اقتباس: coco كتب/كتبت
بدون الغوص وراء المعاني اللغوية للمفردات واشتقاقاتها كما سبق و تفضلت فإن مقصدي من مداخلتي كان أن القرآن لا يضع حدودا دقيقة لاستعمال تلك المفردات بحر / يم / نهر وأن هذه المفردات تتبادل المواقع مع بعضها دون حدود فاصلة في الدلالة يمكن منها أن نستنتج منها مفهوما واضحا لكل كلمة بطريقة تميزها عن غيرها من الكلمات بطريقة قاطعة فكل هذه الكلمات في معناها العام تنتمي إلي مفهوم الماء
لو كان ما تقوله صحيحا بان القران لا يضع حدودا دقيقة لاستعمال المفردات بحر/يم/تهر لما قال ان في الجنة انهارا و قال ان فيها بحاراو لما قال لموسى ( {وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ} (24) سورة الدخان) و لقال اترك النهر رهوا.
و تاكيدا لدقة العبارة القرانية قوله في سورة الرحمن:
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ {19} بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ {20} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {21} يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ {22} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {23}
و قال في سورة الفرقان:
وَ هُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً {53}
ة قال في سورة فاطر
{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (12) سورة فاطر
و رغم انه في سورة الرحمن لم يقل بان احد البحرين عذب فرات و الاخر ملح اجاج الا ان مجرد ذكر المرجان فيه دلالة كافية على ان القران دقيق جدا في وصفه, و على خلاف ذكر المرجان في اية سورة الرحمن فانه في سورة فاطر لا يذكر المرجان و لكنه بعد ان يبين ان احد البحرين عذب فرات سائغ شرابه و الاخر ملح اجاج لا يذكر المرجان و انما يقول حلية تلبسونها.
و بقليل من التفكير منك فستعرف الى اي مدى هو دقيق التعبير القراني
فلم بقل اللؤلؤ و المرجان و انما قال حلية تلبسونها و تخرج من البحرين المالح و العذب. فاذا رجعت الى مداخلتي السابقة و انه يقصد بحلية تلبسونها لالالئ المياه العذبة , تدرك ان استخدام القران لهذه التعابير دقيق للغاية.
كما انه ذكر البرزخ في حالة التقاء المالحين ( الرحمن) و حالة التقاء العذب مع المالح( الفرقان). و هو ما يتوافق مع العلم تماما .
اقتباس:كنت أبغي أن تحدد لي مثلا أن السياق يتطلب أن يكون الدور لكلمة بحر بدلا من استعمال كلمة نهر أو أن السياق كان يجب أن تكون كلمة نهر للدلالة علي النهر أو كلمة نهر للدلالة علي الينبوع أو كلمة يم للدلالة علي نهر وهكذا أم أنه لا توجد حدود فاصلة في الاستعمال هذا ما كنت أبغيه من السؤال
اعاقد ان الاجابة السابقة تثبت لك كيف ان السياق طلب ان يكون هناك تفريق بين نوعين من البحر.
اقتباس:أما بالنسبة لكلمة قلب الواردة في القرآن للدلالة علي العقل فلعمري ما شأن الترجمة بذلك إن الدكتور / علي أبو ملحم يذكر في كتابه الفلسفة العربية مشكلات وحلول : ( لقد ارتكب الفارابي غلطة كبيرة عندما جعل مركز الإحساس والعقل والمخيلة القلب وهذه هي نتيجة التقليد الأعمي لأرسطو الذي سبقه إلي هذه الغلطة ص 174 ) فإذا كان كلام الرجل غير صحيح وأن أرسطو قال بغير ذلك وأن الترجمة هي السبب أفلم يكن في وسع فيلسوف مثل الفارابي أن يقوم بالتعديل ويصحح أرسطو , والسبب عندي هو ثقافته الإسلامية التي جعلته يقبل الترجة الرديئة أن كان السبب هو الترجمة أو يقبل كلام أرسطو إن كان أرسطو قد ذلك حقا وذلك لأن القرآن لم يرد فيه كلمة العقل وإنما جاءت بصيغة الفعل وأن الكلمة التي وردت في هذا المعني كانت القلب ولو فتحنا هذا الموضوع لوجدنا كيف استعملها القرآن بديلا عن العقل بل وأشار إلي موضعها من الجسم البشري بما لا يدع مجالا للشك أنه يقصد القلب بالمعني التشريحي فإذا قلت لا إن استعمالها بمعني العقل يختلف تماما عن استعمالها بالمعني التشريحي فإننا سنكون في نفس الدائرة التي نحن فيه من عدم تحديد حدود دقيقة للمفردات أو سنضطر إلي القول بأن السياق سيكون هو المحدد للمعني رغم أن هذا السياق لن ينفع كثيرا في مشكلة مفردة القلب في القرآن
لو كنت قرات الرابط الذي سلق و ان اشرت اليه اكثر من مرة لعرفت ان المفردة القرانية ( القلب) في واد و كل الامة العربية في واد ثان
ارجوك اقرا الجزء الخاص بالقلب و العقل في هذا الرابط :
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...fid=5&tid=18395
اقتباس:أرجو أن أكون قد استطعت إيصال ما كنت أبغيه من مداخلتي السابقة وتتواصل معي فيما أثرناه من كلام جديد ولكنه يدور في نفس المحور
اشكرك و لكن حتى لا يبتعد موضوع الاخ حسام عن غايته فارجو ان تذهب بنقاشك عن مفردة القلب في القران الى الرابط المذكور حيث لم يحظى باي نقاش الا تعليق لطيف من اورفليس.