فيلسوف مبدع = مرض نفسي....!!
اخذت بعض ما يفيدني من حياة نيتشه, لكن يزعجني رؤية القراء خاصة الكاتب الكريم ان يكون في مقام النقل دون النقد,
في رأيي ان نيتشه "مجمع العيوب"
لربما من شدة ما ابدع , او لربما لانه لم يكن فيلسوفا "مربيا"
لكنه لن يكون يوما "محط" اعجابي , بل ما تصنعه الايادي في ايام الصدف

العزيز(ة) العصر :

لم ينته الموضوع بعد .

الجملة الأولى : (فيلسوف مبدع = مرض نفسي....!!)

بحاجة لتوضيح , لأني لم أفهمها جيداً . لا أعتقد بأني قلت بأن الجنون يعادل العبقرية .

ثم أن النقد لا يكون لمجرد النقد , و ماذا لو كنت متفقاً مع أفكار نيتشة . لذلك فأنا أنقل باقات نيتشية لإتفاقي و انسجامي مع طرحه العام , و لا بد من فهم المغزى من موضوعي هذا . الذي يطرح أولاً فكر الكاتب الفيلسوف .

ربما سيتضح الهدف بعد قليل حينما تنتهي خيوط الفقرات الآتية من التشابك بعضها مع بعض راسمة مشروعي من هذا الطرح .

شاكراً لكم مشاركتكم و منتظراً منكم المزيد .

و أخيراً : متمنياً شرحاً منكم لهذه الفكرة المثيرة للتساؤلات :



Array  
في رأيي ان نيتشه "مجمع العيوب"
لربما من شدة ما ابدع , او لربما لانه لم يكن فيلسوفا "مربيا"
لكنه لن يكون يوما "محط" اعجابي , بل ما تصنعه الايادي في ايام الصدف
[/quote]

مع فائق الإنسان

ابن سوريا الأسمى / القادمة .

-------

" التضحية :
للحيوانات التي نضحي بها رأي آخر مختلف عن المتفرجين , و لكننا لم نتركهم يوماً يعبرون عن رأيهم."

نيتشة - المعرفة المرحة الفقرة 220

أهلاً بالجميع
ابن سوريا؛ موضوعك هذا عندما ينتهي، فسيتبعه synopsis خاص، من عندي أنا. فقط، عجّل لأعجّل أنا.

استوقفتني الردود:
لقد أربكني موسى، و بعثر أفكاري. يا جماعة، يا ابن سوريا، أنا أعرف أن الإنسان الأعلى (السوبرمان) ليس هو الإنسان الأخير، و ليس إنسان القطيع، و ليس الإنسان المتوسط، و ليس إنسان داروين التطوري. و بالإضافة إلى هذا، فهناك فرقٌ بينه و بين ما أسماهم نيتشه بـالأرواح الحرة free spirits، و المزدرون العِظام the great despisers.

فهل منكم من يخبرنا من هو الإنسان الأعلى الذي بشّر به نيتشه؟ هل هو نتيجة تطورية (تحصيل حاصل) للمزدرون العظام، و الأرواح الحرة - بمعنى أنه مرحلة لاحقة لهؤلاء؟ أم هو صورة مجسدة لديونيسيس! مع أن ديونيسيس يمثل فقط صخب الحياة و فجورها( هو الإله الراقص الذي ذكره مرة نيتشه أنه يؤمن به)

لدي بعض النقاط التي استنتجتها من خلال قراءاتي، لكني صرت أخلط بينها و بين مفهومي الخاص للإنسان الأعلى. لقد اندمجت بحيث لم يعد بإمكاني التمييز بيني و بينه.

ثم الرفيقة العصر:
الله بالخير:)
ما عهدناك تناقشين بهذه الطريقة! ألا يوجد شيء اسمه "دليل" و حجة؟ ألا يوجد تحليل و استنباط؟ كيف سيقتنع القراء بكلامك و وجهة نظرك إن أنتِ لم تبذلي جهداً في الإقناع؟







فينكس - زمن أريان:saint:

تابعا هنا وفي موضوعك ياعنقاء ..كم أنتما جميلان ..أقرأ كل ماعن لي هنا ثم آتي الى موضوع ابن سوريا هذا ليكون آخر ماأقرأ وأجمله ..(f)

الأخ ابن سوريا,

شكراً لك للتوضيح.. عجبتني الفكرة..

ضمن هذا السياق المواجهة كان لا بد منها..

كازانتزاكي الذي "صعق" عند تعرفه على نيتشة, يتفاجىء أيضاً أن هذا الإنسان المسيح الدجال يتألم مصلوباً أيضاً كالمسيح [ رسالة إلى غريكو].



عزيزي ابن سوريا, حدسي ينبؤني أنك من قراء "جيل دلوز"...

إن كان حدسي صحيحاً فإن هذا الشريط سيطول...



مع أطيب التحيات, في هذا الوقت الضيق....

دنا فرطان تعب.....

مالعمل لانذال في مرحلة جمال الصحراء في هذا المجتمع الرأسمالي اللئيم..

عقبال ما نصبح أطفال...



موسى..

تحياتي فينيكس,

آسف على الإرباك غير المقصود... معذور, حيث نبهت أنني بحاجة بعض الوقت لإزالة طبقة الصدأ عن معلوماتي القديمة نسبياً...

أعد بتدارك الأمور في المرات القادمة...

كي يفهم بعضنا الآخر, أعتقد أننا بحاجة للاتفاق على تعريب بعض المفردات النيتشية...

ما رأيكم بأن نضع Glossary عربي, فرنسي, انكليزي بأسماء كتب ومفردات نيتشة..

مع تحياتي و أنا تعبان....

تتمة الموضوع ... ثم أعود للتعليقات غداً حسب المزاج المعكر هذه الأيام .


إعتباراً من هذه اللحظة الحاسمة في حياة نيتشة و هي نشره ل"هكذا تكلم زرادشت" عام 1882 , سيكون هذا العمل المييز و الأكثر شهرة بين أعماله , محوراً لأغلب كتاباته اللاحقة .
هذا هو حال "ما وراء الخير و الشر" و الذي يكتب عنه : "هو نوع من الهوامش و الشرح حول زرادشت" (1) .

لنتوقف لحظة هنا ...
من المهم أن نفهم الحالة النفسية و الجو العام لكتابة هذا الكتاب "المعجزة" .
لماذا زرادشت ؟ لماذا يكتب نيتشة باسم كائن خلقه .

تقول سالومي : "زرادشت هو ابن نيتشة و إله نيتشة معاً ... عندما يريد أن يتكلم عن عقيدة العودة الأبدية مثلاً يلتزم نيتشة الصمت و يتحدث زرادشت" (2)
أفكار نيتشة أرادها تعبيراً عن عبقرية الإنسان السامي الذي يسكنه , فهو ليس نيتشة هو الحياة بأبديتها العائدة و التي تسكن هذا الفيلسوف المبدع . لذلك لا يجرؤ نيتشة أن يتكلم هو مباشرة عن "إرادة القوة" و "العودة الأبدية" , هذه مهمة زرادشت .

حتى في أعمالها اللاحقة يظهر زرادشت بين الحين و الآخر لكي يشرح ما لا يحق لنيتشة الحديث عنه مباشرة .(3)

عودة :

زرادشت هو العائد بين البشر على الأرض ليبشر بالإنسان الأسمى , إنسان إرادة القوة الذي يتفاعل مع رغباته و صراع رغباته فقط كالمحرك الأساسي للحياة . الإنسان المبدع الذي ينطلق إلى الأمام بتجاوز نفسه في كل لحظة :
" أناشدكم يا أخوتي , أن تبقوا أوفياء للأرض , لا تصدقوا من يتحدث إليكم عن أمل في ما وراء الأرض . لأنه مسمم للحياة بسوء نية أو بحسن نية لا فرق"(4)

نتوقف لحظة هنا , لهذه الصورة للإنسان الأسمى علاقة بنيتشة ذاته أيضاً , ففلسفة نيتشة كلها وفية له . نيتشة الذي كان لا يعرف إلا نادراً حالات الصحة و الراحة الفكرية و التي كان يحصل عليها كلما توصل لحقبة جديدة من التفكير و الإكتشاف من الكثافة و القوة . و ما أن يجد القوة الجديدة التي تسمح له بتجاوز ألمه و عذاباته , حتى يزيد من "عيارها" ليعود للألم من جديد .. ليعود من جديد و بشكل دوري لذات الوحدة و الألم الذي كان يزداد كثافة بمرور الأيام و الإكتشافات الفلسفية . "البرهان الوحيد على القوة هو في تضخم هذه القوة ..." .

ما هو الإنسان الأسمى :

لا يجب الخلط أبداً في مفهوم الإنسان الأعلى ,فهو ليس نوعاً من التطور البيولوجييً أو نوع من الدارونية . المفهوم هو بالأحرى "تيبولوجي" (نوعي) : "الإنسان الأسمى : نوع نسبياً سامي"(5) .
" الإنسان هو الحبل الذي يصل بين الهمجية و الإنسان الأسمى"(6)

لا بد أن ننتبه بأن الإنسان الأعلى ليس عنصراً جديداً أو كائن جديد مختلف عن الإنسان الحالي , بل نوع جديد من الإنسانية تختلف عن تلك التي تسيطر عليها المنظومة الأخلاقية المثالية .


نتابع فيما بعد لأني تعبت و رايح أسمع أغنية العنقاء .. :)


هوامش :

(1) في رسالته المؤرخة 26/10/1886 للبارون فون سيدليتش .
(2) "فريدريك نيتشة" ل"لو أندرياس-سالومي" نشرته أول مرة عام 1894.
(3) في عمله "جينيولوجيا الأخلاق" مثلاً .
(4) "هكذا تكلم زرادشت" نيتشة
(5) "هذه هو الرجل" (ُEcce Homo) ,قسم "لماذا أنا قدر".
(6) "هكذا تكلم زرادشت".


مع فائق الجمال

ابن سوريا

آها، فلقد بدأنا في الحديث عن زرادشت العظيم! عظيمٌ حقّا.
يبشر نيتشه بظهور الإنسان الأعلى/الأسمى/السوبرمان، و بالألمانية Uber"something":)، من طرق عديدة.
أولها؛ عن طريق الإستيلاد. و لا نعني بهذا وجود مصنع للتخصيب و الإنجاب، و التنشئة، بل يعني أن يُولد السوبرمان في بيئة ناتجة عن تزواج "الخالقين" المبدعين، و ليس زواج المخلوقات العادية، المنتمية إلى القطيع. (بالمناسبة؛ هل رأيتم اللوحة التي يظهر فيها القطيع و كأنه 2 كيلو من الحب، مرصوص رصا بجانب بعضه، لهم رؤوس دائرية و متكررة؟)

نعود، فنقول: بأن هذه الطريقة قد أجبرت نيتشه على تأسيس مفاهيم new..all-too-new للصداقة و الحب و الزواج. أظن أن هذا الكلام موجود في هيومان، أول تو هيومان.

و ظهور الإنسان الأعلى يرتبط أيضاً بفكرة موت الإله القديم. أي أنه يحل محله. و غير ذلك، فإن لتحولات العقل الثلاث (راجع زرادشت The Three Metaphorphoses
علاقةٌ وطيدة و ممهدة لظهور الإنسان الأسمى. و أما العلو، Transcendence، فهو أشكال و أنواع. علو أخلاقي، ذاتي، أنطولوجي، غير العلو في إرادة القوة. نيتشه لم يكن الأول في مناقشة هذا المفهوم. أمامي كتاب يصول و يجول في هذا المفهوم عند أفلاطون، و ياسبر، و هايدجر، أرسطو، كانط، إلخ. لا تسألوني التوسع، فأنا لم أفهم شيئا من هذا. و لم أكن بحاجة إلى ذلك أصلاً، فلدي مفهومي الخاص عن السوبرمان.

على أية حال، فإن الأمثلة التطبيقية لهذا المفهوم يُقال بأنها قد وُجدت في مراحل مختلفة من التاريخ. أنا ظننت أن ميكافيللي منهم، لكن توقعاتي قد خابت.

هذا ليس ردا. هذا كلام مخربش، عاليه مقلوب على سافله، و لا يُفقه من حرف و لا نقطة. سآتي لاحقا.

ابن سوريا:
إنه المزاج الذي يصنع الإبداع. لا تكتب إلا و أنت مروّق. لا تشعر بأن هذا واجب و التزام. انظر إليه كعمل فني، و ستكون النتائج مبهرة.


سي يو(f)

عزيزتي ملاك النادي:
أشكرك جداً على التشجيع، و أتمنى أن أكتب ما يصل مباشرة إلى قلوب القراء (hmmm that doesn't sound like me)(f)

عزيزي موسى:
شكرا لك يا عزيزي. بالنسبة لاقتراحك، فهو لا شك رائع، لكنه يتطلب جهداً كبيراً. صحيح أنه من أجل النقاش يجب أن نوحّد المفاهيم، و المرجعيات، لكننا أصلا نعاني الآن من عدم توحيد الفكرة/ و بمعنى أخر: فإننا نعاني من كثرة الأفكار، و لا ندري هل نتحدث عن هذا أو هذا من كثرة الأشياء التي تجوب في عقولنا. لذلك أرى أن نلتزم بالحد الأدنى في توحيد المصطلحات، على أن يكون توحيدا لغويا (لا شريك له:)). ما رأيكم أن نجعل لغة المصطلحات هي اللغة الإنجليزية؟ أو العربية؟ أما الفرنسية و الألمانية فلا أعرف فيهما إلا ما يكفيني إذا وجدت نفسي في ورطة.
عموما فالمصطلحات ليست مشكلة. عندما نقول: السوبرمان، أو الإنسان الأعلى، أو الأسمى، فإننا نعني شيئاً واحدا.
"الحكمة المرحة" يمكن أن تكون "بهيجة". و "الحكمة" نفسها يمكن أن تكون "العِلم".
و "هذا هو الرجل" Ecce Homo يمكن أن تكون "هذا هو الإنسان"، أو "هو ذا الإنسان". أما "إنساني مفرط في إنسانيته" يمكن أن تكون "إنساني، إنساني جداً"، أو "إنساني، إنساني إلى حد الإفراط"...
و هكذا..
و تذكروا:
ما الإنسان إلى شيء يجب التفوق عليه.

"التفوق" أيضاً يمكن أن يكون "العلو" أو الترانسندس"..

(( أتوسل لكم يا أخوتي أن تبقوا أوفياء للأرض و ألا تصدقوا من يحدثونكم عن آمال تتجاوزها ! انهم يدسون لكم السم , علموا بذلك أو لم يعلموا))





بما ان زرادشت يخترق الموضوع سأبدا من هنا ..

زرادشت هذا الابن لنيتشة وهذا الصوت لذلك المتامل المتوحد وصديق الالغاز كان هو نبي الحضارة الجديدة حضارة انسانية ليست اغريقية ولامسيحية نراه يرقص على أنغام جديدة من أعماق الذات في الوقت الذي كل العالم لايردد الا الكلمات التي يتفوه بها الاخرون .. وذلك النبي يصرخ للعالم : اصغوا فقط الى اصواتكم التي تتردد في اعماق كل فرد منكم ... انها وحدة نابعة من احشاء الطبيعة وهي تقول لكل منكم ماذا بمقدوره ان يفعل ..


صنع نيتشة من زرادشت ذلك الراقص الذي يؤمن بطاقته الكامنه داخله وبولادة النفس اي خلق نفسه بنفسه (( أنا بحاجة الى رفاق أحياء - لا الى رفاق أموات وجثث أنقلهم معي حيثما اتجهت .. رفاق احياء يتبعونيي حيث أمضي لانهم يريدون اللحاق بأنفسهم ))

ذلك الانسان الاسمى او الاعلى هذا الانسان الذي هو فريد بذاته وليس صورة عن نموذج مثالي لاحد ما يتطلع له المرء حتى يصبح الناس متماثلين كما يتماثل الخرفان;)

زرادشت لم يكن مبشر ديني يفرض تعاليم على الناس من شأنها تعليمهم بالكيفية التي يجب ان يكونوا عليها بل بالعكس أحب شئ لقلبه ان يقول لكل فرد بعينه : كن ذاتك .. لاتترك ذاتك الا لذاتك .. اتبع نفسك وحدها واضعااياها فوق الفضيلة والحكمة وفوق المعرفة *

هذا الزرادشت كان يزعج اولئك الذين يرعاهم الراعي فيتبعونه أينما ذهب ذات اليمين أو ذات الشمال لايصله هذا الزرادشت الا لمن يسيرون فوق دروبهم الخاصة .. الجميل حينما ترى الصورة الزرادشتية التي وضعها نيتشة ليست ايضا فيلسوف جديد يرى بانه يجب ان نسلك هذا الطريق للوصول للحقيقة !! زرادشت لم يقول مثلا : انظروا هذا الانسان الاعلى فكونوا مثله .. انما سيقول : انظروا لقد بحثت عن نفسي .. وهكذا أكون كما أعلمكم أذهبوا بعيدا .. وابحثوا عن أنفسكم .. عند ذلك فقط يكون بوسعكم أن تعرفوا الانسان الاعلى *

زرادشت كان حرا كما كان يتطلع نيتشة للانسان وكما كان أيضا شوبنهاور يتطلع لذلك متحرر من قيود المجتمع والمسلمات .. من أجل خلق قيم جديدة فعلى الانسان التخلي عن قيمه القديمة الموروثة وفحصها من جديد ..(( ليكن لديك صديق جيدا في عدوك وليكن قلبك قريباً إليه حين تقف ضده)) اذن هو يتارجح و يفحص قيمه باستمرار لانها هي الطريق الوحيد للتعرف عن القيم الحقيقية وكأنها عملية فحص شريحة في مختبر كلما دققنا وايضا كلما كانت الصورة اوضح كلما كانت الزاوية البصرية اكبر وبذلك نتمكن من الوصول للمعرفة على ماتحتويه هذه الشريحه .

نتأرجح نحو عالمنا الخارجي الظاهري ونحو داخلناوليس هذا التأرجح مسألة رياضية للتوافيق انما هي القدرة على أن نمتلك الجرأة فنراجع المسلمات التي تحشى بها عقولنا

لأعود لزرادشت هذا المحب للحيوانات على طريقته مصحوبا بأفعى الاكثر ذكاء والنسر الاكثر كبرياء .! لماذا يا ترى اختار زرادشت خاصة الافعى والنسر ولماذا لم يختر أي حيوان آخر يصاحبه ؟ فقط لانهما رمزان لغرائزه ( الكبرياء, الذكاء)

زرادشت يقدر الذكاء فذكاء الانسان يعلمنا كيف نمسك بخيط الواقع ونبصر حاجتنا في الحياة .. لكنه كان يفضل الكبرياء أكثر ؟! وذلك لالان كبرياء الانسان هي التي تفرض احترام ذاته وهي التي تحفظ الانسان من أن يضع نفسه في خدمة اهداف اخرى مقدسة , أو غير مقدسة .

نعم كان زرادشت يتصف بهاتين الصفتيين الذكاء والكبرياء ولكن لو خير بينهما لاختار الكبرياء لان الذكاء الذي لايصحبه كبرياء لن يكون فعل انساني وعندما يفقد الانسان الكبرياء فيا حرام سيعتقد بان ذكاءه الخارق جاء هدية من السماء من ذلك الخرافة التي اخترعها الناس .. وبذلك يكون صورة حية لفرد تبعي وامعة غير مؤمن بامكانياته .

قال شوبنهاور: ( الحاجة الى الانشغال لتقصير الوقت و من هنا تبرز فائدة الخرافات .. وهي فائدة لايمكن احتقارها ) وينوه هنا شوبنهاور ان الخرافة لدى الشخص الذي يؤمن بها تملا فراغات حياته فيظهر انه يؤمن بها ولكن في الواقع هو يتسلى بها وقد يكون لايعلم .

نيتشة يبحث عن الفرد المتسامي والمتعالي عن كل مايقيد ذاته عن الانسان الاسمى وليس عن المهرج الراقص .

لقد مر على زرادشت زمن اعتقد فيه ان ثمة الها مفارقا للعالم الها خلق هذا العالم لقد فكر زرادشت : ياله من اله حانق متألم ولقد فكر زرادشت لقد خلق العالم ليتخلص من الامه وليحقق لنفسه الرضا , غير انه تعلم أن يرى .. أنه كان شكلا من أشكال الجنون .. أنه خلق ذاته بذاته *

(( أواه يا اخوتي : هذا الاله الذي خلقته كان فعلا انسانيا وجنونا بشريا . ... انه شبيه بالالهة كلها))

هكذا زرادشت يمثل ذلك الانسان الذي يولد على مسلمات خرافية فيعمى بها ولم يستطع ان يرى العالم ولهذا بحث عن شقائه خارجه .. غير ان زرادشت تعلم بعدها ان يرى ويعرف العالم اوجد معناه في ذاته وليس في شئ اخر ولا حتى في الالهة المقدسة التي استولت على الفكر البشري ..

لقد تذكرت نقاش دار بيني وبين احد الزميلات وأنا في حينها لم أخمد فكرة الله في عقولهم ولا حتى مسيته بسوء

:)ولكن لان أي خلاف لامور الشرع على قولتهم يجب الصمت عليه اي حين تصل لله اسكت فذلك ممنوع شرعا محرم .. وهذه هي اللاقدرة الذاتية على صنع الذات بل اتباع اهواء اخرى غير اهوائنا !

(( انني أنتمي الى قراء نتشه الذين ما أن يقروؤا الصفحة الأولى حتى يدركوا بملء الثقة أنهم قارؤه حتى النهاية , ليس هذا فحسب بل سيصغون الى كل كلمة يليقيها على مسامعهم كانت ثقتي به دونما حدود... ولقد تناولته كما لو أنه لم يكتب كلماته الا من أجلي لماذا ؟ لكي أتمكن من التعبير عن نفسي بطريقة ناصعة .. ولكن بكثير من الغرور والحماقة !))

هذا نفس كلام نتشه لشوبنهاور استعاره احد الكتاب ليقوله لنتشه ولكن هؤلاء بنظر نتشه هم اكثر الناس نفورا منهم من قبله .. هؤلاء المؤمنين

(( أنت تقولون بأنكم تؤمنون بزرادشت ؟ ولكن ماذا يعني زرادشت ؟ أنتم تؤمنون بي : ولكن أي شئ هم اولئك المؤمنون ؟ أنتم لم تبحثوا حتى اللحظة عن أنفسكم .. ولهذا عثرتم علي .. وهذا مايفعله المؤمنون كافة .. وللسبب ذاته : ما أصفر شأن المؤمنين !

والان أنا أدعوكم لتضيعوني .. وتجدوا أنفسكم .. ولن أبتغي لكم العودة الى الابد أن تكونوا قد أنكرتموني ))

ما أجمله نتشة الانسان اكثر من أي شئ آخر واكاد اغار من سالومي لانه أحبها وألست أستحق حبه أكثر:rolleyes:

واضح ان نتشة ومن صورة زرادشت انه لم يكن مؤسس دين اذن هو يبحث عن من يشاركه القناعة لا من يتبعونه وكأنه مرجع ديني أو مثل أعلى هؤلاء المنبوذون لدى نتشة أولئك المؤمنون بتعاليمه وكأنه نبي جديد مسيح جديد اولئك المتخلون عن انفسهم كي يجدوا ما افتقدوه عنده ... هؤلاء هم نفسهم اولئك الذين يقدسون ذلك الرب الخرافي ويتبعون تعاليمه ولكن الخلاف بانهم يقدسون تعاليم انسانية نتشويه يعتقدون بانها دين جديد يفترض عليهم اتباعه ..

اذن المشكلة بأن الانسان لايؤمن بالله ولكن يتحلى بقوة ارتكاسية لايمتلك ارادته بل ارادة غيره ... هذا الانسان الضائع المتمرغ في وحل الارادات الانسانية الاخرى .

الكثير من الناس يروا بأن نتشة الوحش التي استمدت منه كل الحركات العنصرية وحشيتها وعنجهيتها ولكن لانهم لم يروه بصورة ثاقبة ... فلو تعرفوا على الانسان الاعلى الذي يسعى له نتشة جيدا لعرفوا من هو نتشة .. هذا الانسان هو العظمة المتعانقة مع المحبة التي تفك اسرنا من عبوديتنا ونستطيع بذلك الوصول الى الابداع الى الانتاج .. الانسان الاسمى هو ذلك الانسان الذي رأى من نفسه الهة نفسه خالق نفسه .

موت الله + ارادة قوة اثباتية + قوى فاعلة = الانسان الاسمى .. هذه التي يسعى لها نتشة ويتطلع لها .


الانسان المبدع هو الانسان الاسمى .



:)لقد أطلت واعتقد ايضا استهبلت قليلا ولكن أنا مجنونة بهذا النتشة ...




* هكذا تكلم زرادشت http://www.knuten.liu.se/~bjoch509/works/n...zarathustra.txt




سلامي