في بهجة نصر حماس والتمكين لجنودها المرابطين، استحضرت حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذي له أصل في الصحيحين دون بعض التفاصيل، حيث قال أبو أُمَامَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ". وللحديث شاهد من حديث مُرَّة بن كعب البهزي، رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لَا تَزَالُ طائِفةٌ مِن أُمَّتي عَلَى الحَقِّ ظاهِرِين على مَن نَاوَأَهُمْ، وَهُمْ كالإِنَاءِ بينَ الأَكَلَةِ حتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللهِ وهُمْ كَذَلِكَ". قلنا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: "بأَكْنَافِ بيتِ المَقْدِسِ". أخرجـه الطبراني
ولست أزعم أن فهم الحديث لا يخرج عن إطار (حماس) لكنني لا أفهمه اليوم بدونها يقينا!
حماس اليوم طائفة من الأمة، تعلن بوضوح انتماءها لهذه الأمة، وتتبنى هويتها، وتحتكم إلى شريعتها، وتعتز بجذورها الحضارية لا بغيرها، ولا يبشتتها هوى اللبرلة أو المركسة أو العلمنة عن الانتماء الصريح لهذه الأمة كأمة إسلامية واحدة، الله غايتها، والرسول قدوتها، والقرآن دستورها، والجهاد سبيلها، والموت في سبيل الله أسمى أمانيها...
لم تجنح حماس نحو انتماء عرقي عنصري، ولا أغرقها استرضاء الشرق والغرب في أوحال جنيف ومدريد وأوسلو وكمب ديفيد!
فكانت حماس من هذه الأمة ولها، ولم تكن دون ذلك بحال...
حماس أيضا لم تفرط بالحق، بكل أبعاده الدينية والوطنية والإنسانية....
فكانت على الحق وله، لم تفرط ببيت المقدس ولا بشبر منه، ولا فرطت بحق العودة ولا بلاجئ واحد، ولا بالبراءة من الاحتلال غير الشرعي، ولا بالتنازل عن القضية كوقف إسلامي تملكه أجيال المسلمين، ولا يجوز لجيل أو شعب أو فصيل أن يفرط به أو بجزء منه...
وبقيت حماس ظاهرة على ذلك....
ظهرت على فصائل استهواها الوله بالشرق والغرب حتى لم يكن حصاد عبوديتها غير مقعد أو مقدين، وبعض العبيد خرج من المولد بلا حمص، ومن يهن الله فما له من مكرم، (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت : 41 ) (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً) (النساء : 139 )
وظهرت أيضا على مبادئ ساقطة تقول بأن الاستسلام هو الخيار الاستراتيجي للأمة! فأظهرت بعزيمتها وجهادها ورباطها ومقاومتها أن مناوأة الأعداء هي الحل الاستراتيجي لانتزاع الحقوق ولا شيئ غير ذلك...
وظهرت على أنظمة الخيانة التي اختارت أوسلو دون حماس، وقطعت كل علاقاتها بحماس، وأخرجت قياداتها منها بطريقة ماجنة، ثم ها هي حماس تنتزع الأرض بصمود مشرف، وممارسة حضارية، وثبات على المبادئ دونه ما فرط به هؤلاء العملاء في وادي عربة!
وظهرت على إسرائيل التي وضعت العوائق لمنع حماس من المشاركة في هذه الانتخابات، ومنعتها من ممارسة نشاطها الانتخابي في القدس، وضيقت عليها فيما دون ذلك، وكاد شيطان الصهاينة لحماس كل كيد، وأوصد لها كل باب، ولاحق قياداتها واغتال شيوخها، وألب العالم عليهم، ورصد لهم كل مرصد، ثم كان عاقبة أمره إلى تباب، وكان كيد الشيطان ضعيفا!
وظهرت على أكبر قوة في العالم، وهي تدفع الرشاوي لتنجح فصيلا دون فصيل، وتصادر تبرعات الشرفاء لأسرى حماس ومرابطيها، وتمنع حتى مجرد التعاطف مع من وضعتهم على قوائمها الإرهابية! زاعمة أنها في سبيلها لشرق أوسط كبير ديمقراطي، وأنها مع الحريات وإرادات الشعوب، فكانت إرادة الشعب الفلسطيني وبإصرار من جند حماس، صفعة لقفا إدارة بوش وللإدارة الديمقراطية المعارضة التي تتبادل معها الكراسي، وهذا ما أطاش عقل بوش، كما أطاش عقل كارتر لنسمع لهم تلك التعليقات التي لا تخلو من شحنات غضب وانفعال!!
ظهرت حماس لتمسكها بالحق كل الحق...
وناوأت العدو، وقهرته بإصرارها وأدائها، وتحدت تلك المؤامرة الدولية عليها...
لم يضرها مخالفة المخالفين، ولا خذلان المخذلين، قريبين وبعيدين!
الأباعد يخذلون بأنهم سيقطعون مساعداتهم عنها، ويعزلونها، ويضيقون على أنشطتها، ويتوارون عن كل الجريمة التي يقترفها الصهاينة بحق هذا الشعب المحتل المحاصر!
والأقارب يخذلونها أملا في أن تحذو حذوهم، وتتكالب على أوسلو وكمب ديفيد تكالبهم (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء) (النساء : 89 )
غير أن بشارة الحبيب المصطفى لها ولأنصارها بأنه لن يضرها خذلان المخذلين، ومخالفة المخالفين، فهي حسبها، وحسبها قوله سبحانه: (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران : 120 )
فثبتها الله على أمره، وسدد خطاها على دروب النصر والتمكين، ولله العزة ولرسوله والمؤمنين وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (المنافقون : 8)
(f)

اقتباس:"بأَكْنَافِ بيتِ المَقْدِسِ". أخرجـه الطبراني

عفوأ زميل هل الحديث صحيح ,من خبرة طويلة عريضة سابقة ,كانت عندي كتب الحديث التي كتبها الطبراني ,واكثرها ضعيفة .

لا اعرف هل سند الحديث صحيح .

محارب النور

(f)

هذه الزيادة: (ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس) ليست في الصحيحين!

ولكن الشواهد والمتابعات تذكر هذه الزيادة، وتتقوى ببعضها حتى تكون زيادة حسنة والله أعلم
(f)

إذاكنت تعتقد أن ما قلته يمت للحقيقة بصلة

فلا بد أن قليل من الإنصاف يقتضي القول أن ما جاء على لسان نبيكم وربكم إنما يؤكد أن حركة فتح قد سجلت عليهما ( أي ربكم ونبيكم ) ركلة قدم

فهي _أي حركة فتح _ هي التي أجرت الانتخابات التي كانت حماس لفترة وجيزة لا تعتبرها إلا ملهاة ( كوميديا سياسية )
و الواضح من مقالك أن مشروع ربكم ونبيكم مشروع مقرر بسبق زمني ربما يعود إلى زمن أقدم من وجود الانتخابات و وجود نبيكم وربما ربكم أيضا
فهذه الأقوال نبوءة يقتضي التشكيك بها تكذيب نبوءة نبتكم أو تكذيب وعد ربكم

فالواضح أن حركة فتح " العلمانية " بوصفها الخصم والطائفة الخاسرة
فهي تعمل وفق كاتالوك آخر هو كاتالوك إله العلمانيين و وفق نبوءة نبي العلمانية حتى أنها قبلت أن تدخل انتخابات كان واضحا أنها ( أي فتح ) في وضع ليس بالمثالي لدخولها
بالنتيجة فازت حماس بغالبية مقاعد المجلس وفتح بأقل من النصف بكثير ورغم ذلك بقيت فتح ملتزمة بكاتالوك رب العلمانيين ونبوءة نبيهم ولم تلغ نتائج الانتخابات ولم تعلن حالة الطواريء والأحكام العرفية


فكم هو عظيم هذا الثلاثي
إله العلمانيين الذي يطلب من عباده أن يصنعوا انتخابات سيكونون فيها هم الخاسرون
وكم هو عظيم هذا النبي ( نبي العلمانيين ) الذي يرشد أتباعه إلى قبول الهزيمة والالتزام بعهد قطعوه
وكم هي رائعة هذه الحركة التي تقبل الهزيمة ببطولة وتدعي أنها إنما انتصرت لانتصار رغبتها في أن ترى صندوق اقتراع ذي مصداقية

فالحق الحق هو إله العلمانيين
والصدق الصدق هي نبوءة نبي العلمانية
والخير الخير فيمن يرضى الحق على نفسه

أما إلهكم أيها التائهون
فإنه إله أناني لا يقبل إلا بما يمتع أنانيته حيث يستثني فئة منصورة على العالمين
و أما نبيكم فهو دجال يروج لرغبة مسبقة عند ربه
و أما نجاحكم فهو بفضل ما حكم به إله العلمانيين وما بشر به نبيهم و ما التزمت به حركتهم

بوركت يا إله العلمانيين
وصدقت يا نبي العلمانيين
و سلمت يا حركة فتح فأنت قبلت الحق على نفسك

أما إلهكم ونبيكم فعليهم أن يستغفروا ويأتوا إلهنا ونبينا صاغرين

احمد كامل
عندما تتوقف الهكتكم المخنثة لعق بساطير الصهاينة فى كل مكان تسلموا فيه السلطة من العالم العربى فعندها تعال افتخر بالهتكم العلمانية المخنثة .

حماس الطائفة الظاهرة على الحق فى بيت المقدس
و حزب الله فى اكناف بيت المقدس
و ايران هى الرايات السود المقبلة من خراسان لترفعها فى بيت المقدس
[MODERATOREDIT]و موتوا بغيظكم ايها المنافقين [/MODERATOREDIT]


اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار

اقتباس:عندما تتوقف الهكتكم المخنثة لعق بساطير الصهاينة فى كل مكان تسلموا فيه السلطة من العالم العربى فعندها تعال افتخر بالهتكم العلمانية المخنثة .

حماس الطائفة الظاهرة على الحق فى بيت المقدس  
و حزب الله فى اكناف بيت المقدس
و ايران هى الرايات السود المقبلة من خراسان لترفعها فى بيت المقدس  
و موتوا بغيظكم ايها المنافقين

أنظر كم هي آلهتنا متواضعة و بشرية فهي تلعق بساطير الصهاينة حسب رأيك ويمكن لها أن تلعق أكثر من ذلك فيما لو أودى بها الزمان

أما آلهتكم التي تعتقدون أنها منصورة و التي لا تلعق أبدا
فربما ستدفعنا ومعنا آلهتنا للعق بساطير الرايات السود المقبلة من إيران وخراسان لترفعها في بيت المقدس

طبعا هذا مما يحملنا على الموت غيظا و بكل تأكيد ...

لكن بقيت ملاحظة هامة :

أرجوا أن تتفق أنت وزميلنا اسماعيل على حدود الطائفة أو الطوائف المنصورة
وعلى مذهبية الرايات التي سترفعونها في بيت المقدس

فقد تحتاجون لنا نحن العلمانيين لفض الإشتباك القادم بينكم
ولعق الذقون

......................
روح يا بطل
قلنا ذقون ولم نقل شيئا آخر

تحية..

قرأت العبر التي أستخلصها الزميل إسماعيل أحمد في موضوع سابق من الإنتخابات التي فاز فيها حماس فقلت لا بأس رجل "يهزه الطرب" بفوز تياره السياسي و "عبرت" فوق عبره و إسقاطاته على النظام السوري فقلت "ما في مشكلة" الرجل عانى طويلا و يحق له تنفيس ما يمكن تنفيسه و النظام يجب أن ينظر و "يتعظ" الى أن وصلت الى وصف حماس بأنها "الطائفة المنصورة" التي ورد ذكرها في الحديث "الصحيح", أعدت القراءة مرارا و تكرارا لألتمس عذرا لزميلي أسماعيل أحمد و قد وجدت واحدا هو تشكك إسماعيل أحمد في إمكانية نعت حماس بهذا الوصف فقلت الرجل غير متأكد بأنها المعنية بالحديث المذكور,فأمتنعت عن الرد و كنت أريد أن اقول شيئا في ذلك.

هنا يبدو إسماعيل أحمد و قد أخذه "الحماس" أيما مأخذا و أستبدت به سعادة اليقين بأن الطائفة المنصورة ما هم إلا "محمود الزهار و أسماعيل هنية".و يطنب أسماعيل أحمد على طريقة "الكتاب" العرب في القرون الوسطى بوصف حماس مستحضرا أي من القرآن تعضد "إستنتاجه" و تشد من أزر براهينه و دلائله على أن حماس بمقاعدها الأربعة و السبعين هي الفئة التي أختارها الله لأداء المهمة عن الأمة ووضع فيها بركات سور "النساء و المنافقين و آل عمران و كذلك العنكبوت".و قد نسي في غمرة نشوته "فصيلا مجاهدا" آخر يدعة الجهاد الإسلامي لم يشارك في الإنتخابات لأنه أعتبرها "رجسا من عمل الشيطان".

لو صدر هذا الخطاب "الحماسي" عن غير اسماعيل أحمد لهززت كتفي و قلت "سلاما" و لكن الحال يختلف معه فهو يمثل تيار ما فتىء يسوق له و ينشر "وثائقه" و ملخصات لها و يدسها في أنوفنا على أنها ترياق الحياة لحياة أفضل,و يدعي أنهم "أمة" وسط ثم يأتي هنا "ليلحس" كل ما سطره سابقا و يظهر وجها غريبا منفرا بإستحضار أحاديث "مشبوهة" ثم نفض الغبار عنها و أتهام "الشيخين" بإيراد أصل لها ثم إسباغها على جهة بعينها و بكل "دم بارد".عملية مونتاج بائسة تظهر حقيقة القوم و طرائق تفكيرهم,و كان يليق بأسماعيل أحمد بالذات كتابة تحليلا منطقيا فيه واقعية ليتسق مع ذاته و لا يتناقض مع موضوعية "اظهرها" طويلا.و يحق لي أن أتسائل ماذا أبقيت لأرباب التداوي بالقرآن و دعاة الإستمطار بالإبتهال و الصلاوات.

الإنتخابات أجرتها السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح ولولا إرادة السلطة الصادقة بإنتخابات نزيهة لما كانت و قد كان بإمكانها تزوير الإنتخابات لصالحها كما يفعل الجميع ولن يقول لها أحد "تلت التلاته كم",و لا أعتقد أن الله ألهم محمود عباس ليقرر أن يكون نزيها .و أجد أن إقامة أنتخابات على أعلى درجة من النزاهة و بدون "ضربة كف واحد" هو الإنتصار الحقيقي و فوز طرف أو آخر يقرره عدد الأصوات الإنتخابية بدون أي تدخل "لجنود لم تروها".

أرجو أن يفهم زميلي بأن هذا أنتصار سياسي و ليس أنتصار ديني و لا دخل للقرآن و لا صحيح السنة,و نرجو أن تفكر حماس بغير الطريقة التي يفكر بها أسماعيل أحمد.و لن أسيء الظن بها رغم عدم موافقتي على سلوكها و لكنه خيار الفلسطينيين الذي يجب أن نحترم


مودتي

قال سبحانه (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً ‏كَبِيراً) (الاسراء:4) ‏‏(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً ‏مَفْعُولاً)(ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)(إِنْ أَحْسَنْتُمْ ‏أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا ‏دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً)(عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ ‏لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) (الاسراء 5-8) ‏‏ أول مرة " وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً "- "عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ "- "وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ ‏حَصِيراً " (الاسراء: من الآيات 4-8)‏

وقال تعالى في آخر السورة عن الإفساد الثاني )وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ ‏فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً) (الاسراء:104) ‏اختلف العلماء في تفسيرهم للإفسادين ولكن جميع التفاسير السابقة لا تنطبق‎ ‎عليها الأحداث ‏التي وردت في الآيات فلا بد من إعادة النظر في فهم النصوص وأحداث‎ ‎التاريخ . لقد علا ‏اليهود قديماً وأفسدوا إفسادات كثيرة ، ونظراً لربط الآيات‎ ‎الكريمة بين المسجد الأقصى ‏والتاريخ اليهودي فإننا نؤكد أن الإفسادين متعلقان‎ ‎بالمسلمين بعد بعثة نبينا محمد صلى الله ‏عليه وسلم.‏‎

إفسادهم الأول في المدينة‎ ‎‏:-‏‎
أتى اليهود إلى يثرب هاربين من الإضطهاد الروماني واليوناني الذي صُب عليهم في‎ ‎بلاد ‏الشام ، وأُعجب العرب بما عند اليهود من مال وعلم وثقافة ، وتفنن اليهود في‎ ‎التحكم بالعرب ‏والإفساد بينهم وامتصاص خيراتهم وإخضاعهم ، وكانوا يبشرونهم بقرب‎ ‎ظهور نبي ، ‏ويهددونهم بأنهم سيتبعونه ويقتلون العرب معه ، ولكنهم لما بُعث محمد صلى‎ ‎الله عليه وسلم ‏كانوا أكثر الناس عداوة له ، وتآمروا على قتله وحاربوه مع القبائل‎ ‎العربية الجاهلية .‏‎
‎ ‎‏“فإذا جاء وعد أولاهما….. "‏‎ ‎‏:-‏‎
‎" ‎إذا " ظرف لما يستقبل من‎ ‎الزمان ، أي أن المجيء يأتي بعد نزول آيات الإسراء المكية ، ‏وبالتالي فإن عباد الله‎ ‎الربانيين سيكونون أيضاً بعدها .‏‎
‎ ‎‏“بعثنا عليكم …."‏‎ ‎‏:-‏‎
إن التعبير بالبعث‎ ‎مقصود ومراد ، فالله بعث الصحابة بعثاً من العدم فلم يكن للعرب في ‏الجاهلية أية‎ ‎منزلة. كما أن كلمة " بعثنا توحي أن مجيء هؤلاء الربانيين لم يكن متوقعاً فقد ‏بعث‎ ‎الله الصحابة بعثاً فأزالوا إفساد اليهود وورثوا قوة اليهود ، الصغيرة في المدينة ،‏‎ ‎وقوة ‏فارس والروم الكبيرة في العالم .‏‎
‎" ‎عباداً لنا….."‏‎ ‎‏:-‏‎
هذه الجملة لا‎ ‎تنطبق إلا على الصحابة لأن الله سماهم " عباداً " وأضافهم إليه " لنا "‏‎
إن كلمة‎ " ‎عباد " لا تنطبق على الكافرين السابقين الذين نسب لهم المؤرخون إزالة الإفسادين‎ ‎مثل بختنصر وغيره.‏‎
هناك فرق بين كلمتي عباد وعبيد لأنه لا ترادف في كلمات‎ ‎القرآن ، فكلمة " عبيد " ذُكرت في ‏القرآن الكريم خمس مرات في الكلام عن الكفار‎ ‎ومعظمها بصيغة : " وما ربك بظلام للعبيد " ‏أي أن الله يحاسب الكفار بعدله.‏‎
أما‎ ‎كلمة " عباد " فهي مذكورة خمساً وتسعين مرة منها أكثر من تسعين مرة عن المؤمنين .‏‎ ‎إن الألف في هذه الكلمة توحي بالعزة والكرامة وهي صفات المسلم .‏‎
‏“أولي بأس‎ ‎شديد…."‏‎ ‎‏:-‏
كانت قوة الصحابة وبأسهم في مواجهة اليهود في جانبين : الجانب المادي‎ ‎الذي تمثل في شدة ‏قتالهم لليهود ويشهد عليه حصارهم لبني قينقاع وبني النضير وقتل‎ ‎بني قريظة ومحاربتهم في ‏خيبر وإخراجهم منها .‏‎
والجانب المعنوي الذي تمثل في‎ ‎تحديهم لليهود وإذلالهم لهم ، ويشهد عليه مواقف أبي بكر ‏وعمر وعلي وعبادة بن الصامت‎ ‎وعبدالله بن رواحة وغيرهم .‏‎
لقد حكم " سعد بن معاذ " على بني قريظة حكماً‎ ‎ربانياً بقتل رجالهم وسبي نسائهم وأطفالهم ‏ومصادرة أموالهم واستملاك بيوتهم‎ ‎وأراضيهم وأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه .‏‎ ‎
‎" ‎فجاسوا خلال الديار…"‏‎ ‎‏:-‏‎
الجوس هو تخلل الشيء والتغلغل فيه، وقد دخل الصحابة ديار اليهود، واحتلوها‎ ‎وجاسوا ‏خلالها في ديار بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة وفي خيبر وفي وادي القرى‎ ‎وفدك ‏وتيماء.‏‎
لقد أزالوا كيانهم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم أجلى‎ ‎الفاروق بقاياهم عن جزيرة ‏العرب.‏‎
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الجوس بقوله‎ ‎تعالى )وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ‏مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) (الأحزاب:26) ‏‏ )وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) ‏‏(الأحزاب:27) ‏نحن نعيش الإفساد الثاني‎ ‎لليهود‎ ‎‏:-‏‎
إذا علمنا أن إفساد اليهود الأول كان في المدينة، وأن المسلمين هم الذين‎ ‎قضوا على ذلك ‏الإفساد ، نعلم أن الكَرّة تعود لليهود في الإفساد الثاني على الأجيال‎ ‎اللاحقة من المسلمين، ‏وهي الأجيال التي تعيش في هذا الزمان :" ثم رددنا لكم الكرة‎ ‎عليهم" . ولم تكن لليهود كرة ‏على الأقوام السابقين الذين حاربوهم .‏‎ ‎
‎" ‎وأمددناكم‎ ‎بأموال وبنين….."‏‎ ‎‏:-‏‎
أي أن قوة اليهود ليست ذاتية بل خارجية، أمدهم الله بها ليقضي‎ ‎عليهم ، ويتم بوسيلتين هما ‏الأموال والبنين، وهذا ما نراه واضحاً في أيامنا هذه ،‎ ‎فالغرب يمدهم بالمال ويسهل هجرة ‏اليهود إلى فلسطين.‏‎ ‎
‎" ‎جئنا بكم لفيفاً….."‏‎ ‎‏:-‏‎
لقد مضى على اليهود أكثر من قرن وهم يأتون ملتفين في هجرات متتابعة إلى فلسطين‎ ، ‎ولن ‏يتوقف ذلك حتى يتم تجميع كل اليهود في هذه المنطقة تمهيداً للقضاء عليهم.‏‎ ‎

‎" ‎وجعلناكم أكثر نفيراً…"‏‎ ‎‏:-‏‎
أي أن الله عز وجل سيجعل اليهود الأكثر أعواناً‎ ‎ومؤيدين ، وهذا يبدو واضحاً من مواقف ‏العالم معهم.‏‎ ‎
‎" ‎إن أحسنتم أحسنتم‎ ‎لأنفسكم…"‏‎ ‎‏:-‏‎
هذا رد على زعم تفرد اليهود على البشرية، وتفضيلهم على باقي الناس ،‎ ‎فهي أوهام ‏اخترعوها ولا أساس لها .‏‎
هذا هو الإفساد الأخير لليهود‎
تحدث‎ ‎القرآن عن الإفساد الثاني لليهود بقوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ )‏
وبقوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً)‏
فكلمة " الآخرة " لا يراد بها‎ ‎يوم القيامة ، فليست هي المقابلة للدنيا ، وإنما الآخرة هنا هي ‏المقابلة للأولى ،‎ ‎الأولى في قوله " فإذا جاء وعد أولاهما " أي المرة الأولى ، والآخرة " فإذا ‏جاء وعد‎ ‎الآخرة " أي المرة الثانية في الإفساد ، وتدل على أنه سيكون الإفساد الأخير .‏‎
لماذا قال : " ليسوءوا وجوهكم " ؟‎
إن المعركة بين المسلمين واليهود لا ينتج‎ ‎عنها إبادة اليهود وإفناؤهم والقضاء عليهم ، وإنما ‏ينتج عنها إزالة فسادهم وتدمير‎ ‎كيانهم ، وتحويلهم إلى مجموعات يهودية ذليلة مهزومة ‏مسحوقة، فإساءة وجوه اليهود لا‎ ‎تعني إفناؤهم .‏‎

اليهود والمسيح الدجال‎ ‎‏:-‏‎
سيظهر الدجال - وهو يهودي - في آخر‏‎ ‎الزمان من أصفهان بإيران ، وسيتبعه منها سبعون ‏ألف يهودي ، ثم يحاربهم المسلمون‎ ‎ومعهم عيسى عليه السلام الذي سيقتل الدجال بيده الشريفة ‏، وسيقضي المسلمون على كل‎ ‎يهودي تحقيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لن تقوم ‏الساعة حتى تقاتلوا‎ ‎اليهود ، فتقتلوهم حتى ينطق الشجر والحجر فيقول :" يا مسلم يا عبدالله : ‏هذا يهودي‎ ‎ورائي تعال فاقتله".‏‎ ‎

‏( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ )‏‎ ‎‏:-‏‎
يعود الضمير‎ ‎الفاعل في " ليدخلوا " على الضمير الفاعل في " ليسوءوا " ، فالذين يسوءون ‏وجوه‎ ‎اليهود هم الذين يدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة ، والمراد بالمسجد هنا المسجد‎ ‎الأقصى ، وهم المسلمون الذين دخلوه فاتحين أول مرة عندما حرروه من الرومان ، وتم‎ ‎لهم ‏فتح الشام ونشر الإسلام فيه.‏‎
فالمعركة عند الإفساد الثاني بين اليهود‎ ‎والمسلمين ستكون معركة إسلامية إيمانية ، وليست ‏معركة قومية أو يسارية أو إقليمية‎ ‎وليست معركة فلسطينية أو عربية أو غير ذلك.‏‎

وإن غداً لناظره قريب......

الأخ علي نور الله
أحسنت(f)

الزميل أحمد كامل
سلام عليكم

الزميل جقل
أنا لم ولن أزعم أن الطائفة المنصورة حكر على حماس أو الجهاد أو حزب الله أو الإخوان، فهدئ أعصابك و (روق):23:

أنا تكلمت عن المقاومة الإسلامية عموما
وهي مقاومة تشمل فيما تشمله أولئك الأحرار الشرفاء في كل الفصائل ممن يؤمنون بمبدأ المقاومة للعدو والمناوأة له، فيظهرهم الله ويكبت عدوهم...
وأقول مكررا، أنا لا أفهم هذه الطائفة المنصورة بأنها خاصة بحماس، ولكننا لا أستطيع فهم الحديث بمنأى عن حماس
هذا ما قلته في مشاركتي الأولى وما أرتاح له، دون أن يعني لي هذا أكثر من بشارات أستأنس بها، وأبشر بها المؤمنين الأحرار، مع أنني كنت ولازلت على ثقة بأن البرهان ذات البرهان، والآية ذات الآية، والبشارة ذات البشارة، يطرحون على طائفتين:
(َأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ }البقرة26

(f)

الأخت مسلمة
أحسنت وجزاك الله خيرا(f)

اقتباس:  muslimah   كتب/كتبت  
قال سبحانه (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً ‏كَبِيراً) (الاسراء:4)  ‏‏(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً ‏مَفْعُولاً)(ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً)(إِنْ أَحْسَنْتُمْ ‏أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا ‏دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً)(عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ ‏لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً) (الاسراء 5-8)  ‏‏ أول مرة " وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً "- "عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ "- "وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ ‏حَصِيراً " (الاسراء: من الآيات 4-8)‏

وقال تعالى في آخر السورة عن الإفساد الثاني )وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ ‏فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً) (الاسراء:104)  ‏اختلف العلماء في تفسيرهم للإفسادين ولكن جميع التفاسير السابقة لا تنطبق‎ ‎عليها الأحداث ‏التي وردت في الآيات فلا بد من إعادة النظر في فهم النصوص وأحداث‎ ‎التاريخ . لقد علا ‏اليهود قديماً وأفسدوا إفسادات كثيرة ، ونظراً لربط الآيات‎ ‎الكريمة بين المسجد الأقصى ‏والتاريخ اليهودي فإننا نؤكد أن الإفسادين متعلقان‎ ‎بالمسلمين بعد بعثة نبينا محمد صلى الله ‏عليه وسلم.‏‎  

إفسادهم الأول في المدينة‎ ‎‏:-‏‎  
أتى اليهود إلى يثرب هاربين من الإضطهاد الروماني واليوناني الذي صُب عليهم في‎ ‎بلاد ‏الشام ، وأُعجب العرب بما عند اليهود من مال وعلم وثقافة ، وتفنن اليهود في‎ ‎التحكم بالعرب ‏والإفساد بينهم وامتصاص خيراتهم وإخضاعهم ، وكانوا يبشرونهم بقرب‎ ‎ظهور نبي ، ‏ويهددونهم بأنهم سيتبعونه ويقتلون العرب معه ، ولكنهم لما بُعث محمد صلى‎ ‎الله عليه وسلم ‏كانوا أكثر الناس عداوة له ، وتآمروا على قتله وحاربوه مع القبائل‎ ‎العربية الجاهلية .‏‎  
‎ ‎‏“فإذا جاء وعد أولاهما….. "‏‎ ‎‏:-‏‎  
‎" ‎إذا " ظرف لما يستقبل من‎ ‎الزمان ، أي أن المجيء يأتي بعد نزول آيات الإسراء المكية ، ‏وبالتالي فإن عباد الله‎ ‎الربانيين سيكونون أيضاً بعدها .‏‎  
‎ ‎‏“بعثنا عليكم …."‏‎ ‎‏:-‏‎  
إن التعبير بالبعث‎ ‎مقصود ومراد ، فالله بعث الصحابة بعثاً من العدم فلم يكن للعرب في ‏الجاهلية أية‎ ‎منزلة. كما أن كلمة " بعثنا توحي أن مجيء هؤلاء الربانيين لم يكن متوقعاً فقد ‏بعث‎ ‎الله الصحابة بعثاً فأزالوا إفساد اليهود وورثوا قوة اليهود ، الصغيرة في المدينة ،‏‎ ‎وقوة ‏فارس والروم الكبيرة في العالم .‏‎  
‎" ‎عباداً لنا….."‏‎ ‎‏:-‏‎  
هذه الجملة لا‎ ‎تنطبق إلا على الصحابة لأن الله سماهم " عباداً " وأضافهم إليه " لنا "‏‎  
إن كلمة‎ " ‎عباد " لا تنطبق على الكافرين السابقين الذين نسب لهم المؤرخون إزالة الإفسادين‎ ‎مثل بختنصر وغيره.‏‎  
هناك فرق بين كلمتي عباد وعبيد لأنه لا ترادف في كلمات‎ ‎القرآن ، فكلمة " عبيد " ذُكرت في ‏القرآن الكريم خمس مرات في الكلام عن الكفار‎ ‎ومعظمها بصيغة : " وما ربك بظلام للعبيد " ‏أي أن الله يحاسب الكفار بعدله.‏‎  
أما‎ ‎كلمة " عباد " فهي مذكورة خمساً وتسعين مرة منها أكثر من تسعين مرة عن المؤمنين .‏‎ ‎إن الألف في هذه الكلمة توحي بالعزة والكرامة وهي صفات المسلم .‏‎  
‏“أولي بأس‎ ‎شديد…."‏‎ ‎‏:-‏
كانت قوة الصحابة وبأسهم في مواجهة اليهود في جانبين : الجانب المادي‎ ‎الذي تمثل في شدة ‏قتالهم لليهود ويشهد عليه حصارهم لبني قينقاع وبني النضير وقتل‎ ‎بني قريظة ومحاربتهم في ‏خيبر وإخراجهم منها .‏‎  
والجانب المعنوي الذي تمثل في‎ ‎تحديهم لليهود وإذلالهم لهم ، ويشهد عليه مواقف أبي بكر ‏وعمر وعلي وعبادة بن الصامت‎ ‎وعبدالله بن رواحة وغيرهم .‏‎  
لقد حكم " سعد بن معاذ " على بني قريظة حكماً‎ ‎ربانياً بقتل رجالهم وسبي نسائهم وأطفالهم ‏ومصادرة أموالهم واستملاك بيوتهم‎ ‎وأراضيهم وأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه .‏‎ ‎
‎" ‎فجاسوا خلال الديار…"‏‎ ‎‏:-‏‎  
الجوس هو تخلل الشيء والتغلغل فيه، وقد دخل الصحابة ديار اليهود، واحتلوها‎ ‎وجاسوا ‏خلالها في ديار بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة وفي خيبر وفي وادي القرى‎ ‎وفدك ‏وتيماء.‏‎  
لقد أزالوا كيانهم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم أجلى‎ ‎الفاروق بقاياهم عن جزيرة ‏العرب.‏‎  
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الجوس بقوله‎ ‎تعالى )وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ‏مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) (الأحزاب:26)  ‏‏ )وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) ‏‏(الأحزاب:27)  ‏نحن نعيش الإفساد الثاني‎ ‎لليهود‎ ‎‏:-‏‎  
إذا علمنا أن إفساد اليهود الأول كان في المدينة، وأن المسلمين هم الذين‎ ‎قضوا على ذلك ‏الإفساد ، نعلم أن الكَرّة تعود لليهود في الإفساد الثاني على الأجيال‎ ‎اللاحقة من المسلمين، ‏وهي الأجيال التي تعيش في هذا الزمان :" ثم رددنا لكم الكرة‎ ‎عليهم" . ولم تكن لليهود كرة ‏على الأقوام السابقين الذين حاربوهم .‏‎ ‎
‎" ‎وأمددناكم‎ ‎بأموال وبنين….."‏‎ ‎‏:-‏‎  
أي أن قوة اليهود ليست ذاتية بل خارجية، أمدهم الله بها ليقضي‎ ‎عليهم ، ويتم بوسيلتين هما ‏الأموال والبنين، وهذا ما نراه واضحاً في أيامنا هذه ،‎ ‎فالغرب يمدهم بالمال ويسهل هجرة ‏اليهود إلى فلسطين.‏‎ ‎
‎" ‎جئنا بكم لفيفاً….."‏‎ ‎‏:-‏‎  
لقد مضى على اليهود أكثر من قرن وهم يأتون ملتفين في هجرات متتابعة إلى فلسطين‎ ، ‎ولن ‏يتوقف ذلك حتى يتم تجميع كل اليهود في هذه المنطقة تمهيداً للقضاء عليهم.‏‎ ‎

‎" ‎وجعلناكم أكثر نفيراً…"‏‎ ‎‏:-‏‎  
أي أن الله عز وجل سيجعل اليهود الأكثر أعواناً‎ ‎ومؤيدين ، وهذا يبدو واضحاً من مواقف ‏العالم معهم.‏‎ ‎
‎" ‎إن أحسنتم أحسنتم‎ ‎لأنفسكم…"‏‎ ‎‏:-‏‎  
هذا رد على زعم تفرد اليهود على البشرية، وتفضيلهم على باقي الناس ،‎ ‎فهي أوهام ‏اخترعوها ولا أساس لها .‏‎  
هذا هو الإفساد الأخير لليهود‎  
تحدث‎ ‎القرآن عن الإفساد الثاني لليهود بقوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ )‏
وبقوله ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً)‏
فكلمة " الآخرة " لا يراد بها‎ ‎يوم القيامة ، فليست هي المقابلة للدنيا ، وإنما الآخرة هنا هي ‏المقابلة للأولى ،‎ ‎الأولى في قوله " فإذا جاء وعد أولاهما " أي المرة الأولى ، والآخرة " فإذا ‏جاء وعد‎ ‎الآخرة " أي المرة الثانية في الإفساد ، وتدل على أنه سيكون الإفساد الأخير .‏‎  
لماذا قال : " ليسوءوا وجوهكم " ؟‎  
إن المعركة بين المسلمين واليهود لا ينتج‎ ‎عنها إبادة اليهود وإفناؤهم والقضاء عليهم ، وإنما ‏ينتج عنها إزالة فسادهم وتدمير‎ ‎كيانهم ، وتحويلهم إلى مجموعات يهودية ذليلة مهزومة ‏مسحوقة، فإساءة وجوه اليهود لا‎ ‎تعني إفناؤهم .‏‎  

اليهود والمسيح الدجال‎ ‎‏:-‏‎  
سيظهر الدجال - وهو يهودي - في آخر‏‎ ‎الزمان من أصفهان بإيران ، وسيتبعه منها سبعون ‏ألف يهودي ، ثم يحاربهم المسلمون‎ ‎ومعهم عيسى عليه السلام الذي سيقتل الدجال بيده الشريفة ‏، وسيقضي المسلمون على كل‎ ‎يهودي تحقيقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لن تقوم ‏الساعة حتى تقاتلوا‎ ‎اليهود ، فتقتلوهم حتى ينطق الشجر والحجر فيقول :" يا مسلم يا عبدالله : ‏هذا يهودي‎ ‎ورائي تعال فاقتله".‏‎ ‎

‏( وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ )‏‎ ‎‏:-‏‎  
يعود الضمير‎ ‎الفاعل في " ليدخلوا " على الضمير الفاعل في " ليسوءوا " ، فالذين يسوءون ‏وجوه‎ ‎اليهود هم الذين يدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة ، والمراد بالمسجد هنا المسجد‎ ‎الأقصى ، وهم المسلمون الذين دخلوه فاتحين أول مرة عندما حرروه من الرومان ، وتم‎ ‎لهم ‏فتح الشام ونشر الإسلام فيه.‏‎  
فالمعركة عند الإفساد الثاني بين اليهود‎ ‎والمسلمين ستكون معركة إسلامية إيمانية ، وليست ‏معركة قومية أو يسارية أو إقليمية‎ ‎وليست معركة فلسطينية أو عربية أو غير ذلك.‏‎  

وإن غداً لناظره قريب......

مسلمة

أمازلت "تلملمين" ثواب الآخرة في هذا المنتدى عبر خزعبلات ما أنزل الله بها؟

بالله عليك ارحمي عقلنا ..و لازمي ساحة الأديان فقد جاء في الحديث القدسي أن ثواب الكلمة هناك بسبعين مما تعدون في الفكر الحر:)