ضعوا كل واحد سيفه على فخذه ومرّوا وارجعوا من باب الى باب في المحلّة واقتلوا كل واحد اخاه وكل واحد صاحبه وكل واحد قريبه. (SVD)
Ex:32:28:
28 ففعل بنو لاوي بحسب قول موسى.ووقع من الشعب في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل. (SVD)
واسمح لي أستاذ راعي أن اسوق لك زيادة وردت في احد احاديث النبي محمد ( الذي تقولون عنه انه مجرد ناقل عنكم ) حول تلك الواقعة المؤسفة , وفي تلك الزيادة سترى الفرق بين نظرة الدين الحق لله ونظرة اليهود الى ( يهوه ) حيث انه لم ترد تلك الزيادة في سفر الخروج , قال النبي محمد :
( فأوحى الله عزوجل الى موسى : مُرهم فليرفعوا ايديهم , فقد غفرت لمن قُتل , وتبت على من بقي ) .
أصدقك القول ولاتسخر مني ؟ انني حينما قرأت هذه الزيادة لأول مرة بكيت بكاءاً مُراً ...........فماأرحمه من إله أساء به الناس الظن وتركوه وعبدوا غيره , حتى اذا انتقم منهم لم يستوف حقه وأمر موسى : مرهم فليرفعوا ايديهم .........مرهم فليرفعوا ايديهم .
.................................................................... المقصود :
ان اليهود لم يتخلوا عن حمل الامانة بالسرعة التي تخلى بها أتباع المسيح عنها بسبب اللغط والبلبلة التي حدثت بعد رفعه الانقسام الانشطاري الحاد في صفوف اتباعه الى طوائف متنافرة يحمل كل منها اعتقادا عن هذا الرجل , متناسين ان الله قد بعثه بتلك المؤهلات لكي يبتلي به ويختبر محبته في قلوبهم .
قام بولس بواجبه على اكمل الوجوه ( وقام بفصل الناس عن مصدر الوحي نفسه : الا وهو الشريعة الموسوية بسبب التخفيف على ( الاجانب ) الذين ليسوا بأخوة , ثم أتبعه قسطسنطين لينشر مذهب أثناسيوس ( المطور من بولس ) ليكون هو الدين الرسمي لامبراطورية روما : وغابت معالم الشريعة الموسوية عن روما تماما , ولم تكن لتعاليم يسوع نبي اليهودية في روما أي اثر الا ماطوّعه بولس لخدمة دعوته .
ولذلك كان المسيح على علم بكل ذلك حين كان يردد :
Mt:18:7:
7. ويل للعالم من العثرات.فلا بد ان تأتي العثرات ولكن ويل لذلك الانسان الذي به تأتي العثرة. (SVD) يعني : بولس .
الذي قال عن زوجتي ابراهيم عليه السلام في عنصرية بغيضة :
Gal:4:31:
31 اذا ايها الاخوة لسنا اولاد جارية بل اولاد الحرة (SVD)
Mt:21:42:
42 قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب.الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية.من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا. (SVD)
عجيب حقا في اعين الناس ان يحول الله لواء العهد خارج نطاق اسرائيل.........ولكنه ليس بعجيب من قبل الرب غير العنصري .
يتبع ان شاء الله
تحياتي .