اقتباس: صوفيا كتب/كتبت
اسمح لي بالقول بأن الملحد هو شخص اقرب الى المكابرة من اي شخص آخر .. لماذا ؟ .. لأنه يرى الله القدوس في كل مكان و لكنه يصر على انكار وجوده ..
المكابرة الحقيقية يا صوفيا هي ان تدعي انكِ ترين اللـه في كل مكان، و ان الملحد تبعا لذلك هو بالضرورة اعمى لأنه لا يراه في اي مكان.
اقتباس:لكن دعني اطرح عليك اسئلة اجاباتها واضحة نحن كمؤمنين نستطيع الاجابة عليها بسهولة .. و لكنها بالطبع في غاية الصعوبة بالنسبة لك ...
من اين جاءت مادة الكون الاساسية ؟ ..
أولا الزعم بأنكِ تعرفين لا يعني بالضرورة أنك تعرفين. يمكنني أن ارمي المزاعم شمالا و يمينا أيضا. رأس الحكمة يا صوفيا هي الاعتراف بالجهل حين نجهل شيئا، و رأس المكابرة و الجهل هي أن نزعم بمعرفة شيء نحن نجهله. العجرفة الحقيقة و المكابرة هي ان تزعمي انك تعرفين امورا غيبية وراء الكون لا يقدر انسان على القطع بها. هذا هو التكابر الحقيقي و هذا هو الجهل و التخريف.
أنا متمسك بالعلم و المنطق، و أيضا ملتزم بحدودي كإنسان اعيش في هذا العالم و لن اعتذر لأحد عن ذلك. و لست محتاجا لأصدقاء خياليين و آلهة و اصوات اخترعها في رأسي لكي تكملني كشخص فأنا سعيد في حياتي الطبيعية كما أنا. حالة التدين التي تعانين منها هي ناجمة عن نقص فظيع و رفضكِ لانسانيتك الحقيقية و تمسكك بخيالات خارقة للطبيعة. اعذريني اذ لست اعاني من هذا المرض و الكبت و الاكتئاب مثلكم.
من أين جاءت مادة الكون؟ كبار علماء الغرب و عقول العالم المتحضر كلها و بعد خبرات السنين و ابحاث لها اول و ليس لها اخر، تقول اننا حتى الان لم نكتشف من اين جاءت مادة الكون. و يأتي هنا ابراهيم و صوفيا و الزميل العاقل يقولون أنهم هم يعرفون.
كيف توصلوا لهذه المعرفة يا ترى، و ما هي الابحاث و التجارب العلمية التي اجروها؟ ما هي الادلة على "اللـه" المزعوم، بل ما هو "اللـه" اصلا؟
اجابتكم تترنح بين فرضيات و تكهنات فلسفية و اقتباسات من خرافات الاقدمين. و تستبدلون العلم الحديث بهذه الاشياء، و بعدها تتهموننا بالمكابرة!
طيب طالما انا انسان جاهل و لا املك الاجابة عن اصل المادة، و انت تعرفين اصل المادة (اللـه)، اجيبينا يا صاحبة العلم و المعرفة: كيف تمت عملية الخلق؟ ما هي ماهية اللـه و تعريفه؟ ما أصل اللـه؟ و كيف عرفتِ كل هذه الاشياء و ما هو دليلك عليها؟
اقتباس:هل جاء هذا الكون المنظم بالمصادفة ؟
ليس بالمصادفة بل بفعل طبيعة الاشياء الحتمية.
اقتباس:هل هذه الصنيعة الحكيمة من مجرات و انظمة شمسية و نجوم و كواكب جاءت بالمصادفات ؟
الصنيعة "الحكيمة" هذه، هل تضم اشياء مثل السرطان و عمى الولادة و الاولاد برأسين و النجوم المتفجرة و المجرات الفارغة التي لا فائدة من ورائها يا ترى؟
اقتباس:و هل انت مقتنع فعلآ ان اصل الانسان قرد مع انكم فشلتم حتى اليوم في اثبات نظريتكم التطورية ؟
مرة اخرى، يظهر ان ايمانكم مبني على جهل اصلا و ليس على اختلاف وجهات نظر. حقيقة التطور هي حقيقة علمية واقعة و تعترف بها جميع جامعات و مراكز ابحاث و جماعات البحث العلمي العالمية كلها في الغرب و اسيا و بقية العالم المتحضر. و الدلائل و الاثباتات موجودة و قاطعة. و نظرية التطور يقوم عليها اساس علم البيولوجيا برمته اليوم، و تدخل هذه النظرية في علم تصنيع الادوية و الطب و الجراحة التي أنتِ تستفيدين منها مثل اي انسان.
الفرق بين المعرفة العلمية و بين الخرافات ان المعرفة العلمية لها تطبيقات حقيقية. يعني نظرية التطور مثلا افادتنا في تأسيس علم البيولوجيا الحديثة و الطب و الجراحة و الادوية. علم الفيزياء افادنا في صناعة السيارات و الطائرات. ماذا هي التطبيقات العملية و العلمية من زعم وجود "اللـه" المزعوم؟ هل اخترعنا صاروخا بفعل هذا الزعم ام طورنا الزراعة مثلا؟ لا شيء. وجوده مثل عدمه على ما يبدو.
لن اجيب عن بقية الاسئلة لأنها ايضا تنم عن تجاهل للعلوم الحديثة و التاريخ و فلسفة الاخلاق، حيث ان معتقداتك نابعة من صميم الخرافات البدوية القديمة، و هذه عادة الدينيين التي اعتدنا عليها، ان يمطرونا بألف سؤال و يزعمون اننا لا نعرف الاجابة، و في النهاية يختمون كلامهم "منتصرين" قائلين ان "اللـه" هو الاجابة، مع انه لم يفلح احد منهم حتى الان في اثبات هذا الاله منطقيا او علميا
و لا حتى تعريفه كلاميا! و افضل دليل على ذلك الحوار الثنائي الدائر في هذا المنتدى مع احد اقطاب الايمان في النادي.
و للعلم انا ناقشت و اجبت عن كل اسئلتك في الماضي، و لكنكِ كعادة الدينيين تتبعون استراتيجية التعجيز. يعني اسألوا الملحد ألف سؤال، و بعد ان يسأم منكم و من اسئلتكم، تقولون، "و الاجابة عن كل ذلك هي اللـه، و بهذا اللـه موجود." يا للأسلوب العلمي!
اقتباس:بالتأكيد لم تكن مسيحيآ سوى بالهوية فقط .. لذلك من الطبيعي ان تتخلى عن دينك و تكفر بإلهك ما دمت لم تتعرف حقآ على الهي يسوع المسيح له كل الكرامة و المجد و لم تجعل تعاليم و قيم المسيحية هي التي تصبغ حياتك ...
و تزيدين على مكابرتك و عجرفتك مكابرة و عجرفة بالادعاء انكِ تعرفين عن حياتي كل شيء، و قررتِ انني لم اكن "مسيحيا" حقيقيا بل بالهوية فقط. و كل هذا فقط لأنني لست مصابا بداء الخرافة اليسوعية، و صديقك الخيالي هذا يسوع الذي تحدثينه. الكثير من الاطفال يكون لديهم صديق خيالي imaginary friend يحدثونه و يتصورونه، و الغريب ان البعض منا يبقى متمسكا بهذه التفاهات الطفولية، فيتطور صديقه الخيالي الى إله او رجل اسمه يسوع!
اقتباس:و لا تنسى ان صاحب المقالات و المؤلفات الشهيرة في الالحاد انتوني فلو Antony Flew تراجع عن الحاده و كبريائه و غروره بعد ان طعن في السن و بلغ ارذل العمر و اقترب من الموت
هل تريدين لائحة بآلاف الثيولوجيين و المسيحيين العلماء و رؤوس الكنائس المسيحية الذين اصبحوا ملحدين؟
يعني حقيقة يأسكم مضحك جدا، تتمسكون برجل ملحد ترك الالحاد بأظافركم و اسنانكم، و تعتبرون ان تغيير رأي هذا الرجل يعطيكم شعرة امل أن خرافاتكم لها اساس في الواقع، بعد ان لم تجدوا شيئا اخر تبنون عليه اساسا لها.
بالمناسبة، انثوني فلو جرى تضخيم و تحريف آرائه على الانترنت، و اخذ كلماته بغير معناها، فهو لم يقل ابدا انه اصبح مسيحيا، بل لم يقول ابدا انه ترك الالحاد. لكن لا مجال لدي الان ايضا في الخوض في فيضان الاستفهامات التي امطرتينا بها.
و أكتفي استشهادا بعجرفتك انكِ تتهمين غيرك ممن لا يتبعون اسلوبكِ في العيش (مثليي الجنس) انهم على خطأ و أنكِ على صواب، لمجرد انهم مختلفون عنكِ. و هذا الاسلوب في التفكير لا يبعد كثيرا عن ابن لادن و غيره ممن قرروا أنهم عرفوا حقيقة الكون و الأله و الاخلاق و الحياة الصحيحة، و كل من خالفهم في أي من هذه الامور هو بالضرورة على خطأ.
و أختم مداخلتي بأن أبدي اعجابي الشديد بتواضعك سيدتي،