اقتباس: coco كتب/كتبت
الأستاذ الصفي
ولكننا نري أن القرآن يستعمل أحيانا البحر للدلالة علي النهر رغم أنه يعرف أن النهر غير البحر
كما تري أنت ويستعمل اليم للدلالة علي النهر ويستعمل النهر للدلالة علي ما تفجر من الصخر أو
الرمل ويستعمل النهر للدلالة علي النهر ويستعمل اليم للدلالة علي البحر ويستعمل البحر للدلالة
علي البحر فهل دلالة كل هذه المجاري المائية مشتركة في القرآن أم أن كل كلمة دالة في معناها
وأن ما يستعار للدلالة علي معني آخر لعلة وبخاصة أننا لسنا بصدد كلام معجز في البلاغة فقط
وإنما معجز أيضا من الناحية العلمية
عزيزي كوكو
تحياتي
و هذاما كنت اقوله بالضبط. نحن الذين غيرنا اللغة العربية. و ليس القران الذي غيرها . معركة المصطلح هذه معركة قائمة منذ ان قام خالد ين يزيد بن معاوية بترجمة العلوم اليونانية الى اللغة العربية .يمكن ان تراجع كتاب فرانز روزنتال عن مناهج البحث عند العلماء المسلمين لترى كيف كانت تترجم كتب ارسطو و جالينوس و غيرهما. انها جريمة. و اكبر دليل عليها اعتبار ان كلمة cardia تعني قلبا العربية او ان كلمة psyche تعني في العربية النفس.
للعربية فلسفتها التي استقتها من معاني الالفاظ العربية, على ما كانت عليه في عصور الاحتجاج الاولى, العصور التي يمكن الاحتجاج بكلام العرب خلالها, على انه عربي سليم في اللفظ و المعنى, و هي لاتتجاوز القرن الثاني في الحضر و الثالث في البدو.( راجع المزهر في علوم اللغة و انواعها للسيوطي)
اشرت في مداخلة سابقة لكلمة البحر و انها مقلوب رحب و حبر و كلها الفاظ تفيد معنى السعة, لذك تقول انه رجل بحر,
البحر يطلقها القران كما قلنا في المداخلة تلك على:
: الماءُ الكثيرُ، مِلْحاً كان أَو عَذْباً، وهو خلاف
البَرِّ، سمي بذلك لعُمقِهِ واتساعه، قد غلب على المِلْح حتى قَلّ في
العَذْبِ،
( اللسان)
لذلك اذا قال القران عن نهر مصر بحر فلانه كثير المياه و متسع ( فهي تطلق على المالح و العذب).
إِنما سمي البَحْرُ بَحْراً لسعته وانبساطه؛ ومنه
قولهم إِن فلاناً لَبَحْرٌ أَي واسع المعروف؛ قال: فعلى هذا يكون البحرُ
للملْح والعَذْبِ؛ وشاهدُ العذب قولُ ابن مقبل:
ونحنُ مَنَعْنا البحرَ أَنْ يَشْرَبُوا به،
وقد كانَ مِنْكُمْ ماؤه بِمَكَانِ
( اللسان)
قال الأَزهري: كل نهر لا ينقطع ماؤه مثل دِجْلَةَ والنِّيل وما
أَشبههما من الأَنهار العذبة الكبار، فهو بَحْرٌ. و أَما البحر الكبير الذي
هو مغيض هذه الأَنهار فلا يكون ماؤُه إِلاَّ ملحاً أُجاجاً، ولا يكون ماؤه
إِلاَّ راكداً؛ وأَما هذه الأَنهار العذبة فماؤُها جار، وسميت هذه
الأَنهار بحاراً لأَنها مشقوقة في الأَرض شقّاً
( اللسان)
وسمي البَحْرُ بَحْراً لاسْتبحاره، وهو انبساطه وسعته. ويقال: إِنما سمي
البَحْر بَحْراً لأَنه شَقَّ في الأَرض شقّاً وجعل ذلك الشق لمائه
قراراً. والبَحْرُ في كلام العرب: الشَّقُّ. وفي حديث عبد المطلب: وحفر زمزم
ثم بَحَرَها بَحراً أَي شقَّها ووسَّعها حتى لا تُنْزَفَ؛ ومنه قيل للناقة
التي كانوا يشقون في أُذنها شقّاً:
بَحِيرَةٌ
{مَا جَعَلَ اللّهُ مِن
بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} (103) سورة المائدة
بهذا ارجو الا نسمع ثانية من يقول بان القران لا يعرف الفرق بين الماء المالح و العذب و يسمي النهر العذب بحرا, فنحن الذين لا نعرف معنى كلمة ( بحر).
ناتي الى مسالة ( يم) فانت تقول ان القران يسمي ( النهر ) و ( البحر) يما.
و كانك تقول بان ( يم) معناها ماء مالحا. لا. ليس كذلك.
فكلمة ( يم) كما يقول في السان:
يَقَع اسمُ
اليَمّ على ما كان ماؤه مِلْحاً زُعاقاً، وعلى النهر الكبير العَذْب
الماء، وأُمِرَتْ أُمُّ موسى حينَ وَلَدَتْه وخافتْ
عليه فِرْعَوْنَ أَن تجعلَه في تابوت ثم تَقْذِفَه في اليَمِّ، وهو
نَهَرُ النيل بمصر
و يم هي مقلوب ( مي) و تعرف ان مي في اللهجة هو الماء.
، قال: وسمعت
هؤلاء يقولون شربت مَيْ يا هذا
فاذا سم القران نهر مصر او البحر الاحمر ( يما) فلان اليم هو الماء مالحا كان او عذبا.
خلاصة الموضوع لا اشكال في اطلاق اسم ( البحر) على المالح او العذب.
يبقى هو ما المقصود بان بين البحرين( سواء كانا مالحين او عذبين او ملحا و عذبا ) برزخا لا يبغيان و هو ما سبق توضيحه
ه
اقتباس:ل يمكن من الناحية العلمية أن نأخذ الكلمات التي أطلقها القرآن علي تلك المجاري المائية
وجعل بعضها لبعض ونضعها كدلالات اصطلاحية لتلك المفاهيم الطبيعية
إن مقصد اوريجانس كما فهمت أن هناك خلطا في الاصطلاحات في القرآن في تطبيقها علي ما هو
موجود بالطبيعة فنحن نتواضع في اللسان علي تسمية النهر نهرا لأنه ماء عذب مثلا وله مجري
متسع إلي حد ما فإن ضاق ولم يتعمق جدا سميناه ترعة مثلا هذا اصطلاح للتعبير عن موصوف
طبيعي فيأتي القرآن ليسمي النهر بحرا عندما يلتقي ببحر آخر ولكنه يسمي نفس هذا الشئ الطبيعي
نهرا عندما يتحدث عن فرعون ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ) الزخرف
ثم يعود ليسمي هذا النهر يما عندما يلقي فيه النبي موسي ( فألقيه في اليم ولا تخافي و لا تحزني )
القصص وكذلك ( فليلقه اليم بالساحل ) طه وكذلك فإن الساحل يستعمل عادة في اللغة للبحر وليس
للنهر
أرجو أن تضبط هذا المضطرب عندتا وخاصة أنكم تقولون بإعجاز علمي
والعلم كما تعلم يهتم في المقام الأول بضبط مصطلحاته حتي لا تختلط بغيرها .. هذه ضرورة
إجرائية أم أن الأمر يقتصر فقط علي ما تتفضلون بوضعه
كلمة نهر نفسها لا تقتصر على مجرى الماء فقط لان اصلها ( انهر) بمعنى سال او جرى , فتقول انهر الدم بمعنى سال الدم. هي فقط استعيرت لوصف الماء الجاري فقيل نهر لجريانه و سيلانه و ليس لان ماءه عذبا.
و اطلاق كلمة ساحل للمالح ( و ليس البحر فهو قد يكون عذبا) خطأ و قع فيه بعض اللغويين. فاصل الساحل هو السحل اي قشر و علا, فاي ماء يسبب مده قشرا له ساحل.
لأَن الماء سَحَلَه أَي قَشَره أَو عَلاه، وحقيقته أَنه ذو ساحِلٍ من
الماء إِذا ارْتَفَع المَدُّ ثم جَزَر فَجَرف ما مَرَّ عليه
( اللسان)
فاذا كنت من الساكنين بجوار الانهار الكبيرة مثل النيل فانك ستعرف ظاهرة السحل هذه.
فاذا قال القران على نيل مصر بان له ساحل فهو كلام عربي صحيح و انما اللغة العربية من ذهبت ماسوف عليها.