عزيزي "سواح"،
شكرا جزيلا لمداخلتك الأخيرة.
الحق أقول أنني احترت كيف أتفاعل مع ما قلته فيها.
اقتباس:فعدم ردى لا يعنى انى اتجاهل وجهات نظركم , ولكن عدم الرد يرجع لاختلاف مناهجنا فى التفكير ما بين منهج غيبى ايمانى , وبين منهج عقلى منطقى لا مكان فيه لتفسيرات غيبية او توفيقية او تلفيقية
هل هو فعلا منهج غيبي؟!
هل هو فقط منهج غيبي؟!
دعني أسألك سؤالا لتقريب الصورة:
الشرطي: لقد قتلت فلان الفلاني وذلك بالأدلة التي لا سبيل إلى نكرانها
المتهم: هذا صحيح، فقد اعترفت بأنني قتلته ولكن كان ذلك دفاعا عن النفس
الشرطي: لا تقدم حججا غيبية أرجوك فأنا لا يهمني حججك المهم هو أنك قاتل
المتهم: ولكن يا سيدي، تفحص الموقع مرة أخرى وتفحص يد القاتل وبصماته على سلاح الجريمة، وتحقق من الشهود، فستجد أنني لم أعتدي عليه بل هو اعتدى وذلك:
1. هو في بيتي
2. سلاح الجريمة ملكيته
3. واقع مشهد الجريمة يدل بوضوح على كيفية وقوعها
الشرطي: يؤسفني أننا نتبع طريقين مختلفين ومنهجين مختلفين في تقييم الأمور وتفسيرها، أفهم ما تقول، ولكن لا أستطيع مناقشتك لاختلاف معاييرنا. أنت معتقل بتهمة القتل.
--------------
أنا يا صديقي، لم أتبع معك أسلوب نقاش غيبي. فأنا لم أقل بأن الكتاب منزل من الله وهو لا شك بلا أخطاء.
لم أقل بأن ليس هنالك تناقضات.
بل قلت بان هنالك أساليب معينة اتبعها الكاتب ومعايير معينة، منها ما نعرفه ومنها ما لم نكتشف الدافع إليه بعد، وهو حوار منطقي ومعقول لا يمت بصلة إلى القول بالغيب بل إلى الإقرار بأن البحث لم يكتمل ولم يبلغ إلى رسم الصورة الكاملة.
فلدينا أمثلة متعددة على أمر معين (مثلا تحويل الأرقام إلى 3 في سفر الأخبار)، هذه حقيقة، لماذا تم ذلك؟ لا نعلم بعد.
هل يندرج هذا في إطار الكلام الغيبي الذي لا يمكن التحقق منه؟!
أدرس النص بصورة عقلانية لا دينية، فستجد أن هذه حقيقة وأن الكاتب يتبع عن عمد وقصد هذا المنهاج. يبقى الدافع. أي لماذا؟
ودعني أذكرك بأن العلم لا يبحث أبدا في "لماذا" بل يكتفي بدراسة "كيف"؟!
فإن كان العلم يخبرنا "كيف" كون العالم و"متى" تكون العالم، إلا أنه يقف عاجزا إزاء الـ "لماذا".
فهل تلوموني إذا أنا أيضا اقتصرت على "كيف" و"ماذا" فعل صاحب سفر أخبار الأيام، وعجزت عن سبر غور الـ "لماذا"؟!
ثم سؤال: هل قرأت الموضوعين الذين أحلتك إليهما وخاصة ذلك الموضوع الذي يتحدث عن "التقاليد المختلفة" التي أدت بدمجها إلى تكوين الكتاب المقدس بشكله الحالي؟!
تحياتي القلبية واعذرني "لعنادي" و"إصراري" على النقاش الذي أرجو ألا تراه عقيما