الزميل عرفان كيف حالك ؟؟ لعلك بخير وبعد
حقيقة لا أدري ما وجه الربط بين أن تأكل داجن ورقة كان مكتوب فيها نص قرآني وبين افتراض ضياع ذلك النص ؟؟؟
الحديث الذي ذكرته لا يصح عن السيدة عائشة رضي الله عنها وهو ضعيف ويكفي هذا الرد فقط حتى ينتهي به هذا العنوان الذي أعتقد أنك تعمدت أن تكتبه بتلك الصيغة لتجذب به الأنظار .
ولكن لأن غيرنا يقرأ فأفصل لك الرد إن شاء الله
إن ما يعاب على من ينتقد الإسلام وخاصة الزملاء النصارى هو أخذ الغث والسمين وعدم التفريق بينهما المهم هو أن يطعن في الإسلام حتى ولو كان بجهل وعدم علم .
فالحديث الوارد عند إبن ماجه لا يصح لوجود إبن إسحاق فيه وعموماً الحديث المشار إليه قد أخرجه ابن ماجة (1944) والدارقطني (4/181) وأحمد (36316) وأبو يعلى (8/64)، وهو ضعيف؛ لأن إسناده يدور على محمد بن إسحاق ، فقيل لأحمد بن حنبل : ابن اسحاق إذا تفرد بحديث تقبله ؟ قال : (( لا ، والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد ، ولا يفصل كلام ذا من ذا )) ( تهذيب الكمال ( 24 : 422 ) .
قال السرخسي: "حديث عائشة لا يكاد يصحّ ؛ لاَنّ بهذا لا ينعدم حفظه من القلوب، ولا يتعذّر عليهم به إثباته في صحيفة أُخرى، فعرفنا أنّه لا أصل
لهذا الحديث .
ولكن بفرض صحة الحديث مثلاً مع أن القرآن لم يكن يُكتب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم في صحف حتى يأكلها داجن أو غيره . ومع أن القرآن لا ينقل إلا تواتراً
أعتقد أنه لا يخفى عليك أن القرآن كان يتم تناقله حفظاً وليس كتابة فقط ولا يخفى عليك أيضاً أنه طالما أن السيدة عائشة تذكر هذا النص وتحفظه فما المانع أن يكون غيرها يذكره ويحفظه ؟؟ خاصة أن القرآن كان يتلى آناء الليل وأطراف النهار وتلاوة القرآن وحفظه عبادة عند المسلمين ولن أطيل عليك في ذلك الجانب ولكن النقطة التي أود الإشارة إليها هي أن هذا النص ( القرآني ) لم يكن يغيب عن المسلمين بكل تأكيد بدليل أنهم أوردوه في أحاديثهم ولم يقل أحد من العلماء المسلمين أن هذا النص مفقود ووضعوا مكانه في القرآن ( هذه الآية غير موجودة ) كما يحدث في بعض الكتب الموجودة مثلاً .
إذاً فلا بد أن يكون هناك تفسير لهذا لماذا لا يوجد هذا النص أو غيره من المنسوخ في القرآن ؟؟؟
قبل أن ندخل في موضوع الناسخ والمنسوخ أريد أن أقول لك فرضاً جدلاً هناك الكثير من الآيات المنسوخة كما هو حال الآيات التي نتحدث عنها الآن وربما لا يعرف المسلمين نصها لأن الداجن أكلها وهذا بفرض صحة الرواية المذكورة .... إلخ..
ولكن هذا لا يشكل فرقاً عند المسلمين فكما أشرت إليك من قبل فالأوراق لا تعنينا في شئ والنص الأصلي يتم تناقله وحفظه بين الناس لا عن طريق التدوين على مخطوطات بل الأصل فيه هو الحفظ ثم يأتي التدوين فيما بعد لأسباب معروفة للجيمع , فما بالك بالمنسوخ ؟؟ هل يعنينا أن نحتفظ بورقة مكتوب فيها آيات منسوخة ؟؟؟
سنأخذ من النسخ ما يعنينا هنا :
الأول: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، ومثاله آية الرجم وهي(الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة..) فهذا مما نسخ لفظه، وبقي حكمه.
الثاني: نسخ الحكم والتلاوة معاً: ومثاله قول عائشة رضي الله عنها: (كان فيما نزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخ بخمس معلومات يحرمن) فالجملة الأولى منسوخة في التلاوة والحكم، أما الجملة الثانية فهي منسوخة في التلاوة فقط
وفي هذا الباب قال ابن حزم ( فصح نسخ لفظها وبقيت الصحيفة التي قالت فيها السيدة عائشة رضي الله عنها قد أكلها الداجن ولا حاجة إليها , ,, إلى أن قال رحمه الله وبرهان هذا أنهم قد حفظوها، فلو كانت مثبتة في القرآن لما منع أكل الداجن للصحيفة من إثباتها في القرآن من حفظهم وبالله التوفيق.)
وتقبل تحياتي ayoop2